لوحات الفنان البريطاني تيرنر كانت نقطة تحول في مسار الكوكب

سجّل عن غير قصد المراحل الأولى من الانهيار المناخي والبيئي

لوحة «الطوفان» عام 1828 (تيت)
لوحة «الطوفان» عام 1828 (تيت)
TT

لوحات الفنان البريطاني تيرنر كانت نقطة تحول في مسار الكوكب

لوحة «الطوفان» عام 1828 (تيت)
لوحة «الطوفان» عام 1828 (تيت)

يهدف معرض جديد إلى فحص كيف نجح الفنان البريطاني، جي إم دبليو تيرنر، في تصوير التأثير الدائم الذي يتركه الناس في البيئة، في لوحاته دون قصد منه. ويذكر أن المعرض سوف يقام خلال الفترة من 6 يوليو (تموز) إلى 27 أكتوبر (تشرين الأول).

ومن المقرر أن تقيم مؤسسة «وورلد أوف كير» معرضاً لأعمال رسام المناظر الطبيعية، جنباً إلى جنب مع أمثلة حديثة للقضايا البيئية، لإظهار كيف التقط تيرنر في لوحاته التغيرات التي طرأت على عالمه، التي كان من شأنها أن تُغير المناخ إلى الأبد، حسب «بي بي سي» البريطانية.

في هذا الصدد، شرح د. توماس أرديل، أمين المعرض، أن تيرنر في خضم تصويره المناظر الطبيعية من حوله، كان «يسجل عن غير قصد المراحل الأولى من الانهيار المناخي والبيئي في أثناء سفره عبر أرجاء بريطانيا وأوروبا».

ومن المقرر أن يقام المعرض في منزل تيرنر، وهو المنتجع السابق للرسام بمنطقة تويكنهام، جنوب غربي لندن، في السادس من يوليو.

ويذكر أن الرسام جوزيف مالورد ويليام تيرنر وُلد في لندن عام 1775، وأصبح ما يعدّه كثيرون أحد أعظم الفنانين الرومانسيين في بريطانيا.

ويُعرف تيرنر باسم «رسام الضوء»، وقد ابتكر مناظر طبيعية ومناظر بحرية تعكس في كثير من الأحيان التغيرات التي طرأت على المناظر الطبيعية والغلاف الجوي، الناجمة عن النشاط البشري، خصوصاً بسبب الثورة الصناعية.

من جهته، قال مقدم البرامج التلفزيونية والناشط المعني بالدفاع عن البيئة كريس باكهام: «لقد رسم تيرنر نقطة التحول في تاريخ كوكبنا الحديث».

وفي لوحته «المطر والبخار والسرعة»، نرى قاطرة مدخنة في فترة مطلع الثورة الصناعية، تعوي خارجة من الضباب.

وعلق باكهام على اللوحة، موضحاً أن «غروب الشمس لدى تيرنر مفعم بالحيوية، وسماؤه حارقة. إنه يلتقط أعتاب التغيير».

ومن المقرر أن يضم المعرض لوحات مثل «غروب الشمس»، و«لندن من غرينوتش»، و«شيلدز»، و«على نهر تاين».

ومن المقرر عرض كثير من هذه اللوحات، جنباً إلى جنب مع أمثلة حديثة تكشف التغيرات المناخية، مثل صورة وادي مير دي غلاس في فرنسا، التي سيتم عرضها بجانب لوحة تيرنر للنهر الجليدي من عام 1812 لإظهار كيفية انحساره.

وفي شرحه للفكرة وراء المعرض، قال د. أرديل: «حتى وقت قريب، ربما كنا نرى هذه اللوحات بوصفها تصويراً مذهلاً وجميلاً للمناظر الطبيعية البكر، لكن هناك العديد من الدلائل على أن النشاط البشري قد ألحق بالفعل أضراراً لا رجعة فيها بالبيئة».

ومن خلال النظر إلى عمله من جديد في سياق التغيرات المناخية، تمكننا إعادة التواصل مع أعمال تيرنر على مستوى إنساني للغاية، وفهم أن ما كان مهماً له، لا يزال مهماً لنا اليوم.


مقالات ذات صلة

100 لوحة لرائد التصوير محمود سعيد وأصدقائه في معرض بانورامي

يوميات الشرق إحدى لوحات محمود سعيد (الشرق الأوسط)

100 لوحة لرائد التصوير محمود سعيد وأصدقائه في معرض بانورامي

يقدّم المعرض وكتابه التعريفي السيرة الذاتية للفنان وكيف بدأ حياته محباً للرسم، واضطراره للعمل في القضاء تماشياً مع رغبة أسرته التي كانت من النخبة الحاكمة لمصر.

نادية عبد الحليم (القاهرة)
يوميات الشرق يستطيع الفنّ أن يُنقذ (إكس)

معرض هولندي زوّاره مُصابون بالخرف

لم تكن جولةً عاديةً في المعرض، بل مثَّلت جهداً متفانياً للترحيب بالزوّار المصابين بالخرف ومقدِّمي الرعاية لهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق فستان بطراز فيكتوري في معرض «تايلور سويفت... كتاب الأغاني» في متحف فيكتوريا آند ألبرت (أ.ب)

تايلور سويفت تغزو قاعات متحف «فيكتوريا آند ألبرت» بكتاب الأغاني

تهيمن تايلور سويفت على قاعات متحف عريق مثل «فيكتوريا آند ألبرت» الشهير في لندن الذي يطلق بدءاً من السبت 27 يوليو الحالي عرضاً مخصصاً لرحلتها الغنائية.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق تعرض روميرو فنها الفريد القائم على النباتات (روميرو)

فنانة إسبانية تطبع الصور على النباتات الحية

تعرض روميرو فنها الفريد القائم على النباتات والذي يدفع الجمهور إلى التساؤل حول استهلاكه المفرط للنباتات، كما يُظهر أنه من الممكن إنتاج الفن بطريقة صديقة للبيئة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق المربعات الرملية كانت ساحة لألعاب كثيرة حاضرة في المعرض (غاليري صفير- زملر)

«أحلام إيكاروس» عندما تحترق الأجنحة

المعرض وإن كان موضوع ألعاب الأطفال محوره، فهو أشبه بفخّ لذيذ، نستسلم له بداية، لنكتشف أننا كلّما غصنا في معروضاته، وجدنا أنفسنا نسافر بالذاكرة في اتجاهات مختلفة

سوسن الأبطح (بيروت)

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيلين ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.