القاهرة عاصمة للسياحة بمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2026

ملف ترشيحها اعتمد على المسارات التاريخية والثقافية والروحانية

منطقة الأهرامات الأثرية من أبرز المناطق السياحية بالقاهرة الكبرى (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منطقة الأهرامات الأثرية من أبرز المناطق السياحية بالقاهرة الكبرى (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

القاهرة عاصمة للسياحة بمنظمة التعاون الإسلامي لعام 2026

منطقة الأهرامات الأثرية من أبرز المناطق السياحية بالقاهرة الكبرى (وزارة السياحة والآثار المصرية)
منطقة الأهرامات الأثرية من أبرز المناطق السياحية بالقاهرة الكبرى (وزارة السياحة والآثار المصرية)

فازت مدينة القاهرة بلقب عاصمة السياحة للدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي خلال موسم (2025 - 2026)، استناداً إلى عدة مقومات تضمنها ملف ترشيح العاصمة المصرية، من بينها مسارات تاريخية وثقافية وترفيهية ومعالم حديثة.

وعدّ وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى هذا الفوز يتناسب مع ما تتمتع به القاهرة من مقومات سياحية متنوعة، مشيراً في بيان للوزارة، السبت، إلى الجهود التي تبذل لتطوير منتج القاهرة الثقافي الجديد «Cairo City break»، لتصبح مقصداً سياحياً قائماً بذاته، والعمل على زيادة عدد الليالي السياحية في المدينة.

وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو» قد اختارت القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية قبل 4 سنوات، وقال مدير المنظمة وقتها إن هذا الاختيار «ليس فقط لأن القاهرة رمز للثقافة ومنارة للإشعاع الحضاري على مر العصور، بملامحها ومفكريها وعلمائها، بل أيضاً لكونها تضم ثقافات وحضارات متعددة وديانات مختلفة».

وعدّ الخبير السياحي المصري، محمد كارم، فوز القاهرة بجائزة العاصمة السياحية لمنظمة التعاون الإسلامي «تكليلاً لاهتمام القيادة السياسية بالسياحة خلال الفترة الماضية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المقومات السياحية لمدينة القاهرة ومنتج القاهرة الثقافي الذي يتم تجهيزه منذ فترة ساهمت في دعم اختيارها عاصمة سياحية للمنظمة»، مشيراً إلى أن «مدينة القاهرة مقصد سياحي قائم بذاته ساهم في زيادة أعداد الليالي السياحية بها، وخلال الفترة الماضية أقر رئيس الوزراء زيادة عدد الغرف السياحية بالقاهرة، انطلاقاً من الاهتمام بالمزارات السياحية والدينية والتاريخية والتراثية، وكذلك تأهيل المناطق السياحية لاستقبال السياح، وإثراء التجربة للزائر والتسهيلات السياحية التي تقدمها مصر للسائحين، وكذلك إنشاء فنادق حول الأماكن السياحية».

وسعت وزارة السياحة والآثار إلى تطوير المزارات التاريخية والروحانية والتراثية وإعادة تأهيل شاملة لأماكن في محيط المدينة لتحسين تجربة الزوار، بحسب مدير الإدارة الاستراتيجية بوزارة السياحة المصرية، عادل الجندي.

قلعة صلاح الدين الأيوبي من الآثار الإسلامية البارزة في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وارتكز ملف ترشيح القاهرة عاصمة سياحية للدول المشاركة في منظمة التعاون الإسلامي على 4 مسارات رئيسية، هي: المسار التاريخي والأثري الذي يتضمن عدداً كبيراً من المواقع الأثرية المصرية القديمة والقبطية والإسلامية، والمسار الثقافي متضمناً المتاحف والقصور ومعالم القاهرة التاريخية، والمسار الترفيهي ويشمل الحدائق العامة والأسواق والمماشي السياحية على النيل وأماكن الترفيه المختلفة، والمسار الأخير يرتبط بالمعالم الحديثة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ولفت الخبير السياحي إلى أن «أكثر المقومات التي ساهمت في ترشيح مدينة القاهرة كان المسار التاريخي الأثري، بما يتضمنه من معالم ممثلة في آثار الجيزة وسقارة وأبو صير ودهشور وميت رهينة، وكذلك التراث الإسلامي من مجمع الأديان ومنطقة القاهرة التاريخية».

وقال كارم إن هناك «اهتماماً كبيراً توليه القيادة السياسية لمزارات آل البيت أيضاً، ما ظهر في حرص الرئيس على افتتاح المنشآت الدينية مثل مسجدي الحسين والسيدة زينب اللذين قام بافتتاحهما بعد التطوير، وبالطبع هناك مسار العائلة المقدسة في مصر مثل كنيسة (أبو سرجة) وشجرة مريم بالمطرية وغيرها من الأماكن، ما ساهم في أن تصبح مدينة القاهرة من أهم المدن السياحية ليس على مستوى دول منظمة التعاون الإسلامي فقط ولكن على مستوى العالم».

وأشار إلى أنماط سياحية أخرى تتمثل في السياحة الترفيهية واصفاً القاهرة بأنها «المدينة التي لا تنام».

وأنشئت مدينة القاهرة عام 969 ميلادية، وتوالت عليها الدول الفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية بما حملته من آثار ولمسات ثقافية ومعمارية وتراثية تمثلت في المساجد والأسبلة والمنشآت المختلفة، والأسواق الشعبية، وتقدر مساحة القاهرة حالياً بأكثر من 3 آلاف كيلو متر مربع، ويصل عدد سكانها إلى 10.3 مليون نسمة وفق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء في عام 2023. فيما يضم إقليم القاهرة الكبرى محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بتعداد سكان يصل إلى 26 مليون نسمة.


مقالات ذات صلة

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

شمال افريقيا ناجون من غرق المركب في مقهى بمرسى علم أمس (أ.ب)

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

عملت فرق الإنقاذ المصرية، على مدار الساعة، على إنقاذ العدد الأكبر من 45 شخصاً كانوا على متن «لنش» سياحي، تعرض للغرق بمنطقة سطايح شمال مدينة «مرسى علم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
TT

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)
فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي، لافتاً إلى أن الفيلم يحترم دور المعلم ويقدّره حتى مع وجود الطابع الكوميدي في العمل.

الفيلم الذي عُرض للمرة الأولى ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية» بالنسخة الماضية من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، تدور أحداثه في 8 فصول حول رهان مدير المدرسة على تأسيس «الفصل الشرعي» ليقدم من خلاله نهجا مختلفاً عن المتبع.

وقال المطيري لـ«الشرق الأوسط» إن «المدرسة تشكل فترة مهمة في حياة كل شخص ولا تزال هناك ذكريات ومواقف راسخة في ذاكرتنا عنها، الأمر الذي سيجعل من يشاهد الفيلم يشعر بأن هناك مواقف مشابهة ربما تعرض لها أو شاهدها بالفعل خلال مسيرته التعليمية»، مرجعاً حماسه لتقديم شخصية الأستاذ «شاهين دبكة» مدير ثانوية «السويدي الأهلية» رغم كون الدور لرجل أكبر منه سناً إلى إعجابه بالفكرة التي يتناولها العمل وشعوره بالقدرة على تقديم الدور بشكل مختلف.

فهد المطيري مع أبطال الفيلم (الشركة المنتجة)

وأضاف المطيري: «إن الماكياج الذي وضعته لإظهار نفسي أكبر عمراً، استوحيته جزئياً من الفنان الراحل حسين الرضا خصوصاً مع طبيعة المدير ومحاولته المستمرة إظهار قدرته في السيطرة على الأمور وإدارتها بشكل جيد، وإظهار نفسه ناجحاً في مواجهة شقيقه الأصغر الذي يحقق نجاحات كبيرة في العمل ويرأسه».

وحول تحضيرات التعامل مع الشخصية، أكد المطيري أن خلفيته البدوية ساعدته كثيراً لكونه كان يحضر مجالس كبار السن باستمرار في منزلهم الأمر الذي لعب دوراً في بعض التفاصيل التي قدمها بالأحداث عبر دمج صفات عدة شخصيات التقاها في الواقع ليقدمها في الدور، وفق قوله.

وأوضح أنه كان حريصاً خلال العمل على إبراز الجانب الأبوي في شخصية شاهين وتعامله مع الطلاب من أجل تغيير حياتهم للأفضل وليس التعامل معهم على أنه مدير مدرسة فحسب، لذلك حاول مساعدتهم على بناء مستقبلهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة.

وأشار إلى أنه عمل على النص المكتوب مع مخرجي الفيلم للاستقرار على التفاصيل من الناحية الفنية بشكل كبير، سواء فيما يتعلق بطريقة الحديث أو التوترات العصبية التي تظهر ملازمة له في الأحداث، أو حتى طريقة تعامله مع المواقف الصعبة التي يمر بها، وأضاف قائلاً: «إن طريقة كتابة السيناريو الشيقة أفادتني وفتحت لي آفاقاً، أضفت إليها لمسات شخصية خلال أداء الدور».

المطيري خلال حضور عرض فيلمه في «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

وعن تحويل العمل إلى فيلم سينمائي بعدما جرى تحضيره في البداية على أنه عمل درامي للعرض على المنصات، أكد الممثل السعودي أن «هذا الأمر لم يضر بالعمل بل على العكس أفاده؛ لكون الأحداث صورت ونفذت بتقنيات سينمائية وبطريقة احترافية من مخرجيه الثلاثة، كما أن مدة الفيلم التي تصل إلى 130 دقيقة ليست طويلة مقارنة بأعمال أخرى أقل وقتاً لكن قصتها مختزلة»، موضحاً أن «الأحداث اتسمت بالإيقاع السريع مع وجود قصص لأكثر من طالب، والصراعات الموجودة»، مشيراً إلى أن ما لمسه من ردود فعل عند العرض الأول في «القاهرة السينمائي» أسعده مع تعليقات متكررة عن عدم شعور المشاهدين من الجمهور والنقاد بالوقت الذي استغرقته الأحداث.

ولفت إلى أن «الفيلم تضمن تقريباً غالبية ما جرى تصويره من أحداث، لكن مع اختزال بعض الأمور غير الأساسية حتى لا يكون أطول من اللازم»، مؤكداً أن «المشاهد المحذوفة لم تكن مؤثرة بشكل كبير في الأحداث، الأمر الذي يجعل من يشاهد العمل لا يشعر بغياب أي تفاصيل».

وحول تجربة التعاون مع 3 مخرجين، أكد فهد المطيري أن الأمر لم يشكل عقبة بالنسبة له كونه ممثلاً، حيث توجد رؤية مشتركة من جميع المخرجين يقومون بتنفيذها في الأحداث، ولافتاً إلى أن حضورهم تصوير المشاهد الأخرى غير المرتبطة بما سيقومون بتصويره جعل الفيلم يخرج للجمهور بإيقاع متزن.