أبرز 20 مسلسلاً وافداً إلى المنصات العالمية

مجموعة من الإنتاجات الضخمة التي ستُعرض على المنصات العالمية في النصف الثاني من 2024
مجموعة من الإنتاجات الضخمة التي ستُعرض على المنصات العالمية في النصف الثاني من 2024
TT

أبرز 20 مسلسلاً وافداً إلى المنصات العالمية

مجموعة من الإنتاجات الضخمة التي ستُعرض على المنصات العالمية في النصف الثاني من 2024
مجموعة من الإنتاجات الضخمة التي ستُعرض على المنصات العالمية في النصف الثاني من 2024

مع انتهاء موسم مسلسلات رمضان، تعود الأنظار لتتّجه إلى المنصّات العالميّة وإلى ما هي بصدد إطلاقه من أعمال دراميّة جديدة. ولا تخلو جعبة كلٍ من «نتفليكس»، و«HBO»، و«آبل تي في بلاس»، وسواها من منصّات، من الإنتاجات الضخمة، والمسلسلات التي يترقّبها الجمهور خلال الشهور المتبقّية من عام 2024.

«الحبّار» العائد

إذا كان تاريخ انطلاق أكبر الإنتاجات المُنتظَرة لم يُعلَن عنه بعد، إلّا أنّ المؤكّد وفق «نتفليكس»، هو أنّ الموسم الثاني من «Squid Game» (لعبة الحبّار) آتٍ إلى الشاشة في وقتٍ لاحق من العام الحالي. مع العلم بأنّ تصوير الموسم الجديد سبق أن انطلق في كوريا الجنوبيّة صيف 2023، وهو ما زال متواصلاً.

نشرت «نتفليكس» صور الممثلين المشاركين في العمل، وهي كلّها بطبيعة الحال وجوهٌ جديدة بعد أن قضت غالبيّة الشخصيات خلال الموسم الأول من «اللعبة القاتلة». وسيواكب الجزء الثاني، المدجّج بإنتاجٍ خياليّ، البطل «سونغ جي هون»، الناجي الوحيد من الموسم الأول، في رحلته الجديدة والتي يلاحق فيها هدفاً مهمّاً.

من الصور القليلة التي جرى توزيعها من كواليس تصوير الموسم الثاني من «Squid Game» (نتفليكس)

التنّين يفتح بيته من جديد

من بين المواسم الجديدة المنتظَرة كذلك، والتي يُتوقّع أن تشكّل ظاهرة تلفزيونية في عام 2024، الجزء الثاني من مسلسل «House of the Dragon» (بيت التنّين) على منصّة «HBO»، والمرتقب بدء عرضه في 16 يونيو (حزيران). ووفق القليل الذي رشح من الكواليس، فإنّ القصة ستشهد تفاقماً للصراع الذي دار في الموسم الأول، والذي سيتحوّل إلى حرب أهليّة مسمّاة «رقصة التنّين».

شقيقات ضدّ الأشرار

على المنصة ذاتها، وضمن خانة الأعمال الخياليّة، اقتباسٌ مصوّر لرواية «Sisterhood of Dune» بعنوان «Dune: Prophecy» (ديون: نبوءة). يلاحق المسلسل، الذي لم يُعلن بعد عن تاريخ عرضه، الشقيقات ديون في رحلة حربهنّ ضدّ الأشرار الذين يهدّدون بمحو البشريّة. وفي طليعة الممثلات المشاركات في العمل، إميلي واتسن.

حرب النجوم... أيضاً وأيضاً

على قائمة المسلسلات الخياليّة الضخمة، يأتي «Star Wars: Skeleton Crew» (حرب النجوم: فريق الهيكل العظمي) إلى شاشة «ديزني بلاس»، في وقتٍ لاحقٍ من هذا العام. المنصة التي لم تحدّد موعداً للعرض، كشفت عن أسماء الممثلين، وعلى رأسهم جود لو وكيري كوندون. أما المحتوى فسيكون مزيجاً من أجواء «حرب النجوم» ومزاج «Stranger Things» (أشياء غريبة).

شهر مايو على «نتفليكس»

على روزنامة «نتفليكس» خلال مايو، مجموعة مسلسلات جديدة أوّلها في الثاني من الشهر المقبل «A Man in Full» (رجل بالكامل) من بطولة جيف دانييلز وديان لاين. والمسلسل الدراميّ المؤلّف من 6 حلقات، مأخوذ عن رواية توم وولف، والتي تسرد حكاية رجلٍ يدافع بكلّ قواه عن إمبراطوريّته العقاريّة بعد أن خسر كل ما يملك بشكلٍ مفاجئ.

الممثل جيف دانييلز بطل مسلسل «A Man in Full» (نتفليكس)

على ضفّة الكوميديا السوداء، فإنّ مشاهدي «نتفليكس» على موعد في 9 مايو، مع مسلسل «Bodkin» (بودكين). تدور الحكاية التي تمتدّ على 7 حلقات، حول مجموعة من مقدّمي بودكاست، يقومون في آيرلندا بتحقيق استقصائي حول جريمة قتل، وسرعان ما تتسارع الأحداث لتتحوّل إلى لغزٍ غامضٍ ومسلٍ في آنٍ معاً. كما ينطوي العمل على سخرية من موضة مسلسلات الجريمة الواقعيّة.

من بين مواعيد مايو على «نتفليكس»، عودة مسلسل «Bridgerton» (بريدجرتون) في موسمه الثالث. ستتركّز الحبكة هذه المرّة قصة الحب الدائرة بين «بينيلوبي» و«كولين» والتي كانت ملامحها قد بدأت بالظهور خلال الموسمَين السابقَين. إنها عودة منتظرة بالنسبة إلى عشّاق المسلسل الرومانسي التاريخي والذي تدور أحداثه في إنجلترا.

تختتم «نتفليكس» شهر مايو مع سلسلة بريطانية قصيرة بعنوان «Eric» (إريك). يتحدّث النقّاد عن مسلسل الإثارة النفسيّة واصفين إيّاه بالممتاز فكرةً، ونصاً، وتنفيذاً. أما القصة فتدور حول «فنسنت»، محرّك الدمى، الذي يختفي ابنُه البالغ 9 سنوات وسط ظروف غامضة. وبعد معاناة مع الإدمان، يقتنع الوالد بأنّ الطريقة الوحيدة للعثور على ابنه هي من خلال الاستعانة بإحدى الدمى التي يحرّكها، واسمُها «إريك».

«Eric» مسلسل من 6 حلقات ينطلق في 30 مايو (نتفليكس)

الصيف على شاشة «آبل»

بالانتقال إلى منصة «آبل تي في بلاس» ومواعيد مايو عليها، فالإثارة هي عنوانها العريض، والقاسم المشترك بين مسلسلاتها المنتظرة.

البداية مع «Dark Matter» (مسألة مظلمة) في الثامن من الشهر المقبل، والمسلسل المكوّن من 9 حلقات هو من فئة الخيال العلمي. أما القصة فمقتبسة عن رواية الكاتب بلايك كراوتش التي تحمل العنوان نفسه، والتي حطّمت أرقام المبيعات بعد صدورها عام 2016. يستفيق البطل في أحد الأيام ليُصدَم بأنه شخصٌ آخر، ويعيش حياةً مختلفة عن حياته الواقعيّة، أما عندما يحاول العودة إلى ماضيه فتتحوّل الأحداث إلى ما يشبه الكابوس.

تؤدّي الممثلة جنيفر كونيلي بطولة مسلسل «Dark Matter» (آبل تي في)

من بين الإنتاجات التي تعوّل عليها المنصة كذلك، «The Big Cigar» (السيغار الكبير)، المستند إلى قصة حقيقية والذي ينطلق عرضه في 17 مايو. يروي المسلسل رحلة هروب مؤسس إحدى المنظمات السياسية اليساريّة من بين أيدي الـ«FBI»، إلى جزيرة كوبا مستعيناً بمنتِجٍ سينمائيّ.

يروي مسلسل «The Big Cigar» قصة حقيقية ويمزج بين السياسة والتشويق (آبل تي في)

موعدان دراميّان صيفيّان على «آبل» مع «Presumed Innocent» (بريء مفترَض)، وهي قصة مدّعٍ عامّ يتحوّل إلى المتّهم الأول في مقتل إحدى زميلاته. المسلسل مؤلّف من 8 حلقات، وهو من بطولة جيك جيلنهال.

أما ثاني مواعيد الصيف فمع «Land of Women» (أرض النساء)، والذي يمزج ما بين الدراما والكوميديا. سيكون المسلسل متوفّراً بنسختَين أصليّتين بالإسبانيّة، والإنجليزيّة، وهو من بطولة إيفا لونغوريا، وكارمن ماورا.

ماذا في باقي مواعيد 2024؟

من الأعمال المهمة المرتقبة خلال العام، «The Franchise» (الامتياز) على«HBO». يلاحق المسلسل الكوميدي الساخر فريق تصوير سينمائي في رحلته الشائكة، للحفاظ على سلسلة خاصة بالأبطال الخارقين.

وعلى المنصة ذاتها يأتي مسلسل «The Penguin» (البطريق)، الذي تتمحور حبكته حول عالم الجريمة. وهو يتفرّع عن فيلم «The Batman» (ذا باتمان)، ويقوم ببطولته الممثل كولن فاريل.

من بين المسلسلات التي من المتوقّع أن تنطلق لاحقاً خلال العام على «نتفليكس»، «The Perfect Couple» (الثنائي المثالي) من بطولة نيكول كيدمان، و«Zero Day» (صفر يوم) من بطولة روبرت دي نيرو، إضافةً إلى الموسمَين الثانيَين من المسلسلَين الجماهيريّين «The Diplomat» (الدبلوماسيّة) و«Wednesday» (الأربعاء).

أما على «آبل»، فمن المتوقع أن تطلّ ناتالي بورتمان في «Lady in the Lake» (السيّدة في البحيرة). ولمحبّي الفنانة سيلين ديون، لقاءٌ خاص معها عبر منصة «أمازون برايم» في 25 يونيو، ضمن الوثائقي الخاص الذي يواكب رحلة علاجها من متلازمة الشخص المتيبّس.


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)

«The Perfect Couple»... عندما يسقط القناع عن المنافقين والقتَلة

مسلسل «نتفليكس» الجديد The Perfect Couple يتصدّر المُشاهدات لا سيّما أن نيكول كيدمان تتصدّر أبطاله.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق شعار «نتفليكس» من «بيكسباي»

تركيا تمنع بث مسلسل يوناني تعتزم «نتفليكس» عرضه

أعلن المجلس الأعلى للإعلام السمعي والبصري التركي أنه منع عرض مسلسل يوناني يتناول الغزو التركي لشمال قبرص عام 1974 من المقرر أن يتم بثه قريباً على منصة «نتفليكس»

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الاقتصاد نائبة الرئيس كامالا هاريس على اليسار والمرشح الرئاسي الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب (أ.ب)

شركات أميركية معرضة لخسائر جمة مع قرب الانتخابات الرئاسية

بينما بات المناخ السياسي أكثر استقطابا من أي وقت مضى في أميركا، تجد الشركات الكبرى نفسها في مرمى نيران الانتقادات والاتهامات بدعم مرشح ما في الانتخابات الرئاسية

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المسلسل الجديد مقتبس من قصة كُتبت في القرن الـ14 (نتفليكس)

«ذا ديكاميرون» على «نتفليكس»... حفلةُ جنون عبثيّ وضياعٌ في الهويّة الدراميّة

من بين أغرب إنتاجات «نتفليكس»، مسلسل «ذا ديكاميرون» يقتبس قصته من القرون الوسطى ويدخل في متاهاتٍ كثيرة شكلاً ومضموناً.

كريستين حبيب (بيروت)

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)
جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)
TT

بينالي الفنون الإسلامية في جدة... حوار المقدس والمعاصر

جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)
جانب من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في نسخته الأولى (واس)

يجري العمل على قدم وساق لتقديم النسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية بجدة في 25 من يناير (كانون الثاني) القادم، التحديات ضخمة أمام القائمين على البينالي خاصة بعد النجاح الساحق الذي حققته النسخة الأولى، ما الذي يتم إعداده للزائر؟ وما هي المعروضات التي ستبهر الزوار، وتداعب مخيلتهم وتفكيرهم؟ ما الذي أعده فريق إدارة البينالي للنسخة الثانية؟ «الشرق الأوسط» تحدثت مع الدكتور جوليان رابي، المدير السابق للمتحف الوطني للفن الآسيوي التابع لمؤسسة «سميثسونيان»، والمؤرخ والمؤلف الدكتور عبد الرحمن عزام، والفنان السعودي مهند شونو بصفته القيّم الفني على أعمال الفن المعاصر.

د.عبد الرحمن عزام وجماليات الأرقام

من النقاط المهمة التي يتحدث عنها الدكتور عبد الرحمن عزام هي المشاركات من الدول الإسلامية المختلفة، ومنها دول تحضر للمرة الأولى مثل إندونيسيا ومالي، ويقول: «نحن محظوظون بذلك. أردنا أن يحضروا ليرووا قصصهم، وأن نحترم تفسيراتهم وثقافتهم وتاريخهم». عن قسم «المدار» يقول إنه يعكس جلال الخالق وخلقه في إطار تفسير الآية الكريمة: «الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما»، ولكن التفسير هنا يتخذ مساراً مختلفاً، ويختار الأرقام وسيلة لذلك: «لنأخذ مفهوم الأرقام، لدينا كل هذه المؤسسات المشاركة من 21 بلداً والمتمثلة في 280 قطعة، خلال المحادثات قلنا لهم إن الطريقة التي يمكن أن تساعدنا في تفسير العنوان يجب أن تكون عبر فهم استخدام الأرقام في الحضارة الإسلامية، هي ما أطلق عليه اللغة غير المحكية، بها نوع من الغموض». الأساس في سردية العرض بالنسبة للدكتور عزام هو محاولة فهم النظام الإلهي عبر الأرقام واستخدامها لعرض الجمال الإلهي، فهناك تناغم وجمال يأتي من عمق الطبيعة، يتبدى في حركة الكواكب، وفي أوراق الزهرة... كل شيء مرتبط بنظام كوني متناغم.

سجادة أثرية من معروضات النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

«الأرقام هي البوابة لفهم العلوم والرياضيات، ونرى نماذج في هذا القسم لاكتشافات علماء المسلمين النابعة من الأرقام، هناك قسم آخر حول حركة العلوم وتبادلها عبر الدول. رحلة المعرفة من مكان لآخر تظهر جلياً حين التمعن في جوانب الحضارة الإسلامية. ننظر إلى ترجمة ما تركه علماء اليونان مثل بطليموس للعربية، ننظر هنا كيف استوعب علماء المسلمين حاجتهم إلى معرفة الاتجاهات لتحديد القِبلة، وهو ما يقودنا لرسم الخرائط، ونعرض منها نماذج مذهلة، منها خريطة بعرض ستة أمتار لنهر النيل، وهي من مقتنيات الفاتيكان، ولم تخرج منه من قبل».

يتحدث عن الأرقام بوصفها أساساً للجمال والتناغم، ضارباً المثل بالسجادة الجميلة وتنسيق الأشكال عليها: «عندما نتحدث عن الأرقام، أول ما ندركه هو أنها في حد ذاتها مجردة، وتكتسب معنى إذا أضفنا لها معرفات، أو أن تتخذ شكلاً معيناً كالدائرة والمربع تنتج منها قطعاً من الجمال الفائق. ما نؤكد عليه هنا هو أن الأرقام ليست فقط علمية، ولكنها أيضاً جميلة». ينتقل للحديث عن تأثير الفن الإسلامي في الفن المعاصر، وكيف استفاد الفنانون من ذلك في تبنيهم لأساليب الخط العربي والأشكال الهندسية: «الكثيرون من الفنانين المعاصرين عادوا للمنبع وللأساسيات، ولكنهم يستخدمونها بطرق مختلفة، مثل استخدام التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي». يختتم حديثه معي بالتأكيد على أهمية إقامة مثل هذا الحدث في جدة بوابة الحرمين حيث الزوار من المملكة وخارجها مثل المعتمرين الذين يتفاعلون مع القطع المعروضة بأسلوب مختلف عن شخص تتاح له الفرصة لرؤيتها في أحد المتاحف الغربية: «هناك عامل مهم، وهو أن زوار البينالي يفهمون اللغة العربية، وبالتالي تصبح رؤية مخطوطة أو نسخة من القرآن الكريم تجربة مختلفة. لاحظت أيضاً الإحساس بالفخر لدى الزوار، فهذه القطع ليست قطعاً تاريخية منفصلة عن ثقافتها، يرى الزوار هذه القطع كجزء من ثقافتهم بالكثير من الفخر».

جانب من عرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

د.جوليان رابي: العرض ينظر إلى المقدس عبر القلب والعقل

للدكتور جوليان رابي رأي خاص حول الفرق بين عرض الفن الإسلامي في المتاحف وبين عرضه في «بينالي» مخصص له. يقول في حديث مع «الشرق الأوسط» إن «البينالي ليس عن الفن الإسلامي، بل هو عن فن أن تكون مسلماً». يعرج في حديثه لمفهوم الفن الإسلامي في الغرب، قائلاً: «من المؤسف أن الجمهور الغربي يرى الفن الإسلامي بمنظار أوروبي من القرن الـ19، وهو ما أطلق عليه (الفنون الإسلامية الفرعية)، وهي فنون جميلة، ولكن بالنسبة إليّ الإسلام جزء صغير في هذه الفنون».

شمعدان مملوكي عُرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

الاهتمام الأوروبي بتلك الفنون يغفل جانباً مهماً، وهو الجزء الروحاني الذي لا يمكن رؤيته: «عندما نتحدث عن الصلاة يمكننا رؤية سجادة صلاة، ولكن هنا يصبح التعبير عن الإسلام مختزلاً في الجانب المادي». يعاكس قسم «البداية» الذي يشرف عليه رابي تلك النظرة الغربية، ويشير إلى الفرق «هنا في جدة بقربها من مكة والمدينة، لدينا فرصة للحديث عن موضوعين: الأول هو مركز الإسلام في مكة، والثاني عن التأثير حول العالم. لا يمكننا تحقيق ذلك بالتفصيل، وإلا تحول العرض إلى درس في التاريخ أو الجغرافيا، ولكن ما يهمنا هو إبراز المشاعر. جمال البينالي يأتي من التقابل بين التاريخي والمعاصر، وهو ما يمنحنا فرصة لتحقيق شيء لا يمكن لأي متحف تحقيقه؛ لأن الفن المعاصر يمكنه التعبير عن أشياء قد لا تتبدى في القطع التاريخية، ولهذا أعتقد أنها خلطة رائعة».

«بين الرجال» للفنان هارون جان - سالي من النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

الدورة القادمة من البينالي تتقدم خطوة عن الدورة السابقة في هذا المسعى: «العرض سيمثل رحلة عبر إحساسنا بخلق الله، وكيف صنع الإنسان الجمال تمجيداً للخالق. هي رحلة عبر أقسام مختلفة، حيث ننظر إلى المقدس عبر قلوبنا وعقولنا وأيدينا». يعد الزوار بالاستمتاع وبالتدبر: «سيكون هنا الكثير من المتعة والكثير من الروحانية، أرى أنه يحاول وضع الإسلام في الفن الإسلامي». يرى أن العرض المنقسم لثلاثة أجنحة أساسية يمكن رؤيته كـ«رحلة واحدة متصلة، أو يمكن رؤية كل منها على حدة». قسم «البداية» سيضم عدداً كبيراً من القطع «الفريدة» بحسب تعبير الخبير الذي يعد الجمهور بمفاجآت. وعبر مزج رائع بين التاريخي والمعاصر سيمر الزائر في القسم ما بين مفاهيم المقدس، ثم يصل إلى أعمال معاصرة تعبر عن «المقدس» بطريقتها. يتحدث عن تفسيره لعنوان البينالي: «وما بينهما لا يمكننا رؤية هذه العبارة وحدها، الآية تتحدث عن الخلق، بالتأكيد لن نعرض السموات، ولن نعرض الأرض، ولكن العنوان سيُفسر من قبل كل شخص بطريقة مختلفة، وسيستنبط كل منهم المعاني بحسب تفكيره الخاص. أحس أنه عنوان يثير الفضول، وأيضاً عنوان يطلب من الزائر أن يبحث بنفسه عن التفسير».

مهند شونو وأوركسترا الأفكار

الفنان مهند شونو يعود لبينالي الفنون الإسلامية هذه الدورة بوصفه قيّماً على قسم «الفن المعاصر» بعد أن شارك في الدورة الأولى بعمل فني ضخم. بطريقته الهادئة في الكلام يتحدث شونو عن دوره في تنسيق أعمال الفن المعاصر، وعن الموضوع العام للبينالي، وما يقدمه فنانون معاصرون في ضوء هذا العنوان. يصف شونو الجانب المعاصر في الدورة الثانية بأنه «أوركسترا أفكار»، ويتحدث عن التعاون المثمر مع مديري البينالي والمشرفين عليه. بالنسبة إلى شونو، فالنقطة الأساسية هي التكامل بين الجانب التاريخي والجانب المعاصر، يصفه بـ«الحوار بين القطع المعاصرة والتاريخ».

عمل فني عُرض في النسخة الأولى من بينالي الفنون الإسلامية في جدة (واس)

ننطلق من العنوان الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي، وهو: «وما بينهما»، أسأله عن رؤيته للعنوان، وكيف يتجلى في أعمال الفن المعاصر المختارة: «عندما نفكر في العنوان يجب أن نتذكر السياق الذي وردت فيه العبارة في القرآن الكريم، فهي جزء من آية: (الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما)، هنا نتبين أن العنوان ليس منصبّاً على جزئية واحدة من اثنتين، بل أيضاً على المساحة الوسطى بين مساحتين، بين فكرتين. بشكل ما أرى أن ذلك المفهوم يختزل ثراء محتويات البينالي ما بين القطع التاريخية والتكليفات الفنية والمؤسسات المشاركة، ولكن من الناحية المعاصرة أرى أن العرض سيستكشف تلك المساحة الثرية ذات الطبقات المختلفة بين مساحتين». هل ترى أن العنوان يشير إلى الإنسان؟ يقول: «بالتأكيد، هناك الكثير من التفكير والبحث والاستكشاف لمفهوم أن تكون مسلماً، ما هي الحدود؟ وكيف نفسر تلك المساحة الوسطى؟ هنا يأتي العنوان: (وما بينهما) ليلقي الضوء الحاني على الإنسان، وما يمر به كشخص وكعنصر داخل مجتمع».

التكليفات الفنية في الدورة الماضية كانت ضخمة، مشحونة بالأفكار والمعاني التي توافقت مع عنوان الدورة الافتتاحية، وكان «أول بيت». ما الذي يميز التكليفات الفنية للدورة الثانية؟ يقول شونو إن التكليفات الجديدة ستثير لدى الزائر حس الاستكشاف، وهو ما يفسر استبعاد أعمال فنانين راحلين، والتركيز عوضاً عن ذلك على «اللحظة المعاصرة، وهي متغيرة ومليئة بالتحديات، وتحتاج لما يمكن وصفه بالتعليق الحي، هي أعمال متفردة ومرتبطة بالمكان الذي ستُعرض فيه، تبحر في الواقع وتحاول فهمه». وعن مشاركات الفنانين السعوديين يقول: «أعتقد أنها ستكون لحظة اكتشاف وتعرّف إلى أسماء غير معروفة، ستحمل تجربة ماذا يعني أن تكون مسلماً هنا في هذه البقعة من الأرض. يمكننا وصف المشاركات بأنها نقاشات عالمية، فعالمنا متصل والسعودية جزء منه».