أصوات مصرية صدحت من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن

نجاة وأنغام وآمال ماهر من بينها

الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن (حسابه على إكس)
الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن (حسابه على إكس)
TT

أصوات مصرية صدحت من كلمات الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن

الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن (حسابه على إكس)
الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن (حسابه على إكس)

خاض مطربون مصريون تجربة الغناء من كلمات الأمير الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن، خلال مسيرته الطويلة.

بداية رحلة الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن مع الأصوات المصرية كانت بمحض الصدفة مع الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، وفق تصريحات تلفزيونية سابقة للراحل سرد فيها اقتباس عبد الحليم حافظ كلمات من أغنيته الشهيرة مع الفنان السعودي الراحل طلال مداح «نام الطريق»: «التعاون مع عبد الحليم حافظ جاء بالصدفة، حينما أُعجب الموسيقار الراحل بليغ حمدي بجملة في أغنيتي (نام الطريق) تقول (نام الطريق يا عيوني أنا، نام الطريق وسهرت أنا، يخطوه عذبها البعاد، يدمعه ذوبها السهاد، تعب الطريق ما تعبت أنا)، فيقتبسها بليغ مع عبد الحليم حافظ في أغنية (ماشي الطريق) فيقول (من كام سنة ماشي الطريق، تعب الطريق ما تعبت أنا)، ولكن يشكر حليم على أنه دائماً ما كان يؤكد اقتباسه لكلماتي، رغم أنني كنت في بداية مشواري الفني».

كان للراحل تعاون مثمر مع الفنانة نجاة الصغيرة، عام 1971 حينما قدّم لها موال «الشوق» الذي لحّنه الموسيقار الراحل محمد الموجي، وحاز وقتها إعجاب عبد الحليم حافظ، وغناه أكثر من مرة في جلساته الفنية.

أنغام (حسابها على فيسبوك)

وتُعدّ الفنانة أنغام أكثر فنانة مصرية تعاونت مع الأمير الشاعر الراحل؛ إذ قدمت له 4 أغنيات على مدار 20 عاماً، وهي «يا ترى وينك»، و«سهر»، و«سلامة رماحك»، وأخيراً «مزح» التي حملت اسم آخر ألبوماتها الخليجية، كما كانت أنغام في مقدمة الفنانات اللواتي كان يختارهن الراحل لإحياء حفلات تكريمه.

وكان للفنانة آمال ماهر نصيب من كلمات الشاعر الراحل حينما قدم لها أغنية «أحرق مكاتيبي» التي لحنها الموسيقار الكبير عبد الرب إدريس، كما قدمت الفنانة المصرية كارمن سليمان تجربة الغناء أكثر من مرة بكلمات بدر بن عبد المحسن، من خلال قيامها بإعادة أغنيات الفنانين الكبار أمثال طلال مداح ومحمد عبده.

ويصف الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن بأنه «شاعر غير عادي»، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «بدر بن عبد المحسن أسطورة من أساطير الكلمة العربية، استطاع خلال مسيرته أن يعلو بشأن الكلمة العربية في القصائد التي غُنيت بأصوات كبار المطربين العرب، وقدم إسهامات في جميع ألوان الشعر الرومانسي والوطني».

وأشار إبراهيم إلى أن مسيرة الأمير عبد المحسن سيخلّدها الزمن: «قدّم الراحل خلال أكثر من 40 عاماً، نحو ألف قصيدة وأغنية، وأرى أن مشواره مع الأغنية كان سهلاً ممتنعاً، فرغم أنه ينتقي كلماته بعناية فإن تلك الكلمات كانت سهلة في التلحين والغناء، وهو أمر شاق في القصائد التي حولت لأغنيات ملحنة».

الأمير الشاعر مع المطربة المصرية كارمن سليمان (حساب كارمن على إنستغرام)

وأشاد فوزي إبراهيم بتجربته مع الأصوات المصرية: «الأمير بدر بن عبد المحسن كان جديراً باختيار الأصوات التي تشدو له، وأعتقد أن اختياره لأنغام وآمال ماهر لكي تشدُوا من كلماته هو أمر جاء بعد دراسة متأنية منه لصوتهما، وأرى أن أنغام هي أفضل من كان قادراً على إيصال إحساسه الشعري في الأغنيات؛ لذلك نجد أن أنغام من أكثر الأصوات النسائية التي غنّت من كلمات الراحل».


مقالات ذات صلة

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

يوميات الشرق الملحن المصري الراحل محمد رحيم خاض تجربة الغناء (حسابه على «فيسبوك»)

شكوك حول أسباب وفاة الملحن المصري محمد رحيم

أثار خبر وفاة الملحن المصري محمد رحيم، السبت، بشكل مفاجئ، عن عمر يناهز 45 عاماً، الجدل وسط شكوك حول أسباب الوفاة.

داليا ماهر (القاهرة )
ثقافة وفنون الملحن المصري محمد رحيم (إكس)

وفاة الملحن المصري محمد رحيم تصدم الوسط الفني

تُوفي الملحن المصري محمد رحيم، في ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت، عن عمر يناهز 45 عاماً، إثر وعكة صحية.

يسرا سلامة (القاهرة)
يوميات الشرق لها في كل بيتٍ صورة... فيروز أيقونة لبنان بلغت التسعين وما شاخت (الشرق الأوسط)

فيروز إن حكت... تسعينُها في بعضِ ما قلّ ودلّ ممّا قالت وغنّت

يُضاف إلى ألقاب فيروز لقب «سيّدة الصمت». هي الأقلّ كلاماً والأكثر غناءً. لكنها عندما حكت، عبّرت عن حكمةٍ بسيطة وفلسفة غير متفلسفة.

كريستين حبيب (بيروت)
خاص فيروز في الإذاعة اللبنانية عام 1952 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص «حزب الفيروزيين»... هكذا شرعت بيروت ودمشق أبوابها لصوت فيروز

في الحلقة الثالثة والأخيرة، نلقي الضوء على نشوء «حزب الفيروزيين» في لبنان وسوريا، وكيف تحول صوت فيروز إلى ظاهرة فنية غير مسبوقة وعشق يصل إلى حد الهوَس أحياناً.

محمود الزيباوي (بيروت)
خاص فيروز تتحدّث إلى إنعام الصغير في محطة الشرق الأدنى نهاية 1951 (أرشيف محمود الزيباوي)

خاص فيروز... من فتاةٍ خجولة وابنة عامل مطبعة إلى نجمة الإذاعة اللبنانية

فيما يأتي الحلقة الثانية من أضوائنا على المرحلة الأولى من صعود فيروز الفني، لمناسبة الاحتفال بعامها التسعين.

محمود الزيباوي (بيروت)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.