إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية تُطلق جولة مسرحيّة قبل الانتقال إلى «نتفليكس»

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
TT

إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)

طوال السنتَين اللتَين أمضتهما بعيداً عن الشاشة بعد توقّف برنامجها، بدت الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس وكأنها في توقٍ دائمٍ إلى الإطلالة على الجمهور والتواصل معه. جنّدت صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي للنبشِ في أرشيف برنامجها، وإعادة نشر مقاطع منه بوتيرة شبه يوميّة.

لم تتصالح مع فكرة الغياب، خصوصاً أنّ خروجها من دائرة الضوء جاء دراماتيكياً، على خلفيّة تورّط منتِجي البرنامج في سلوكيّاتٍ مستَهجنة. وما كادت تمرّ سنتان على الحلقة الأخيرة من «The Ellen Show» (برنامج إيلين)، حتى استجمعت قواها وشوقَها وصراحتها المعهودة، لتُطلق جديدَها إنما على هيئة «ستاند أب» هذه المرة.

«ستاند أب إيلين الأخير» يجول على الولايات الأميركية خلال ربيع وصيف 2024 (إنستغرام)

اختارت ديجينيريس مسرح «كورونيت» في هوليوود، لتفتتح من على خشبته عرضها الجديد بعنوان «ستاند أب إيلين... الجولة الأخيرة». هي اليوم في الـ66 من العمر ولديها الكثير لتبوح به قبل أن تسدل الستارة نهائياً، على ما يوحي العنوان.

«نعم، لقد طُردت من المجال»؛ من أولى عبارات العرض بدا واضحاً أنّ إيلين آتية لتدلي بما في دلوِها الطافح، وأنها ليست هنا هذه المرة لمجرّد الترفيه عن الناس وإضحاكهم. ثم توالت الرسائل المباشرة والساخرة التي توجّهت فيها الإعلاميّة إلى مَن نعتوها بالشرّيرة: «لقد حُصرت شخصيتي بكائنٍ يرقص ويُغدق الهدايا... لكن، هل من عادة الأشرار أن يرقصوا ويقدّموا الهدايا؟».

عام 2020، وبعد أن وصف أفراد من فريق عملها علناً بيئة البرنامج بالسامّة على عكس هويّته الإيجابيّة واللطيفة، اعتذرت إيلين على الهواء مباشرة. إلّا أن الاعتذار لم يكفِ، فبعد عامين اضطرّت إلى إنهاء البرنامج بعد مسيرة 20 عاماً. هذه المرة، وثّقت إفاداتُ الموظفين تصرّفاتٍ عنصريّة، وتحرّشاً، وسياسات تخويف في كواليس أحد أشهر البرامج في أميركا والعالم.

رضخت إيلين للضغط لكن من الواضح أنها فعلت على مضض، وما محتوى عرضها الجديد سوى دليل على ذلك. «لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل. كرهتُ الطريقة التي اختُتم فيها البرنامج. أحب هذا البرنامج كثيراً وما كنت أرغب في أن يراني الجمهور للمرة الأخيرة في هذا الوضع». فتحت إيلين قلبها للجمهور المحتشد في القاعة وأخبرتهم بأنّ تلك النهاية آلمتها وزعزعت ثقتها في نفسها وكبريائها، مبدية أسفها لأنّ «صوت الكارهين غالباً ما يكون أعلى من صوت المحبّين».

رغم أنّ التُهم المسيئة لم تكن موجّهة ضدّها، فإنّ إيلين تعاطت مع الأمر على أنه استهداف شخصي لها. ومن بين ما قالته أمام الحضور خلال عرضها: «لقد استمرّ الكُره وقتاً طويلاً، إلى درجة شعرت فيها بأني أكثر شخصٍ منبوذ في أميركا آنذاك. والفتاة اللطيفة التي كانت تُحاضر باللطف، ما عادت لطيفة... هكذا كان العنوان المتصدّر».

في تلك الفترة، ضمّت شخصياتٌ معروفة أصواتها إلى صوت فريق عمل برنامجها الذي فضح المستور، واصفة شخصية إيلين اللطيفة بأنها مجرّد «واجهة مزيّفة». وقد ذهب الممثل براد غاريت إلى حدّ التغريد على منصة «إكس» (تويتر آنذاك) قائلاً: «أعرف أكثر من شخص تعرّض لمعاملة مريعة من قِبل ديجينيريس شخصياً». أما الكوميدي كيفن بورتر فقال: «ليس سراً أنّ إيلين هي من بين أكثر البشر شراً على قيد الحياة».

بعد اتهاماتٍ لفريق البرنامج بالعنصرية والتحرّش أنهت إيلين رحلة تلفزيونية استمرت 20 سنة (أ.ب)

وسط تصفيق الجمهور، أكدت ديجينيريس أنها لا ترغب في الثأر إطلاقاً كما أنها بدت متأثّرة حين قالت: «ها أنا أُطلق النكات على ما جرى، لكن في الواقع كان الأمر مدمّراً». وهي وعدت الحضور بمزيدٍ من العروض خلال الربيع والصيف، على أن تجول بين عدد من الولايات الأميركية، قبل أن ينتقل الـ«ستاند أب» إلى شاشة «نتفليكس» في موعدٍ لاحق.

باستعادتها لنشاطها، تنفض إيلين الغبار عن سنتَين أمضت معظمهما في منزلها في كاليفورنيا. هناك، وإلى جانب الغرق في نوستالجيا البرنامج ومشاركة أجزاء منه على صفحات التواصل الاجتماعي، اهتمّت بأحصنة مزرعتها والدجاجات على ما يُظهر عددٌ من الفيديوهات. حاولت الحفاظ على الصورة الإيجابية التي لطالما ارتبطت بشخصيّتها، والتي انعكست في برنامجها حيث غالباً ما انهمرت دموع الحضور فرحاً، ومعها انهمرت الهدايا والمفاجآت فوق رؤوسهم.

على عكس الشخصيّة المَرحة التي اشتُهرت بها ديجينيريس، فهي أمضت طفولة شبه خالية من الضحك. تربّت وسط عائلة محافظة إلى درجة التزمّت، فكانت تميل إلى الانطوائية وغالباً ما شعرت بأنها مختلفة عن سائر الأطفال ودخيلة عليهم. وقد فرض انتماء والدَيها إلى الكنيسة العلماويّة نفسَه، فكان ممنوعاً عليها مثلاً أن تتلقّى اللقاحات التي تُعطى للأطفال، ولا حتى أن تتناول دواءً لألم الرأس. هكذا استذكرت طفولتها في حديثٍ أجرته مع صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2018.

في سنّ الـ16، تعرّضت إيلين لاعتداء جنسي من قبل زوج والدتها فهربت من المنزل وأمضت ليلتها في أحد المستشفيات. وعندما فاتحت أمّها بالحادثة بعد سنوات، رفضت الأخيرة أن تصدّقها وبقيت إلى جانب زوجها.

تلاحقت المآسي لتجد نفسها عاجزة عن إكمال دراستها الجامعيّة في علوم التواصل بسبب ظروفها المادية الصعبة. اضطرّت حينذاك إلى التنقّل بين وظائف كثيرة، فعملت مساعدة في مكتب للمحاماة، ثمّ نادلة، ومضيفة، كما كانت تتولّى ورش طلاء جدران المنازل.

ديجينيريس في أولى سنوات الشهرة (إكس)

لم تتأخر الشهرة لتقرع باب إيلين، فهي رغم ظروفها الصعبة، اعتمدت البسمة أسلوب حياة. وفي مطلع الثمانينات، بعد تقديمها عروضاً كوميدية صغيرة في المقاهي، بدأت جولة على نطاق أوسع عبر الولايات الأميركية. أما في عام 1984، فأطلقت عليها شبكة «شوتايم» لقب الشخصية الفكاهيّة الأولى في أميركا.

تبلغ ثروة ديجينيريس 370 مليون دولار، أما حب الجماهير لها فثروة تحاول الإعلامية والممثلة إعادة تكوينها بعد اهتزازات السنوات القليلة الماضية.


مقالات ذات صلة

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

المشرق العربي المسؤول الإعلامي في «حزب الله» محمد عفيف خلال مؤتمر صحافي بالضاحية الجنوبية لبيروت (أ.ف.ب) play-circle 00:40

محمد عفيف... صوت «حزب الله» وحائك سياسته الإعلامية

باغتيال مسؤول العلاقات الإعلامية في «حزب الله» محمد عفيف تكون إسرائيل انتقلت من اغتيال القادة العسكريين في الحزب إلى المسؤولين والقياديين السياسيين والإعلاميين.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق «SRMG Labs» أكثر الوكالات تتويجاً في مهرجان «أثر» للإبداع بالرياض (SRMG)

«الأبحاث والإعلام» تتصدّر مهرجان «أثر» للإبداع بـ6 جوائز مرموقة

حصدت «SRMG Labs»، ذراع الابتكار في المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام (SRMG)، 6 جوائز مرموقة عن جميع الفئات التي رُشّحت لها في مهرجان «أثر» للإبداع.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق تضم المنطقة المتكاملة 7 مباني استوديوهات على مساحة 10.500 متر مربع (تصوير: تركي العقيلي)

الرياض تحتضن أكبر وأحدث استوديوهات الإنتاج في الشرق الأوسط

بحضور نخبة من فناني ومنتجي العالم العربي، افتتحت الاستوديوهات التي بنيت في فترة قياسية قصيرة تقدر بـ120 يوماً، كواحدة من أكبر وأحدث الاستوديوهات للإنتاج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم سيارة عليها كلمة «صحافة» بالإنجليزية بعد تعرض فندق يقيم فيه صحافيون في حاصبيا بجنوب لبنان لغارة إسرائيلية في 25 أكتوبر (رويترز)

اليونيسكو: مقتل 162 صحافياً خلال تأديتهم عملهم في 2022 و2023

«في العامين 2022 و2023، قُتل صحافي كل أربعة أيام لمجرد تأديته عمله الأساسي في البحث عن الحقيقة».

«الشرق الأوسط» (باريس)
المشرق العربي صحافيون من مختلف وسائل إعلام يتشاركون موقعاً لتغطية الغارات الإسرائيلية على مدينة صور (أ.ب)

حرب لبنان تشعل معركة إعلامية داخلية واتهامات بـ«التخوين»

أشعلت التغطية الإعلامية للحرب بلبنان سجالات طالت وسائل الإعلام وتطورت إلى انتقادات للإعلام واتهامات لا تخلو من التخوين، نالت فيها قناة «إم تي في» الحصة الأكبر.

حنان مرهج (بيروت)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
TT

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)
لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

حظي مسلسل «رقم سري»، الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق، بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسط إشادة بسرعة إيقاع العمل وتصاعد الأحداث رغم حلقاته الثلاثين.

ويُعرض المسلسل حالياً عبر قناتي «dmc» و«dmc drama» المصريتين، إلى جانب منصة «Watch IT» من السبت إلى الأربعاء من كل أسبوع، وهو من إخراج محمود عبد التواب، وتأليف محمد سليمان عبد الملك، وبطولة ياسمين رئيس، وصدقي صخر، وعمرو وهبة، وأحمد الرافعي.

ويعد «رقم سري» بمنزلة الجزء الثاني من مسلسل «صوت وصورة» الذي عُرض العام الماضي بطولة حنان مطاوع، للمخرج والمؤلف نفسيهما. وينسج الجزء الجديد على منوال الجزء الأول نفسه من حيث كشف الوجه الآخر «المخيف» للتكنولوجيا، لا سيما تقنيات الذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن أن تورط الأبرياء في جرائم تبدو مكتملة الأركان.

السيناريو تميز بسرعة الإيقاع (الشركة المنتجة)

وتقوم الحبكة الأساسية للجزء الجديد على قصة موظفة بأحد البنوك تتسم بالذكاء والطموح والجمال على نحو يثير حقد زميلاتها، لا سيما حين تصل إلى منصب نائب رئيس البنك. تجد تلك الموظفة نفسها فجأة ومن دون مقدمات في مأزق لم يكن بالحسبان حين توكل إليها مهمة تحويل مبلغ من حساب فنان شهير إلى حساب آخر.

ويتعرض «السيستم» بالبنك إلى عطل طارئ فيوقّع الفنان للموظفة في المكان المخصص بأوراق التحويل وينصرف تاركاً إياها لتكمل بقية الإجراءات لاحقاً. يُفاجَأ الجميع فيما بعد أنه تم تحويل مبلغ يقدر بمليون دولار من حساب الفنان، وهو أكبر بكثير مما وقع عليه وأراد تحويله، لتجد الموظفة نفسها عالقة في خضم عملية احتيال معقدة وغير مسبوقة.

وعَدّ الناقد الفني والأستاذ بأكاديمية الفنون د. خالد عاشور السيناريو أحد الأسباب الرئيسية وراء تميز العمل «حيث جاء البناءان الدرامي والتصاعدي غاية في الإيجاز الخاطف دون اللجوء إلى الإطالة غير المبررة أو الثرثرة الفارغة، فما يقال في كلمة لا يقال في صفحة».

بطولة نسائية لافتة لياسمين رئيس (الشركة المنتجة)

وقال عاشور في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المخرج محمود عبد التواب نجح في أن ينفخ الروح في السيناريو من خلال كاميرا رشيقة تجعل المشاهد مشدوداً للأحداث دون ملل أو تشتت، كما أن مقدمة كل حلقة جاءت بمثابة جرعة تشويقية تمزج بين ما مضى من أحداث وما هو قادم منها في بناء دائري رائع».

وأشادت تعليقات على منصات التواصل بالمسلسل باعتباره «تتويجاً لظاهرة متنامية في الدراما المصرية مؤخراً وهي البطولات النسائية التي كان آخرها مسلسل (برغم القانون) لإيمان العاصي، و(لحظة غضب) لصبا مبارك؛ وقد سبق (رقم سري) العديد من الأعمال اللافتة في هذا السياق مثل (نعمة الأفوكاتو) لمي عمر، و(فراولة) لنيللي كريم، و(صيد العقارب) لغادة عبد الرازق، و(بـ100 راجل) لسمية الخشاب».

إشادة بتجسيد صدقي صخر لشخصية المحامي (الشركة المنتجة)

وهو ما يعلق عليه عاشور، قائلاً: «ياسمين رئيس قدمت بطولة نسائية لافتة بالفعل، لكن البطولة في العمل لم تكن مطلقة لها أو فردية، بل جماعية وتشهد مساحة جيدة من التأثير لعدد من الممثلين الذين لعبوا أدوارهم بفهم ونضج»، موضحاً أن «الفنان صدقي صخر أبدع في دور المحامي (لطفي عبود)، وهو ما تكرر مع الفنانة نادين في شخصية (ندى عشماوي)، وكذلك محمد عبده في دور موظف البنك».