الذكاء الاصطناعي للمساعدة في علاج الشعور بالوحدة

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر الرفقة للأشخاص المنعزلين (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر الرفقة للأشخاص المنعزلين (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي للمساعدة في علاج الشعور بالوحدة

الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر الرفقة للأشخاص المنعزلين (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يوفر الرفقة للأشخاص المنعزلين (رويترز)

طرح أحد خبراء الروبوتات في بريطانيا فرضية حول قدرة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على توفير الرفقة للأشخاص المنعزلين وسط وباء عالمي من الوحدة.

وأوضح توني بريسكوت، أستاذ الروبوتات المعرفية بجامعة شيفيلد، في كتابه الجديد «سيكولوجيا الذكاء الاصطناعي» أن «العلاقات مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن تدعم الناس» بأشكال التفاعل الاجتماعي، وفق موقع «يوريك أليرت».

يذكر أن الوحدة أو العزلة الاجتماعية أكثر ضرراً على صحة الإنسان من السمنة، وفقاً لتقرير صدر عام 2023، ويمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة، والإصابة بأمراض القلب والخرف والسكتة الدماغية والاكتئاب.

وبما أن الشعور بالوحدة يضعف صحة الإنسان بشكل خطير، يرى بريسكوت أن التقدم في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقدم حلاً جزئياً، ويرى أن الناس يمكن أن ينزلقوا إلى الشعور بالوحدة، ويصبحوا منفصلين بشكل كبير مع انخفاض ثقتهم بأنفسهم، وأن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في «كسر الحلقة» من خلال منحهم وسيلة لممارسة وتحسين مهاراتهم الاجتماعية.

وفي المملكة المتحدة، يعاني 3.8 مليون شخص من الوحدة المزمنة. بينما وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن 36 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة و61 في المائة من الشباب يعانون من شعور شديد بالوحدة.

يذكر أن بريسكوت هو خبير بارز في العلاقة بين الدماغ البشري والذكاء الاصطناعي، يجمع بين الخبرة في الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وعلم النفس، والفلسفة، ويسهم في الفهم العلمي لحالة الإنسان من خلال بحثه في إعادة خلق الإدراك، والذاكرة، والعاطفة في الكيانات الاصطناعية.

وبجانب بحثه وتدريسه للروبوتات المعرفية في جامعة شيفيلد، يعد بريسكوت أحد مؤسسي شركة «شيفيلد روبوتيكس». وفي كتابه «سيكولوجيا الذكاء الاصطناعي»، يستكشف طبيعة العقل البشري وعملياته المعرفية، ويقارنها بتطور الذكاء الاصطناعي.

ويشير بريسكوت إلى أنه مع ازدياد الشعور بالوحدة لدى كثير من الناس، ربما تكون هناك قيمة في الحصول على رفقة الذكاء الاصطناعي بوصفه شكلاً من أشكال التفاعل الاجتماعي المحفز والشخصي. وغالباً ما تؤدي الوحدة البشرية إلى العزلة، وتدني احترام الذات. ويوضح بريسكوت أن رفقة الذكاء الاصطناعي يمكن أن تساعد في كسر هذه الحلقة من خلال دعم مشاعر القيم الذاتية، والحفاظ على المهارات الاجتماعية أو تحسينها.

وإذا كان الأمر كذلك، فإن العلاقات مع الذكاء الاصطناعي يمكن أن تدعم الأشخاص في العثور على الرفقة مع كل من البشر وروبوتات الدردشة.

ومع ذلك، يشير إلى أن هذا لا يخلو من المخاطر، حيث يمكن أن يكون مصمماً لتشجيع المستخدمين على التفاعل فترات أطول؛ ما يستدعي الحاجة إلى تنظيم.

ويختتم بريسكوت حديثه: «مع تقدم علم النفس والذكاء الاصطناعي، يجب أن تنشئ هذه الشراكة مزيداً من الأفكار حول الذكاء الطبيعي والاصطناعي؛ ما يساعد في فهم ما يعنيه أن يعيش البشر جنباً إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي».


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: «أبل» توقع على خطة أميركية لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي

تكنولوجيا شعار شركة «أبل» يظهر وسط أفراد يصطفون للحصول على هاتف «آيفون» في مدريد 26 سبتمبر (أيلول) 2014 (أ.ف.ب)

البيت الأبيض: «أبل» توقع على خطة أميركية لإدارة مخاطر الذكاء الاصطناعي

قال البيت الأبيض إن شركة «أبل» وقعت على الالتزامات الطوعية التي دعا إليها الرئيس الأميركي جو بايدن وتحكم استخدام الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد سيدة تسير إلى جوار متجر «آيفون» في مدينة ووهان الصينية (رويترز)

«أبل» تنضم للشركات الملتزمة بقواعد البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي

انضمت شركة «أبل» إلى حوالي 12 شركة تكنولوجيا التزمت اتباع مجموعة قواعد للحد من مخاطر الذكاء الاصطناعي.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص ينتظر أن يشهد أولمبياد باريس عشرة أضعاف الحوادث السيبرانية التي استهدفت أولمبياد طوكيو (شاترستوك)

خاص 4 مليارات حادث سيبراني متوقع في أولمبياد باريس

فريق «استخبارات التهديدات» والذكاء الاصطناعي في طليعة أسلحة أول مركز موحد للأمن السيبراني في تاريخ الأولمبياد.

نسيم رمضان (لندن)
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات

الذكاء الاصطناعي... جيد في الفنون سيئ في الرياضيات

يحدد الاحتمالات ولا يجري حسابات قائمة على القواعد.

ستيف لور (نيويورك)
تكنولوجيا يمكن أن يسهّل التعرف المبكر على المرضى الذين من المرجح أن يتقدموا بسرعة العلاج في الوقت المناسب والمراقبة الدقيقة (شاترستوك)

الذكاء الاصطناعي أكثر دقة بـ3 مرات في التنبؤ بتقدم مرض ألزهايمر

ابتكر باحثون بجامعة كمبردج نموذجاً للتعلم الآلي يمكنه التنبؤ بتطور مشاكل الذاكرة والتفكير الخفيفة إلى مرض ألزهايمر بدقة أكبر من الأدوات السريرية.

نسيم رمضان (لندن)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».