تسمّى عدد من مركبات هيئة الهلال الأحمر السعودي، المشارك في حج هذا العام بنحو 694 مركبة وطائرة، بعدد من المواقع الجغرافية التي تشكل وجدان المجتمع السعودي، ولها مدلولاتها وأهميتها عبر التاريخين القديم والمعاصر؛ ومنها جبال «طويق، سلمى، وطمية».
هذه المركبات، مع باقي منظومة هيئة الهلال الأحمر السعودي، تقدم خدمات مباشرة للحاج في المشاعر المقدسة خلال موسم الحج، وكل مركبة تسمت لها خصائصها ومقوماتها ونوعية الاستخدام من قِبل الكوادر البشرية للهلال الأحمر، الذين يتجاوز عددهم 2.5 ألف كادر طبي، يتعاملون مع كل الحالات بشكل سلس وسريع.
وتمتلك الهيئة طائرات الإسعاف الجوي والدراجات النارية وعربات الغولف المدعمة للعملية الإسعافية الميدانية؛ بهدف الوصول إلى كل المواقع، كما اعتمدت الهيئة بشكل مباشر على التقنية في كل خدماتها بهدف توفير خدمات إسعافية ذات جودة عالية وفي سرعة متناهية مخترقة كل التضاريس واختلاف الأجواء في المشاعر المقدسة.
ومن تلك العربات المستخدمة في عمليات الإسعاف، ما يُعرَف بمركز القيادة المتنقل «ثريا»، وهي عربة لقيادة الأحداث «الطوارئ، الكوارث، الأزمات»، مع إدارة الأحداث والتجمعات البشرية، كذلك «ضمك» أو ما يُعرَف بالاستجابة التكتيكية، وهي مخصصة للحوادث التي تشمل المخاطر الأمنية وتهدد سلامة المُسعفين، كما تمتلك الهيئة عربة التموين الطبي «سند» لإدارة الإمداد والتجهيزات والتموين الطبي، وتزويد سيارات الإسعاف المشارِكة في الأحداث والمناسبات.
وقال الدكتور يوسف الصفيان، المتحدث الرسمي في هيئة الهلال الأحمر السعودي، إن الهيئة تشارك في حج هذا العام، ضمن رؤية ورسالة المملكة 2030م، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن في تقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن في مواسم الحج، وتحت شعار «يسر وطمأنينة»، موضحاً أن هناك أكثر من 2540 من الكوادر الطبية الإسعافية والإدارية، ما بين أطباء واختصاصيين وفنيي إسعاف وطب الطوارئ، موزعين على 98 مركزاً إسعافياً في المنافذ وطرق الحاج والعاصمة المقدسة والحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة.
كما تستعين الهيئة بنخبة من القوى البشرية الإدارية لرفع الجاهزية والتخطيط، وتقديم الدعم اللوجستي؛ لضمان الاستدامة التشغيلية للخدمة الإسعافية، في حين تدعم الهيئة قواتها البشرية من العاملين في الميدان بأكثر من 694 من أسطولها الإسعافي، والذي يتكون من 320 سيارة إسعاف، و13 سيارة استجابة متقدمة، و7 طائرات إسعاف جوي، وطائرتي إخلاء طبي، و15 دراجة نارية، و150 عربة قولف، و150 سكوتر كهربائي، إضافة إلى 27 دراجة كهربائية، وعشر باصات إسعافية، وسيارات خدمة لدعم العمل الإسعافي والإداري، خلال مهمة حج هذا العام.
وتُسابق الفِرق الإسعافية، المدعومة بنحو 96 من العاملين في الترحيل الطبي بالعاصمة المقدسة، ومترجمين بعدة لغات لدعم استقبال وترحيل البلاغات الإسعافية، الوقت في عمليات الإسعاف، والتي تتناسب مع الحالات الشائعة في مواسم الحج، وتقديم التعليمات ما قبل وصول الفِرق الإسعافية لزيادة فرص النجاة وتحسين جودة الحياة، من خلال الاستجابة السريعة للمستجيب الأول، إضافة إلى وجود قرابة 595 متطوعاً يعملون تحت مظلة الفريق التطوعي في مختلف التخصصات الطبية والإسعافية.
وبالعودة للبعد الجغرافي في تسمية المركبات، تبرز مركبة باص الإصابات المتعددة «طويق»، وهي حافلة يمكنها إسعاف ونقل عدة إصابات في وقت واحد، ونقل عدد 14 إصابة، كما توجد مركبة «سلمى» والتي صُممت للاستجابة للحوادث التي تشمل مواد خطرة وإدارة الأحداث الكبرى التي ينتج عنها مواد «إشعاعية، كيميائية، بيولوجية».
في حين تُعد مركبة «طمية»، والتي يعود اسمها نسبة لصلابة الجبل الشاهق الذي يقع بين منطقتي المدينة المنورة والقصيم، أول مركبة إسعافية برمائية من نوعها في الشرق الأوسط، والتي تقوم بالاستجابة النوعية في عمليات إخلاء الحالات الطارئة التي يصعب الوصول إليها في المناطق الوعرة «الجبال، السهول، المائية والوحلة»، كما أنها تنقل 8 مرضى، وتعمل على مدار 19 ساعة دون توقف، تعمل أكثر من 65 ساعة في وضعية الوقوف، تحتوي على أنوار تحذيرية لمشاهدة الأماكن الليلية في الأوقات المظلمة.
وهنا عاد الدكتور الصفيان ليؤكد أن الهيئة وضعت كل طاقاتها وإمكانياتها لخدمة ضيوف الرحمن لموسم الحج، عبر تقديم أفضل الخدمات الإسعافية للحجاج والمشاركين، من خلال انتشار الفِرق الإسعافية، وضمان الوصول للحالات الإسعافية في أسرع وقت.