ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟
الوظيفة تتّسم بالشعور بالغربة وتبعث على العزلة أحياناً
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
دالاس تكساس:«الشرق الأوسط»
TT
دالاس تكساس:«الشرق الأوسط»
TT
ماذا لو أصيب طيّار أميركي باختلال التوازن العاطفي؟
المهنة المُرهِقة (شاترستوك)
بطبيعة عمله، يرى الكابتن روبرت غريفز أشخاصاً غرباء يومياً. إنه يعمل طيّاراً لدى شركة «ساوث ويست» التي تتّخذ من مدينة دالاس في ولاية تكساس الأميركية مقرّها. عادة ما لا تكون ثمة علاقة عميقة تربط بينه وبين الأشخاص الذين يعمل معهم، أو هؤلاء الذين يلتقي بهم. ورغم أنه يرى عدداً قليلاً منهم بصورة دائمة، فقد يستغرق الأمر أشهراً حتى يتعرّف على مساعد الطيار، أو المضيفات على الطائرة التي يقودها.
ووفق ما ورد في تقرير لصحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» الأميركية ونقلته «وكالة الأنباء الألمانية»؛ يرى أن وظيفته تتّسم بالشعور بالغربة، وأحياناً تبعث على العزلة أيضاً.
يقول غريفز (64 عاماً) الذي يعيش في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي: «من المفترض أن يكون الطيّارون مواطنين أقوياء، ومتوازنين، ومستقرّين عاطفياً».
وذكرت الصحيفة الأميركية أنّ الطيّارين يحتاجون إلى الحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية من أجل الطيران، والحصول على شهادة طبّية من «إدارة الطيران الفيدرالية»، ويخضعون لفحص طبّي لدى طبيب متخصّص في طبّ الطيران، خلال فترة تتراوح مدّتها بين 6 أشهر إلى 5 أعوام، بناء على أعمارهم، ونوع الطيران الذي يمارسونه.
ويوضح غريفز أنه لهذا السبب، قد لا يتحدّث كثير من الطيّارين عما يشعرون به، مشيراً إلى أنه لا يعاني مرضاً عقلياً، لكنه يدرك جيداً ما يمكن أن تُسبّبه له وظيفته.
من جهتها، تعلّق بيني ليفين، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية، ومدرّبة طيران معتَمدة: «من الصعب التعامل مع الطيّارين كمرضى، خصوصاً في حال الاعتراف بتلك المخاوف بشكل علني. إذا حدث ذلك، فسيؤدي إلى مأزق مزدوج... فتلقّي العلاج يعني عدم قيادة طائرة بعد الآن».
ولا تزال قضايا الصحة العقلية تشكّل تحدّياً وجدلاً مستمرين لدى شركات الطيران الأميركية. ففي العام الماضي، اتُّهم طيار خارج الخدمة بمحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة «ألاسكا إيرلاينز»، ثم أخبر المحقّقين الفيدراليين بأنه تعاطى الفطر المخدِّر، وكان يعاني من الاكتئاب، والانهيار العقلي.
وذكر تقرير «دالاس مورنينغ نيوز» أنّ عمّال الخطوط الجوّية يعملون في ظلّ بيئات مرهِقة، ونقص في أعداد الطيّارين، ومستويات تاريخية للطلب على رحلات السفر.
في سياق متصل، يقول رئيس إحدى البلديات في شمال غربي ألمانيا إنّ تاريخ 24 مارس (آذار) 2015 هو «أحلك يوم» في حياته، حيث إنه شهد سقوط طائرة ألمانية في جبال الألب الفرنسية، ومقتل 150 شخصاً. وحُدِّد في وقت لاحق السبب، وهو أنّ الطيّار كان يعاني مرضاً عقلياً شديداً، ولم يُخبر الشركة التي كان يعمل لديها.
وأظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أنّ 56.1 في المائة من الطيّارين قالوا إنهم تجنّبوا طلب العلاج الطبّي، أو النفسي، أو الإبلاغ عن معاناتهم من مشكلات صحّية، خوفاً من سحب شهادة اعتمادهم للطيران.
خلا المجال الجوي للنمسا من المراقبة العسكرية خلال العطلة الأسبوعية الحالية؛ نظراً لأن مراقبي الحركة الجوية التابعين للجيش النمساوي اضطروا إلى أخذ إجازة.
تتخذ البحرين خطوات مستمرة للاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، والاعتماد على الحلول البيئية المستدامة؛ مثل الطائرات الكهربائية والطاقة المتجددة في تشغيل المطارات.
افتتح ولي العهد البحريني الأمير سلمان بن حمد، معرض البحرين الدولي للطيران 2024 بقاعدة الصخير الجوية، وسط حضور إقليمي ودولي واسع لشركات الطيران، وصناع القرار.
المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)
أسدل مهرجان «القاهرة السينمائي الدولي» الستار على دورته الـ45 في حفل أُقيم، الجمعة، بإعلان جوائز المسابقات المتنوّعة التي تضمّنها. وحصدت دول رومانيا وروسيا والبرازيل «الأهرامات الثلاثة» الذهبية والفضية والبرونزية في المسابقة الدولية.
شهد المهرجان عرض 190 فيلماً من 72 دولة، كما استحدث مسابقات جديدة لأفلام «المسافة صفر»، و«أفضل فيلم أفريقي»، و«أفضل فيلم آسيوي»، إلى جانب مسابقته الدولية والبرامج الموازية.
وكما بدأ دورته بإعلان تضامنه مع لبنان وفلسطين، جاء ختامه مماثلاً، فكانت الفقرة الغنائية الوحيدة خلال الحفل لفرقة «وطن الفنون» القادمة من غزة مع صوت الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، وهو يُلقي أبياتاً من قصيدته «على هذه الأرض ما يستحق الحياة».
وأكد رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، أنّ «الفنّ قادر على سرد حكايات لأشخاص يستحقون الحياة»، موجّهاً الشكر إلى وزير الثقافة الذي حضر حفلَي الافتتاح والختام، والوزارات التي أسهمت في إقامته، والرعاة الذين دعّموه. كما وجّه التحية إلى رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسِّس مهرجان «الجونة» الذي حضر الحفل، لدعمه مهرجان «القاهرة» خلال رئاسة فهمي الأولى له.
وأثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعالياته؛ فقالت الناقدة ماجدة خير الله إنّ «عدم حضوره قد يشير إلى وقوع خلافات»، مؤكدةً أنّ «أي عمل جماعي يمكن أن يتعرّض لهذا الأمر». وتابعت لـ«الشرق الأوسط» أنّ «عصام زكريا ناقد كبير ومحترم، وقد أدّى واجبه كاملاً، وهناك دائماً مَن يتطلّعون إلى القفز على نجاح الآخرين، ويعملون على الإيقاع بين أطراف كل عمل ناجح». وعبَّرت الناقدة المصرية عن حزنها لذلك، متمنيةً أن تُسوَّى أي خلافات خصوصاً بعد تقديم المهرجان دورة ناجحة.
وفي مسابقته الدولية، فاز الفيلم الروماني «العام الجديد الذي لم يأتِ أبداً» بجائزة «الهرم الذهبي» لأفضل فيلم للمخرج والمنتج بوجدان موريشانو، كما فاز الفيلم الروسي «طوابع البريد» للمخرجة ناتاليا نزاروفا بجائزة «الهرم الفضي» لأفضل فيلم، وحصل الفيلم البرازيلي «مالو» للمخرج بيدرو فريري على جائزة «الهرم البرونزي» لأفضل عمل أول.
وأيضاً، حاز لي كانغ شنغ على جائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم الأميركي «قصر الشمس الزرقاء»، والممثل الروسي ماكسيم ستويانوف عن فيلم «طوابع البريد». كما حصلت بطلة الفيلم عينه على شهادة تقدير، في حين تُوّجت يارا دي نوفايس بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم البرازيلي «مالو»، وحصل الفيلم التركي «أيشا» على جائزة أفضل إسهام فنّي.
وأنصفت الجوائز كلاً من فلسطين ولبنان، ففاز الفيلم الفلسطيني «حالة عشق» بجائزتَي «أفضل فيلم» ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، ولجنة التحكيم الخاصة. وأعربت مخرجتاه منى خالدي وكارول منصور عن فخرهما بالجائزة التي أهدتاها إلى طواقم الإسعاف في غزة؛ إذ يوثّق الفيلم رحلة الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة داخل القطاع. ورغم اعتزازهما بالفوز، فإنهما أكدتا عدم شعورهما بالسعادة في ظلّ المجازر في فلسطين ولبنان.
وكانت لجنة تحكيم «أفلام من المسافة صفر» التي ضمَّت المنتج غابي خوري، والناقد أحمد شوقي، والفنانة كندة علوش؛ قد منحت جوائز لـ3 أفلام. وأشارت كندة إلى أنّ «هذه الأفلام جاءت طازجة من غزة ومن قلب الحرب، معبِّرة عن معاناة الشعب الفلسطيني». وفازت أفلام «جلد ناعم» لخميس مشهراوي، و«خارج التغطية» لمحمد الشريف، و«يوم دراسي» لأحمد الدنف بجوائز مالية قدّمتها شركة أفلام «مصر العالمية». كما منح «اتحاد إذاعات وتلفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي»، برئاسة الإعلامي عمرو الليثي، جوائز مالية لأفضل 3 أفلام فلسطينية شاركت في المهرجان، فازت بها «أحلام كيلومتر مربع»، و«حالة عشق»، و«أحلام عابرة».
وحصد الفيلم اللبناني «أرزة» جائزتين لأفضل ممثلة لبطلته دياموند بو عبود، وأفضل سيناريو. فأكدت بو عبود تفاؤلها بالفوز في اليوم الذي يوافق عيد «الاستقلال اللبناني»، وأهدت الجائزة إلى أسرة الفيلم وعائلتها.
وفي مسابقة الأفلام القصيرة التي رأست لجنة تحكيمها المخرجة ساندرا نشأت، فاز الفيلم السعودي «انصراف» للمخرجة جواهر العامري بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. وقالت جواهر، في كلمتها، إن المهرجان عزيز عليها، مؤكدة أنها في ظلّ فرحتها بالفوز لن تنسى «إخوتنا في فلسطين ولبنان والسودان». أما جائزة أفضل فيلم قصير فذهبت إلى الصيني «ديفيد»، وحاز الفيلم المصري «الأم والدب» على تنويه خاص.
كذلك فاز الفيلم المصري الطويل «دخل الربيع يضحك» من إخراج نهى عادل بـ4 جوائز؛ هي: «فيبرسي» لأفضل فيلم، وأفضل إسهام فنّي بالمسابقة الدولية، وأفضل مخرجة، وجائزة خاصة لبطلته رحاب عنان التي تخوض تجربتها الأولى ممثلةً بالفيلم. وذكرت مخرجته خلال تسلّمها الجوائز أنها الآن فقط تستطيع القول إنها مخرجة.
كما فاز الفيلم المصري «أبو زعبل 89» للمخرج بسام مرتضى بجائزة أفضل فيلم وثائقي طويل، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالإضافة إلى تنويه خاص ضمن مسابقة «أسبوع النقاد». ووجَّه المخرج شكره إلى الفنان سيد رجب الذي شارك في الفيلم، قائلاً إنّ الجائزة الحقيقية هي في الالتفاف الكبير حول العمل. وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ «النجاح الذي قُوبل به الفيلم في جميع عروضه بالمهرجان أذهلني»، وعَدّه تعويضاً عن فترة عمله الطويلة على الفيلم التي استغرقت 4 سنوات، مشيراً إلى قُرب عرضه تجارياً في الصالات. وحاز الممثل المغربي محمد خوي جائزة أفضل ممثل ضمن «آفاق السينما العربية» عن دوره في فيلم «المرجا الزرقا».
بدوره، يرى الناقد السعودي خالد ربيع أنّ الدورة 45 من «القاهرة السينمائي» تعكس السينما في أرقى عطائها، بفضل الجهود المكثَّفة لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا، وحضور الفنان حسين فهمي، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أنّ «الدورة حظيت بأفلام ستخلّد عناوينها، على غرار فيلم (هنا) لتوم هانكس، والفيلم الإيراني (كعكتي المفضلة)، و(أبو زعبل 89) الذي حقّق معادلة الوثائقي الجماهيري، وغيرها... وكذلك الندوات المتميّزة، والماستر كلاس الثريّة».