وائل كفوري ورامي شلهوب... «شراكة العمر» بدأت بأغنيتَين

الملحّن والكاتب اللبناني لـ«الشرق الأوسط»: «نكهة النجاح مع وائل مختلفة»

الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
TT

وائل كفوري ورامي شلهوب... «شراكة العمر» بدأت بأغنيتَين

الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب
الفنان وائل كفوري والكاتب والملحّن رامي شلهوب

حصل اللقاء الأوّل بين الفنان وائل كفوري والشاعر والملحّن رامي شلهوب خلال التحضير لأغنية «كلنا مننجرّ» منذ سنتَين. اللحن الذي وضعه شلهوب وجمال ياسين على كلمات الشاعر علي المولى لفتَ كفوري، فقرّر تكرار التجربة مع المؤلّف الشاب.

في 4 أبريل (نيسان) فاجأ المطرب اللبناني جمهوره بأغنية تميّزت شكلاً ومضموناً عمّا سبقها. علِقت اللازمة فوراً في الذاكرة: «غير البشر كلّهن هي... في شعور جديد عليّ». ثم جاء الفيديو كليب من إخراج دان حداد، ليكمل صورة وائل المتجدّدة.

يقول شلهوب عن «الوقت هديّة» إنها شكّلت نقطة تحوّل في مسيرته، ويضيف في حديثه مع «الشرق الأوسط» أن تلك الأغنية التي تولّى كتابتها وتلحينها جاءت بمثابة تتويج مبكّر لعلاقته الفنية بكفوري: «نجحتُ في الاختبار عندما وافق وائل على الأغنية أسرع مما توقعت، وهو المعروف بتدقيقه الشديد في التفاصيل وقلقه الكبير على عمله، انطلاقاً من مسؤوليته تجاه جمهوره».

أرادَ شلهوب أن يقدّم كفوري في بُعدَيه الإنساني والعاطفي، من خلال «الوقت هديّة»، لذلك اختار مطلعاً يحمل معاني وجوديّة: «عشت وشفت كل البشر حافظهن كرجة ميّ»، لينتقل بعد ذلك إلى قصة الحب.

«رغبتُ في أن أركّز على وائل الإنسان الذي اختبر البشر واختمرت تجربته في الحياة، فصار قلبُه يعرف مَن يختار». يضيف شلهوب: «أردتُ أن أبرز للجمهور هذا الجانب الناضج في شخصيته، من خلال أغنية تُشبهه».

يضع شلهوب تعاونَه مع كفوري في كفّة، وكل الأغاني التي ألّفها سابقاً في كفّة أخرى. يوضح ذلك قائلاً: «كل النجاحات التي حققتها قبل، لا تُقارن بما يحصل الآن. نكهة النجاح مع وائل مختلفة. جمهوره ضخم، وشعرتُ بأنّه جرى تقدير لحني وكلمتي أكثر من أي وقت».

دمج شلهوب في «الوقت هديّة» المعاني الإنسانية والعاطفية بما يليق بتجربة كفوري (صور شلهوب)

بعد صدور «الوقت هديّة» انهالت التهاني من الفنانين والمتابعين، إلا أنّ التهنئة التي فاجأته أتت من كفوري شخصياً: «تصوَّري أنه تواصلَ معي ليبارك لي ويقول إنه فرحَ لي بهذا النجاح!».

يتحدّث شلهوب عن «إنسانٍ طيّب وكريم لا ينسى جهدَ أحد من الفريق». أما على الصعيد المهني، فـ«وائل دقيق جداً، ويتابع تفصيل التفصيل. يعرف ماذا يريد، ويلاحظ أي فرق بسيط قد يطرأ على العمل». غير أن هذا لا يعني -وفق شلهوب- أنّ كفوري يفرض رأيه أو تعديلاته على الأغنية؛ بل يكتفي ببعض التوجيهات إذا اقتضى الأمر، مانحاً المؤلّف مساحته الإبداعيّة.

يطلق رامي شلهوب على لقائه الفني بوائل كفوري: «شراكة العمر». ويتابع: «شرف كبير لي أن يختارني لأكتب وألحّن أغانيه». وفيما يبدو تعاوناً واعداً، فقد تكررت التجربة بعد شهر على صدور «الوقت هديّة». عاد شلهوب ليوقّع منفرداً أغنية ثانية لكفوري بعنوان: «لآخر دقّة».

يطغى على العمل الجديد مزاج البهجة. هي أغنية رومانسية؛ لكنها أقلّ كلاسيكية من سابقتها، مع العلم بأنّ الأغنيتَين تحملان طابعاً إيجابياً. يجنّب شلهوب أغانيه الكآبة والأسى: «الأغنية اللبنانية بحاجة إلى القليل من الإيجابية والفرح»، كما يقول. يرى واجباً «مساعدة الناس على السعادة والضحك والحب؛ بعيداً عن السرديّات الهدّامة وحكايات الخيانة والفراق». هذا لا يعني أنه لا يؤلّف أغاني حزينة: «لاً مفرّ منها؛ لكن يجب أن تكون هناك دائماً نقطة ضوء، بعيداً عن الأذى والتجريح».

يؤكد شلهوب أن الشراكة مع كفوري ستُثمر مزيداً من الأغاني؛ لكن ليس في القريب العاجل. في الأثناء، يتواصل نشاط الكتابة والتلحين لعددٍ من الفنانين ولشلهوب نفسه، فهو يخوض تجربة الغناء إلى جانب التأليف. أما أبرز المغنّين الذين تعاون معهم، فجوزيف عطية، ومحمد عساف، وسعد لمجرّد.

لا تطول القائمة لسبب واضح، وهو أنّ شلهوب خجول في عرض أعماله على الفنانين، وفق ما يعترف: «لو لم يكن جوزيف عطية صديقاً مقرّباً لما صنعنا –ربما- كل تلك النجاحات معاً». يؤمن بأنّ الأغنية المميزة تتحدّث عن نفسها، وتُجنّبه هذه القناعة قرع الأبواب من أجل تسويق أعماله.

تكرّر التعاون بين كفوري وشلهوب في أغنية «لآخر دقّة» الصادرة حديثاً (صور شلهوب)

يتمسّك رامي شلهوب بهويّة واضحة لأغنيته: «أنا من مناصري الأغنية الكلاسيكية لأنها تبقى وتعمّر، على عكس تلك الموسميّة». يعرّف الأغنية الكلاسيكية على أنها «تمنح المستمع شعوراً بالحنين، وبأنه يعرفها حتى وإن كان يسمعها للمرة الأولى». وهو يرى أن هذه الأغنية اكتسبت مزيداً من القيمة مؤخراً، وسط الموجات الموسيقية المتشابهة والضاربة حالياً.

يستقي مما تأثّر به صغيراً في منزل والدَيه في زحلة، ومما سمع هناك من حناجر فيروز، وأم كلثوم، وعبد الحليم، ومن نغمات الأخوين رحباني، وعبد الوهاب، وفيلمون وهبي، وملحم بركات، ولاحقاً مروان خوري وزياد برجي.

لم يتخصص في العلوم الموسيقية؛ بل اكتفى ببعض دروس البيانو والعود: «لحّنتُ كل شيء في بداياتي، انطلاقاً من صفحات الجريدة، مروراً بقصائد حصة اللغة العربية، إلى أن صرتُ ألحّن كلماتي». هكذا يختصر شلهوب رحلة مع الكلمة واللحن بدأت في سن الـ13 وهي مستمرة، مع تمسُّكٍ بـ«المحتوى البسيط غير المتفلسف الذي يقول الكثير من دون استفاضة».


مقالات ذات صلة

كاظم الساهر في بيروت: تكامُل التألُّق

يوميات الشرق صوتٌ يتيح التحليق والإبحار والتدفُّق (الشرق الأوسط)

كاظم الساهر في بيروت: تكامُل التألُّق

يتحوّل كاظم إلى «كظّومة» في صرخات الأحبّة، وتنفلش على الملامح محبّة الجمهور اللبناني لفنان من الصنف المُقدَّر. وهي محبّةٌ كبرى تُكثّفها المهابة والاحترام.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون (أ.ف.ب)

بيونغ يانغ تعدم شاباً استمع إلى موسيقى كورية جنوبية

أعدمت كوريا الشمالية علناً مواطناً يبلغ من العمر 22 عاماً، بسبب استماعه لموسيقى البوب الكورية الجنوبية ومشاركتها.

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
يوميات الشرق شمة يؤكد أن الاحتفال باليوبيل الفضي يتضمن تدشين ورشة لصناعة آلة العود (الشرق الأوسط)

نصير شمة: هذه أسباب ابتعادي عن القاهرة

أكد الفنان العراقي نصير شمة أنه لا يزال يبحث عن ذاته، عادّاً نفسه في حالة تجريب دائم، وأن ما حققه لا يساوي شيئاً، مقارنة بما حققه باخ أو رياض السنباطي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق صيف الفنّانين... حفلات وإصدارات ومفاجآت نجوى «بالأبيض»

صيف الفنّانين... حفلات وإصدارات ومفاجآت نجوى «بالأبيض»

أحداث شخصية وفنية افتتح بها المطربون العرب صيفهم، على رأسهم نجوى كرم التي أعلنت خبر زواجها أمام الجمهور خلال حفل أحيته في رومانيا.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أمسيتان حلّقتا بالغناء والموسيقى وأبهجتا الحضور (الشرق الأوسط)

ملحم زين ورودج في «الجامعة الأميركية ببيروت»: تحليق الغناء والموسيقى

علت الأيدي واشتدَّ التصفيق، لتشهد حلقة «الدبكة» على التشابُك وتسارُع الخفقان مع خبطة القدم.

فاطمة عبد الله (بيروت)

مصر: جدل حول لتأجيل موعد افتتاح «القومي للمسرح»

بوستر الدورة الـ17 للمهرجان القومي للمسرح (إدارة المهرجان)
بوستر الدورة الـ17 للمهرجان القومي للمسرح (إدارة المهرجان)
TT

مصر: جدل حول لتأجيل موعد افتتاح «القومي للمسرح»

بوستر الدورة الـ17 للمهرجان القومي للمسرح (إدارة المهرجان)
بوستر الدورة الـ17 للمهرجان القومي للمسرح (إدارة المهرجان)

أثار التأجيل المفاجئ لموعد انطلاق الدورة الـ17 من المهرجان القومي للمسرح جدلاً واسعاً بين المسرحيين في مصر.

وكان من المقرر أن تبدأ أعمال الدورة الجديدة التي تحمل اسم الفنانة سميحة أيوب يوم 15 يوليو (تموز) الجاري، لكن إدارة المهرجان قررت تأجيلها لنحو أسبوعين لتبدأ يوم 30 يوليو وتنتهي في 15 أغسطس (آب) المقبل.

وبينما أعرب عدد من النقاد والمهتمين بالشأن المسرحي عن «استيائهم الشديد» من قرار التأجيل لاعتبارات عدة منها «غياب الشفافية» و«حالة الارتباك»؛ فإن مسؤولي المهرجان دافعوا عن قرارهم معتبرين أنه يصب في صالحه.

وقال الناقد المسرحي يسري حسان إن «الالتزام الصارم بالموعد السنوي المعلن مسبقاً هو من أبجديات المهرجانات الكبرى التي تتسم بالأصالة والتقاليد العريقة، لكن المسؤولين لم يراعوا ذلك وهم يتخذون هذا القرار غير المفهوم والمثير للأسف» وفق تعبيره، مضيفاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما زاد الطين بلة هو حالة الغموض التي رافقت قرار التأجيل، فلا وزير الثقافة الجديد الدكتور أحمد هنو ولا رئيس المهرجان أصدرا بياناً، وهذا أمر في غاية السوء ويعبر عن الاستهتار بجموع المسرحيين».

محمد رياض رئيس المهرجان (إدارة المهرجان)

في المقابل، دافع الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، عن قرار التأجيل، مستنكراً الهجوم عليه وانتقاده. وأكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أنه «المسؤول الوحيد عن التأجيل». وأضاف: «كل فعاليات المهرجان من ورش عمل وندوات مستمرة وفق خطتها المرسومة المعتادة، وكل ما هنالك أنني قررت تأجيل حفل الافتتاح 15 يوماً فقط؛ لأسباب لست مطالباً بالإفصاح عنها».

وتابع: «استأذنت وزير الثقافة في القرار، وهو قال إنني رئيس المهرجان والأدرى بتفاصيله».

وتساءل رياض: «أليس من حقي كرئيس للمهرجان أن أديره بالشكل الذي يخصني وفق معطيات وظروف أنا على دراية بتفاصيلها؟!».

وتتكون اللجنة العليا للمهرجان في دورته الجديدة من الفنان محمد رياض «رئيساً»، والفنان ياسر صادق مديراً للمهرجان، أما أعضاء اللجنة فهم: السينارست مدحت العدل، والكاتب وليد يوسف، والفنان نضال الشافعي، والمخرج إسلام إمام، والكاتبة الصحافية علا الشافعي، والناقدة عبلة الرويني.

ويعد المهرجان القومي للمسرح أكبر ملتقى للمسرحيين في مصر، وتنظمه سنوياً وزارة الثقافة، ويعود تاريخ تأسيسه إلى عام 2006 على يد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني. وحملت الدورة الـ16 من المهرجان اسم الزعيم عادل إمام وتصدرت صورته منشوراته، في حين تم تكريم عدد كبير من الفنانين أبرزهم صلاح عبد الله، ورياض الخولي، وخالد الصاوي، ورشدي الشامي، ومحمد أبو داود، ومحمد محمود.

جانب من إحدى جلسات العمل الخاصة بالمهرجان (إدارة المهرجان)

واعتبر المؤرخ والمخرج المسرحي الدكتور عمرو دوارة «تأجيل المهرجان بداعي الرغبة في ظهور الدورة الجديدة بصورة أفضل، أمراً غير مفهوم»، مشيراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المسؤولين عن الدورة الجديدة يعرفون بأمرها منذ عام كامل مضى، وليس مفهوماً أن يأتوا الآن في هذا التوقيت ليقولوا إنهم ما زالوا في حاجة إلى المزيد من الوقت».

وأضاف الدكتور دوارة: «هناك تداعيات سلبية وراء التأجيل سوف تشمل الفرق المشاركة وارتباطات العاملين بها؛ إذ سيعاني الوسط المسرحي كله من الارتباك الناجم عن قرار التأجيل الذي لم يعتذر عنه أحد أو يشرح ملابساته» وفق تعبيره.

وسيكرم المهرجان خلال حفل افتتاحه 10 مسرحيين، من بينهم الفنانون: أحمد بدير، وأسامة عباس، وأحمد آدم، وسلوى محمد علي، وأستاذة المسرح نجوى عانوس، والدكتور ومخرج الأوبرا عبد الله سعد، والمنتج والمؤلف أحمد الإبياري، والفنان حسن العدل، ومصمم الاستعراضات الدكتور عاطف عوض.