«دواعي السفر» دراما اجتماعية تحذر من تداعيات الوحدة

من بطولة أمير عيد وكامل الباشا

بطلا المسلسل وقد توطدت علاقتهما (الشركة المنتجة)
بطلا المسلسل وقد توطدت علاقتهما (الشركة المنتجة)
TT

«دواعي السفر» دراما اجتماعية تحذر من تداعيات الوحدة

بطلا المسلسل وقد توطدت علاقتهما (الشركة المنتجة)
بطلا المسلسل وقد توطدت علاقتهما (الشركة المنتجة)

يعدّ المسلسل المصري «دواعي السفر» دراما اجتماعية لها طابع خاص، حيث يستحوذ على المشاهد منذ لقطاته الأولى، بمواقفه الإنسانية التي تحذر من تداعيات الوحدة وتأثيرها على البشر.

ويبدأ المسلسل بالبطل الشاب المفعم بالحيوية، والمتحقق في حياته، الذي يقرر الانتحار، لكنه يفاجأ بجاره العجوز يسقط مريضاً، فيسارع بنقله إلى المستشفى، وقد خرج الشاب بملابس المنزل متعجلاً لإنقاذ جاره دون معرفة سابقة، من هنا تنمو بينهما علاقة إنسانية تكون بمثابة طوق النجاة لكل منهما، وتخرجهما من دائرة الوحدة والعزلة.

والمسلسل الذي يظهر أبطاله تباعاً في أحداثه، لا تظهر أسماؤهم على تتر المقدمة وبالكاد نلتقط بعضها في تتر النهاية، يؤكد لنا صناعه أنه ليس مهماً الأسماء، بل المهم القضية التي يطرحها، ويبدأها ببطلين الأول «علي» مخرج الإعلانات الشاب الناجح والثري، الذي يصاب بحالة اكتئاب بعد وفاة والده، ويزور قبر والده أكثر من مرة ويتحدث إليه كما لو كان حياً. ويختار شقة والده القديمة التي تحمل له ذكريات سعيدة ليكتب فيها نهاية حياته.

بطل العمل خلال زيارة المقابر (الشركة المنتجة)

بينما «القبطان إبراهيم» الذي أمضى حياته في سفر، يستقر به الأمر ليعيش وحيداً بعد سفر ابنته ووفاة زوجته، فيلجأ لاختلاق الأكاذيب حتى لا يربك حياة ابنته، يحدثها في مكالماتها القلقة عن أصدقاء يملأون حياته، وعن أسفار يقوم بها، وعن قصة حب مع طبيبة نفسية شهيرة، لكن حياته ترتبك بقرار ابنته زيارته وخوفه من أن تكشف أكاذيبه.

المسلسل الذي تعرضه منصة «Watch IT» من بطولة الفنان أمير عيد والفنان الفلسطيني كامل الباشا مع نادين فاروق وفريق من الممثلين والممثلات، تدور أحداثه في 10 حلقات، وهو من تأليف وإخراج محمد ناير في أول تجربة له بمجال الإخراج، بعد أن كتب 14 مسلسلاً من بينها «المواطن إكس»، و«ريفو»، كما كتب 7 أفلام، والمسلسل من إنتاج المخرج بيتر ميمي.

واختار المؤلف والمخرج حي المعادي محوراً لأحداثه، وعبر إيقاع هادئ، يتوالى ظهور شخصيات العمل تباعاً، ومنهم «داليا» التي تعاني الوحدة بسبب مرضها النفسي، و«شريفة» الزوجة السابقة التي تلجأ للعلاج النفسي.

وفي الحلقتين الثالثة والرابعة ينجح علي في مواجهة أكاذيب جاره، بل ويحولها تدريجياً إلى حقائق، فيجعله يلتقي بالطبيبة ويرقص معها «التانجو» في مشهد بديع يستعيد معه بهجته وحيويته.

وبرغم اقتصار الحلقات الأولى على بطليه، لكن الناقدة الفنية المصرية ماجدة خير الله ترى أنها «لم تتضمن أي إحساس بالملل، فقد قدم لنا العمل أزمة أبطاله ودخل في الموضوع مباشرة دون استطراد وتطويل، محتفظاً بإيقاع يناسبه»، مشيرة إلى أن «معاناة البطلين من الوحدة تلامس الناس في كل مكان»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «كم من بيوت مغلقة يعاني سكانها الوحدة وما يترتب عليها من آلام نفسية وجسدية، بعد أن فرضت ظروف العصر اللهاث والسفر والبعاد»، مؤكدة أن «المؤلف طرق قضية مهمة تحتاج بالفعل لأن نتوقف عندها، ويبدو أنه متأمل ومطلع على علم النفس بشكل كبير».

وعدّت الناقدة المصرية الفنان أمير عيد «يؤدي دوره بتلقائية مدهشة، متفاعلاً بصدق مع الشخصية، وأن هذا الدور يؤكد موهبته ممثلاً بعيداً عن كونه مطرباً ناجحاً»، بينما ترى أن الممثل كامل الباشا «فنان قدير ومحترف، وأن لهجته المصرية كانت مقبولة».

جانب من الملصق الدعائي للمسلسل (الشركة المنتجة)

ويخوض المسلسل في علم النفس بشكل كبير، ويقول المؤلف والمخرج محمد ناير لـ«الشرق الأوسط»: «استغرقت عاماً ونصف العام في كتابة المسلسل، قرأت خلالها في كل ما يتعلق به، كما أن علاقتي بعلم النفس علاقة قديمة، فقد تخرجت في كلية الصيدلة، وحصلت على تقدير امتياز في علم النفس الذي تستهويني القراءة فيه بشكل كبير».

ويرجع سبب قيامه بإخراج هذا العمل إلى «الموضوع»، موضحاً: «كنت أعمل على أكثر من مشروع، على رأسها (دواعي السفر) الذي اختارته منصة (Watch IT) لتنفيذه أولاً، وسعدت لذلك لأنه قريب من الصورة الإخراجية الأولى التي أبغي عملها»، مؤكداً: «الإخراج خطوة موجودة في خطتي منذ فترة، وشجعني عليها أغلب المخرجين والممثلين الذين عملت معهم».

وعن اختياره الممثلين يقول: «أمير كان موجوداً بالمشروع منذ البداية، ثم انضم لنا الفنان كامل الباشا بعدما كتبت نصف المعالجة الدرامية، فقد اقترحه لهذا الدور علي فايز المشرف العام على الإنتاج بالمنصة وتحمست له للغاية، لأنه ممثل قدير لكنني كنت متخوفاً لعدم استجابته في ظل الحرب على فلسطين، غير أنه تشجع وجاء للتصوير، وتعلمت منه الكثير خلال العمل».

ويشير محمد ناير إلى أن «الحلقات القادمة ستظهر بها شخصيات جديدة تعاني أشكالاً مختلفة من الوحدة»، كما يؤكد أن علاقة البطلين ستظهر بشكل أكبر، متطلعاً أن يحقق المسلسل تأثيراً إيجابياً على نفوس المشاهدين.


مقالات ذات صلة

مهرجان لبنان المسرحي الدولي بتحية للمرأة المناضلة

يوميات الشرق يحمل الحدث شعار «المرأة المناضلة» (صور المهرجان)

مهرجان لبنان المسرحي الدولي بتحية للمرأة المناضلة

يُقام المهرجان سنوياً للاحتفاء بالمرأة وبعملها الفنّي، ومن أجل المساواة والحرية والعدالة الاجتماعية، وتمكينها في المجتمع.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق مسلسل «الوصفة السحرية» (الشركة المنتجة)

مخرج مسلسل «الوصفة السحرية»: طرحنا معظم مشكلات البيوت الحقيقية

مجموعة من الصديقات يعانين مشكلات وخلافات متعددة مع أزواجهن وأثناء ذلك يعثرن على كتاب يزعم تقديم «الوصفة السحرية للزواج الناجح».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
الوتر السادس هاني رمزي: اتجاهي للتراجيديا نقلة كبيرة

هاني رمزي: اتجاهي للتراجيديا نقلة كبيرة

قال الفنان هاني رمزي إنه استمتع بالعمل في مسلسل «بدون مقابل» الذي أوشك على الانتهاء من تصويره

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الممثل المصري الأميركي مايكل إسكندر (فيسبوك)

مشاركة ممثل من أصول مصرية لإسرائيليين في عمل فني تثير جدلاً

فجَّر إعلان «Amazon MGM Studios» عن تقديم مسلسل بعنوان «بيت داود» بالتعاون مع «The Wonder Project» جدلاً واسعاً في مصر.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري حسن الرداد المرشح للقيام بدور سفاح التجمع (فيسبوك)

قصة «سفاح التجمع» تثير نزاعاً بين صُنّاع الدراما المصرية

أثار الإعلان عن تقديم أكثر من عمل درامي حول «سفاح التجمع» نزاعاً بين صُنّاع الدراما عن القصة التي شغلت الرأي العام بمصر في الأسابيع الأخيرة.

أحمد عدلي (القاهرة )

الأفلام الكوميدية تسيطر على موسم الصيف في مصر

دنيا سمير غانم في مشهد من «روكي الغلابة» (حسابها على إنستغرام)
دنيا سمير غانم في مشهد من «روكي الغلابة» (حسابها على إنستغرام)
TT

الأفلام الكوميدية تسيطر على موسم الصيف في مصر

دنيا سمير غانم في مشهد من «روكي الغلابة» (حسابها على إنستغرام)
دنيا سمير غانم في مشهد من «روكي الغلابة» (حسابها على إنستغرام)

تنتظر دور العرض السينمائية في مصر طرح مجموعة من الأفلام يغلب عليها طابع الكوميديا الاجتماعية؛ لإنعاش موسم الصيف الحالي بعد الإيرادات الكبيرة التي تحققت خلال موسم عيد الأضحى بأكثر من 200 مليون جنيه (الدولار يساوي 48.3 جنيه في البنوك المصرية) معظمها من نصيب الجزء الثالث من فيلم «ولاد رزق»، للمخرج طارق العريان.

وشهد موسم عيد الأضحى عرض 4 أفلام جديدة هي «ولاد رزق 3»، لأحمد عز وعمرو يوسف، و«عصابة الماكس»، لأحمد فهمي، و«اللعب مع العيال»، لمحمد إمام، و«أهل الكهف»، لخالد النبوي.

وتتنوّع الأفلام المنتظَر عرضها خلال موسم الصيف لتضم مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم ليلي علوي، ومحمد هنيدي، وعمرو سعد، ومي عمر، وتامر حسني، ومنة شلبي، وأحمد داود، بالإضافة إلى مينا مسعود الذي يخوض تجربته الأولى في البطولة السينمائية بمصر من خلال فيلم «في عز الضهر»، الذي تشاركه بطولته شيرين عادل وجميلة عوض، بالإضافة إلى إيمان العاصي.

تامر حسني (حسابه على فيسبوك)

وتحدّد موعد عرض فيلم «جوازة توكسيك» بوصفه أول أفلام موسم الصيف، ليبدأ 3 يوليو (تموز) المقبل، وهو العمل الذي تكرِّر فيه ليلى علوي تعاونها مع بيومي فؤاد، وتدور أحداثه في إطار كوميدي اجتماعي، بمشاركة مجموعة من الفنانين الشباب، منهم محمد أنور، وملك قورة.

ويعود الفنان عمرو سعد للبطولة السينمائية عبر فيلمه الجديد «الغربان»، الذي تشاركه في بطولته مي عمر مع ماجد المصري وأسماء أبو اليزيد، وتدور أحداثه خلال الحرب العالمية الثانية في أربعينات القرن الماضي، ويعد من أضخم الأفلام إنتاجياً، بسبب الميزانية الكبيرة لتنفيذ الديكورات الرئيسية التي جرى التصوير فيها.

كما يعرض خلال الموسم الصيفي فيلم «الجواهرجي» الذي يقوم ببطولته محمد هنيدي مع منى زكي، ليعود الثنائي للظهور سوياً على شاشة السينما للمرة الأولى منذ تعاونهما معاً بفيلم «صعيدي في الجامعة الأمريكية»، الذي عُرض قبل نحو 26 عاماً، وينتمي الفيلم الجديد لنوعية الأعمال الكوميدية الاجتماعية.

ويسابق الفنان تامر حسني الزمن ليلحق فيلمه الجديد «ري ستارت» بموسم الصيف، وهو الفيلم الذي تشاركه بطولته هنا الزاهد مع باسم سمرة، وبدأ تصويره الشهر الماضي، ويكرِّر فيه التعاون مع المخرجة سارة وفيق، وينتمي لنوعية الأعمال الاجتماعية الرومانسية.

تامر حسني وباسم سمرة وتعاون في الفيلم الجديد «ري ستارت» (صفحة تامر حسني على فيسبوك)

وبعد غياب عامين عن السينما، تعود الفنانة دنيا سمير غانم بفيلمها الجديد «روكي الغلابة»، الذي يشاركها بطولته محمد ممدوح، وهو الفيلم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الكوميدية، وتجسّد فيه شخصية فتاة تعمل «بودي غارد»، وتتعرّض للعديد من المواقف الكوميدية خلال عملها في حراسة رجل أعمال كبير.

ويقدّم أحمد داود تجربته الأولى في البطولة السينمائية من خلال فيلم «الهوى سلطان»، الذي تشاركه بطولته منة شلبي، وتدور أحداثه في إطار رومانسي اجتماعي، وجرى الانتهاء من تصويره أخيراً.

ومن بين الأفلام المتوقع عرضها خلال موسم الصيف فيلم «الملحد»، الذي يقوم ببطولته محمود حميدة، مع حسين فهمي وأحمد حاتم، ويُخرجه ماندو العدل، وهو الفيلم الذي حصل على إجازة من الرقابة على المصنّفات الفنية بداية العام الحالي، مع عرضه لـ«الكبار فقط».

يُذكر أن لدى صُناع السينما المصرية مجموعة كبيرة من الأعمال التي يمكن أن تكون منافسة بقوة على شباك التذاكر، وفق كلام الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الحديث عن الإيرادات المتوقعة من شباك التذاكر أمر سابق لأوانه في ظل عدم طرح غالبية صُناع هذه الأفلام البروموهات الدعائية لأعمالهم، والاكتفاء بنشر صور منها فقط عبر حساباتهم على مواقع التواصل».

وأضاف أن «الفترة التي تعقب امتحانات الثانوية العامة تشهد عادةً تحقيق إيرادات جيدة في شباك التذاكر داخل مصر، ومع وجود مجموعة متنوعة من الأفلام سيكون هناك تنافس قوي على شباك التذاكر»، وتوقع «منافسة متوازنة»، مرجحاً «فرص فيلم (ري ستارت) لتامر حسني في تحقيق إيرادات كبيرة».