مصر تستكمل تطوير المساجد الأثرية لاستعادة وجهها الحضاري

السيسي أشاد بدور «البهرة» في ترميم أضرحة «آل البيت»

مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
TT

مصر تستكمل تطوير المساجد الأثرية لاستعادة وجهها الحضاري

مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)
مسجد السيدة زينب بوسط القاهرة (شركة المقاولون العرب)

تتواصل جهود مصر في ترميم وتطوير المساجد الأثرية في القاهرة التاريخية، لتستعيد هذه الأماكن «وجهها الحضاري»، بعد الإعلان في الفترة الأخيرة عن ترميم وإعادة افتتاح عدد من مساجد آل البيت.

وزار مصر، السبت، سلطان طائفة البهرة بالهند، وهي الطائفة التي عُرفت باهتمامها الشديد بمساجد ومزارات آل البيت في مصر، واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، السلطان مفضل سيف الدين، وأشاد بالعلاقات التاريخية التي تربط مصر بالطائفة، بحسب بيان نشره المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية.

وذكر البيان أن «الرئيس السيسي أشاد بالدور الذي يقوم به السلطان والطائفة في ترميم مساجد وأضرحة آل البيت والمساجد الأثرية بالقاهرة، بالإضافة إلى المشروعات التنموية والخيرية التي تقوم بها الطائفة في مصر».

وأكد الرئيس حرص الدولة على الاستمرار في مسار التنمية في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في المناطق التاريخية بالقاهرة، التي تبذل الدولة جهوداً كبيرة لتطويرها واستعادة وجهها الحضاري.

الرئيس السيسي أشاد بدور سلطان البهرة في ترميم مساجد وأضرحة «آل البيت» في مصر (المتحدث باسم رئاسة الجمهورية)

من جانبه، أكد سلطان البهرة تقديره لجهود مصر التنموية على جميع الأصعدة، وعملها الدائم على «تعزيز مبادئ وقيم المواطنة والتسامح، بما يعزز التعايش والسلم الاجتماعي».

وتحدث أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة الدكتور مختار الكسباني عن الأهمية التي تمثلها مساجد ومزارات آل البيت في مصر بالنسبة للكثير من الطوائف الإسلامية، مشيراً، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «الدور الحيوي الذي تقوم به طائفة البهرة لترميم مساجد آل البيت».

وقال الكسباني: «طائفة البهرة أصولها مصرية وهم تجار البهارات الذين كانوا يعيشون في السويس، لكنهم تركوا مصر نهاية العصر الفاطمي، خوفاً من القلاقل التي بدأت تظهر في المجتمع المصري وقتها».

وأوضح أن «هذه الطائفة لا علاقة لها بالسياسة، هم فقط مهتمون بالحفاظ على التراث الفاطمي الموجود في مصر، ومن هنا جاء اهتمامهم بمساجد ومزارات آل البيت».

وفتح رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، خلال اجتماع وزاري منتصف أبريل (نيسان) الماضي، ملف إحياء «مسار آل البيت» وتطوير منطقة جنوب القاهرة التاريخية لدعم السياحة في المناطق الأثرية، وشدد على أهمية هذه المزارات بما تمثله من وجه حضاري وعمق تاريخي، وضرورة تطويرها وإحاطتها بالساحات والحدائق والمتنزهات.

تطوير مسجد السيدة نفيسة (الهيئة الوطنية للإعلام)

وعدّ أستاذ الآثار الإسلامية «التطوير والترميم اللذين حدثا في مساجد عدة مثل الحسين والسيدة نفيسة والسيدة زينب وغيرها من شأنهما إعادة الوجه الحضاري المشرق للعمارة الإسلامية ولمسار ومزارات آل البيت في مصر».

ومن المساجد التي تم تطويرها في الفترة الأخيرة والمرتبطة بآل البيت، مسجد السيدة زينب ومسجد فاطمة النبوية ومسجد السيدة رقية، بالإضافة إلى مسجد الحسين.


مقالات ذات صلة

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

يوميات الشرق المتحف المصري الكبير يضم آلافاً من القطع الأثرية (الشرق الأوسط)

المتحف المصري الكبير يحتفي بالفنون التراثية والحِرف اليدوية

في إطار التشغيل التجريبي للمتحف المصري الكبير بالجيزة (غرب القاهرة) أقيمت فعالية «تأثير الإبداع» التي تضمنت احتفاءً بالفنون التراثية والحِرف اليدوية.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج بجنوب مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
TT

حبس أم خبأت طفلتها في درج لمدة ثلاث سنوات

صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها
صورة أصدرتها شرطة تشيستر للدرج التي خبأت به الأم طفلتها

حكم على سيدة بريطانية خبأت ابنتها الرضيعة في درج أسفل سريرها حتى بلغت الثالثة من عمرها تقريباً بالسجن لمدة سبع سنوات ونصف.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فعندما عثر عاملون اجتماعيون على الطفلة، كانت تعاني من تشوهات وطفح جلدي وكان شعرها متشابكاً بشدة، كما أنها «لم تكن تعرف اسمها».

وقد استمعت محكمة تشيستر في بريطانيا إلى أن الأم أخفت الطفلة في درج سريرها حتى لا يكتشف أشقاء الطفلة وصديق الأم أمرها.

وقالت عاملة اجتماعية للمحكمة إنها عندما رأت الطفلة جالسة في الدرج وسألت الأم عما إذا كانت تحتفظ بابنتها هناك؟ أجابت المرأة بلا تردد: «نعم، في الدرج».

وقالت إنها «صُدمت» لأن الأم لم تظهر أي مشاعر أثناء ردها عليها «وبدا عليها عدم الاكتراث بالموقف».

ومن جهته، قال القاضي ستيفن إيفرت، في حكمه على المرأة إن سلوكها «يتحدى كل العقائد»، وإنه «لا يتذكر أنه رأى قضية سيئة مثل هذه طوال حياته».

وأضاف: «لقد حُرمت طفلتها من أي حب، أو أي عاطفة مناسبة، أو أي اهتمام مناسب، أو أي تفاعل مع الآخرين، أو نظام غذائي مناسب، أو عناية طبية ضرورية».

وقال القاضي إن التجربة كانت «كارثية» بالنسبة للطفلة «جسدياً ونفسياً واجتماعياً»، قائلاً إنها تحملت «حياة تشبه الموت».

وقال المدعي العام سيون أب ميهانغل إن الطفلة تركت وحدها بينما كانت والدتها تأخذ أطفالها الآخرين إلى المدرسة، وتذهب إلى العمل.

وقال إيفرت إن سر الأم «الرهيب» لم يتم اكتشافه إلا «بالصدفة المحضة» عندما عاد صديقها إلى المنزل في صباح أحد الأيام لاستخدام المرحاض بعد أن غادرت الأم وسمع صوت بكاء الطفلة ليكتشف أمرها وأخبر أفراد الأسرة بالأمر.

وفي وقت لاحق من ذلك اليوم جاءت الخدمات الاجتماعية ووجدت الطفلة في درج السرير.

وفي المقابلة، قالت المرأة للشرطة إنها حملت من الطفلة من أحد أصدقائها السابقين، وأنها كانت «خائفة حقاً» من رد فعل أطفالها وعائلتها عندما ولدت.

وأضافت الأم: «لقد شعرت أن الطفلة ليست جزءاً من عائلتي».

واعترفت المرأة بأربع تهم تتعلق بقسوة معاملة الأطفال، شملت نقاطاً من بينها فشلها في طلب الرعاية الطبية الأساسية للطفلة، والتخلي عنها، وسوء التغذية، والإهمال العام.