المؤتمر الدّولي للمتاحف يعزّز دور التعليم والابتكار في تطوير المتاحف

لتعظيم أثرها المجتمعي وخلق تجارب مؤثرة

النسخة الأولى من «المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف» (هيئة المتاحف)
النسخة الأولى من «المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف» (هيئة المتاحف)
TT

المؤتمر الدّولي للمتاحف يعزّز دور التعليم والابتكار في تطوير المتاحف

النسخة الأولى من «المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف» (هيئة المتاحف)
النسخة الأولى من «المؤتمر الدولي للتعليم والابتكار في المتاحف» (هيئة المتاحف)

دعا مشاركون في «المؤتمر الدّولي للتعليم والابتكار في المتاحف» المقام في الرياض، إلى أهمية تعزيز دور التعليم وتشجيع الابتكار في قطاع المتاحف، لتطوير تجربة الزائرين وتعظيم أثرها في الفضاء العام، مشيرين إلى أهمية تكييف الحلول مع الحقائق السياقية لكل مجتمع، وإطلاق مبادرات للتعلّم العابر للحدود في كثير من التخصصات، بما يمكّن المتاحف من لعب دورٍ كبيرٍ بوصفها مساحات مدنية ومجتمعية حيوية وفاعلة.

وشدّد المشاركون على أهمية التعليم والابتكار في دعم تطلعات قطاع المتاحف، من خلال النقاشات وفرص التعاون التي سنحت بها النسخة الأولى من المؤتمر الدّولي الذي تنظمه هيئة المتاحف السعودية بحضور نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مؤسسات رصينة ورائدة حول العالم.

البروفسور آدم حبيب (هيئة المتاحف)

خلق تجارب محلية ضرورة للنجاح

وقال البروفسور آدم حبيب، نائب رئيس كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، إن نجاح الحلول العالمية، يتطلّب العمل على تطويعها محلياً، مشيراً إلى أن مواجهة التحديات العالمية لن تنجح بالاعتماد على أنظمة المعرفة المأخوذ بها في العالم الغربي فقط، بل العالم بحاجة إلى ابتكار تجارب محلية وتكييف الحلول مع الحقائق السياقية لكل مجتمع.

وتابع حبيب في جلسة عن التعاون بين المتاحف والجامعات موضحاً، أن البرامج التعليمية ينبغي أن تكون متعدّدة، وتشمل على سبيل المثال، برامج في دراسات المتاحف، وتغير المناخ، والأوبئة، ومجالات متصلة بالقطاع مثل وسائل الإعلام والاتصال، من أجل تشجيع انطلاق التعلّم العابر للحدود في كثير من التخصصات.

جانب من المؤتمر (هيئة المتاحف)

وقال البروفسور آدم حبيب، على هامش الشراكة النوعية التي أُبرمت بين جامعة عفت وجامعة لندن في إطار دعم التعليم المتحفي، إنها شراكة قيد التطوّر، ومحاولة رائدة قيد الاختبار، مصممة لتجاوز الحدود الوطنية، وتعزيز القدرات البشرية، والكفاءات في سياقات مختلفة، لافتاً إلى أنها تقلّل الخطوط الفاصلة بين الجامعات، والحكومات، وأصحاب المصلحة الآخرين، وتخاطب الاحتياجات الوطنية في السعودية، وتعالج المظاهر المحلية للتحديات العالمية في نواح كثيرة، ووصفها بتجربة لإعادة تصوّر العلاقة بين الجامعات والمتاحف للقرن الـ21.

شدّد المشاركون على أهمية التعليم والابتكار في دعم المتاحف (هيئة المتاحف)

من جهتها، قالت الدكتورة ريم المدني، عميدة الدّخول والتسجيل في جامعة عفت، إن تجربة العالم خلال جائحة «كوفيد - 19» سلّطت الضوء على قدرات التعلم عبر الإنترنت وعلى نطاق عالمي وهو ما لم يكن ممكناً قبل 20 عاماً.

وقالت المدني عن البرنامج الذي أطلقته هيئة المتاحف السعودية بتعاون بين جامعتي عفت ولندن، إن «البرنامج فريد ومميز للغاية؛ لأنه نتاج لجنة المتاحف. جزء من أهدافنا هو العمل مع الصناعة عن قرب، لأننا نريد أن يحمل خريجونا المهارات التي تتطلبها هذه الصناعة، وهي خطوة مميزة، تتماشى مع أهداف جامعتنا، ومع أهداف (رؤية السعودية 2030)».

في النقاشات رُكز على أهمية الابتكار في خلق تجارب متحفية مؤثرة (هيئة المتاحف)

الابتكار يتطلب المخاطرة

ركزت أجزاء من النقاشات التي جرت على المنصة الرئيسية للمؤتمر الدّولي على أهمية الابتكار في خلق تجارب متحفية مؤثرة، تصل الأجيال الجديدة بكنوز المتاحف التراثية والثقافية، وتطوير قدرات المتاحف على رواية حكاياتها بطريقة جذابة ومبتكرة.

وقالت الدكتورة أنغيلا لابرادور، المحاضرة في جامعة جونز هوبكنز، إن الابتكار يتطلب المخاطرة، بما يسهم في انتشال المتاحف وأدائها من واقعها الحالي، وتحويل بعض ما يمكن وصفه بالإخفاقات إلى نماذج من النجاح والتميز، وأضافت: «من أجل الابتكار، لا بدّ أن نكون قادرين على التعلّم من تجاربنا، وأن نكون قادرين على تقييم نجاحنا، ومع ذلك، فإن استراتيجيات التقييم الحالية لدينا تربط النجاح بالمشاركة، ولا تقيس الأثر. نحن بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجيات التقييم لدينا بالدرجة الأولى».

شهد المؤتمر حضور نخبة من الأكاديميين والمتخصصين في مؤسسات عالمية (هيئة المتاحف)

من جهتها، قالت منال عطايا، من هيئة الشارقة للمتاحف: «يجب أن نكون قادرين على التحدث إلى مجتمعاتنا، نحن في خدمة الجمهور، ولذلك لدينا مسؤولية ومساءلة تجاه الآخرين، لا يمكننا الاختباء خلف هذه الجدران، وهو ما حدث في كثير من المؤسسات القائمة منذ فترة طويلة، والأمر الآخر هو أن الشباب اليوم يتوقعون منّا أن نفعل المزيد من حيث المشاركة الاجتماعية، ويمكن للمتاحف أن تلعب دوراً كبيراً بوصفها مساحات مدنية ومجتمعية، ويمكنها حقاً المساعدة في الحوار».

النسخة الأولى من المؤتمر (هيئة المتاحف)

وسلط إريك لانغام، مؤسس «باركر لانغام»، الضوء على دور المتاحف في ربط الأمم والمجتمعات بتاريخها وحضاراتها، وقال: «يتم إنشاء المتاحف في الأماكن لتجديد مدينة بأكملها، ولربط الأمة، أو لتنويع الاقتصاد، أو من أجل كل تلك الأمور، لذلك من الضروري جداً فهم هذا السياق الضخم، الذي يختلف في كل مكان، وعلينا أن نفهم ذلك بالفعل».

وعن دور المتحفي العامل في القطاع، قال إريك: «أن تكون راوياً دقيقاً هو الأمر الأهم، العمل الذي نقوم به هو تمثيل الجمهور الذي هو في الواقع الأشخاص من حولك، مهما فعلت، عليك التواصل معهم، وهذا يتغيّر مع مرور الوقت والمكان، ودائماً في حالة تعديل مستمرة».


مقالات ذات صلة

الاقتصاد أحد مكاتب شركة «أوليفر وايمان» (إس بي آر إي)

تقرير لـ«أوليفر وايمان» يكشف تعامل الرؤساء التنفيذيين مع تحولات الاقتصاد العالمية

كشفت شركة الاستشارات العالمية «أوليفر وايمان» عن استطلاع أجرته شمل 100 رئيس تنفيذي عن تعاملهم مع تحولات الاقتصاد العالمية بالتزامن مع انطلاق «مستقبل الاستثمار».

عبير حمدي (الرياض)
المشرق العربي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال استقبال رسمي في قصر الإليزيه بباريس 22 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

أولويتان ﻟ«المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية» غداً في باريس

ينعقد «المؤتمر الدولي لدعم الشعب والسيادة اللبنانية»، الخميس، في باريس، وتتركز أولوياته على الجانبين؛ الإنساني لمساعدة النازحين، والمالي لتعزيز الجيش اللبناني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد صورة للمؤتمر الصحافي لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» المنعقدة في الرياض (الشرق الأوسط)

أتياس: النسخة الثامنة من مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» ستشهد صفقات بـ28 مليار دولار

قدّر الرئيس التنفيذي لمؤسسة «مبادرة مستقبل الاستثمار»، ريتشارد أتياس، أن تشهد النسخة الثامنة من المؤتمر صفقات بقيمة 28 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
آسيا ضابط شرطة يقف حارساً بجوار لوحة إعلانية ترحيبية عليها صور رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ، في المنتصف، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، والرئيس آصف علي زرداري، على طول الطريق المؤدي إلى مكان انعقاد قمة منظمة شنغهاي للتعاون (أ.ب)

باكستان تعزز إجراءاتها الأمنية قبل اجتماع لمنظمة شنغهاي للتعاون

تخضع العاصمة الباكستانية إسلام آباد لإغلاق أمني صارم، بدءاً من الاثنين، قبل وصول رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في زيارة ثنائية

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

نوم الأمهات أثناء الإرضاع يهدد حياة الأطفال

توصية للأمهات بضرورة إرضاع الطفل في مكان آمن ومناسب لضمان سلامته (جامعة مانيتوبا)
توصية للأمهات بضرورة إرضاع الطفل في مكان آمن ومناسب لضمان سلامته (جامعة مانيتوبا)
TT

نوم الأمهات أثناء الإرضاع يهدد حياة الأطفال

توصية للأمهات بضرورة إرضاع الطفل في مكان آمن ومناسب لضمان سلامته (جامعة مانيتوبا)
توصية للأمهات بضرورة إرضاع الطفل في مكان آمن ومناسب لضمان سلامته (جامعة مانيتوبا)

كشفت دراسة لباحثين من جامعة فيرجينيا الأميركية عن أن أكثر من ربع الأمهات الجدد قد غفين مؤخراً أثناء إرضاع أطفالهن؛ الأمر الذي قد يُعرض الأطفال لخطر الإصابة بمتلازمة موت الرضع المفاجئ.

وأوضح الباحثون أن الدراسة تسلط الضوء على خطر نوم الأمهات أثناء إطعام أطفالهن، وهو سلوك غير مقصود، قد يعرض حياة الرضع للخطر، ونشرت النتائج، الخميس، في دورية (PEDIATRICS).

ومتلازمة موت الرضع المفاجئ، حالة يحدث فيها وفاة غير متوقعة لطفل عمره أقل من عام، عادة أثناء النوم، دون سبب واضح.

وتعد هذه الحالة من الأسباب الرئيسية لوفيات الرضع، وتُعرف أحياناً بـ«موت الطفل في المهد». ورغم أن أسباب هذه المتلازمة غير مفهومة تماماً، فإن بعض العوامل قد تزيد من خطرها، مثل النوم في وضعيات غير آمنة أو مشاركة السرير مع الوالدين.

وخلال الدراسة، أجرى الباحثون تحليلاً لبيانات استقصائية لأكثر من 1250 أماً جديدة، تم جمعها في إطار دراسة أجريت في 16 مستشفى بالولايات المتحدة.

وأظهرت النتائج أن أكثر من 28 في المائة من الأمهات ذكرن أنهن «غالباً» أو «أحياناً» يغفين أثناء إطعام أطفالهن خلال الأسبوعين الماضيين.

كما وجد الباحثون أن 83.4 في المائة من الأمهات اللواتي غفين لم يكن ينوين ذلك، وقد اخترن إرضاع أطفالهن على الكراسي أو الآرائك بدلاً من السرير، إلا أن الوسائد والمساحات الضيقة في تلك الأماكن قد تكون غير آمنة للرضع، حيث تزيد من خطر الوفاة بنسبة تصل إلى 49 إلى 67 مرة.

كما أظهرت الدراسة أن النساء اللواتي يقمن بالإرضاع في السرير كن أكثر عرضة للنوم (33.6 في المائة) مقارنةً باللواتي يرضعن أطفالهن على الكراسي أو الآرائك (16.8 في المائة).

وشدد الباحثون على أهمية تقديم توجيهات إضافية من قِبَل مقدمي الرعاية الصحية للآباء الجدد حول ممارسات الإطعام الآمن، بما في ذلك توعية الأمهات بأن هرموناً يُفرز طبيعياً أثناء الرضاعة يمكن أن يجعلهن يشعرن بالنعاس.

كما نصحوا بأن يكون الآباء على دراية بالمخاطر المحتملة للنوم أثناء إرضاع الأم للطفل، مؤكدين ضرورة تجهيز المساحة المحيطة بالطفل لتكون آمنة قدر الإمكان، من خلال إزالة الوسائد والأغطية لضمان بقاء مجرى الهواء لدى الطفل مفتوحاً. وأوصوا الأمهات أيضاً بإرضاع الطفل في مكان آمن ومناسب لضمان سلامته أثناء النوم وتقليل هذه المخاطر.