مؤشرات أداء لتجويد الخدمات و«باركود» لاستدلال الحجاج على مساكنهم

تحقيقاً للتكامل في خدمة الضيوف والحد من ظاهرة التائهين

حفاوة وترحيب أثناء وصول أولى طلائع حجاج أوزبكستان لمقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)
حفاوة وترحيب أثناء وصول أولى طلائع حجاج أوزبكستان لمقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)
TT

مؤشرات أداء لتجويد الخدمات و«باركود» لاستدلال الحجاج على مساكنهم

حفاوة وترحيب أثناء وصول أولى طلائع حجاج أوزبكستان لمقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)
حفاوة وترحيب أثناء وصول أولى طلائع حجاج أوزبكستان لمقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)

استحدثت شركات كثيرة بالقطاع الخاص ذات علاقة مباشرة بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وسائل تقنية متعددة لضمان تقديم خدمة ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، منها ما يتعلق باستخدام «مؤشرات أداء» للاسترشاد على جودة العمل المقدم لتلبية احتياجات الضيوف، وأخرى تمكن الحاج عبر «باركود» من معرفة مقر إقامته من خلال جواله، وذلك تحقيقاً للتكامل في خدمة الضيوف، والحد من ظاهرة التائهين.

وأوضح طارق سراج عقيل مدير شركة «رواسي المشاعر»، إحدى الشركات التي تقدم خدماتها لحجاج تركيا وأوروبا وأميركا وأستراليا، أنهم استحدثوا طريقة للرقابة عبر الشاشات والبث المباشر لضمان جودة الخدمات المقدمة للضيوف في مراكز الشركة، لافتاً النظر إلى أن النظام يعتمد على استخدام نظام التصوير المباشر للأشخاص، ليس فقط في عمليات النقل من وإلى المشاعر، ولكن يستخدم أيضاً للتأكد أن كل العاملين في مجال خدمة العملاء موجودون في مواقعهم في الفنادق بمكة المكرمة أو بالمشاعر المقدسة؛ بغية تحسين وضبط الأداء، واستخدام التقنية في كل ما يخدم الضيوف، ويلبي احتياجاتهم.

«الباركود» أتاح للحجاج معرفة موقع مساكنهم عن طريق (GPS) (الشرق الأوسط)

وبيّن عقيل أن نظام الباركود يستعين بمواقع إسكان ضيوف الرحمن ليستدل بها الحاج عن موقعه، ويمكّنه ذلك من معرفة موقعه عند تحركه إلى مواقع أخرى بكل يسر وسهولة، حيث يوفر الباركود العنوان والموقع الجغرافي عن طريق (GPS)، مشيراً إلى أن هذه الطريقة ستسهم في استدلال الحاج على مكان إقامته بكل سهولة.

من جهته، أشار رامي المورعي رئيس وحدة الجودة والتقييم وقياس المؤشرات، إلى تشكيل فريق مكون من 18 مشرفاً ينفذون جولات على جميع المساكن، كما يقوم المشرفون بعمل جولات رقابية على موظفي خدمة العملاء، وخلال عمليات الرصد الآلية لموظف خدمة العملاء يقيس المشرف درجة الأداء، ومعرفة طلبات واحتياجات الحجاج.

هدايا ترحيبية بالحجاج خلال توافدهم إلى مقر سكنهم في مكة (الشرق الأوسط)

وأوضح عبد الرحمن عقيل أحد مسؤولي الشركة أن استخدام مؤشرات الأداء يأتي للاسترشاد على جودة العمل، ومعرفة نقاط الضعف والقوة، وأضاف أنه عن طريق مؤشرات الأداء نستطيع تقييم عملنا، ومعرفة السلبيات والطريقة المثلى لعلاجها، كما يساعدنا ذلك في معرفة الإيجابيات وتطويرها. موضحاً أن لكل مهمة مؤشرات تضبط الأداء وتحسن الجودة، ولكل مهمة متطلبات لا بد من توفيرها، ثم تقاس زمنياً أو كمياً أو نوعياً وجميعها تقود لتجويد الأداء وتحسين مخرجاته.

إلى ذلك، وصلت أولى طلائع حجاج أوزبكستان إلى مقر سكنهم، في مكة المكرمة وسط حفاوة بالغة، حيث استقبلوا بأكثر من 1000 وردة وروائح الفل الطائفي، وماء زمزم والبقلاوة التركية والحلقوم الأوزبكي، وأهازيج الجسيس، وسط حضور عدد من المسؤولين من الجانب الأوزبكي.

جانب من تدشين فرع «رحلات» بهدف تجويد خدمة الحجاج وتلبية رغباتهم (الشرق الأوسط)

وعلى صعيد آخر، دشَّن محمد معاجيني رئيس مجلس إدارة شركة مطوفي حجاج الدول العربية «أشرقت» فرع (رحلات ومنافع) في المدينة المنورة إحدى أذرع «أشرقت»، وأوضح معاجيني أن هذه الخطوة تأتي في إطار خطط الشركة التوسعية لمتابعة أعمالها بدقة، ورفع جودة الخدمة المقدمة لضيوف الرحمن من لحظة وصولهم وحتى مغادرتهم سالمين غانمين، مؤكداً أن هذا التوجه يأتي لضمان تقديم أفضل خدمة لضيوف الرحمن وتلبية كل رغباتهم وإثراء تجربتهم.


مقالات ذات صلة

التزام سعودي ثابت نحو سوريا مزدهرة وآمنة ومستقرة

خاص رفع العقوبات عن سوريا يمثل فرصة لبدء صفحة جديدة في البلاد التي أنهكتها الحرب لسنوات (واس)

التزام سعودي ثابت نحو سوريا مزدهرة وآمنة ومستقرة

منذ اللحظات الأولى لتولي الإدارة السورية الجديدة زمام الأمور، قدمت السعودية الدعم الكامل للرئيس السوري أحمد الشرع، ما أثمر رفع العقوبات الأميركية بشكل كامل.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق رفع كسوة الكعبة المشرفة استعداداً لموسم الحج (الهيئة العامة للعناية بشؤون الحرمين)

11 رافعة تحمي كسوة الكعبة من التمزق خلال موسم الحج

شرعت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، كعادتها السنوية، في رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة.

أسماء الغابري (جدة)
الخليج الأمير محمد بن سلمان خلال ترؤسه إلى جانب الرئيس ترمب القمة الخليجية الأميركية بالرياض (واس) play-circle 00:28

عباس يرحب بتصريحات ولي العهد السعودي الداعمة للقضية الفلسطينية

رحّب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتصريحات ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الداعية لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج ولي العهد السعودي في وداع الرئيس ترمب (واس) play-circle 00:25

ترمب يُغادر الرياض بعد زيارة تاريخية تُوّجت بالعديد من الاتفاقيات

غادر الرئيس الأميركي دونالد ترمب السعودية، الأربعاء، وكان الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، في مقدمة مودعيه.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج محمد بن سلمان يصطحب ترمب في جولة بحي الطريف التاريخي

محمد بن سلمان يصطحب ترمب في جولة بحي الطريف التاريخي

اصطحب الأمير محمد بن سلمان، الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بجولة في الدرعية، وزارا حي الطريف التاريخي، مهد انطلاق الدولة السعودية وعاصمة الدولة السعودية الأولى.


«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
TT

«نبض المحروسة»... معرض بانورامي عن سحر ليالي القاهرة

معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)
معرض «نبض المحروسة» يقدم رؤية فنية للقاهرة الآسرة في ساعات الليل (الشرق الأوسط)

من الطاقة المتدفقة في شرايين القاهرة، بفعل حركتها الدائبة ليلاً ونهاراً، يستمد الفنان المصري، محمد عبد الجليل، أفكار لوحاته التي يتجول فيها بين كورنيش النيل والأحياء القديمة والأسواق الشعبية والميادين الصاخبة والمساجد العتيقة، متوقفاً أمام سحر المشاهد الليلية ومشاهد الحياة اليومية، عبر معرضه «نبض المحروسة».

إحدى الأسواق الشعبية في لوحات معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

المعرض، الذي يحتضنه غاليري «بوجنداي»، حتى 17 مايو (أيار) الحالي، يقدم الفنان من خلاله 150 لوحة مختلفة الأحجام، يطوف بها في رحلة عبر الزمان والمكان، وهو ما يظهر بشكل خاص في اللوحات البانورامية كبيرة الحجم (تصل إلى متر في مترين)، التي تخطف العين بتفاصيلها الفوتوغرافية، لتكون بمثابة نافذة تطل على جزء من روح المدينة.

يقول عبد الجليل إن «المعرض محاولة لنقل صور أراها بعيني، فكلمة (نبض) تعبر عن حركة القلب، وهذا ما ألمسه في مصر تحديداً، حركة دؤوبة لا تهدأ على مدار اليوم، وهو أمر قلما نجده بهذه الكثافة في أي مكان آخر في العالم».

مشاهد بانورامية للقاهرة في معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «اختيار عنوان (نبض المحروسة) يحمل دلالات عميقة، فعلى اعتبار أن مصر قلب العالم، فإن نبضها هو نبض الأرض، وحركتها تبدأ من هنا، ناهيك عن كونها أقدم وأعرق دولة في التاريخ، فكل صفحات الماضي العريق متجسدة في المحروسة».

يحاول عبد الجليل الشهير بـ«جاليليو»، ترجمة هذا «النبض الفريد» بالتركيز على سحر ليالي القاهرة، عبر تقديم رؤية فنية لهذه المشاهد الليلية، موظفاً ألوانه المائية والزيتية والأكريلك والحبر والفحم لكي تبرز الجمال الخفي لليل المدينة، والتفاصيل التي قد تمر مرور الكرام في ضوء النهار، وتقديمها من خلال لغة الفن.

اصطفاف مراكب الصيد على ضفاف النيل إحدى المظاهر الجمالية في مصر (الشرق الأوسط)

يقول الفنان: «لطالما استهوتني المشاهد الليلية في مصر، وأرى في لحظات الليل جمالاً فريداً قد يغيب عن أعين الكثيرين، لذا أهدف إلى التقاط هذه اللحظات، مقدماً دعوة من خلال معرضي للتمعن في روح المدينة التي لا تنام، وفي التاريخ العريق الذي تحمله معالمها».

تقدم العديد من اللوحات بانوراما بصرية للعاصمة، يحاول الفنان من خلالها نقل الجمال الذي عايشه؛ ليقدم للمتلقي إحساساً عميقاً بروح مصر، وجمالها المتنوع. وعن التشابه الظاهري بين لوحاته والصور الفوتوغرافية، يعلّق الفنان: «قد تبدو اللوحات للوهلة الأولى وكأنها لقطات فوتوغرافية دقيقة، وهذا يعود إلى اهتمامي الشديد بالتفاصيل، لكن عند التأمل في اللوحات الأصلية عن قرب، سيلاحظ المشاهد أن كل مقطع فيها يحمل ملامح فريدة، وضربات فرشاة قوية تعكس رؤيتي الفنية».

من أعمال معرض «نبض المحروسة» (الشرق الأوسط)

ويؤكد «جاليليو» أن هدفه لم يكن مجرد تقديم نسخ طبق الأصل للواقع، بل كان أعمق من ذلك، وعن ذلك يقول: «أردت أن ألتقط جوهر القاهرة، وأقدمه للمتلقي بطريقة فنية تثير مشاعره، وتدعوه للتأمل في جمال هذه المدينة العريقة».

ويشير صاحب المعرض إلى أن لوحاته لا تقتصر على صخب المدينة، بل تمتد الرحلة لتشمل جوانب أخرى من جمال مصر المتنوع، منها مشاهد من جنوب مصر، لا سيما أسوان، التي ينعكس ضوء القمر على مياه نيلها الهادئة مُشكلاً لوحات طبيعية خلابة. وإلى الشمال، تعرج الرحلة إلى مراكب الصيد المتواضعة الراسية على ضفاف النيل في عزبة البرج أو البرلس.

وبين الشمال والجنوب، تتوقف رحلته في الحارة المصرية، التي تمتزج فيها الأصوات والألوان والوجوه لتشكل نسيجاً اجتماعياً فريداً، كما لا تغيب عن اللوحات لمسة من هدوء الريف وسحره، تلك البقع التي تحتفظ بعبق الماضي وبساطة الحياة.

يُعقّب «جاليليو»: «حاولت الجمع بين هذه الأماكن ليكون المعرض بمثابة نافذة فنية لاستكشاف المحروسة التي تنبض بالحياة في كل زاوية من زواياها، بحيث أجعل الزائر كأنه يسير في شوارع القاهرة القديمة، ويستنشق عبق تاريخها، ويستمع إلى حكاياتها، فهي محاولة لتقديم صورة حيّة عن نبض مصر، بكل ما فيه من حركة وسكون، ومن صخب وهدوء، ومن نظام وعشوائية، ومن أصالة ومعاصرة».