إنقاذ 150 شاباً أميركياً من الانتحار بفضل برنامج يراقب مواقع التواصل

الانتحار يعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الشباب في الولايات المتحدة (جامعة إسيكس)
الانتحار يعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الشباب في الولايات المتحدة (جامعة إسيكس)
TT

إنقاذ 150 شاباً أميركياً من الانتحار بفضل برنامج يراقب مواقع التواصل

الانتحار يعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الشباب في الولايات المتحدة (جامعة إسيكس)
الانتحار يعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الشباب في الولايات المتحدة (جامعة إسيكس)

استطاع برنامج مقره ولاية أوريغون الأميركية، يراقب استخدامات وسائل التواصل الاجتماعي، إنقاذ الشباب من أكثر من 150 محاولة انتحار خلال السنوات الخمس الماضية، وفقاً لدراسة جديدة نُشرت، السبت، في دورية «سايكتريك سيرفيسيز (Psychiatric Services)».

وتسلط نتائج الدراسة الضوء على أنه مهما كان دور وسائل التواصل الاجتماعي في إثارة أزمة الصحة العقلية التي تؤثر في الشباب الآن، تشير النتائج الجديدة لهذه الدراسة إلى أنه يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً أداة فريدة للكشف عن الرسائل المثيرة للقلق لأولئك المتخصصين وكذلك أفراد العائلات الذين يولون اهتماماً بها.

وكان موظفو منظمة «لاينز فور لايف» أو «خطوط من أجل الحياة»، وهي منظمة غير ربحية تدير خدمات دعم أزمات الصحة العقلية، قد تعاونوا مع باحثين في جامعة أوريغون الأميركية للعلوم الصحية، لتوثيق تلك التدخلات من كثب من خلال برنامج «فضاءات اجتماعية آمنة»، الذي أطلقته المنظمة في عام 2019.

وهو ما علق عليه الدكتور آلان تيو، أستاذ مشارك في الطب النفسي بكلية الطب بجامعة أوريغون، وكبير باحثي الدراسة: «هذه الدراسة مثال لأهمية الوصول للناس أينما كانوا»، مشدداً على أن «المشاركة المجتمعية أمر بالغ الأهمية».

وأضاف: «غالباً ما تنتظر أنظمة الرعاية الصحية قدوم المرضى إلى العيادة أو المستشفى، ولكن إذا انتظرنا قدومهم إلينا فسنفتقد كثيراً من الأشخاص الذين يحتاجون إلينا».

وخلال هذا النموذج، اتصل الموظفون المدربون في برنامج التدخل للمساحات الاجتماعية الآمنة، بأكثر من 3000 شاب شاركوا تجربتهم مع المشكلات العاطفية بشكل علني على وسائل التواصل الاجتماعي.

ويقدر البرنامج أنه من خلال الحوار الداعم مع هؤلاء الأفراد جرى تجنُّب 163 حالة من حالات إيذاء النفس التي يمكن أن تشمل محاولات للانتحار.

ووفق الدراسة، فإن الانتحار يعد سبباً رئيسياً للوفاة بين الشباب في الولايات المتحدة، وتشير بيانات المسوحات التي تُجرى حول هذا الأمر إلى أن واحداً تقريباً من كل 5 شباب كانت لديه أفكار جدية حول الانتحار في العام الماضي فقط، وأن الأبحاث حول الاستراتيجيات الفعالة لتحديد ومساعدة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يعانون من أزمة في الصحة العقلية محدودة للغاية.

واعترف تيو بمفارقة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق نتائج إيجابية في مجال الصحة العقلية، قائلاً: «التجارب على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون مرهقة، ولكن ما أحبه في هذا البرنامج هو أنه يوضح طريقة لاستخدام المنتديات الاجتماعية عبر الإنترنت لغرض جيد».

وأضاف: «من الواضح أن الأمر ليس بالأبيض والأسود، كالقول بأن وسائل التواصل الاجتماعي شريرة على طول الخط، أو أن الوقت الذي يقضيه الشباب أمام الشاشات هو أمر سيئ دائماً؛ فنحن نعلم أن الشباب يقضون وقتهم هناك، وكما هي الحال مع جميع التقنيات، فإن الشيء المهم هو كيفية استخدامها بطريقة إيجابية ومفيدة».


مقالات ذات صلة

مشوار النجوم الكوريين... من الولادة إلى الانتحار

يوميات الشرق نجم الغناء الكوري كيم جونغ هيون انتحر في الـ27 بسبب المعاناة من الاكتئاب (أ.ب)

مشوار النجوم الكوريين... من الولادة إلى الانتحار

تتزايد الانتحارات في أوساط الفنانين الكوريين بشكلٍ مطّرد. ما الأسباب التي تدفع هؤلاء النجوم الشباب إلى إنهاء حياتهم؟

كريستين حبيب (بيروت)
شؤون إقليمية إردوغان متحدثاً أمام السفراء الأجانب في تركيا (الرئاسة التركية)

إردوغان يلوح لأوروبا بالأمن... وحزب كردي يطالب بحرية «أوجلان»

دعا حزب تركي مؤيد للأكراد إلى تخفيف ظروف سجن زعيم منظمة حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان حتى يتمكن من القيام بمهامه في الدعوة التي أطلقها لحلّ الحزب.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
يوميات الشرق الممثلة الكورية الجنوبية كيم ساي رون في سيول (أ.ب)

انتقادات للتعليقات «السامة» تجاه المشاهير بعد وفاة ممثلة كورية جنوبية شابة

أثارت وفاة الممثلة الكورية الجنوبية كيم ساي رون هذا الأسبوع موجة من الحزن ودعوات إلى تغيير الطريقة التي يتم بها التعامل مع المشاهير في البلاد.

«الشرق الأوسط» (سيول)
شؤون إقليمية جنود إسرائيليون يبكون في جنازة أحد قتلى العمليات بقطاع غزة ديسمبر 2023 (رويترز)

جندي إسرائيلي حاول الانتحار فتظاهر بأنه فلسطيني... وصاح: «الله أكبر»

حاول جندي إسرائيلي مصاب بصدمة نفسية من الحرب الانتحار فتوجه إلى الحدود مع غزة، وتظاهر بأنه فلسطيني يحاول تنفيذ عملية مسلحة

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية ماتياس أكونيا (وسائل إعلام إكوادورية)

انتحار اللاعب الأوروغواياني أكونيا في الأكوادور

تُوفي المهاجم الأوروغواياني ماتياس أكونيا لاعب نادي موشوك رونا ضمن الدوري الإكوادوري لكرة القدم السبت عن عمر يناهز 32 عاماً، مع ترجيح فرضية الانتحار.

«الشرق الأوسط» (كيتو )

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
TT

أزمة تصوير جنازات الفنانين تعود إلى الواجهة في مصر

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)
لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (حساب الفنانة بدرية طلبة على «فيسبوك»)

عادت أزمة تصوير جنازات الفنانين إلى الواجهة بمصر مجدداً، بعد تزاحم عدد كبير من المصورين بالهواتف المحمولة خلال تشييع جنازة الفنان المصري سليمان عيد، الجمعة، حيث لاحقت الكاميرات نجوم الفن، وأسرة الراحل، لتصوير لقطات خاصة أثناء دفن الجثمان.

وطالب عدد من الفنانين بمنع تصوير الجنازات، خصوصاً أن هوية المصور ليست معلومة؛ حيث كتب الفنان المصري طه دسوقي عبر حسابه بموقع «فيسبوك»، منتقداً ما يحدث، وتساءل: «ما السبق الصحافي في تصوير جثمان... ولماذا يتم التصوير داخل المقابر؟».

ووجَّه دسوقي سؤاله للعاملين في المجال الإعلامي، قائلاً: «كيف يمكنني التعامل مع مَن يُصورني في حياتي اليومية، وأثناء حضوري مناسبات ليست لها علاقة بمجال عملي، وهل أتعامل معه على أنه صحافي أم متحرش؟».

كما عبَّرت الفنانة المصرية بدرية طلبة عن استيائها، وكتبت عبر حسابها بموقع «فيسبوك»: «مهزلة الجنازات وصلت إلى تصوير النعش وما بداخله، من أجل أسبقية النشر والحصول على مشاهدات، من دون اعتبار لحرمة الميت».

وتساءلت بدرية: «مَن هؤلاء؟ ولماذا يوجدون ويزاحمون أهل وأصدقاء المتوفى؟ وطالبت طلبة بالاطلاع على الأوراق التي تُثبت أن مَن يقوم بالتصوير صحافي أم أشخاص يتتبعون الجنازات للتصوير من أجل الربح».

الفنان الراحل سليمان عيد (حسابه بموقع «فيسبوك»)

ويؤكد الناقد الفني المصري رامي المتولي أن «ما يحدث هو ظاهرة سلبية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مَن يقوم بهذا الأمر ليست لهم علاقة بمهنة الصحافة، وليسوا صحافيين بالأساس»، وإن كان المتولي يرى أن «جنازات وعزاءات المشاهير عموماً لا بد من توثيقها، من خلال التصوير الفوتوغرافي والفيديو، ولكن دون إزعاج أو محاولة انتهاك الخصوصية، أو البحث عن سبق على حساب مشاعر الحزن التي تُخيّم على المكان».

وقبل عام، نشرت مواقع صحافية محلية لقطات من جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني، ولنجله الفنان أحمد السعدني الذي انفعل بدوره على المصورين الذين تزاحموا خلال الجنازة وطالبهم بالابتعاد.

في حين طالبت نقابة الممثلين، في بيان لها بالتزامن مع أزمة تصوير جنازة السعدني، بعدم وجود الصحافيين والمراسلين في عزاء الفنان الراحل بناءً على رغبة أسرته.

وأكد بيان النقابة أن الفنان أشرف زكي سيضع شروطاً لحضور مراسم الدفن أو الجنازات سيتم الاتفاق عليها بين نقابتي الممثلين والصحافيين.

كما أصدرت وزارة الأوقاف أيضاً بياناً بمنع التصوير في أي جنازة، سواء حال دخولها أو خروجها وأثناء الصلاة على المتوفى، مراعاة لحرمة المسجد وحرمة الميت ومشاعر أهله.

لكن نقابة الصحافيين رفضت قرار «الأوقاف»، موضحة أنه ليس لأي جهة أو شخص الحق في حظر التصوير، وأن ذلك مخالف لنصوص الدستور والقانون، الذي يتيح لهم ممارسة العمل دون رقابة، وأن وضع القواعد من اختصاصها؛ حيث اجتمعت حينها مع نقابة الممثلين لتحديد ضوابط التصوير.

لقطة من جنازة الفنان الراحل سليمان عيد (صورة متداولة على «فيسبوك»)

في السياق؛ كتبت الشاعرة منة القيعي عبر حسابها بموقع «فيسبوك»، تعليقاً على الأزمة المثارة: «أتمنى من الدولة إصدار قرار بمنع الصحافة من الحضور والتصوير والنشر في العزاء والجنازات».

وفي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أشار المتولي إلى أنه يجب تحديد مكان للمصورين، وعدم الاختلاط مع الحاضرين، والحفاظ على خصوصيتهم، وتقدير قيمة الحدث، وما يجري خارج هذا الإطار فليست له علاقة بالصحافة.

ويلفت الناقد الفني إلى أن «تغطية كثير من الصحافيين للجنازات تتم بشكل مهني، لكن وجود أفراد غيرهم لا يملكون ثقافة التعامل يعوق عملهم؛ ما يؤدي لاختلاط الأمور».