دبّابة كانييه وجزيرة دي كابريو... كيف يستثمر المشاهير أموالهم؟

الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
TT

دبّابة كانييه وجزيرة دي كابريو... كيف يستثمر المشاهير أموالهم؟

الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)
الممثل ليوناردو دي كابريو ومغنّي الراب كانييه ويست (رويترز)

ما عاد الفنانون والرياضيون يكتفون بما تُدرّ عليهم المسارح والشاشات والملاعب، وانقضى زمنُ نومهم على حرير ثرواتهم. إنها حقبة الاستثمارات الذكية وتوظيف الأموال في الأماكن المناسبة.

أثرى بائعة ملابس

هل عبر في مخيّلة الموظفة في متجر الملابس أنها ستصبح في أحد الأيام إحدى أثرى المشاهير في العالم؟ على الأرجح أن ذلك لم يحصل، لكن ما إن فُتحت شاشة تلفزيون الواقع أمام كيم كارداشيان، حتى بدأت الأموال بالتدفّق. في رصيدها اليوم، وفق مجلّة «فوربس»، مليار و700 مليون دولار.

كيم كارداشيان خلال قمة «فوربس» للسيدات رائدات الأعمال عام 2017 (أ.ف.ب)

يُحسب لها أنها تواظب على إدارة ثروتها بحنكة، فهي أسست عام 2017 علامتها الخاصة بمستحضرات التجميل، التي أدرّت عليها عشرات الملايين. وقد تكرّر السيناريو مع إيراداتٍ مضاعفة، عندما أطلقت «سكيمز» للملابس الجاهزة.

تُواصل المليارديرة كيم صعود سلّم الاستثمارات، فهي شاركت منذ فترة في تأسيس شركة أسهم خاصة للاستثمار في القطاعات سريعة النمو، مثل المواد الاستهلاكية والضيافة والإعلام.

كانييه يخسر السباق مع كيم

لولا تغريداته التي وُصفت بالمعادية للساميّة، لحافظَ كانييه ويست على ثروةٍ تفوق بعشرات الملايين، أموال زوجته السابقة كيم كارداشيان. إلّا أنّ مواقفه تلك دفعت بشركاتٍ عالمية، على رأسها «أديداس»، إلى فسخ عقودها مع علامته التجارية «ييزي» الخاصة بالملابس والأحذية الرياضية. انعكس ذلك هبوطاً حاداً في ثروته قدّرته «فوربس» بمليار ونصف مليار دولار.

بقي في حوزة مغنّي الراب ورائد الأعمال الأميركي 400 مليون تعود بها عليه موسيقاه. أما استثماراته حالياً فتتركّز على العقارات الخياليّة بمساحاتها ومواصفاتها، وعلى وسائل النقل التي تتدرّج من السيارات الخارقة، وصولاً إلى الدبّابات الفاخرة، إذ ضمّ أسطول ويست دبّابة اشتراها بنصف مليون دولار، إلّا أنه عاد وباعها قبل سنتَين.

خسر كانييه ويست ملياراً و500 مليون دولار بعد فسخ شركات عالمية عقودها معه بسبب تصريحاته المعادية للسامية (فيسبوك)

نجم المستثمرين

أضيفَ مؤخراً إلى تعريف «الممثل» الذي يسبق اسم آشتون كوتشر، لقب «المستثمر». قد لا يكون الفنان الأميركي أثرى المشاهير بثروةٍ لا تتعدّى الـ200 مليون دولار، إلا أنه من بين الأذكى والأنشط في مجال الاستثمار. بدأ النجم السينمائي بزرع ما يحصده من أفلامه، من خلال شراء أسهُم في شركات ناشئة من بينها «أوبر»، و«سكايب»، و«سبوتيفاي» وغيرها. لاحقاً، أسّس كوتشر شركته المتخصصة في استثمار رأس المال، وهي تُدير حالياً ما يفوق المليار دولار من الأصول. أما أحدث أنشطته المالية، فهو دخوله عالم الذكاء الاصطناعي بوصفه أكبر المستثمرين في إحدى أهمّ شركات هذا القطاع الناشئ.

يُعدّ الممثل آشتون كوتشر من أنشط الفنانين في عالم الاستثمارات (أ.ب)

من الملعب إلى المطعم

تُقدّر ثروة لاعب كرة السلّة الأميركي المعتزل مايكل جوردان بـ3 مليارات و200 مليون دولار، وهو يُعدّ ثالث أثرى المشاهير عالمياً. أسطورة الرياضة البالغ اليوم 61 عاماً، تعاملَ بحنكة مع ما جناه على أرض الملاعب، ففي عام 2010 استحوذ على فريق «تشارلوت هورنيتس» مقابل 175 مليون دولار، ليعود ويبيعه بعد 13 عاماً بـ3 مليارات. أما شراكاته مع العلامات التجارية الرياضية وعلى رأسها «نايك»، فعادت عليه بمليارَين. يوظّف جوردان أمواله كذلك في شركة للرهانات الرياضية، وفي مجموعة من المطاعم التي يمتلكها.

عادت صفقة بيع فريق «تشارلوت هورنيتس» لكرة السلة على مايكل جوردان بـ3 مليارات دولار (أ.ب)

المليارديرة الأصغر بين المشاهير

أحدث المنضمّات إلى نادي المشاهير ذوي المليارات، المغنية الأميركية تايلور سويفت. فبفضل جولتها الموسيقية التاريخية «Eras Tour» والمتواصلة منذ أكثر من سنة، باتت ثروة سويفت تقدّر بمليار ومائة مليون دولار. وإضافةً إلى ما تكسبه الفنانة الثلاثينية من عائدات حفلاتها وموسيقاها، فهي وقّعت عقود شراكة بملايين الدولارات مع مؤسسات عالمية مثل «أبل»، و«أميركان إكسبرس»، و«دايت كوك»، وغيرها.

وعندما يحين موعد توظيف تلك الأموال، فإنّ سويفت تفضّل الاستثمار في العقارات، وهي تملك 8 منها في 4 ولايات أميركية مختلفة. كما أنها تملك، وفق منصة «بيلبورد» الموسيقية، طائرتَين خاصتَين.

تجني تايلور سويفت كثيراً من عقود الشراكة مع العلامات التجارية العالمية (إكس)

الثروة لا تُنسيه أصوله

يبدو أن صناعة الموسيقى تُدرّ الكثير من الأموال، فمغنّي الراب والمنتج الأميركي جاي زي هو كذلك جزءٌ من قائمة المشاهير أصحاب المليارات. تُقدّر ثروته بمليارين ونصف مليار دولار، وهو بات اسماً معروفاً وسط كبار المستثمرين وروّاد الأعمال. تشمل استثماراته أسهماً في شركات؛ مثل «أوبر»، و«بلوك»، كما أنه أسس مصانعه للملابس والمشروبات الروحية، إلى جانب شركته المتخصصة في الترفيه والنشر وإدارة أعمال الفنانين.

لم يكتفِ جاي زي بشراء الأسهم وبيع الخدمات والسلع، ولا بامتلاك العقارات والجُزُر والتحف الفنية، بل إنه وسّع نشاطه إلى إدارة الاستثمارات من خلال شركته «ميرسي» المتخصصة في هذا المجال، والتي تحمل اسمَ المشروع السكنيّ الشعبي حيث نشأ.

تبلغ ثروة مغنّي الراب والمنتج الموسيقي جاي زي مليارين ونصف مليار دولار (رويترز)

جمال فنّي وذكاء ماليّ

إذا ضمّ جاي زي ثروته إلى ثروة زوجته بيونسيه، يصير المجموع مليارَي دولار. فالمغنية الأميركية هي بدورها رائدة أعمال من الطراز الأول. إلى جانب نشاطها الفني، أسست بيونسيه شركة إنتاج، وعلامات تجارية خاصة بالملابس والعطور ومستحضرات العناية بالشعر. وإلى جانب استثمارها في قطاعَي الترفيه والموضة، هي الوجه الإعلانيّ لشركات عدة.

إلى جانب نجاحها بوصفها مغنية تميزت بيونسيه بريادة الأعمال وأسست عدداً من الشركات (أ.ب)

يخت برُبع مليار

على مدى 5 عقود من العمل السينمائي، استطاع المخرج الأميركي ستيفن سبيلبرغ أن يجمع ثروة قدّرتها «فوربس» بـ4 مليارات و800 مليون دولار. هو ثاني أثرى المشاهير بعد زميله المخرج جورج لوكاس (5.5 مليار). يستثمر سبيلبرغ أمواله الطائلة في شركات التكنولوجيا والصناعات الترفيهية، كما أنه يسهم في عدد من الشركات الناشئة والواعدة. أما الأموال غير المنقولة، فتشمل عقارات منتشرة عبر الولايات الأميركية، إضافة إلى يخت تبلغ قيمته 250 مليون دولار، وعدد كبير من التحف الفنية.

يحتلّ المخرجان جورج لوكاس وستيفن سبيلبرغ أوّل مرتبتَين على قائمة أثرى المشاهير (أ.ف.ب)

علامة تجاريّة تُدعى «أوبرا»

عام 2003 أصبحت الإعلامية الأميركية أوبرا وينفري أول مليارديرة من صاحبات البشرة السمراء. تحوّل المليار الأول بعد 20 عاماً إلى 3 مليارات. في سبعينها، ما زالت وينفري تنشط في الأعمال والاستثمارات مركّزةً على توظيف أموالها في قطاعات الإعلام والتكنولوجيا والتربية، في شركات؛ مثل «وارنر برذرز»، و«كومكاست»، و«ألفابيت». وفي عام 2015، استحوذت وينفري على 10 في المائة من شركة «ويت واتشرز» المتخصصة في خدمات الحمية الغذائية. تتوزع ثروتها كذلك على شراء العقارات، وعلى تطوير مؤسساتها الخاصة، ومن بينها شركة إنتاج ومجلّة وعلامة خاصة بالملابس ومستحضرات العناية بالبشرة.

على مدى 5 عقود من العمل الإعلامي تحوّل اسم أوبرا إلى علامة تجاريّة بذاتها (إنستغرام)

استثمارات خضراء

يوظّف نجم «تيتانيك» ثروته البالغة 300 مليون دولار، في كل ما يعود بالفائدة على قضيته؛ البيئة والمناخ. وضع الممثل الأميركي جزءاً كبيراً من أمواله في شركاتٍ ناشئة متخصصة في صناعة اللحوم والأسماك النباتية، وأخرى تُعنى بإدارة النفايات وإعادة تدويرها. كما اشترى دي كابريو جزيرة يبني عليها حالياً مشروعاً سياحياً صديقاً للبيئة يعتمد على الطاقة المتجدّدة.


مقالات ذات صلة

معرض «آي كلاود» لجولي بو فرح ريشة مغمسة بالحدس والعفوية

يوميات الشرق تدور موضوعات لوحات بو فرح بين الخيال والواقع (الشرق الأوسط)

معرض «آي كلاود» لجولي بو فرح ريشة مغمسة بالحدس والعفوية

تستعير الفنانة التشكيلية جولي بو فرح في معرضها «آي كلاود» من الغيوم صورة شاعرية لأعمالها، فترسمها بريشة تتأرجح بين الواقع والخيال.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق روائح تحكُم قرارات الحياة والموت في عالم الحشرات (غيتي)

النمل يطلب موته بإرادته... اكتشاف رائحة «تعالوا واقتلوني» داخل المستعمرة

أكد علماء أنّ النمل الصغير المريض يُطلق رائحة معيّنة تستدعي النمل العامل للقضاء عليه من أجل حماية المستعمرة من العدوى...

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق هناك بعض الخطوات الفعالة التي قد تساعدك في الحفاظ على يقظتك وتركيزك خلال الاجتماعات (أرشيفية - رويترز)

هل تجد صعوبة في البقاء يقظاً خلال اجتماعات؟ إليك الحل

هناك بعض الخطوات الفعالة التي قد تساعدك في الحفاظ على يقظتك وتركيزك، حتى في أطول الاجتماعات وأكثرها مللاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق لبنانية تدخل «غينيس» للمرة السادسة بأكبر «أرزة» من النفايات

لبنانية تدخل «غينيس» للمرة السادسة بأكبر «أرزة» من النفايات

لبنانية تدخل موسوعة «غينيس» عبر صنعها أكبر «أرزة» في العالم وطولها 10 أمتار. نفّذتها من 452 ألف عبوة بلاستيكية، مساهمة منها في إنقاذ البيئة من التلوّث.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق إعادة تعريف الإبداع من نقطة الصفر... الصفر تماماً (منظّمو جائزة اللفت)

«جائزة اللفت 2025»... تتويج جديد لأسوأ الإبداعات الفنّية

تُنظّم حانة في مقاطعة سومرست بجنوب غربي إنجلترا جائزة «اللفت» كل عام، وتُمنح للشخص الذي ابتكر عملاً فنياً سيئاً جداً باستخدام أقل جهد ممكن...

«الشرق الأوسط» (لندن)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.