هل يُسبّب تلوّث الهواء أمراضاً نفسية؟

دخان عوادم السيارات واحتراق محطّات توليد الطاقة وحرق الأخشاب مصادر سموم

عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
TT

هل يُسبّب تلوّث الهواء أمراضاً نفسية؟

عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)
عوادم السيارات تضخّ السموم (رويترز)

هل يؤثّر معدّل تلوّث الهواء على الحالة المزاجية؟ وهل يمكن أن يؤدّي إلى أمراض ومشكلات نفسية أو عقلية؟ هذا ما حذّرت منه دراسة أجريت في أكثر من 3000 مقاطعة أميركية، يقطنها 315 مليون نسمة، وقدّمت دلائل ومؤشّرات إلى أنّ تلوّث الهواء يرتبط بالتوتّر والاكتئاب.

وأوضح الباحثون أنّ هذا التلوّث يُعرّض الأشخاص الذين تقلّ أعمارهم عن 65 عاماً لخطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية، وفق نتائج الدراسة التي عُرضت أمام مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، من 25 إلى 27 أبريل (نيسان) الحالي في أثينا.

وتشير تقديرات «منظّمة الصحة العالمية» إلى أن تلوّث الهواء أدّى إلى 4.2 مليون حالة وفاة مبكرة حول العالم عام 2019، كما رُبطت الأمراض العقلية بزيادة مخاطر الوفاة المبكرة.

وبحثت الدراسة الجديدة في عوامل الارتباط بين تلوّث الهواء وتراجع الصحة العقلية والتأثير المشترك لهما على الوفاة نتيجة أمراض القلب والأوعية الدموية.

وركّزت بشكل خاص على المخاطر الصحّية للجسيمات الدقيقة بقطر أقل من 2.5 ميكرومتر، التي تنبعث بشكل رئيسي من أبخرة عوادم السيارات، واحتراق محطّات توليد الطاقة، وحرق الأخشاب.

ولإجراء الدراسة، حصل الفريق على بيانات عن مستويات الجسيمات الدقيقة السنوية على مستوى المقاطعة من المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). كما جمعوا بيانات حول متوسّط عدد الأيام التي عانى خلالها سكان كل مقاطعة مشكلات صحّية عقلية، بما فيها التوتّر، والاكتئاب، والمشكلات العاطفية.

إضافةً إلى ذلك، حصلوا على معدّلات الوفيات المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية، المعدّلة حسب العمر (أقل من 65 عاماً) لكل مقاطعة.

وخلال فترة المتابعة بين عامي 2013 و2019، توفي نحو مليون و80 ألف من المشاركين بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية قبل سنّ 65 عاماً.

وحلَّل الباحثون الارتباطات بين التلوّث والصحّة العقلية والوفيات المبكرة لأمراض القلب والأوعية الدموية بعد تعديل العوامل التي يمكن أن تؤثّر في العلاقة بين الأمرين.

وأظهرت النتائج أنّ المقاطعات ذات المستويات العالية من تلوّث الهواء بالجسيمات الدقيقة ترتبط بزيادة 10 في المائة في الإبلاغ عن تراجع الصحّة العقلية للسكان.

وفي المقاطعات ذات التلوّث الأعلى من المعايير الدولية، تتضاعف معدلات الوفيات المبكرة من أمراض القلب والأوعية الدموية 3 مرات، مقارنة بمناطق التلوّث المنخفض، حيث تشكّل زيادة أعباء الصحّة العقلية ثلث المخاطر المرتبطة بالتلوث.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة في «جامعة هارفارد»، الدكتور شادي أبو هاشم: «تشير دراستنا إلى أنّ جودة الهواء الذي نتنفّسه تؤثر في صحتنا العقلية، وصحة القلب، والأوعية الدموية».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «تكشف نتائجنا عن تهديد مزدوج يشكّله تلوث الهواء، إذ يهدّد الصحة العقلية ويزيد من خطر الوفيات المرتبطة بأمراض القلب. لذلك، تبرز الحاجة المُلحّة لتطوير استراتيجيات صحّية عامة تهدف إلى تحسين جودة الهواء ودعم الصحة العقلية للحفاظ على صحّة القلب».


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
TT

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)
عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة، وأكد أنه يعود للسينما بأحدث أفلامه «الغربان» الذي قام بتصويره على مدى 4 سنوات بميزانية تقدر بنصف مليار جنيه (الدولار يساوي 49.73 جنيه)، وأن الفيلم تجري حالياً ترجمته إلى 12 لغة لعرضه عالمياً.

وأضاف سعد خلال جلسة حوارية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الخميس، أنه يظهر ضيف شرف لأول مرة من خلال فيلم «الست» الذي يروي سيرة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وتقوم ببطولته منى زكي وإخراج مروان حامد، ومن إنتاج صندوق «بيج تايم» السعودي و«الشركة المتحدة» و«سينرجي» و«فيلم سكوير».

وعرض سعد لقطات من فيلم «الغربان» الذي يترقب عرضه خلال 2025، وتدور أحداثه في إطار من الحركة والتشويق فترة أربعينات القرن الماضي أثناء معركة «العلمين» خلال الحرب العالمية الثانية، ويضم الفيلم عدداً كبيراً من الممثلين من بينهم، مي عمر، وماجد المصري، وأسماء أبو اليزيد، وهو من تأليف وإخراج ياسين حسن الذي يخوض من خلاله تجربته الطويلة الأولى، وقد عدّه سعد مخرجاً عالمياً يمتلك موهبة كبيرة، والفيلم من إنتاج سيف عريبي.

وتطرق سعد إلى ظهوره ضيف شرف لأول مرة في فيلم «الست» أمام منى زكي، موضحاً: «تحمست كثيراً بعدما عرض علي المخرج مروان حامد ذلك، فأنا أتشرف بالعمل معه حتى لو كان مشهداً واحداً، وأجسد شخصية الرئيس جمال عبد الناصر، ووجدت السيناريو الذي كتبه الروائي أحمد مراد شديد التميز، وأتمنى التوفيق للفنانة منى زكي والنجاح للفيلم».

وتطرق الناقد رامي عبد الرازق الذي أدار الحوار إلى بدايات عمرو سعد، وقال الأخير إن أسرته اعتادت اصطحابه للسينما لمشاهدة الأفلام، فتعلق بها منذ طفولته، مضيفاً: «مشوار البدايات لم يكن سهلاً، وقد خضت رحلة مريرة حتى أحقق حلمي، لكنني لا أريد أن أسرد تفاصيلها حتى لا يبكي الحضور، كما لا أرغب في الحديث عن نفسي، وإنما قد أكون مُلهماً لشباب في خطواتهم الأولى».

عمرو سعد في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (إدارة المهرجان)

وأرجع سعد نجاحه إلي «الإصرار والثقة»، ضارباً المثل بزملاء له بالمسرح الجامعي كانوا يفوقونه موهبة، لكن لم يكملوا مشوارهم بالتمثيل لعدم وجود هذا الإصرار لديهم، ناصحاً شباب الممثلين بالتمسك والإصرار على ما يطمحون إليه بشرط التسلح بالموهبة والثقافة، مشيراً إلى أنه كان يحضر جلسات كبار الأدباء والمثقفين، ومن بينهم الأديب العالمي نجيب محفوظ، كما استفاد من تجارب كبار الفنانين.

وعاد سعد ليؤكد أنه لم يراوده الشك في قدرته على تحقيق أحلامه حسبما يروي: «كنت كثيراً ما أتطلع لأفيشات الأفلام بـ(سينما كايرو)، وأنا أمر من أمامها، وأتصور نفسي متصدراً أحد الملصقات، والمثير أن أول ملصق حمل صورتي كان على هذه السينما».

ولفت الفنان المصري خلال حديثه إلى «أهمية مساندة صناعة السينما، وتخفيض رسوم التصوير في الشوارع والأماكن الأثرية؛ لأنها تمثل ترويجا مهماً وغير مباشر لمصر»، مؤكداً أن الفنان المصري يمثل قوة خشنة وليست ناعمة لقوة تأثيره، وأن مصر تضم قامات فنية كبيرة لا تقل عن المواهب العالمية، وقد أسهمت بفنونها وثقافتها على مدى أجيال في نشر اللهجة المصرية.

وبدأ عمرو سعد (47) عاماً مسيرته الفنية خلال فترة التسعينات عبر دور صغير بفيلم «الآخر» للمخرج يوسف شاهين، ثم فيلم «المدينة» ليسري نصر الله، وقدمه خالد يوسف في أفلام عدة، بدءاً من «خيانة مشروعة» و«حين ميسرة» و«دكان شحاتة» وصولاً إلى «كارما»، وقد حقق نجاحاً كبيراً في فيلم «مولانا» للمخرج مجدي أحمد علي، وترشح الفيلم لتمثيل مصر في منافسات الأوسكار 2018، كما لعب بطولة عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية من بينها «يونس ولد فضة»، و«ملوك الجدعنة»، و«الأجهر»، بينما يستعد لتصوير مسلسل «سيد الناس» أمام إلهام شاهين وريم مصطفى الذي سيُعْرَض خلال الموسم الرمضاني المقبل.