«رمسيس وذهب الفراعنة» يختتم جولته في سيدني ويغادر إلى ألمانيا

نصف مليون زائر للمعرض في أستراليا خلال 6 أشهر

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» شهد إقبالاً كبيراً في سيدني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» شهد إقبالاً كبيراً في سيدني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

«رمسيس وذهب الفراعنة» يختتم جولته في سيدني ويغادر إلى ألمانيا

معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» شهد إقبالاً كبيراً في سيدني (وزارة السياحة والآثار المصرية)
معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» شهد إقبالاً كبيراً في سيدني (وزارة السياحة والآثار المصرية)

اختتم المعرض الأثري المتنقل «رمسيس وذهب الفراعنة» جولته بالعاصمة الأسترالية سيدني، التي استمرت لنحو 6 أشهر، جذب خلالها 500 ألف زائر، وهو ما عدّه متحف سيدني «رقماً قياسياً» من الزائرين، ليغادر المعرض إلى محطته التالية المقررة في مدينة كولون بألمانيا خلال يوليو (تموز) المقبل.

وأعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية عن تحقيق المعرض نجاحاً ملحوظاً خلال وجوده في متحف سيدني في الفترة من 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 حتى 19 مايو (أيار) 2024.

وذكر الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر، أن المعرض «استقبل 500 ألف زائر من جميع الفئات العمرية والثقافات المختلفة من جميع المدن الأسترالية»، مشيراً في بيان للوزارة، الجمعة، إلى رغبة الزائرين في التعرف على أسرار الحضارة المصرية العريقة عن قرب.

ورأى خالد أن هذا النجاح «يؤكد على أهمية المعارض الخارجية المؤقتة كونها سفيرة لمصر وحضارتها»، كما عدّها «تسهم في الترويج للمقصد السياحي المصري لا سيما السياحة الثقافية»، ولفت إلى انتقال المعرض إلى محطته الخامسة في مدينة كولون بألمانيا، ليستقبل زائريه من القارة الأوروبية خلال يوليو المقبل.

متحف سيدني يؤكد أن المعرض حقق رقماً قياسياً من الزوار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويضمّ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» 182 قطعة أثرية مختارة من المتاحف المصرية المتعددة ومن الاكتشافات الأثرية الحديثة، وأهم هذه القطع: تابوت الملك رمسيس الثاني من المتحف القومي للحضارة المصرية، بالإضافة إلى عدد من القطع من مقتنيات المتحف المصري في التحرير من عصر الملك رمسيس الثاني، وبعض القطع الأثرية الأخرى من مكتشفات البعثة المصرية بمنطقة «البوباسطيون» بسقارة.

وعدّ أستاذ الآثار في جامعة القاهرة الدكتور أحمد بدران النجاح الذي حققه المعرض يعود لاهتمام العالم كله بالآثار والحضارة المصرية، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «المعرض حقق نجاحاً كبيراً في محطته الرابعة في أستراليا، وقبل ذلك حقق نجاحاً باهراً في محطته الثالثة في باريس لما تمتاز به فرنسا من اهتمام كبير بعلم المصريات، خصوصاً أن العالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون هو مكتشف رموز حجر رشيد».

معروضات متنوعة من الآثار المصرية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان المجلس الأعلى للآثار في مصر قد أعلن سابقاً عن تنظيم 3 معارض تضم كنوزاً أثرية من الحضارة المصرية القديمة المعروفة بـ«الحضارة الفرعونية» في مدن طوكيو باليابان وشنغهاي بالصين ومالاغا في إسبانيا، وذلك ضمن خطة وزارة السياحة والآثار للترويج للمقاصد السياحية المصرية عبر العالم.

وذكر أستاذ الآثار أن التنوع في الحقب التاريخية من العصر القديم إلى الدولة الوسطى والحديثة واختيار نماذج منتقاة من الحلي والمجوهرات والتماثيل النصفية والمكتملة وبعض المومياوات المحنطة لأشبال الأسود التي اكتُشفت في جبّانة الحيوانات المقدسة في سقارة أعطى للمعرض زخماً كبيراً.

ويضمّ معرض «رمسيس وذهب الفراعنة» مقتنيات من المتاحف المصرية تُبرز بعض الخصائص المميزة للحضارة المصرية القديمة من عصر الدولة الوسطى وحتى العصر المتأخر، عبر مجموعة من التماثيل، واللوحات، والحلي، وأدوات التجميل، والكتل الحجرية المزينة بالنقوش، وبعض التوابيت الخشبية الملونة.

وكان المعرض الذي يدخل عامه الثالث قد بدأ رحلته انطلاقاً من المحطة الأولى في مدينة هيوستن الأميركية في نوفمبر 2021، ومن ثَمّ انتقل إلى محطته الثانية في مدينة سان فرانسيسكو أغسطس (آب) 2022، وكانت محطته الثالثة في العاصمة الفرنسية باريس في أبريل (نيسان) 2023، وحقق فيها رقماً قياسياً، حيث جذب أكثر من 817 ألف زائر.

المعرض تضمن قطعاً أثرية من عصور مختلفة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وعدّ بدران هذا المعرض «بمثابة فاتح شهية، فقد قرّرت الحكومة بعد الموافقات اللازمة والإجراءات التأمينية أن ترسل قطعاً منتقاة للمعارض الخارجية لجذب السائحين لرؤية هذه الآثار على أرض الواقع في نحو 45 متحفاً في مصر، سيكون على قمتها المتحف المصري الكبير، بالإضافة إلى المواقع الأثرية والمعابد المصرية المختلفة».

وتوقع أستاذ الآثار أن «يحقق المعرض طفرة كبيرة في ألمانيا لاهتمام الألمان بالحضارة المصرية القديمة»، عاداً المعرض أحد عناصر القوة الناعمة التي تعطي للعالم فكرة عن الحضارة المصرية.


مقالات ذات صلة

توابيت سقارة الملونة لاجتذاب الجمهور الصيني

يوميات الشرق  مجموعة من التوابيت بعد اكتشافها بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

توابيت سقارة الملونة لاجتذاب الجمهور الصيني

يراهن معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» على عرض التوابيت الملونة المكتشفة حديثاً بمنطقة سقارة للمرة الأولى لاجتذاب الجمهور الصيني بمتحف شنغهاي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق قطعة أثرية مزخرفة في رأس قرية شرق السعودية (هيئة التراث)

السعودية... اكتشاف 1556 موقعاً أثرياً خلال عام 2023

كشفت «هيئة التراث السعودية» عن نتائج أعمالها البحثية لعام 2023 التي نتج عنها اكتشاف أكثر من 1556 موقعاً أثرياً و1900 منشأة حجرية و7600 واجهة صخرية.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق إحدى الحفلات التي تواكب إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في معارض أثرية وحفلات فنية

نظّمت متاحف ومراكز ثقافية في القاهرة فعاليات مختلفة احتفالاً بذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، التي حلّت أول يونيو (حزيران) الحالي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق دائرة من المجسمات الخشبية عمرها 4 آلاف عام (مارك بريناند)

بريطانيا: فك رموز لغز هيكل «سيهينغ» الغامض

كشفت دراسة حديثة عن أن دائرة من المجسمات الخشبية عمرها 4 آلاف عام عُثر عليها على شاطئ نورفولك، جنوب شرقي إنجلترا، والتي يُطلَق عليها اسم «سيهينغ».

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق صحن المسجد  (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جامع الطنبغا المارداني يستعيد بهاءه وسط القاهرة التاريخية

بعد مرور 6 سنوات على إغلاق الجامع من أجل الترميم تمت إعادة افتتاح جامع الطنبغا المارداني رسمياً مساء الثلاثاء.

عبد الفتاح فرج (القاهرة )

إدلب تستقبل «الأضحى» بكعك له نكهات المحافظات السورية

من صور متداولة على مواقع التواصل لأسواق ليلة عيد الأضحى في إدلب شمال غربي سوريا
من صور متداولة على مواقع التواصل لأسواق ليلة عيد الأضحى في إدلب شمال غربي سوريا
TT

إدلب تستقبل «الأضحى» بكعك له نكهات المحافظات السورية

من صور متداولة على مواقع التواصل لأسواق ليلة عيد الأضحى في إدلب شمال غربي سوريا
من صور متداولة على مواقع التواصل لأسواق ليلة عيد الأضحى في إدلب شمال غربي سوريا

من الكعك الحلو المعتاد، إلى أصناف الكعك المالح والحار، استقبلت إدلب في الشمال السوري «عيد الأضحى» بنكهات كعك مميزة، جلبها معهم سوريون جرى تهجيرهم إليها من مختلف المحافظات خلال سنوات الحرب.

وعلى الرغم من الأوضاع غير المستقرة ومستويات الدخل المحدود لكثيرين، فإن المهجرين والنازحين يصرون على إعداد المعمول وكعك العيد بنكهات محلية، تذكر بالأماكن التي نزحوا عنها، وتعوض قليلاً غصة العيد، وهم بعيدون عن أسرهم ومناطقهم.

تجتمع النساء قبل العيد لصناعة كعك ومعمول العيد والحفاظ على طقوسه (الشرق الأوسط)

تجدر الإشارة أولاً إلى أنه يقيم في مناطق شمال غربي سوريا، الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، نتيجة سنوات الحرب، (إدلب وريفها وجزء من ريف حلب) 5.06 مليون شخص، بينهم أكثر من 3 ملايين من المهجرين والنازحين، وفقاً لإحصائيات «الأمم المتحدة». ومع خفض تصعيد العمليات العسكرية في مارس (آذار) 2020، أطلق القادمون الجدد الذين سكنوا المنطقة مشاريعهم الخاصة، بما فيها محال الحلويات التي حملت نكهات بيئاتهم التي نزحوا عنها، مثل حمص وحماة وريف دمشق ودير الزور.

يحمل المطبخ السوري في الأساس تنوعاً غنياً ينعكس في حلويات العيد، من الكعك وأنواع المعمول، والحشوات وطريقة الإعداد، بحسب كل منطقة.

عبد اللطيف الحموي نقل خبرته بصناعة الحلويات من حماة إلى إدلب (الشرق الأوسط)

حمل عبد اللطيف خبرته في صناعة الحلويات من حماة، وسط سوريا: «قدمنا أصنافاً جديدة وتعرفنا على أنواع أخرى»، قال الشاب، البالغ من العمر 37 عاماً، لـ«الشرق الأوسط». مضيفاً، في المنطقة الوسطى من سوريا تنتشر أنواع البقلاوة المحشوة بالفستق الحلبي والجوز والمبرومة والبلورية، «لكن أكثر الحلويات شهرة هي الأقراص». أشار عبد اللطيف إلى أقراص عجين دائرية بلون فاتح، متحدثاً عن مكوناتها من الشمرا واليانسون وحبة البركة والسكر، وقال: «لا أحد يصنعها سوى أهل حماة وحمص... أحبها سكان إدلب وأصبحوا يشترونها».

حلويات العيد السورية المشهورة التي يكون قوامها السمن العربي والطحين والسكر، مثل البرازق والغريبة، أصلها دمشقي، بحسب عبد اللطيف. مشيراً إلى انتشارها في المحال المختصة بالحلويات في إدلب، التي غالباً ما تعتمد على صناعة البسكويت والبيتفور المعدّ من الزبدة أو الزيت النباتي والطحين والسكر مع إضافات الشوكولا أو وجوز الهند، وهي الأصناف التي تعد أرخص تكلفة وأقرب لمتناول السكان، وكذلك الكعك المعدّ بزيت الزيتون والتوابل.

الكعك بالفلفل الحار يختص به سكان ريف إدلب الشمالي (الشرق الأوسط)

كعك عيد بفليفلة

رغم درجة الحرارة المرتفعة خلال شهر يونيو (حزيران)، تقوم «أم أحمد» بتجهيز قرون الفليفلة الحارة المجففة لبدء عمل كعك العيد، تشدد على أنها «مهما صنعت أنواع الكعك لا أعدّ أني حضّرت شيئاً إن لم يكن الكعك بالفلفل الحار أولها».

تنتشر زراعة الفليفلة الحارة ذات الطعم اللاذع، في منطقة سلقين، بالريف الشمالي لإدلب، حيث يميل مطبخ المنطقة إلى إضافة الفلفل الحار إلى طعامهم بأنواعه، وكان للعيد نصيب بالكعك المعد من فليفلة «قرن الغزال» والزعتر الأخضر وزعتر «الزوبعة» كما يسميه السكان المحليون، إضافة إلى الشمرا واليانسون والملح والسمسم والزنجبيل وبهار المحلب المعروف بـ«بهار الكعك».

أم أحمد تعد الكعك بالفلفل الحار في كل عيد لعائلتها (الشرق الأوسط)

تخبرنا «أم أحمد» أن سكان إدلب يعدون أنواعاً مختلفة من الحلويات، مثل المعمول المحشو بالتمر، إضافة إلى الكعك المالح المعد من ماء الجبن، و«الكرابيج» المعروف بهذا الاسم في إدلب وحلب، وهو نوع من المعمول المحشو بالجوز، ويقدم في حلب «الناطف»، المعدّ من بياض البيض المخفوق مع السكر، ليؤكل مع الكرابيج.

الكعك الأصفر المالح بشكله المدور الشهير تشتهر به إدلب (الشرق الأوسط)

أما الكعك الأشهر في إدلب فهو المالح أصفر اللون، المعد من زيت الزيتون والكركم مع البهارات، ويستعيض البعض عن الفليفلة بالزنجبيل لإبراز النكهة الحارة في الكعك المدور الذي يقدم مع الشاي المحلى.

تختلف عجينة المعمول من محافظة لأخرى في سوريا فالبعض يجهزها بالطحين والبعض بالسميد (الشرق الأوسط)

الاختلاف بين الشمال السوري وجنوبه، بحسب مختصين في الحلويات، هو في الطحين المستخدم في عجينة المعمول، إذ جنوباً يستخدم الطحين الناعم، وقد يخلط مع سميد «الفرخة»، أي السميد الناعم نعومة الطحين، بينما في الشمال يستخدم السميد الأكثر خشونة.

في دمشق يحشى المعمول بالفستق الحلبي، إضافة إلى التمر والجوز، وتقدم أنواع البقلاوة للضيوف في الأعياد، أما في أريافها، فتضاف نكهات أخرى لحشوات المعمول، مثل راحة الحلقوم أو مربى الورد أو قشر حمضيات فاكهة الكباد والنارنج.

في اللاذقية غرباً على الساحل السوري، يصنع المعمول المحشو بالجبن المحلى الذي يضاف إليه القطر (السكر المذاب) أو السكر الناعم، ويقدم ساخناً لزوار العيد.

تجتمع النساء قبل العيد لصناعة كعك ومعمول العيد والحفاظ على طقوسه (الشرق الأوسط)

شرقاً في دير الزور والرقة والحسكة، تشتهر «الكليجة» وهي الكعك المحشو بالتمر والمزين بالسمسم، والتي لم تعد غريبة في أسواق إدلب، المدينة التي احتضنت نكهات مطبخ القادمين الجدد، وهي تلقى إقبالاً من الأهالي الأصليين والجدد معاً.

وعلى الرغم من سوء الأوضاع المعيشية في شمال غربي سوريا، حيث يحتاج 4.24 مليون نسمة للمساعدات الإنسانية، ويعاني 3.6 مليون شخص من فقد الأمن الغذائي، لم يتراجع كعك العيد بأنواعه وتحضيره في البيت أو شراؤه من المحلات المختصة، بل بقي تقليداً يحرص عليها السوريون لارتباطه ببهجة قدوم العيد وطقوسه المميزة.