«الأوقاف المصرية» على خط أزمة «تصوير الجنائز»

عقب جدل بين نقابتي «الممثلين» و«الصحافيين»

الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
TT

«الأوقاف المصرية» على خط أزمة «تصوير الجنائز»

الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)
الممثلة ريهام عبد الغفور في جنازة الفنان صلاح السعدني (الشرق الأوسط)

دخلت وزارة الأوقاف المصرية على خط أزمة تصوير جنائز المشاهير، بإصدار قرار يمنع تصوير الجنائز في أثناء دخولها أو خروجها من المساجد في مصر.

وذلك بعدما شهدت البلاد من وقائع خلال تصوير جنائز عدد من المشاهير، كان آخرها خلال جنازة الفنان الراحل صلاح السعدني الشهر الماضي؛ حيث انفعل نجله الممثل أحمد السعدني على أحد المصورين.

وقالت الأوقاف في بيان نشرته، السبت، إن القرار جاء «نظراً لما لوحظ في تصوير بعض الجنائز في أثناء الصلاة على المتوفى أو دخولها المسجد أو خروجها منه من تجاوز لا يليق بحرمة المسجد ولا بحرمة الميت».

وعادة ما كانت تشهد جنائز المشاهير من الوسط الفني زحاماً وتكدساً بين المصورين، ما دفع بعض عائلاتهم للاستعانة بشركات حراسة خاصة لمنع التصوير، فيما أعلن بعضهم رفض التصوير في الجنازة على غرار ما طلبه الممثل كريم عبد العزيز قبل أيام خلال جنازة والدته.

ورحب نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي بالقرار، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «النقابة طالبت به مراراً وتكراراً احتراماً لحرمة المساجد، منتقداً التجاوزات التي كان يقوم بها بعض الأشخاص غير المنتمين للصحافة بالدخول للمساجد وتصوير فيديوهات وصور بطريقة غير مهنية».

فيما أبدى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين تعجبه مما تضمنه القرار من منع التصوير خارج المسجد وفي محيطه، وعدّ ذلك «يمنع الصحافيين والإعلاميين من القيام بعملهم، ويساوي بين وسائل الإعلام التي تقوم بدورها في توثيق الحدث وتناوله بطريقة إخبارية، ومن يقومون باستغلاله على مواقع التواصل الاجتماعي»، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط».

وهو رأي يدعمه الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن، الذي دعا إلى «التوصل لضوابط بالاتفاق بين نقابتي الممثلين والصحافيين»، مشيراً إلى أن «الوزارة ليست لديها سلطة لمنع التصوير خارج المساجد».

وكان وفد من نقابة الممثلين قد زار نقابة الصحافيين نهاية الشهر الماضي لبحث إمكانية وضع ضوابط لتصوير الجنائز الخاصة بالفنانين والمشاهير، وهو الاجتماع الذي شهد مناقشات موسعة بين أعضاء مجلسي النقابتين.

وكشف أشرف زكي عن مراجعة الصياغات الأخيرة لـ«بروتوكول» بين النقابتين يتضمن ضوابط تصوير الجنائز، متوقعاً أن يتم الإعلان عن توقيعه خلال الأيام القليلة المقبلة.

وبالعودة إلى قرار الأوقاف، يشير محمد عبد الرحمن إلى أن أصحاب الجنائز يكون لهم الحق في قبول أو رفض التصوير خارج المسجد، وهو أمر تصادره الوزارة بقرارها، لافتاً إلى أنه «في الوقت الذي رفض فيه الفنان كريم عبد العزيز تصوير جنازة والدته، لم تبدِ الفنانة يسرا اللوزي التي شيعت جنازة والدتها في اليوم التالي اعتراضاً على التصوير».

ويلفت سعد الدين النظر إلى أن «جنائز المشاهير عادة ما تكون في مساجد كبرى، بها أماكن مخصصة للخروج والدخول، بما يسمح بوجود مواقع محددة للمصورين لالتقاط الصور التي توثق الحدث، وهو الأمر الذي لا يجب منعه بشكل مطلق».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.