المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

صاحبه فَقَد زوجته ومدّخراته ومعاملة جيرانه الطيّبة

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
TT

المنزل «الأكثر حزناً» عصيٌّ على البيع رغم خفض سعره

منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)
منزل الأحلام الباهظة (الوكيل العقاري نايت فرانك)

عُرِض المنزل الذي ظهر في برنامج «غراند ديزاينز» التلفزيوني مجدّداً في سوق العقارات بعدما طرحه محصِّلو الديون للبيع مقابل سعر منخفض جداً، مقداره 5.5 مليون جنيه إسترليني. فمنزل «تشيزيل كليف هاوس» الواقع في شمال ديفون بجنوب غربي إنجلترا، كلَّف مالكه إدوارد شورت كل شيء، متسبِّباً في فشل زواجه، وتراكم ديون تُقدَّر بـ7 ملايين جنيه إسترليني.

ووفق صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، عُرض المنزل للبيع في سوق العقارات للمرّة الأولى خلال فبراير (شباط) الماضي، بسعر 10 ملايين جنيه إسترليني. لكن رغم جذبه اهتمام بعض أصحاب الثروات، من بينهم هاري ستايلز، ظلَّ عصياً على البيع؛ فالسعر المطلوب وُصِف بالمرتفع جداً.

بدأ المنزل ذو الفنار مشروعاً طموحاً لإدوارد وهيزل، زوجته آنذاك، منذ 12 عاماً. كانا يأملان في بناء منزل الأحلام لأسرتهما للاستمتاع بإيقاع حياة أبطأ من إيقاع حياتهما في لندن. خصَّصا كل مدخراتهما البالغة 1.8 مليون جنيه إسترليني، للمشروع، واعتقدا أنهما قد يتمكّنان من إتمامه خلال 18 شهراً، رغم موقعه الصخري المعقَّد على الساحل.

«تشيزيل كليف هاوس» (الوكيل العقاري نايت فرانك)

مع ذلك، عندما ظهرت عملية بنائه للمرة الأولى في برنامج «غراند ديزاينز» عام 2019، وصفه المشاهدون بأنه «الأكثر حزناً على الإطلاق». حينها أشار المقدّم كيفين ماكلاود إلى أنه من العجيب والمدهش أن يخطّط الزوجان لإتمام «عمل فذّ من الهندسة المعقَّدة» في فترة زمنية قصيرة. وبسبب تعقيد عملية البناء، تضخّمت التكاليف، وازداد الوقت المطلوب بالنسبة إلى الأسرة التي اضطرت إلى اقتراض 2.5 مليون جنيه إسترليني من مستثمرين في القطاع الخاص، و500 ألف جنيه إسترليني من مصدر آخر.

حاولت ابنتا الزوجين المساعدة في تمويل المشروع الطَموح بإقامة معرض لبيع ممتلكات لم يعد أصحابها يريدون الاحتفاظ بها. وبعد 7 سنوات من بدء عملية البناء، التي شهدت هدم المنزل الأصلي الذي كان موجوداً في تلك البقعة والعائد تاريخه إلى الخمسينات، لم يتم الانتهاء من منزل الفنار العصري المشيَّد على طراز «آرت ديكو» الزخرفي. وذكر إدوارد لاحقاً أنّ ما جعل زوجته تمرُّ به خلال تلك الفترة كان «رهيباً».

عاد برنامج «غراند ديزاينز» لزيارة المشروع عام 2022. وجد أنّ عملية البناء كلّفت إدوارد كل شيء في حياته. خسر ماله، وزواجه، وحتى معاملة جيرانه الطيّبة. لقد جعل المنزل المقدِّم ماكلاود منبهراً بالمناظر الطبيعية التي يطلّ عليها، وبالتصميم الداخلي الذي بدا شبيهاً بالخارج بفضل النوافذ الكبيرة، كذلك إطلالته على 360 منظراً طبيعياً، بالإضافة إلى وجود مسبح لا متناهٍ (يتدفّق الماء فيه على حافة أو أكثر لينتج تأثيراً مرئياً للمياه بلا حدود)، وعزمه الحصول على تصريح لإنشاء مهبط مروحية.

وإذ اعترف إدوارد أنّ النهاية قد تكون «الإفلاس»، كشف ماكلاود أنه رغم تمكُّن صاحبه من «تمويله ليُبنى بالكامل»، ربما «لن يتمكن أبداً من الإقامة في منزل الفنار الأثير المحبَّب إلى نفسه» بسبب طريقة التمويل نفسها. وختم إدوارد: «الأمر يستحق العناء بعد الانتهاء من بنائه. لم يكن ليصبح مُجدياً لو أنّ عملية البناء لم تنتهِ، بل لكان الوضع مؤلماً جداً».


مقالات ذات صلة

لماذا يُقبل الألمان على هذا الفندق الذي يحتفي بكل ما هو بريطاني؟

يوميات الشرق إنفاق أكثر من 500 ألف دولار على تذكارات بريطانية لفندق «ليتل بريتن إن». (موقع الفندق)

لماذا يُقبل الألمان على هذا الفندق الذي يحتفي بكل ما هو بريطاني؟

تعتبر صورة التلال المتدحرجة والغابات الكثيفة ونهر الراين الملتف عبرها وهي لمنطقة راينلاند - بفالتس أو بالاتينات راينلاند، هي تصوير لألمانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق النساء أكثر عرضة للوفاة بعد الكوارث الطبيعية بمقدار 14 مرة مقارنة بالرجال (أ.ب)

النساء أكثر عرضةً للوفاة بعد الكوارث الطبيعية مقارنةً بالرجال

أكّد تقرير جديد أصدرته منظمة القيادة البيئية النسائية في أستراليا أن النساء أكثر عُرضةً للوفاة بعد الكوارث الطبيعية بمقدار 14 مرة مقارنةً بالرجال.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق صورة نشرتها مؤسسة الشباب الكورية لإحدى الأمهات المشاركات في البرنامج

لماذا يحبس الآباء في كوريا الجنوبية أنفسهم في زنازين؟

منذ شهر أبريل (نيسان)، شارك عدد كبير من الآباء في برنامج مدته 13 أسبوعاً، يستهدف تعليمهم كيفية التواصل بشكل أفضل مع أبنائهم.

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق اعتاد كثير من الأشخاص ضبط عدة منبهات صباحاً (رويترز)

لماذا يحتاج بعض الأشخاص ضبط عدة منبهات للاستيقاظ صباحاً؟

اعتاد كثير من الأشخاص ضبط عدة منبهات صباحاً؛ حيث إنهم قد يجدون صعوبة في الاستيقاظ من أول مرة؛ بل يضغطون على زر الغفوة (snooze) مراراً وتكراراً.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق الشعور بالاحترام والتقدير المتبادل والراحة والأمان علامة تدل على أنك قابلت شريكك المناسب (رويترز)

6 علامات تدل على أنك مع «الشريك المناسب»

قد يكون «توأم روحك» هو شخص «متوافق معك إلى حد بعيد»، ولكن عليك أنت الصبر وبذل الجهد للعثور على هذا المستوى من التوافق.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

لماذا يُقبل الألمان على هذا الفندق الذي يحتفي بكل ما هو بريطاني؟

إنفاق أكثر من 500 ألف دولار على تذكارات بريطانية لفندق «ليتل بريتن إن». (موقع الفندق)
إنفاق أكثر من 500 ألف دولار على تذكارات بريطانية لفندق «ليتل بريتن إن». (موقع الفندق)
TT

لماذا يُقبل الألمان على هذا الفندق الذي يحتفي بكل ما هو بريطاني؟

إنفاق أكثر من 500 ألف دولار على تذكارات بريطانية لفندق «ليتل بريتن إن». (موقع الفندق)
إنفاق أكثر من 500 ألف دولار على تذكارات بريطانية لفندق «ليتل بريتن إن». (موقع الفندق)

تعتبر صورة التلال المتدحرجة، والغابات الكثيفة، ونهر الراين الملتف عبرها، وهي لمنطقة راينلاند - بفالتس، أو بالاتينات راينلاند، هي تصوير لألمانيا كما وردت في الكتب الدراسية.

وكانت مدينة بون القريبة هي عاصمة ألمانيا الغربية منذ عام 1949 حتى 1990، وقبل ذلك، الحركة الرومانسية المنحدرة على القلاع ومشاهد الأشجار في المنطقة.

بالنسبة إلى كثيرين، فإن هذه هي أرض الألمان في أبهى صورها. ومع ذلك ركن من تلك البلاد ليس ألمانياً إطلاقاً، ففي قرية فيتل شلوس الهادئة، التي تقع على بعد نصف ساعة جنوب مدينة كولون، توجد قطعة أرض تنتمي بكل الأشكال والأوجه إلى إنجلترا، خصم ألمانيا القديم خلال الحرب العالمية، حسب «سي إن إن» الأميركية.

وعلى لافتة معلقة بين منزلين توجد عبارة «مرحباً بكم في بريطانيا الصغيرة»، واللافتة ملونة بألوان علم المملكة المتحدة. وتتم حراسة المدخل بتمثالين ضخمين لأسدين، مثل أسود ميدان ترفلغار في وسط لندن، إلى جانب حرس ملكي، وصف من السيارات البريطانية الكلاسيكية. إن لم يكن ذلك كافياً، فهناك أيضاً تمثال مصنوع من الريزن بالحجم الطبيعي للملكة الراحلة إليزابيث، تجلس على مقعد خشبي بجوار الباب، يراقب من يدخل ومن يخرج. وهناك أيضاً الأمير ويليام، الذي يقف متجهماً وراء مقعد خشبي إلى جوار الحرس الملكي.

«مرحباً بكم في فندق بريطانيا الصغيرة»، الركن الألماني الذي سيظل لإنجلترا إلى الأبد. تفضل بالدخول إلى فندق بريطاني تقليدي، لتجد صوراً شخصية لممثلي مسلسل «بيكي بلايندرز»، ودببة تشبه الدب «بادينغتون» بحجمه الطبيعي، هي جيرانك. وعبر المدخل يوجد المطعم، المليء بصور على طراز العصور الوسطى لروبن هود، ورجاله الخارجين على القانون.

وفي الأعلى، وعبر المبنيين، توجد غرف النوم، التي لا تخلو جدرانها من شيء ما بريطاني، بداية بجيمس بوند ووصولاً إلى الملكة الراحلة إليزابيث الثانية.

في الخارج وفي المساحة المفتوحة المتاحة للجميع هناك جولة سحرية من الغموض بين كل الأشياء البريطانية. وهناك أيضاً الحافلة ذات الدورين، وتماثيل بالحجم الطبيعي لشخصيات من أفلام ومسلسلات وكتب أدبية منها مستر بين، وجاك سبارو، وآليس في بلاد العجائب، والخروف «شون».

بالمقاعد الخشبية لوحات تحمل إهداءات من مناطق من المملكة المتحدة. وتوجد أيضاً تماثيل لرجال شرطة بريطانيين بالحجم الطبيعي بجوار سجادة حمراء تصل إلى ما بعد موقع الملكة. في الواقع هناك ملكتان، حيث توجد واحدة عند كل مبنى.

أما الأكواخ الخشبية، التي تتم بها إقامة سوق أعياد الميلاد السنوي وفعاليات خاصة أخرى، فمزينة بصور أكبر من الحجم الطبيعي لشخصيات من العائلة المالكة، وهم كيت وويليام، وميغان وهاري، وتشارلز وكاميلا، والملكة الراحلة مع الدب «بادينغتون»، على خلفيات من مشاهد طبيعية بريطانية كلاسيكية.

وهذا هو ما يميز الفندق الذي يعتبر أكبر معجبيه هم الألمان. أصبحت هذه البقعة الصغيرة من الأرض في قرية «فيتل شلوس» مكاناً يلتقي فيه المنافسون القدامى ويتذكرون ما يحبونه في بعضهم البعض.