هل تقليل السعرات الحرارية يزيد من أعمارنا؟

اكتشف العلماء لأول مرة في الثلاثينات أن تقييد السعرات الحرارية يقلل فرص الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة (أرشيفية - رويترز)
اكتشف العلماء لأول مرة في الثلاثينات أن تقييد السعرات الحرارية يقلل فرص الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة (أرشيفية - رويترز)
TT

هل تقليل السعرات الحرارية يزيد من أعمارنا؟

اكتشف العلماء لأول مرة في الثلاثينات أن تقييد السعرات الحرارية يقلل فرص الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة (أرشيفية - رويترز)
اكتشف العلماء لأول مرة في الثلاثينات أن تقييد السعرات الحرارية يقلل فرص الإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة (أرشيفية - رويترز)

لا يعرف العلماء بالضبط لماذا يؤدي تناول كميات أقل إلى إطالة عمر الحيوان أو الشخص، لكن كثيراً من الفرضيات يشير إلى «تطور» الخلايا بعدد سُعرات أقل.

ووفق تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز»، تمر الحيوانات بفترات من المجاعة، لذلك تطورت بيولوجيتها للبقاء والازدهار؛ ليس خلال مواسم الوفرة فحسب، ولكن أيضاً خلال مواسم الحرمان.

وتشير إحدى النظريات إلى أن تقييد السعرات الحرارية يجعل الحيوانات أكثر مرونة في مواجهة الضغوط الجسدية. على سبيل المثال، تتمتع الفئران المقيدة بالسعرات الحرارية بمقاومة أكبر للسموم، وتتعافى بشكل أسرع من الإصابة، كما قال جيمس نيلسون، أستاذ علم وظائف الأعضاء الخلوية والتكاملية بجامعة تكساس لعلوم الصحة.

ونقلت الصحيفة أنه إذا وضعت فأر مختبر على نظام غذائي، وخفضت السعرات الحرارية التي يتناولها بنسبة 30 إلى 40 في المائة، فإنه سيعيش، في المتوسط، نحو 30 في المائة أطول، كما أن تقييد السعرات الحرارية لا يمكن أن يكون شديداً لدرجة أن الحيوان يعاني سوء التغذية، لكن يجب أن يكون كافياً لتحفيز بعض التغييرات البيولوجية الرئيسية.

واكتشف العلماء هذه الظاهرة، لأول مرة في الثلاثينات، وعلى مدار التسعين عاماً الماضية، تكررت في أنواع تتراوح من الديدان إلى القرود. كما وجدت الدراسات اللاحقة أن عدداً من الحيوانات المقيدة السعرات الحرارية كانت أقل عرضة للإصابة بالسرطان والأمراض المزمنة الأخرى المرتبطة بالشيخوخة.

ولكن على الرغم من كل الأبحاث التي أُجريت على الحيوانات، لا يزال هناك كثير من الأمور المجهولة، ولا يزال الخبراء يناقشون كيفية عمله، وما إذا كان عدد السعرات الحرارية المستهلَكة أو الفترة الزمنية التي يجري تناولها فيها (المعروف أيضاً باسم الصيام المتقطع) هو الأكثر أهمية.

عدد من فئران التجارب في اليابان (أرشيفية - رويترز)

ولا يزال من غير المؤكد ما إذا كان تناول كميات أقل من الطعام يمكن أن يساعد الناس على العيش لفترة أطول أيضاً. يشتهر خبراء الشيخوخة بتجريب أنظمة غذائية مختلفة على أنفسهم، لكن دراسات طول العمر الفعلية ضئيلة ويصعب تنفيذها؛ لأنها تستغرق وقتاً طويلاً، وفقاً للصحيفة.

ويقول الدكتور كيم هوفمان، أستاذ الطب المساعد في كلية الطب بجامعة ديوك، والذي درس تقييد السعرات الحرارية لدى البشر، إنه من الممكن أنه «كلما قللت الحاجة إلى جعل جسمك يقوم بعملية التمثيل الغذائي، طالت مدة بقائه على قيد الحياة». وضرب المثل: «كما تعلمون، فإذا أبطأنا سير العربة فسوف تستمر الإطارات لفترة أطول».

تحفيز «الالتهام الذاتي»

كما أن تقييد السعرات الحرارية يُجبر الجسم على الاعتماد على مصادر الوقود الأخرى غير الجلوكوز، والتي يعتقد خبراء الشيخوخة أنها مفيدة للصحة العامة وطول العمر. وأشار عدد من الباحثين إلى عملية تُعرف باسم «الالتهام الذاتي»، حيث يأكل الجسم الأجزاء المعطوبة من الخلايا، ويستخدمها للحصول على الطاقة، وهذا يساعد الخلايا على العمل بشكل أفضل، ويقلل خطر الإصابة بعدد من الأمراض المرتبطة بالعمر.

في الواقع، يعتقد العلماء أن أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الوجبات الغذائية المقيدة بالسعرات الحرارية تطيل عمر الفئران هو أن الحيوانات لا تمرض في وقت مبكر، هذا إن حدث، كما قال الدكتور ريتشارد ميلر، أستاذ علم الأمراض بجامعة ميشيغان.

وهناك بعض الاستثناءات الملحوظة للنتائج المتعلقة بطول العمر وتقييد السعرات الحرارية. الأكثر إثارة للدهشة هو الدراسة التي نشرها الدكتور نيلسون في عام 2010 على الفئران التي كانت متنوعة وراثياً، ووجد أن بعض الفئران عاشت لفترة أطول عندما تناولت كميات أقل من الطعام، ولكن مع تناول نسبة أكبر كانت في الواقع فترة الحياة أقصر.

وعلى الرغم من تشكيك باحثين في نتائج دراسة الدكتور نيلسون، بسبب صعوبة تقييد عوامل أخرى، فإنه لم تكن دراسة الدكتور نيلسون هي الوحيدة التي ربطت طول العمر بتقييد السعرات الحرارية. فعلى سبيل المثال، أظهرت دراستان أُجريتا على القرود لأكثر من 20 عاماً، ونُشرتا في عاميْ 2009 و2012، أن الحيوانات في كلتا التجربتين تمتعت ببعض الفوائد الصحية المرتبطة بتقييد السعرات الحرارية، لكن مجموعة واحدة فقط عاشت لفترة أطول، وكان لديها معدلات أقل من الأمراض المرتبطة بالعمر، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري.

وقت تناول الطعام... عامل حاسم

وعدَّت الصحيفة أن هناك متغيراً آخر مهماً بالقدر نفسه، أو حتى أكثر أهمية من عدد السعرات الحرارية التي يتناولها الحيوان؛ وهو الفترة الزمنية التي يتناولها فيها.

كان الاختلاف الرئيسي بين تجربتي القرود هو أنه في دراسة عام 2009، التي أُجريت بجامعة ويسكونسن، تلقت القرود وجبة واحدة فقط في اليوم، وقام الباحثون بإزالة أي طعام متبق في وقت متأخر من بعد الظهر، لذلك جرى إبعاد الحيوانات عن الطعام، واضطرت الحيوانات في التجربة للصيام لمدة 16 ساعة تقريباً. وفي دراسة عام 2012، التي أجراها المعهد الوطني للشيخوخة، جرى إطعام الحيوانات مرتين في اليوم، وترك الطعام طوال الليل. كانت قرود ويسكونسن، التي تناولت وجبة واحدة، هي التي عاشت لفترة أطول.

كما اختبرت دراسة حديثة أُجريت على الفئران بشكل صريح آثار تقييد السعرات الحرارية مع الصيام المتقطع ومن دونه، إذ أعطى العلماء الحيوانات النظام الغذائي نفسه منخفض السعرات الحرارية، لكن بعضها حصل على الطعام لمدة ساعتين فقط، والبعض الآخر لمدة 12 ساعة، ومجموعة أخرى لمدة 24 ساعة. ووجدت الدراسة أن الفئران التي حصلت على وجبات منخفضة السعرات الحرارية، وتناولت الطعام على مدار 24 ساعة، عاشت أطول بنسبة 10 في المائة، في حين أن الفئران التي تناولت الطعام نفسه خلال فترات زمنية محددة زادت بنسبة 35 في المائة في متوسط العمر.

رافائيل دي كابو أحد كبار المحققين بوكالة الاستخبارات الوطنية (موقع المعهد الوطني للصحة)

ويقول رافائيل دي كابو، أحد كبار المحققين بوكالة الاستخبارات الوطنية، الذي ساعد في قيادة دراسة القرود هناك: «يُعتقد الآن أنه على الرغم من أن تقييد السعرات الحرارية مهم لطول العمر، فإن مقدار الوقت الذي يقضيه في الأكل - وليس الأكل - كل يوم لا يقل أهمية، وقد لا تكون هذه هي الحال للحيوانات فحسب، بل للبشر أيضاً».

ويرى الدكتور ميلر إن تقييد السعرات الحرارية بنسبة 25 إلى 40 في المائة الذي ثبت أنه مفيد للحيوانات، ليس واقعياً للبشر، في حين كان للدكتور دي كابو وجهة نظر مختلفة، إذ يقول: «مع تقييد السعرات الحرارية بنسبة 11 في المائة فقط التي حققها المشاركون، ما زالوا يُظهرون نتيجة إيجابية».

وقد ركزت أبحاث أخرى على التأثيرات قصيرة المدى للصيام المتقطع لدى الأشخاص الذين لديهم مجموعة من مؤشرات كتلة الجسم. وأظهرت بعض الدراسات، التي اختبرت مجموعة متنوعة من جداول الصيام، تحسناً في صحة الجسم وحرق الطعام وتقليل الالتهاب.

وتوفر بعض الدراسات سبباً لاعتقاد أن تقييد السعرات الحرارية والصيام المتقطع سيساعدان على العيش لفترة أطول، ومن المحتمل أن تكون هناك فوائد على المدى القصير، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بصحة القلب والتمثيل الغذائي.


مقالات ذات صلة

صحتك سكري الحمل يمكن أن يؤدي إلى نمو مفرط للطفل... لذا أهمية المتابعة المستمرة له لوقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية (بيكسباي)

دراسة: المتابعة المستمرة لسكري الحمل يمكنها وقاية الأطفال من تداعيات مستقبلية

أظهرت بيانات من تجربة جديدة أنه يمكن للنساء اللاتي يصبن بالسكري المرتبط بالحمل أن يقللن من احتمالات إنجاب مولود جديد بوزن أعلى من المتوسط عند الولادة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك هناك طرق فعالة لتعزيز المناعة وتجنب أدوار البرد (رويترز)

9 علامات تحذيرية تشير إلى تفاقم نزلة البرد

قال «موقع هيلث» إن نزلة البرد يمكن أن تسبب أعراضاً خفيفة مثل انسداد الأنف، والسعال، والعطس، وانخفاض الطاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك تأخذ النساء في أول فحص منزلي للكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري «إتش بي في» مسحة مهبلية لتتجنب بذلك الفحص التقليدي باستخدام منظار المهبل في العيادة وترسلها لإجراء الفحص (بيكسباي)

فحص منزلي جديد للكشف عن سرطان عنق الرحم لتجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء

بات بإمكان النساء المعرضات لخطر متوسط ​​للإصابة بسرطان عنق الرحم، تجنب الفحوص المزعجة في عيادات الأطباء، وإجراء فحص منزلي آمن للكشف عن الفيروس المسبب للمرض.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي لدى الأطفال... ألم في الرأس وآخر في البطن

الصداع النصفي هو حالة تشمل لدى الكثيرين «صداع ألم الرأس». ولكن في نفس الوقت، ثمة نوع آخر من الصداع النصفي الذي يُصيب الأطفال، وهو صداع «ألم البطن».

د. عبير مبارك (الرياض)

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
TT

ليوناردو دي كابريو يحذر الممثلين الشباب من خطأ واحد يضر بمسيرتهم

النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)
النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو (رويترز)

أصدر النجم الأميركي ليوناردو دي كابريو تحذيراً للممثلين الشباب، موضحاً سبب رفضه عروضاً ضخمة في بداية مسيرته الفنية الحافلة.

وأكد دي كابريو، البالغ من العمر 51 عاماً، أن الإفراط في الظهور قد يضر بالممثل الطموح الذي يتطلع إلى النجاح في هوليوود، وفقاً لشبكة «فوكس نيوز».

وقال نجم فيلم «تايتانيك»: «أكثر ما يمكنني قوله هو إنه إذا كنت تحب هذه المهنة، إذا كنت تحب التمثيل، فعليك أن تدرك أنها أشبه بماراثون، وليست سباقاً قصيراً».

وأضاف: «هذا لا يعني أن هذه كلها خيارات مصيرية. لا تجرّبوا شيئاً تجارياً. لا تفعلوا هذا مبكراً جداً.. يتعلق الأمر بفكرة النظر إلى مسيرتكم المهنية بعد 20، 30، 40، 50 عاماً من الآن، ووضع هذه العناصر معاً لضمان استمراريتها».

وتابع: «ربما يكون الإفراط في التعرض مضراً... أعتقد، إن لم يكن هناك أي شيء، أنني كنتُ أملك حدساً مبكراً بشأن الإفراط في التعرض. صحيحٌ أن ذلك كان زمناً مختلفاً. كان زمناً شاهدتُ فيه ممثلين اختفوا عن الأنظار، ولم نكن نعرف الكثير عنهم. أما الآن، فقد اختلف الأمر كثيراً مع وسائل التواصل الاجتماعي. لكنني لم أتمكن من معرفة الكثير عنهم إلا ما رأيته على الشاشة».

أشار دي كابريو إلى أن الزمن تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، لكن مشاهدة ممثلين آخرين يبنون ببطء أعمالاً قوية أثّرت على قراراته المهنية.

وشرح: «رأيتهم يبنون أعمالاً رائعة مع مرور الوقت. لم أُغمر بفيضٍ هائل من أفلامهم في عام أو عامين. هذا لا يعني أنه لا يجب عليك قبول العمل عندما يُعرض عليك، ولكن الفكرة هي توزيعه، أو ربما مجرد اختيار الأفلام التي تضم شخصيات ثانوية رائعة ومثيرة للاهتمام وتترك بصمتك في هذا المجال».

اشتهر دي كابريو برفضه دوراً في فيلم «هوكس بوكس»، وهو أعلى أجر كان سيحصل عليه آنذاك. وبدلاً من ذلك، قبل دور «ما الذي يزعج جيلبرت جريب»، الذي نال عنه أول ترشيح لجائزة الأوسكار. وصرح الممثل أن نقطة التحول في مسيرته كانت فيلم «تايتانيك»، الذي مكّنه من اختيار أفلامه بنفسه.

وأوضح: «كنت محظوظاً جداً في البداية. وكما ذكرتُ مع فيلم (تايتانيك)، كانت تلك نقطة التحول الحقيقية، عندما أتيحت لي فرصة اختيار أفلامي بنفسي. ولكن حتى ذلك الحين، كنتُ أشارك في العديد من الأفلام المستقلة. كنتُ أختار الشخصية التي أجدها الأكثر إثارة للاهتمام، والتي أستمتع بها».


«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
TT

«البحر الأحمر» يُعيد للسينما سحرها... افتتاح مدهش يُكرّم مايكل كين ويحتفي بالبدايات الجديدة

‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)
‎لحظة تاريخية لتكريم النجم البريطاني مايكل كين في حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

في لحظة يصعب نسيانها، ظهر النجم الأميركي فين ديزل، وهو يدفع الأسطورة البريطانية مايكل كين على كرسيه المتحرّك فوق خشبة مسرح حفل افتتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، مساء الخميس، في مشهد بدا كأنه يُلخّص روح دورة خامسة تجمع بين شغف السينما وامتنانها لرموزها، وبين حضور دولي يُرسّخ جدة منصةً تلتقي فيها قصص نجوم «هوليوود» و«بوليوود» والعالم العربي.

وقف ديزل على المسرح لتقديم الجائزة التكريمية، قائلاً: «هذه الليلة مميّزة بالنسبة إليّ، لأنني أقدّم جائزة لشخص تعرفونه جميعاً بأنه من أفضل الممثلين الذين عاشوا على الإطلاق... مايكل كين يملك من الكاريزما ما يفوق ما لدى معظم نجوم هوليوود». أمّا كين، الذي بلغ التسعين من عمره، فصعد إلى المسرح بدعم 3 من أحفاده، وقال مازحاً: «أتيتُ لأتسلم جائزة، ولا يفاجئني ذلك... فقد فزت بأوسكارين».

مايكل كين متأثّراً خلال كلمته على المسرح (إدارة المهرجان)

كان ذلك المشهد الشرارة التي أعطت مساء الافتتاح طابعاً مختلفاً؛ إذ لم تكن الدورة الخامسة مجرّد احتفاء بفنّ السينما، وإنما إعلان عن نقلة نوعية في موقع السعودية داخل الخريطة العالمية، حيث تتقاطع الأضواء مع الطموح السينمائي، ويتحوَّل الافتتاح من استقطاب للنجوم وعروض الأفلام، إلى قراءة لصناعة تتشكَّل أمام العالم.

وانضم إلى مايكل كين في قائمة النجوم المكرّمين لهذا العام: سيغورني ويفر، وجولييت بينوش، ورشيد بوشارب، وستانلي تونغ، فيما استمرَّت أسماء عالمية في التوافد إلى جدة في اليومين الماضيين، من بينهم جيسيكا ألبا، وأدريان برودي، والمخرجة كوثر بن هنية.

وينسجم ذلك مع كلمة وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، خلال الحفل، بأنّ المهرجان أصبح منصةً تعكس التحوّل الكبير الذي يشهده القطاع الثقافي في المملكة، ويُظهر دور الشباب في تشكيل مشهد سينمائي ينسجم مع طموحات «رؤية 2030»، مشيراً إلى أنّ الثقافة تُعد إحدى أقوى أدوات التأثير عالمياً.

حشد سينمائي عالمي كبير في الحفل (إدارة المهرجان)

السعودية... بدايات هوليوود

ومثل عادة المهرجانات، اتّجهت الأنظار نحو السجادة الحمراء، فامتلأت «الريد كاربت» الواقعة في منطقة البلد التاريخية بطيف نادر من نجوم السينما العالمية؛ من داكوتا جونسون، وآنا دي أرماس، ورئيس لجنة التحكيم شون بيكر وأعضاء اللجنة رض أحمد، وناعومي هاريس، ونادين لبكي، وأولغا كوريلنكو، إضافة إلى كوين لطيفة، ونينا دوبريف؛ اللتين شاركتا في جلسات حوارية مُعمَّقة قبل الافتتاح.

وخلال الحفل، أكد رئيس لجنة التحكيم شون بيكر، أنه متحمّس جداً للحضور في السعودية، التي شبَّهها بـ«هوليوود في أيامها الأولى»، مضيفاً: «بينما نُقاتل للحفاظ على دور العرض في الولايات المتحدة، افتُتِحت هنا مئات الصالات خلال 5 سنوات، لتصبح السعودية أسرع أسواق شباك التذاكر نمواً في العالم. ما يحدث هنا مُلهم ودافئ للقلب».

رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد (إدارة المهرجان)

من جهتها، تحدَّثت رئيسة مجلس أمناء مؤسّسة «البحر الأحمر السينمائي»، جمانا الراشد، عن أثر المؤسّسة خلال السنوات الخمس الماضية، قائلة: «لقد بنينا بهدوء ما كان كثيرون يرونه مستحيلاً: منظومة تمنح صنّاع الأفلام من آسيا وأفريقيا والعالم العربي القدرة على القيادة». وأشارت إلى أنّ 7 أفلام دعمها «صندوق البحر الأحمر» اختارتها بلدانها لتمثيلها في «الأوسكار»، وهو دليل على أثر الصندوق الذي دعم أكثر من 130 مشروعاً خلال 5 سنوات فقط. وأوضحت أنّ الدورة الخامسة تضم هذا العام 111 فيلماً من أكثر من 70 دولة، وتسلّط الضوء على 38 مُخرجة، مؤكدة أنّ حضور المرأة في هذه الدورة يُسهم في إعادة تعريف حدود السرد السينمائي، ويشكّل جزءاً أساسياً من روح المهرجان.

 

«العملاق»... فيلم الافتتاح

وفي نهاية الحفل، بدأ عرض فيلم الافتتاح «العملاق» للمخرج البريطاني - الهندي روان أثالي، وهو عمل يستعيد سيرة الملاكم البريطاني - اليمني الأصل نسيم حمد «برنس ناز»، والفيلم من إنتاج سيلفستر ستالون، ويقدّم فيه الممثل المصري - البريطاني أمير المصري أهم أدواره حتى الآن، بينما يلعب بيرس بروسنان دور المدرّب الذي شكّل مسيرة ناز.

ورغم أنّ السِّير الرياضية مألوفة في السينما العالمية، فإنّ اختيار هذا الفيلم تحديداً يحمل دلالة ضمنية؛ فهو عن شاب صنع مساراً لم يكن موجوداً، وعَبَر حدود التصوّرات الطبقية والثقافية ليصنع له مكاناً يُشبهه. بما يُشبه إلى حد كبير قصة الصناعة السينمائية المحلّية التي تُحاول إعادة تعريف صورتها أمام العالم، وتبني حضورها من نقطة البدايات، بمزيج من الحلم والهوية والإصرار، لتصل اليوم إلى مرحلة النضج في دورة تحتفي بشعار «في حبّ السينما»، وتحمل معها 10 أيام من عروض وتجارب تُعيد إلى الفنّ السابع قدرته الأولى على الدهشة.


ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
TT

ابتلعها بهدف سرقتها... استعادة قلادة مستوحاة من أفلام جيمس بوند من أحشاء رجل نيوزيلندي

شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)
شرطي يعرض بيضة فابرجيه خضراء مرصعة بالماس في أوكلاند بعد مراقبة دامت 6 أيام للص المتهم بابتلاعها (أ.ف.ب)

كشفت شرطة نيوزيلندا، التي أمضت 6 أيام في مراقبة كل حركة أمعاء لرجل متهم بابتلاع قلادة مستوحاة من أحد أفلام جيمس بوند من متجر مجوهرات، اليوم (الجمعة)، أنها استعادت القلادة المزعومة.

وقال متحدث باسم الشرطة إن القلادة البالغة قيمتها 33 ألف دولار نيوزيلندي ( 19 ألف دولار أميركي)، تم استردادها من الجهاز الهضمي للرجل مساء الخميس، بطرق طبيعية، ولم تكن هناك حاجة لتدخل طبي.

يشار إلى أن الرجل، البالغ من العمر 32 عاماً، والذي لم يكشف عن هويته، محتجز لدى الشرطة منذ أن زعم أنه ابتلع قلادة الأخطبوط المرصعة بالجواهر في متجر بارتريدج للمجوهرات بمدينة أوكلاند في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، وتم القبض عليه داخل المتجر بعد دقائق من السرقة المزعومة.

وكانت المسروقات عبارة عن قلادة على شكل بيضة فابرجيه محدودة الإصدار ومستوحاة من فيلم جيمس بوند لعام 1983 «أوكتوبوسي». ويدور جزء أساسي من حبكة الفيلم حول عملية تهريب مجوهرات تتضمن بيضة فابرجيه مزيفة.

وأظهرت صورة أقل بريقاً قدمتها شرطة نيوزيلندا يوم الجمعة، يداً مرتدية قفازاً وهي تحمل القلادة المستعادة، التي كانت لا تزال متصلة بسلسلة ذهبية طويلة مع بطاقة سعر سليمة. وقال متحدث إن القلادة والرجل سيبقيان في حوزة الشرطة.

ومن المقرر أن يمثل الرجل أمام محكمة مقاطعة أوكلاند في 8 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وقد مثل أمام المحكمة لأول مرة في 29 نوفمبر.

ومنذ ذلك الحين، تمركز الضباط على مدار الساعة مع الرجل لانتظار ظهور الدليل.