«الأصول الثقافية السعودية» ذاكرة حيّة للهوية الوطنية واستثمار للمستقبل

وزارة الثقافة وهيئة التأمين تُطلقان منتج التأمين الثقافي

معالم أثرية وشواهد تاريخية على عراقة المكان في مختلف المناطق السعودية (وزارة الثقافة)
معالم أثرية وشواهد تاريخية على عراقة المكان في مختلف المناطق السعودية (وزارة الثقافة)
TT

«الأصول الثقافية السعودية» ذاكرة حيّة للهوية الوطنية واستثمار للمستقبل

معالم أثرية وشواهد تاريخية على عراقة المكان في مختلف المناطق السعودية (وزارة الثقافة)
معالم أثرية وشواهد تاريخية على عراقة المكان في مختلف المناطق السعودية (وزارة الثقافة)

لفتت التحولات التي شهدها القطاع الثقافي السعودي الأنظار إلى ما تملكه البلاد من كنوز ثقافية وتراثية لا تقدر بثمن، تحمل في تنوعها تاريخاً وقصصاً لحضارات احتضنتها هذه الأرض، وسلطت الضوء على التنوع الطبيعي البديع الذي كان له أثر ملحوظ في أن تكون السعودية وجهة سياحية وثقافية فريدة. بهذه الكلمات عبّر وزير الثقافة السعودي الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، بعد مضيّ 8 أعوام على إطلاق «رؤية السعودية 2030» التي أحدثت تحولات فريدة على المستويات كافة، ومن بينها القطاع الثقافي.

وقد لامس التطوير كل أبعاد الثقافة السعودية المادية والمعنوية، ومن بينها الأصول الثقافية الفنية والتراثية، التي حظيت بعناية خاصة لضمان استمرارها في حالة ممتازة، وبقائها كشواهد راسخة على العمق الحضاري للبلاد، كان آخرها إطلاق السعودية مشروعاً جديداً يُمكّن ملّاك الأعمال الفنية والمباني التاريخية من التأمين عليها.

وأطلقت وزارة الثقافة وهيئة التأمين منتج «التأمين الثقافي» الذي سيُساعد مُلّاك الأعمال الفنية والأصول الثقافية في المملكة على تأمين أصولهم ومقتنياتهم وحمايتها وضمان استدامتها، كما يُوفّر المتطلبات المساعدة للمحافظة عليها، إلى جانب تأمين تغطية مالية في حالة وقوع حادثٍ يؤدي إلى خسارةِ أو تلفِ هذه الأصول الثقافية، بما يتناسب مع مقدار التلف والقيمة العادلة للأصل.

على صخور الجبال أبدع الإنسان بنقش التاريخ وتوثيقه (وزارة الثقافة)

«رؤية 2030» نقطة التحول

ونجح القطاع الثقافي في السعودية، ضمن الجهود النوعية التي انطلقت في إطار الاستراتيجية الوطنية للثقافة، في تسجيل ارتفاع معدل المواقع التاريخية والتراثية المطورة، وتلك المسجلة على اللائحة العالمية. وأثمرت تلك الجهود في توثيق التراث العمراني السعودي بـ850 مبنى، وتصنيف أكثر من 500 موقع، كذلك تسجيل وتصنيف ما يزيد على 30 موقعاً تراثياً، وترميز أكثر من 250 أصلاً تراثياً.

وقال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، بمناسبة مرور 8 سنوات على إطلاق «رؤية السعودية 2030»، إن الرؤية حقّقت خلال الأعوام الماضية عدة مستهدفات قبل أوانها، وبسرعة فاقت التوقعات، مؤكداً اهتمامها بالحفاظ على الممكنات الثقافية في البلاد.

وأضاف وزير الثقافة أن ما تشهده السعودية من تحول تاريخي غير مسبوق ونمو ملحوظ جاء بمباركة وتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة ودعم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ما يعكس حرص القيادة على بناء مستقبل مزدهر ومبشر، من خلال تحقيق النمو الاقتصادي، وتحسين جودة الحياة، وتوفير حياة كريمة للمواطنين والمقيمين.

نجحت الجهود في توثيق التراث العمراني السعودي بـ850 مبنى وتصنيف أكثر من 500 موقع وما يزيد على 30 موقعاً تراثياً وترميز أكثر من 250 أصلاً تراثياً (وزارة الثقافة)

ونوّه بتسجيل الأنشطة غير النفطية أعلى مستوى تاريخي لها، بمساهمة بلغت 50 في المائة من الناتج الإجمالي الحقيقي لعام 2023. لافتاً إلى ما تملكه البلاد من كنوز ثقافية وتراثية لا تقدر بثمن، تحمل في تنوعها تاريخاً وقصصاً لحضارات احتضنتها هذه الأرض، كذلك التنوع الطبيعي البديع الذي كان له أثر ملحوظ في أن تصبح السعودية وجهة سياحية وثقافية فريدة.

وأشار الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان إلى ارتفاع عدد المواقع التاريخية والثقافية المطورة لضيوف الرحمن إلى 12 موقعاً، متجاوزة المستهدف بـ7 مواقع، وتطوير 5 مواقع خلال 2023 لإثراء تجربتهم، بزيادة قدرها 100 في المائة مقارنة بعام 2022، فضلاً عن ارتفاع عدد المواقع السعودية المسجلة على قائمة «اليونيسكو» للتراث العالمي إلى 7، بتسجيل محمية «عروق بني معارض»، التي تعد أول محمية تراث طبيعي سعودية.

التأمين الثقافي يساعد مُلّاك الأعمال الفنية والأصول الثقافية في المملكة على تأمين أصولهم ومقتنياتهم (وزارة الثقافة)

التأمين الثقافي... ديمومة الأثر الحضاري

ويأتي منتج التأمين الثقافي، ضمن مشروع متكامل، شمل دراسة المخاطر المتعلقة بالأصول التراثية والتاريخية، وعملت عليه وزارة الثقافة بالشراكة مع هيئة التأمين، بهدف رصد وتقييم المخاطر المتعلقة بالأصول التراثية المتنوعة، ووضع الآليات والأدوات المناسبة لإدارة هذه المخاطر، وتطوير منتجات تأمينية تُساعد على توفير البيئة المناسبة لحماية وازدهار نشاط الأصول التراثية، بالإضافة إلى دعم الأنشطة الثقافية محلياً ودولياً بالحلول التأمينية المناسبة.

وينقسم التأمين الثقافي الذي أطلقته وزارة الثقافة السعودية إلى منتجين رئيسيين؛ أولهما مخصصٌ للمباني التراثية المصنَّفة على أنها أثرية، أو تراثية، أو تاريخية، ويوفر تغطية تأمينية تتناسب مع الاعتبارات الخاصة لهذه المباني من حيث التقييم، والترميم، ونطاق الأخطار المشمولة على هذا النوع من الأصول.

أما المنتج الثاني فيغطي الأعمال الفنية التي تُمثل مختلف أنواع الأصول والأنشطة الثقافية من أعمالٍ فنية، ومعارضَ، وتحفٍ، ومقتنياتٍ ثمينة وغيرها، ليوفّر تغطيةً تأمينية تتناسب مع القيمة العالية لهذه الأصول، ومع متطلبات التعامل معها، كالتخزين، والعرض، والشحن، وغير ذلك.

لامس التطوير كل أبعاد الثقافة السعودية المادية والمعنوية ومن بينها الأصول الثقافية الفنية والتراثية (وزارة الثقافة)

وتستهدف وزارة الثقافة من خلال مبادرتها في حماية الأصول الثقافية بجميع أشكالها، تقديم الدعم للأنشطة الثقافية، والحماية ضد الخسائر في الأصول عاليةِ القيمة من خلال تأمين المباني التراثية، وتأمين الأعمال الفنية، وتأمين أضرار الطرف الثالث، وتأمين انقطاع الأعمال، لتوفر بذلك الاستقرار المالي للاقتصاد الثقافي، وتحميه من التبعات المالية للخسائر، وتستجيب لاحتياجات المعارض، خاصةً تلك التي تستوجب التأمين على الأصول المُعارة، بالإضافة إلى دعم الالتزام بالإجراءات والممارسات المُثلى، وخلق بيئة آمنة للاستثمار في القطاع الثقافي، كما يأتي التأمين الثقافي ضمن جهود هيئة التأمين في استحداث منتجات تأمينية تواكب مستجدات المرحلة، وتوفر الأدوات الداعمة المتوائمة مع النمو الاقتصادي في المملكة تحت مظلة «رؤية المملكة 2030».

وبالتزامن مع «اليوم العالمي للتراث»، الذي احتفل به العالم في 18 أبريل (نيسان)، شهدت مواقع تاريخية ووجهات تراثية في مختلف مدن ومناطق السعودية أنشطة وفعاليات، فتحت معها نوافذ معرفية وتجارب إثرائية لاستكشاف تاريخ التراث الثقافي في المملكة، وإضفاء الطابع الإنساني على التراث بطرق مبتكرة، وتم إضاءة عدد من المواقع التراثية في المدن السعودية التي بقيت شاهدة على رحلة الإنسان وأثره عبر الزمن، فيما وجدت أجيال ناشئة خلال الفعاليات التي أطلقتها «هيئة التراث السعودية» احتفالاً باليوم الذي اختاره العالم موعداً سنوياً للتوعية بأهمية التراث الوطني والمحافظة عليه وصوْنه، فرصة للتعرف على كثير من التقاليد والمنتجات التقليدية والحرف والصناعات اليدوية التي كانت مصادر الرزق ووسائل الازدهار في الزمن القديم.


مقالات ذات صلة

وزيرا الخارجية السعودي والكويتي يبحثان المستجدات إقليمياً ودولياً

الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال لقائه عبد الله اليحيا على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية (واس)

وزيرا الخارجية السعودي والكويتي يبحثان المستجدات إقليمياً ودولياً

بحث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي مع نظيره الكويتي عبد الله اليحيا، الثلاثاء، مستجدات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

«الشرق الأوسط» (المنامة)
الخليج مدير وكالة الفضاء الأميركية يؤدي العرضة مع رئيس جامعة الأمير سلطان ومسؤولين (تصوير: تركي العقيلي)

اتفاق سعودي – أميركي على مواصلة العمل لاستكشاف الفضاء

كشف بيل نيلسون مدير وكالة الفضاء الأميركية «NASA» عن توقيع اتفاق إطاري لمواصلة العمل بين الرياض وواشنطن في استكشاف الفضاء.

غازي الحارثي (الرياض)
الخليج خادم الحرمين الشريفين مترئساً جلسة مجلس الوزراء في جدة (واس)

خادم الحرمين يوجّه بتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن

​​​​​​​رحّب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الثلاثاء، بضيوف الرحمن الذين بدأوا في التوافد من أنحاء العالم إلى المملكة لأداء فريضة الحج.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج الأمير سعود بن مشعل خلال إطلاقه حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» في موسمها الـ16 (إمارة مكة)

السعودية: حملة «تصريح الحج» قلّصت السلوكيات المخالفة

أكد الأمير سعود بن مشعل بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، أنه لن يكون هناك حج إلا بتصريح، وستطبق الأنظمة بحزمٍ في حق أي مخالف للتعليمات.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الاقتصاد تدعم «سفن» من خلال انضمامها إلى «القدية للاستثمار» أهداف المجموعة في تطوير مفهوم اللعب (الموقع الرسمي للشركتين)

«سِفن» الترفيهية تنضم إلى «القدية للاستثمار»

أعلنت شركة «القدية للاستثمار» عن دخول شركة مشاريع الترفيه السعودية «سفن» إلى مجموعة شركاتها، وذلك بما يُعزز منظومة العمل، ويحقّق التكامل بين أنشطتهما الترفيهية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جمانة الزين خوري لـ«الشرق الأوسط»: حتى أفضل الصور لا تُنهي الحرب

الجانب الآخر للصورة المرتكزة على مأساة شخصية جداً (محمد سالم)
الجانب الآخر للصورة المرتكزة على مأساة شخصية جداً (محمد سالم)
TT

جمانة الزين خوري لـ«الشرق الأوسط»: حتى أفضل الصور لا تُنهي الحرب

الجانب الآخر للصورة المرتكزة على مأساة شخصية جداً (محمد سالم)
الجانب الآخر للصورة المرتكزة على مأساة شخصية جداً (محمد سالم)

يتوجّه الاحتضان المريع في لقطة المصوّر الفلسطيني محمد سالم، الفائزة بجائزة «أفضل صورة صحافية لعام 2024» من منظّمة «وورلد برس فوتو»، إلى جرحنا الغائر. فالمرأة في لقطة مصوّر وكالة «رويترز»، تُدعى إيناس أبو معمر (36 عاماً)، تحتضن جثة ابنة أخيها البالغة 5 سنوات، في مشرحة مستشفى «ناصر» بخان يونس جنوب غزة المُبادَة. تشدّ عليها، لعلّها بهذا العَصْر تُحيي النبض المقتول، وتمنح الدم البارد فرصة أخرى للحياة. ظلَّت تشدّ، لكنّ الغلاوة في الكفن لم تتحرّك. تُدعى سالي، قتلتها الهمجية الإسرائيلية. في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، صوَّر سالم هذا القهر المطلق. عناق الجثّة يُظهر لحظة الاعتصار الملوِّعة وهي تُطلق صرخة الإنسان المظلوم في الكون. فوز الصورة واجه العالم بالطفولة المُكفَّنة المُرسلة إلى الغياب قبل أوانه.

الصورة الفائزة تتيح فهم المأساة الفلسطينية (محمد سالم)

تعلم المديرة التنفيذية لمنظّمة «وورلد برس فوتو» في أمستردام، جمانة الزين خوري، أنّ عامل التفوّق الفنّي ليس وحده سبب فوز الصورة. تُخبر «الشرق الأوسط» أنها ليست في عضوية لجنة التحكيم المستقلّة التي تختار الصور الفائزة، لكنها تراقب جلساتها: «من خلال صورة العام هذه، والمشاركات الفائزة الأخرى، بحثت اللجنة عن صور تُظهر واقع الحرب بطريقة تجذب الآخرين وتساعد على التعاطف».

تفوّقها مردّه «ارتكازها على مأساة شخصية جداً». تضيف: «هذا الجانب يُساعد المتلقّي على التواصل معها. في التعليق المُرفق بها، نسرد خلفية ما جرى والمعلومة اللازمة لإيضاح الحدث. فالصورة تُساعد في جعل هذه الأعداد الكبيرة، ضحايا الصراعات، ذات معنى، لإتاحتها نقل المعاناة الفردية التي تُنهِك جميع الخاسرين».

لدى تبلّغه بفوزها، شارك محمد سالم كلمات قليلة عبر «فيسبوك». كتب: «أتمنّى أن تبلغ العالم، وتكون سبباً في وقف الحرب والمعاناة التي يعيشها أبناء شعبنا الفلسطيني. أقدّم هذا الإنجاز إلى أرواح شهداء الصحافة الذين دفعوا من دمائهم لتصل رسالتهم السامية كلَّ العالم». من عمق المشهد المُعذِّب، قلَّ كلامه ودلَّ. اختصر ما أوكل الصورة التعبير عنه، لطاقتها المذهلة حيال كسر الصمت.

المديرة التنفيذية لـ«وورلد برس فوتو» جمانة الزين خوري (صور المنظّمة)

أخبر مدير التحرير العالمي لقسم الصور والفيديو في «رويترز»، ريكي روجرز، وهو يقف أمام الصورة في مبنى «نيو كيرك» التاريخي بالعاصمة الهولندية، أنّ محمد سالم استقبل نبأ الفوز بأسى. فالصورة المُتوَّجة ليست من الصنف الداعي للاحتفال. لكنه عقَّب أنه يقدّر نيلها التكريم وفرصة انتشارها: «يأمل بهذه الجائزة أن يصبح العالم أكثر وعياً بالتداعيات الإنسانية للحرب، خصوصاً على الأطفال».

محمد سالم مصوّر فلسطيني أربعيني، يعمل لدى «رويترز» منذ عام 2003. ليست المرّة الأولى التي تُتوّج صوره. ففي 2010، حصد أيضاً جائزة في مسابقة «وورلد برس فوتو». فوزه هذا العام جعل لجنة التحكيم تُعلّق: «الصورة تُسجّل بقدر كبير من المراعاة والاحترام، وبطريقة مجازية وواقعية في آن، خسارة لا يمكن تصوُّرها».

ما جدوى الجوائز أمام المذابح؟ هل تقوى على توجيه الجهود لإنهاء المأساة؟ تجيب جمانة الزين خوري «الشرق الأوسط»: «يلتقط كلّ مصوّر الصور على أمل ترك أثر. في الماضي، رأينا كيف مهدّت صورة واحدة الطريق لنهاية صراعات أو حروب. صورة نيك أوت لكيم فوك عن فتاة النابالم الفائزة بجائزة أفضل صورة صحافية عالمية لعام 1973 مثالاً. أو كيف ساعدت في فتح ممر آمن للسكان، مثل صورة يفغيني مالوليتكا، عن الغارة الجوّية لمستشفى ماريوبول الأوكراني للولادة، الفائزة بجائزة صورة العام 2023». إذن، لصورة محمد سالم وَقْع مشابه؟ تقول إنها لا تعلم مدى تأثيرها المباشر في إنهاء الحرب، «لكنني أعلم أنه بسبب صورته، سيستمرّ الملايين في الحصول على فهم عاطفي وغريزي لما شعرت به هذه المرأة في تلك اللحظة. فهذا الفهم يولّد رابطاً مباشراً بين متلقّيها وأهل غزة، مما يتيح تجلّي البُعد الإنساني».

تُكمل: «أدّى سالم عمله بشكل جيّد وسط أصعب ظرف. هكذا يفعل المصوّرون، ولا يمكننا طلب المزيد منهم. يمكنهم فقط إظهار حقيقة ما يحدث كما يرونها من خلال عدساتهم».

جمانة الزين خوري وخلفها الصورة القاسية (صور المنظّمة)

منذ تبوّئها منصبها قبل أكثر من 3 سنوات، وهي تسمع تردُّد هاتين العبارتين: «الصورة دائماً موضوعية»، و«الصورة تساوي ألف كلمة». يثبت عالم اليوم مدى بعدهما عن الواقع. تراه عالماً «يتميّز بالاستقطاب، والأخبار الزائفة، وفقاعات المعلومات، والضغط الشديد على حرّية الصحافة، والافتقار إلى سهولة الوصول إلى معلومات مُدقَّقة وجديرة بالثقة». تقول: «ما يفشل الناس في تذكّره غالباً هو أنّ خلف كل عدسة، ثمة شخص حقيقي له تجاربه الحياتية وخلفيته الثقافية. مَن يقف خلف الكاميرا ضروري للصورة التي ستُلتَقط. ولأنّ التقاطها لا يكفي، فقد اتفقنا أخيراً على ضرورة فعل ذلك بطريقة أخلاقية. وجود مصوّر يفهم السياق الذي يصوّره، ويحترمه، جزء أساسي من الصورة».

تستوقفها أهمية الالتفات إلى كيفية قراءة الصورة للتمكُّن من فهمها: «نعم، هناك عالمية في الصور. عالمية تتحدّى اللغات. لكن الصورة الواحدة يمكن قراءتها بشكل مختلف تماماً من شخص إلى آخر. في مثل هذا العالم المستقطِب، حيث تُستهلك الصور في أقل من ثانية، ويجري التفاعل معها بعاطفة هائلة، فإنها تحتاج إلى أن تُصحَب بكلمات تُساعد في شرحها، وهو ما نتّبعه في (وورلد برس فوتو) بالتعاون مع المصوّرين».

يُرغم التصوير على التوقّف والتفكير والشعور والتصرُّف، ومع ذلك تؤكد جمانة الزين خوري على ضرورة التحلّي بالواقعية حين يتعلّق الأمر بما نتوقّعه من المصوِّرين: «هم شهود. يمكنهم فقط مشاركتنا ما رأوه. الصور الفائزة من فلسطين وأماكن أخرى، لا ينبغي أن تورّطنا بوهم مفاده أنه حتى أفضل صورة قادرة على إنهاء الحرب من تلقائها».

جمانة الزين خوري تراقب لجنة التحكيم العالمية لمسابقة الصور الصحافية (صور المنظّمة)

«وورلد برس فوتو» منصّةٌ لمصوّرين يوثّقون قصصاً مهمّة: «دورنا هو دعمهم والدفاع عنهم، وتقديم قصصهم إلى الجماهير حول العالم، والتأكد من أنّ صورهم موضوعة في سياق مناسب مع تعليقات مدروسة جيداً. ذلك للمساعدة في خلق تفاهم أفضل يُعزّز الحوار ويكسر الاستقطاب». ولأنّ المنظّمة تصل إلى أكثر من مليارَي شخص، اتّبعت استراتيجية تعتمد على أهمية تنوُّع الفائزين والقصص. تقول خوري: «نؤمن أنه بربط الناس بقصص متنوّعة ترويها أصوات متنوّعة، يمكننا محاولة سدّ الفجوة بين القصص ورُواتها الذين غالباً ما يجري سماعهم كثيراً، وأولئك الذين لا يُسمَعون».

وصورة محمد سالم الفائزة؛ أتعدُّها خطوةً نحو العدالة للفلسطينيين؟ تؤكد تأثيرها وإتاحتها اكتساب الآخرين قدراً من الفهم: «ستبقى في الأذهان، ونبذل أقصى الجهد لإيصالها إلى أوسع نطاق».


تحب عملك بصدق؟ انتبه... صحتك العقلية بخطر

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإرهاق هم الذين يحبون عملهم بصدق ويبذلون جهداً إضافياً بشكل روتيني (رويترز)
الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإرهاق هم الذين يحبون عملهم بصدق ويبذلون جهداً إضافياً بشكل روتيني (رويترز)
TT

تحب عملك بصدق؟ انتبه... صحتك العقلية بخطر

الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإرهاق هم الذين يحبون عملهم بصدق ويبذلون جهداً إضافياً بشكل روتيني (رويترز)
الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإرهاق هم الذين يحبون عملهم بصدق ويبذلون جهداً إضافياً بشكل روتيني (رويترز)

هل تحب وظيفتك؟ انتبه، فربما اهتمامك الزائد بها يضر بصحتك العقلية.

وفقاً لخبيرة الإجهاد ومديرة برنامج الماجستير في التعليم الطبي بجامعة بنسلفانيا، كاندي وينز، صاحبة كتاب «حصانة الإرهاق»، فإن الاهتمام الزائد بالعمل يضر.

وأجرت وينز، بحسب شبكة «سي إن بي سي» مقابلات مع مئات الأشخاص الذين يعملون في بيئات شديدة التوتر، بمَن في ذلك موظفو المستشفيات ورؤساء الشرطة والمديرون التنفيذيون الماليون، ووجدت أن الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإرهاق ليسوا فقط أولئك الذين يعملون في وظائف صعبة، بل الذين يحبون عملهم بصدق ويبذلون جهداً إضافياً بشكل روتيني.

وأوضحت أنه «عندما تحب ما تفعله وتعدّه (نداءً)، أو إذا كان لديك هدف وتهتم بشدة بتأثير وظيفتك في الآخرين، فمن الأسهل أن تصبح مستنزفاً عاطفياً».

على الرغم من أن التعرف على نفسك من خلال عملك ليس أمراً سيئاً بالضرورة، فإنه يجعلك عرضة للإرهاق إذا قمت بكثير من التضحيات الشخصية وغفلت عن رعايتك الذاتية، وفقاً لوينز.

وقد وجدت الأبحاث أن الخطر مرتفع بشكل خاص في المهن التي تقدم الرعاية؛ مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية، والمستشارين، والمتخصصين الاجتماعيين، الذين غالباً ما يعطون الأولوية لاحتياجات الآخرين، ويمكن أن يواجهوا ساعات عمل طويلة لا يمكن التنبؤ بها.

وأشارت وينز إلى أن الإرهاق هذا نفسه موجود لدى الأشخاص المتحمسين لعملهم ويعطون الأولوية لاحتياجات وأهداف أصحاب العمل على احتياجاتهم وأهدافهم. ويشمل ذلك المعلمين والناشطين والموظفين غير الربحيين وأصحاب الأعمال الصغيرة.

ويمكن أن تساعد الرعاية الذاتية على منع الإرهاق إلى حد ما، بحسب وينز، التي رأت أنه «من الرائع أن تجد عملاً يجعلك متحمساً، لكن هذه الإثارة لا ينبغي أن تحدد قيمتك الذاتية».

وقالت وينز: «إن وضع حدود بين العمل والحياة والحفاظ عليها يمكن أن يساعدك على استعادة بعض الوقت لنفسك، وإفساح المجال للأنشطة والعلاقات الأخرى التي تجلب لك السعادة».

وعندما شعرت وينز بالجنوح نحو الإرهاق في بداية حياتها المهنية، التزمت بـ3 قواعد: لا مزيد من العمل في عطلات نهاية الأسبوع، ولا مزيد من جدول السفر المزدحم، ولا مزيد من الموافقة على كل طلب خوفاً من إحباط شخص ما.

وأضافت: «يبدو التوازن بين العمل والحياة مختلفاً من شخص لآخر، ولكن يمكنك تحسينه من خلال وضع حدود تحمي وقتك وطاقتك وإنتاجيتك ورفاهيتك بشكل عام».

ونصحت بـ«حجز وقت (عدم الإزعاج) في تقويمك الخاص، وتحديد فترات راحة قصيرة، والتفاوض للعمل من المنزل بضعة أيام في الأسبوع... كل ما هو منطقي في وضعك».

يمكنك أيضاً إنشاء الحدود العاطفية والحفاظ عليها. واقترحت وينز قضاء بعض الوقت بعد العمل للتأمل، أو الاستماع إلى الموسيقى، أو الاتصال بشخص تحبه أو المشاركة في نشاط صحي مختلف لإنشاء استراحة واضحة بين العمل وحياتك الشخصية، شارحة أن «مثل هذه الطقوس يمكن أن تساعد أيضاً على تجديد طاقتك العاطفية بعد يوم عمل مرهق».

وشددت وينز على أهمية أن نتذكر أن الإرهاق ظاهرة مهنية. وختمت بالقول: «يمكنك ممارسة الرعاية الذاتية، والعثور على هوايات، وتسجيل الخروج في ساعة معقولة، ولكن في النهاية يجب أن يكون عبء الحد من الإرهاق على عاتق مكان العمل، وليس العامل».


الملك تشارلز فقد حاسة التذوق بسبب علاج السرطان

ملك بريطانيا تشارلز (أ.ف.ب)
ملك بريطانيا تشارلز (أ.ف.ب)
TT

الملك تشارلز فقد حاسة التذوق بسبب علاج السرطان

ملك بريطانيا تشارلز (أ.ف.ب)
ملك بريطانيا تشارلز (أ.ف.ب)

كشف ملك بريطانيا تشارلز عن فقدانه حاسة التذوق أثناء حديثه عن الآثار الجانبية لعلاج السرطان الذي يتلقاه.

وبحسب شبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد جاء هذا التصريح أثناء حديث الملك مع أحد المحاربين القدامى، ويدعى آرون مابلبيك، وذلك خلال زيارته متحف الطيران العسكري بجنوب إنجلترا.

وقال مابلبيك لتشارلز إنه خضع سابقاً للعلاج الكيميائي للسرطان، وإنه فقد حاسة التذوق بسببه، ليخبره الملك بأن الشيء نفسه حدث له.

وكانت زيارة تشارلز لمتحف الطيران العسكري هي أحدث ظهور علني له منذ عودته إلى ممارسة مهامه في نهاية أبريل (نيسان)، أي بعد ثلاثة أشهر تقريباً من إعلان قصر بكنغهام خضوعه لعلاج من نوع غير محدد من السرطان.

وخلال الزيارة، أسند تشارلز دوراً عسكرياً كبيراً لابنه الأمير ويليام، حيث منحه لقب العقيد الأعلى لسلاح الجو بالجيش، وهو المنصب الذي شغله الملك البالغ من العمر 75 عاماً لمدة 32 عاماً.

وقال تشارلز عن ابنه، وهو قائد سابق لطائرات الهليكوبتر للبحث والإنقاذ في سلاح الجو الملكي البريطاني: «إنه طيار جيد جداً بالفعل».


مصر: ملاحقات قضائية وبرلمانية لـ«تكوين»

مشاركون في إطلاق مؤسسة «تكوين» ( صفحة فاطمة ناعوت على «فيسبوك»)
مشاركون في إطلاق مؤسسة «تكوين» ( صفحة فاطمة ناعوت على «فيسبوك»)
TT

مصر: ملاحقات قضائية وبرلمانية لـ«تكوين»

مشاركون في إطلاق مؤسسة «تكوين» ( صفحة فاطمة ناعوت على «فيسبوك»)
مشاركون في إطلاق مؤسسة «تكوين» ( صفحة فاطمة ناعوت على «فيسبوك»)

تصاعدت الدعوات المطالِبة بإغلاق مؤسسة «تكوين الفكر العربي»، مع الإعلان عن ملاحقات قضائية وأسئلة برلمانية ضدها. فيما تجرى ترتيبات لعقد مناظرة إعلامية بين قادة المركز الفكري ومعارضيه.

وتستهدف المؤسسة الفكرية «إرساء قيم العقل والاستنارة والإصلاح وقبول الآخر والإيمان بمبادئ السّلام العالمي بين المجتمعات والثقافات والأديان» حسبما ورد في مبادئها التعريفية، في حين يرى منتقدوها أنها «تُشكِّك في ثوابت دينية».

وذكر الإعلامي عمرو أديب، في برنامجه «الحكاية»، مساء الأحد، أنه سيسعى لعقد مناظرة بين الباحث إسلام البحيري، أحد الأعضاء المؤسسين لـ«تكوين»، والداعية الإسلامي عبد الله رشدي، بشأن مناقشة أفكار المؤسسة.

إلى ذلك، تقدّم المحامي مرتضى منصور بدعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، ضد أعضاء مجلس أمناء مؤسسة «تكوين»، وطالب بإلغاء الترخيص الصادر لها، واختصم مرتضى منصور في دعواه كلاً من وزيرة التضامن الاجتماعي بصفتها، إلى جانب إبراهيم عيسى، وإسلام البحيري، ويوسف زيدان، وفراس السواح، وألفة يوسف، ونائلة أبي نادر، وفاطمة ناعوت، بصفتهم أعضاء مجلس أمناء «تكوين»، حسبما ورد في الدعوى، التي أشارت إلى أن «المطعون بحقهم أعلنوا إنشاء مؤسسة متخصصة في محاربة دين الله عزّ وجل، بدلاً من إنشاء كيان أو مؤسسة للدفاع عن أطفال ونساء غزة الذين يُبادون».

وكتب منصور، عبر صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك»، أن الدائرة الأولى في محكمة القضاء الإداري حدّدت جلسة 26 مايو (أيار) الحالي للنّظر في الدعوى.

وسبق أن تقدم المحامي عمرو عبد السلام، ببلاغ عاجل للنائب العام المصري ضد مجلس أمناء المركز، قائلاً إن «ما يفعله القائمون على المركز بمنزلة إهدار ثوابت علم الحديث ومصادره»، مؤكداً أنهم «يقصدون زعزعة أمن واستقرار وسلامة البلاد ونشر الفتنة والإضرار بالأمن القومي المصري وهو ما يُعدّ جريمة جنائية»، حسب البلاغ.

ودخل أعضاء مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى للبرلمان) على خط التفاعل مع القضية، إذ تقدم عدد من النواب بطلبات إحاطة وبيانات عاجلة بشأن المؤسسة، مطالبين بضرورة التصدي لها، ومواجهة أفكارها.

وقال النائب والإعلامي مصطفى بكري، (الأحد)، في بيان عاجل إلى رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، ورئيس مجلس النواب، حنفي الجبالي: «فوجئ الرأي العام بالإعلان عن مركز (تكوين) الذي تبنّى آراءً وأفكاراً من شأنها بثّ البلبلة والطعن في الثوابت الدينية للمجتمع». مطالباً بمناقشة بيانه العاجل «حفاظاً على أمن المجتمع واستقراره، وحماية ثوابتنا الدينية القيّمة من هذا النهج الذي سيؤدي في النهاية إلى إثارة الفتنة في البلاد».

كما قدم النائب أشرف أمين، طلب إحاطة، قال فيه إن «المركز أثار حالة من الغضب الشديد بين مختلف أطياف الشعب المصري، الذين عدُّوه منبراً للمشككين فى الثوابت الدينية والمعتقدات الراسخة والثابتة بإجماع جمهور الفقهاء والعلماء، الأمر الذي يتطلّب ضرورة التصدي له».

وتقدم النائب هشام سعيد الجاهل؛ عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، قال فيه «إن ما يحدث هو مشروع للحرب على ثوابت الإسلام لنشر اللادينية والشكوكية؛ وإنكار السّنة بين المسلمين ممّا يشكّل خطراً بالغاً على الأمة الإسلامية والمجتمع بأكمله».

في حين حذرت البرلمانية آمال عبد الحميد، في طلب الإحاطة المقدم من جانبها، من استمرار أنشطة هذا المركز والترويج لها في المجتمع المصري من دون وقفة جادة وحاسمة من المؤسسات الدينية والمعنية في الدولة، إذ «يشكل خطراً على المجتمع، ويؤدي إلى مزيد من الاستقطاب بين طوائف المجتمع»، وفق قولها.

وأضافت آمال عبد الحميد لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه التحركات البرلمانية تأتي محاولة لتعديل الأمور غير المنضبطة، فمن مهامنا نحن البرلمانيين أن نتصدى لأي تطرف»، وتابعت: «نحن معنيون بأن يشعر الشارع المصري وكذلك العربي بأن هناك من يقف أمام مزاعم المعاصرة والتنوير، لذا جاء تحركنا لمواجهة هذه المحاولات والمزاعم».

وطالبت بأن «تكون هناك موافقات مسبقة للترخيص لمثل هذه الكيانات من جانب وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر، التي عليها أيضاً مواجهة مثل هذه الأفكار بفكر آخر متفتح».

إلى ذلك، ردّ الدكتور يوسف زيدان، عضو مجلس أمناء «تكوين»، على تلك الدعاوى والتحركات البرلمانية كاتباً على صفحته الرسمية في موقع «فيسبوك»: «ما كلُّ هذه الكراهية تجاه التفكير والعقلانية وإعادة النظر في المفاهيم العامة... وكيف يمكن أن تتقدَّم بلادنا على هذه الطريق المفروشة بالأشواك؟».

من جانبها أشارت الكاتبة فاطمة ناعوت، من المشاركين في أنشطة المؤسسة، إلى أن «من يهاجمون المؤسسة لا يعرفون أهدافها أو ما تقدّمه من أفكار، لم يقرأوا حتى عناوين جلسات المؤتمر التأسيسي»، ورأت في تصريحات متلفزة أن «الهجوم كلّه ينصبّ على الأشخاص الموجودين في المؤسسة وليس على الأفكار». مؤكدةً أن «الدولة المصرية هي التي ترعى المؤسسة، وأنه لا يمكن أن يكون هدف المؤسسة المساس بالثوابت الدينية أو الاجتماعية، وإنما هدفها مناقشة الأفكار ومواجهة المتطرفة منها».


تعاني «إعاقة دائمة»... أميركية شاركت بتجارب لقاح كورونا تقاضي «أسترازينيكا»

بريان دريسن مع زوجها وطفليها (التلغراف)
بريان دريسن مع زوجها وطفليها (التلغراف)
TT

تعاني «إعاقة دائمة»... أميركية شاركت بتجارب لقاح كورونا تقاضي «أسترازينيكا»

بريان دريسن مع زوجها وطفليها (التلغراف)
بريان دريسن مع زوجها وطفليها (التلغراف)

رفعت امرأة أميركية شاركت في التجربة السريرية في الولايات المتحدة للقاح «أسترازينيكا» المضاد لـ«كوفيد - 19»، دعوى قضائية ضد الشركة، مدَّعيةً أنها تركتها «تعاني إعاقة دائمة»، حسب صحيفة «التلغراف» البريطانية.

وقالت بريان دريسن، وهي معلمة سابقة تبلغ من العمر 42 عاماً من ولاية يوتا، إنها أُصيبت بحالة عصبية حادة بعد مشاركتها في تجربة لقاح في عام 2020.

ورفعت دعوى قضائية ضد شركة «أسترازينيكا» بتهمة انتهاك العقد، بعد أن «فشلت في توفير الرعاية الطبية لآثارها الجانبية»، وفق دريسن.

ويُعتقد أن الدعوى القضائية التي رفعتها هي الأولى من نوعها في الولايات المتحدة، إذ اختُبر اللقاح البريطاني الصنع في التجارب السريرية ولكن لم تجرِ الموافقة على استخدامه مطلقاً.

وقد رفع أكثر من 50 شخصاً دعوى قضائية جماعية ضد شركة «أسترازينيكا» في بريطانيا، في قضية يمكن أن تؤدي إلى دفع تعويضات بملايين الجنيهات الإسترلينية. وطلبت الشركة من الاتحاد الأوروبي سحب الترخيص للقاحها في الدول الأعضاء الأسبوع الماضي.

في أوراق المحكمة المقدَّمة، قالت دريسن إنها وقَّعت اتفاقاً مع الشركة وعدت فيها «بدفع تكاليف العلاج الطبي لإصابات التجربة، بشرط أن تكون التكاليف معقولة، وألا تتسبب في الإصابة بنفسها».

لدى درسين شعور دائم بأن الإبر والدبابيس تمشي في جسدها (التلغراف)

ومع ذلك، قالت إنها عندما شعرتْ بإحساس شديد بالدبابيس والإبر في جميع أنحاء جسدها بعد وقت قصير من تلقيها اللقاح في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، لم تغطِّ «أسترازينيكا» تكلفة رعايتها الطبية.

وقالت دريسن لصحيفة «التلغراف» إنها تُركت غير قادرة على العمل بعد تشخيص إصابتها بالاعتلال العصبي المحيطي، وهي حالة تسبب التنميل والألم بسبب تلف الأعصاب. وصُنفت حالتها على أنها «اعتلال عصبي بعد اللقاح» بسبب ارتباطها بالحقنة.

وقالت: «لقد أخرجني هذا الأمر من وظيفتي، وما زلت أعاني إعاقة دائمة. لا يزال لديَّ هذا الكابوس المروِّع المتمثل في الإحساس بالدبابيس والإبر التي تسري في جسدي، من الرأس إلى أخمص القدمين، 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع».

وبعد دخولها المستشفى مرات عدة بعد تلقيها اللقاح، قالت إن فواتيرها الطبية وصلت إلى آلاف الدولارات، وإنها رفضت دفع مبلغ صغير كان من شأنه أن يحد من مسؤوليتها في أي دعوى قضائية.

وقالت الشكوى المرفوعة إلى محكمة في ولاية يوتا، إن السيدة دريسن أصبحت «ظلاً لما كانت عليه في السابق: غير قادرة على العمل، وغير قادرة على أداء أي نشاط رياضي، وغير قادرة على تربية الأبناء بالطريقة التي كانت عليها، وغير قادرة على قيادة أكثر من عدد قليل من السيارات».

ووفق الصحيفة، هناك صلة موثوقة بين لقاح «أسترازينيكا» والحالات العصبية، مثل الاعتلال العصبي المحيطي في بعض الحالات النادرة للمرضى الذين تلقوا اللقاح.

وجدت دراسة نُشرت العام الماضي في مجلة «Current Neurology and Neuroscience Reports» حدوث «عوارض سلبية عصبية شديدة أكبر من المتوقع... بعد أنواع مختلفة من التطعيم ضد كوفيد - 19»، لكنها خلصت إلى أن الأدلة لم تكن قوية بما يكفي للتوصية بسحب اللقاح.

ويسمح قانون ولاية يوتا للمشتكين الذين يرفعون دعوى قضائية بسبب خرق العقد، بالمطالبة بالتكاليف الناتجة عن الانتهاك والتعويضات، مما قد يؤدي إلى دفع تعويضات كبيرة لدريسن إذا وجدت المحكمة ذلك لصالحها.

وقالت إنها تطوعت للمشاركة في التجربة السريرية لفعل «كل الأشياء التي اعتقدت أنه يجب فعلها للمساعدة في دعم مجتمعي»، لكنها قالت إنها عوملت على أنها «ليست أكثر من مجرد رقم» من شركة «أسترازينيكا».

ووفق دريسن، فإن أسوأ تأثير لمرضها كان على طفليها، اللذين يبلغان الآن التاسعة والحادية عشرة من العمر، وقالت: «إنهما لا يتذكران من كنت من قبل. أسوأ ما في الأمر والعقاب الأكبر هو التأثير على طفليَّ».


بريطانية أنقذت شقيقتها من هجوم تمساح تُكافأ بوسام ملكي

الأخوّة البديعة (جورجيا لوري)
الأخوّة البديعة (جورجيا لوري)
TT

بريطانية أنقذت شقيقتها من هجوم تمساح تُكافأ بوسام ملكي

الأخوّة البديعة (جورجيا لوري)
الأخوّة البديعة (جورجيا لوري)

حدث ذلك قبل مدّة، لكنّ بعض القصص لا يُنسى. أحياناً، قد تأتي المكافآت متأخرة، ومع ذلك تظلّ مُبهِجة. امتلكت جورجيا لوري (31 عاماً)، من ساندهيرست في بريطانيا، قوة لَكْم تمساح مرات عدّة على وجهه بعدما هاجم شقيقتها التوأم ميليسا في أثناء السباحة ذات يوم في المكسيك، فإذا بالتقدير يطرق بالها ولو بعد حين. آنذاك، تلقّى التوأمان العلاج في المستشفى، بعدما أُصيبت ميليسا بمرض تقيُّح الدم ودخلت في غيبوبة. قالت جورجيا: «أشعر حقاً بالامتياز. نعمة كبرى أن أخرج من هذه المحنة الرهيبة». وبعدما اكتشفت إدراجها على رأس قائمة وسام «غالانتري» للأعمال المدنية، قالت: «إنه لشرفٌ كبير، لقد صدمتُ عندما تلقّيتُ الرسالة. لم أتوقَّع ذلك أبداً».

وتابعت، وفق هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «ما جعل هذه القصة مذهلة هي شجاعة ميليسا الثابتة. كانت قوية جداً خلال ذلك الوقت الصعب، ولا أعتقد بأنني سأكون هنا من دونها، فقد أعطتني حقاً القوة والدفع لمواصلة القتال». بعد الهجوم، أُصيبت ميليسا بكسر في معصمها، وجروح شديدة في البطن، وبكثير منها في ساقها وقدمها، بينما تعرّضت جورجيا للعضّ في يدها. حدث ذلك قبل مدّة، وها هي تذكُر: «كلما ابتعدتُ أكثر عن الحادثة، تضاءل شعوري بأنها حقيقة. ولكن بعد ذلك يحدُث شيء يعيد الأمور إلى نصابها من جديد؛ مثل يا للهول، لقد حدث ذلك فعلاً، إنها قصة مجنونة!». وتضيف: «عندما تفكر في الأمر، يبدو كأنه فيلم رعب، لكنه في الواقع جزء من حياتنا. إنه جزء من نسيج هذه الحياة». كان التوأمان يسبحان خلال جولة نهرية موجَّهة في بحيرة بالقرب من بورتو إسكونديدو لرؤية المياه تشع بالإضاءة الأحيائية، عندما هجم التمساح. والإضاءة الأحيائية هي الضوء الذي تطلقه بعض الكائنات الحيّة، مثل العوالق، من خلاياها. كانتا في المكسيك في يونيو (حزيران) 2021 للتطوُّع والعمل في المحميات الحيوانية والسفر. وفي 11 أغسطس (آب)، من المقرّر أن تسبحا في ماراثون التيمس لجمع المال لغرضين؛ «اضطراب ما بعد الصدمة» في بريطانيا، ولمصلحة «Compañeros En Salud»، وهي جمعية خيرية تقدّم المساعدات الأساسية والتدريب الطبّي للمجتمعات المحلّية في ولاية تشياباس بجنوب غربي المكسيك.


ماذا نعرف عن الكلام خلال النوم؟

النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
TT

ماذا نعرف عن الكلام خلال النوم؟

النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)
النوم ليس هانئاً طوال الوقت (شاترستوك)

تقول «الأكاديمية الأميركية لطبّ النوم» إنّ نحو 65 في المائة من الأميركيين يتكلّمون خلال النوم في مرحلة ما من حياتهم.

ويؤكد اختصاصي طبّ النفس في مركز «هينبين كاونتي الطبي» التابع لـ«جامعة مينسوتا»، كارلوس شينك، أنّ الكلام خلال النوم في ذاته ليس ضاراً، ولكنه قد يكون عرضاً لاضطراب آخر أكثر خطورة من اضطرابات النوم.

ونقلت «وكالة الأنباء الألمانية» عن الأكاديمية قولها إنه «إذا ما زادت مرات التكلُّم في أثناء النوم، أو بدأت تظهر في الكبر، أو حدثت بالتزامن مع أعراض أخرى، مثل تحرُّك الأطراف خلال النوم، أو النعاس في ساعات النهار، فلا بدّ من استشارة طبيب».

وأضافت: «في كثير من الحالات، لا يستدعي الكلام في أثناء النوم تلقّي علاج معيّن، ولكن إذا اقترنت هذه المشكلة باضطراب آخر من اضطرابات النوم، فلا بدّ أن يبدأ الطبيب في علاج المشكلة الرئيسية».

ومن بين محفّزات الكلام أثناء النوم، الشعور بالتوتّر، وشرب الكحول، وعدم انتظام ساعات النوم، أو النوم في مكان جديد أو غير معتاد.

بدورها، رأت اختصاصية طبّ النفس وأمراض النوم في «جامعة نورث ويسترن» بشيكاغو، جنيفر موند، أنّ الكلام خلال النوم قد يمثّل مشكلة بالنسبة إلى شريك الفراش. ونصحت مَن يتشارك الفراش مع شخص يتحدّث وهو نائم تشغيل مصدر ضوضاء منتظم، مثل مروحة صاخبة الصوت، مضيفة: «يمكن أيضاً الاستعانة بسدادات الأذن أو سماعات الرأس الواقية من الصخب».


«بروش» ألماسيّ يُشبه الخاص بالملكة إليزابيث سعرُه 6 ملايين دولار

الجمال النادر (رويترز)
الجمال النادر (رويترز)
TT

«بروش» ألماسيّ يُشبه الخاص بالملكة إليزابيث سعرُه 6 ملايين دولار

الجمال النادر (رويترز)
الجمال النادر (رويترز)

من المتوقَّع أن يُطرَح «بروش» من الألماس الأصفر، يُشبه ذلك الذي ارتدته ملكة بريطانيا الراحلة إليزابيث، للبيع مقابل نحو 6 ملايين دولار في مزاد تنظّمه دار «سوذبيز» في جنيف هذا الأسبوع.

وذكرت وكالة «رويترز» أنّ ألماسة «ألنات»، التي تحمل اسم مالكها الأول وهو رياضي بريطاني، هي حجر نادر ذو لون أصفر زاهٍ، ويبلغ وزنها 101.29 قيراط.

الفخامة بسعر 6 ملايين دولار (رويترز)

وتولّت دار «كارتييه» تركيبها، مستخدمةً تصميماً زهرياً يُشبه إلى حدّ كبير ألماسة ويليامسون الوردية التي ارتدتها الملكة إليزابيث، والتي قُدِّمت لها هديةَ زفاف عام 1947.

وقالت «سوذبيز» إنّ ألماسة أخرى غير مركَّبة ولا تشوبها شائبة من الداخل يزيد وزنها على 37 قيراطاً، ستُعرض للبيع في المزاد عينه.


إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
TT

إيلين... موسم العودة والبَوح: لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل

الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)
الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس تعود إلى المسرح بعد سنتَين على إنهاء برنامجها (رويترز)

طوال السنتَين اللتَين أمضتهما بعيداً عن الشاشة بعد توقّف برنامجها، بدت الإعلامية الأميركية إيلين ديجينيريس وكأنها في توقٍ دائمٍ إلى الإطلالة على الجمهور والتواصل معه. جنّدت صفحاتها على منصات التواصل الاجتماعي للنبشِ في أرشيف برنامجها، وإعادة نشر مقاطع منه بوتيرة شبه يوميّة.

لم تتصالح مع فكرة الغياب، خصوصاً أنّ خروجها من دائرة الضوء جاء دراماتيكياً، على خلفيّة تورّط منتِجي البرنامج في سلوكيّاتٍ مستَهجنة. وما كادت تمرّ سنتان على الحلقة الأخيرة من «The Ellen Show» (برنامج إيلين)، حتى استجمعت قواها وشوقَها وصراحتها المعهودة، لتُطلق جديدَها إنما على هيئة «ستاند أب» هذه المرة.

«ستاند أب إيلين الأخير» يجول على الولايات الأميركية خلال ربيع وصيف 2024 (إنستغرام)

اختارت ديجينيريس مسرح «كورونيت» في هوليوود، لتفتتح من على خشبته عرضها الجديد بعنوان «ستاند أب إيلين... الجولة الأخيرة». هي اليوم في الـ66 من العمر ولديها الكثير لتبوح به قبل أن تسدل الستارة نهائياً، على ما يوحي العنوان.

«نعم، لقد طُردت من المجال»؛ من أولى عبارات العرض بدا واضحاً أنّ إيلين آتية لتدلي بما في دلوِها الطافح، وأنها ليست هنا هذه المرة لمجرّد الترفيه عن الناس وإضحاكهم. ثم توالت الرسائل المباشرة والساخرة التي توجّهت فيها الإعلاميّة إلى مَن نعتوها بالشرّيرة: «لقد حُصرت شخصيتي بكائنٍ يرقص ويُغدق الهدايا... لكن، هل من عادة الأشرار أن يرقصوا ويقدّموا الهدايا؟».

عام 2020، وبعد أن وصف أفراد من فريق عملها علناً بيئة البرنامج بالسامّة على عكس هويّته الإيجابيّة واللطيفة، اعتذرت إيلين على الهواء مباشرة. إلّا أن الاعتذار لم يكفِ، فبعد عامين اضطرّت إلى إنهاء البرنامج بعد مسيرة 20 عاماً. هذه المرة، وثّقت إفاداتُ الموظفين تصرّفاتٍ عنصريّة، وتحرّشاً، وسياسات تخويف في كواليس أحد أشهر البرامج في أميركا والعالم.

رضخت إيلين للضغط لكن من الواضح أنها فعلت على مضض، وما محتوى عرضها الجديد سوى دليل على ذلك. «لم أكن أريد إنهاء مسيرتي بهذا الشكل. كرهتُ الطريقة التي اختُتم فيها البرنامج. أحب هذا البرنامج كثيراً وما كنت أرغب في أن يراني الجمهور للمرة الأخيرة في هذا الوضع». فتحت إيلين قلبها للجمهور المحتشد في القاعة وأخبرتهم بأنّ تلك النهاية آلمتها وزعزعت ثقتها في نفسها وكبريائها، مبدية أسفها لأنّ «صوت الكارهين غالباً ما يكون أعلى من صوت المحبّين».

رغم أنّ التُهم المسيئة لم تكن موجّهة ضدّها، فإنّ إيلين تعاطت مع الأمر على أنه استهداف شخصي لها. ومن بين ما قالته أمام الحضور خلال عرضها: «لقد استمرّ الكُره وقتاً طويلاً، إلى درجة شعرت فيها بأني أكثر شخصٍ منبوذ في أميركا آنذاك. والفتاة اللطيفة التي كانت تُحاضر باللطف، ما عادت لطيفة... هكذا كان العنوان المتصدّر».

في تلك الفترة، ضمّت شخصياتٌ معروفة أصواتها إلى صوت فريق عمل برنامجها الذي فضح المستور، واصفة شخصية إيلين اللطيفة بأنها مجرّد «واجهة مزيّفة». وقد ذهب الممثل براد غاريت إلى حدّ التغريد على منصة «إكس» (تويتر آنذاك) قائلاً: «أعرف أكثر من شخص تعرّض لمعاملة مريعة من قِبل ديجينيريس شخصياً». أما الكوميدي كيفن بورتر فقال: «ليس سراً أنّ إيلين هي من بين أكثر البشر شراً على قيد الحياة».

بعد اتهاماتٍ لفريق البرنامج بالعنصرية والتحرّش أنهت إيلين رحلة تلفزيونية استمرت 20 سنة (أ.ب)

وسط تصفيق الجمهور، أكدت ديجينيريس أنها لا ترغب في الثأر إطلاقاً كما أنها بدت متأثّرة حين قالت: «ها أنا أُطلق النكات على ما جرى، لكن في الواقع كان الأمر مدمّراً». وهي وعدت الحضور بمزيدٍ من العروض خلال الربيع والصيف، على أن تجول بين عدد من الولايات الأميركية، قبل أن ينتقل الـ«ستاند أب» إلى شاشة «نتفليكس» في موعدٍ لاحق.

باستعادتها لنشاطها، تنفض إيلين الغبار عن سنتَين أمضت معظمهما في منزلها في كاليفورنيا. هناك، وإلى جانب الغرق في نوستالجيا البرنامج ومشاركة أجزاء منه على صفحات التواصل الاجتماعي، اهتمّت بأحصنة مزرعتها والدجاجات على ما يُظهر عددٌ من الفيديوهات. حاولت الحفاظ على الصورة الإيجابية التي لطالما ارتبطت بشخصيّتها، والتي انعكست في برنامجها حيث غالباً ما انهمرت دموع الحضور فرحاً، ومعها انهمرت الهدايا والمفاجآت فوق رؤوسهم.

على عكس الشخصيّة المَرحة التي اشتُهرت بها ديجينيريس، فهي أمضت طفولة شبه خالية من الضحك. تربّت وسط عائلة محافظة إلى درجة التزمّت، فكانت تميل إلى الانطوائية وغالباً ما شعرت بأنها مختلفة عن سائر الأطفال ودخيلة عليهم. وقد فرض انتماء والدَيها إلى الكنيسة العلماويّة نفسَه، فكان ممنوعاً عليها مثلاً أن تتلقّى اللقاحات التي تُعطى للأطفال، ولا حتى أن تتناول دواءً لألم الرأس. هكذا استذكرت طفولتها في حديثٍ أجرته مع صحيفة «نيويورك تايمز» عام 2018.

في سنّ الـ16، تعرّضت إيلين لاعتداء جنسي من قبل زوج والدتها فهربت من المنزل وأمضت ليلتها في أحد المستشفيات. وعندما فاتحت أمّها بالحادثة بعد سنوات، رفضت الأخيرة أن تصدّقها وبقيت إلى جانب زوجها.

تلاحقت المآسي لتجد نفسها عاجزة عن إكمال دراستها الجامعيّة في علوم التواصل بسبب ظروفها المادية الصعبة. اضطرّت حينذاك إلى التنقّل بين وظائف كثيرة، فعملت مساعدة في مكتب للمحاماة، ثمّ نادلة، ومضيفة، كما كانت تتولّى ورش طلاء جدران المنازل.

ديجينيريس في أولى سنوات الشهرة (إكس)

لم تتأخر الشهرة لتقرع باب إيلين، فهي رغم ظروفها الصعبة، اعتمدت البسمة أسلوب حياة. وفي مطلع الثمانينات، بعد تقديمها عروضاً كوميدية صغيرة في المقاهي، بدأت جولة على نطاق أوسع عبر الولايات الأميركية. أما في عام 1984، فأطلقت عليها شبكة «شوتايم» لقب الشخصية الفكاهيّة الأولى في أميركا.

تبلغ ثروة ديجينيريس 370 مليون دولار، أما حب الجماهير لها فثروة تحاول الإعلامية والممثلة إعادة تكوينها بعد اهتزازات السنوات القليلة الماضية.


بعد عامين من الانفصال... ميليندا غيتس تترك مؤسسة غيتس الخيرية مقابل 12.5 مليار دولار

ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
TT

بعد عامين من الانفصال... ميليندا غيتس تترك مؤسسة غيتس الخيرية مقابل 12.5 مليار دولار

ميليندا فريش غيتس (أ.ب)
ميليندا فريش غيتس (أ.ب)

قالت ميليندا فريش غيتس إنها ستتخارج من المؤسسة الخيرية التي أسستها بالشراكة مع زوجها السابق بيل غيتس قبل أكثر من 20 عاماً وستحصل على 12.5 مليار دولار عن عملها الخاص لدعم النساء والأسر.

وانفصل الزوجان في 2021 بعد زواج دام 27 عاماً، لكنهما تعهدا بمواصلة العمل الخيري معاً. ولم يتضمن قرار طلاقهما النهائي في محكمة سياتل أي تفاصيل عن اتفاق بينهما بشأن كيفية تقسيم أصولهما الزوجية، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت ميليندا غيتس عبر منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «وفق شروط اتفاقي مع بيل، سأحصل عند ترك المؤسسة على 12.5 مليار دولار إضافية عن التزامي بالعمل من أجل النساء والأسر»، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال مارك سوزمان، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، إنه برحيلها بصفتها رئيسة مجلس إدارة مشارك ستغير المؤسسة اسمها إلى مؤسسة غيتس، وسيكون بيل غيتس رئيسها الوحيد.

وتعد المؤسسة واحدة من أبرز القوى وأكثرها تأثيراً في مجال الصحة العامة عالمياً، إذ أنفقت أكثر من 75 مليار دولار منذ إنشائها على مكافحة الفقر والمرض.

وسيكون السابع من يونيو (حزيران) آخر أيام ميليندا في المؤسسة.

تدير ميليندا غيتس، التي تبلغ ثروتها الصافية 11.3 مليار دولار وفق مجلة «فوربس»، بعض استثماراتها وأعمالها الخيرية من خلال شركة بيفوتال فينتشرز الاستثمارية، التي تأسست عام 2015 وتركز على النساء والأسر.