فيما يبدو كأنه مشهد من فيلم خيال علمي، يتجه العلم نحو فهم أعمق للتواصل بين الإنسان وأحد أكبر المخلوقات البحرية، «حوت العنبر».
ومع استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة، يسعى العلماء لفك رموز لغة الحيتان، وما إذا كان لديها نظام تواصل معقد يشبه لغة البشر. وإذا نجح الأمر، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها البشر مع الكائنات الأخرى. حسبما أفادت شبكة «سكاي».
التقدم الحديث يأتي من خلال مشروع «Ceti»، حيث يعمل فريق من الخبراء على فك شفرة النقرات الصادرة عن «حوت العنبر». ومن خلال دراسة عشائر هذه المخلوقات في شرق البحر الكاريبي، تم اكتشاف استخدامها «شفرة مورس» المعقدة، مع إضافة تفاصيل موسيقية لنقل المعنى.
والمكالمات بين هذه الحيتان ليست مجرد أصوات عابرة، بل تحمل ثروة من المعلومات التي يمكن أن تكون مفتاحاً لفهم أعمق لحياتها وسلوكها. ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف قد يساعد في توحيد العمليات الجماعية لهذه الكائنات، بدءا من البحث عن الطعام وصولاً إلى تربية الصغار.
قال الدكتور ديفيد غروبر، مؤسس مشروع «Ceti»: «إنه يلقي الضوء على إمكانية وجود نظام اتصالات معقد لدى هذه الحيتان، ما يدفعنا لمواصلة جهودنا في استكشاف عالمهم».
وفي دراسة نُشرت في مجلة «Nature Communications»، كشف الباحثون عن تفاصيل جديدة حول تركيب الأصوات التي تصدرها «حيتان العنبر». بالإضافة إلى النقرات التي تشكل «شفرة مورس» الخاصة بها، وتغير الحيتان إيقاعاتها ونغماتها بناءً على سياق المحادثة.
ومن خلال تحليل السجلات الصوتية، تم تحديد ما يُعرف الآن بالأبجدية الصوتية لـ«حوت العنبر»، حيث يقول الباحثون إنها تمثل مجموعة معقدة من النماذج الصوتية يمكن أن تحمل معاني مختلفة.
وفي وقت سابق، أظهرت دراسات سابقة من المشروع أن الحيتان تشير إلى هويتها عبر نقرات متعددة، ما يُظهر القدرة الكبيرة لهذه المخلوقات على التواصل المعقد.
مع استمرار التقدم في هذا المجال، يأمل العلماء أن يكون لديهم يوماً ما القدرة على تبادل الحوار مع الحيتان، وربما تكون هذه اللحظة هي بداية فترة جديدة من التواصل الحقيقي بين الإنسان والكائنات الأخرى في هذا العالم البحري الغامض.