منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
TT

منها متى وكيف يعتذرون... 4 نصائح لتربية أطفال أقوياء

الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)
الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت (childcare)

إذا كان لديك أولاد، فربما تريد أن يكون أطفالك قادرين على مواجهة أكبر تحديات الحياة، مع المرونة اللازمة للتعامل مع كل ما يأتي في طريقهم، وهذا يعني على الأرجح تعليمهم كيف يكونون أقوياء عقلياً، حسب تقرير بشبكة «سي إن بي سي».

وتظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من قوة عقلية يظهرون مجموعة من السمات والصفات التي تجعلهم أكثر عرضة لأن يكونوا أشخاصاً سعداء وناجحين، بما في ذلك الثقة والمثابرة والمرونة.

ووفق الباحثين، فإن الأطفال والكبار على حد سواء يمكنهم تطوير وصقل الصلابة العقلية بمرور الوقت.

وفي ما يلي أربعة أشياء يمكن للأهل القيام بها لتربية أطفال أقوياء عقلياً، وفقاً لعلماء النفس وخبراء الأبوة والأمومة:

ساعدهم على تمكين أنفسهم

تعد الثقة والتحفيز الذاتي جانبين مهمين من القوة العقلية، مما يعني أن أطفالك لا ينبغي أن يعتمدوا على أشخاص آخرين ليشعروا بالرضا عن أنفسهم، وفقاً للمعالجة النفسية إيمي مورين.

وأوضحت مورين للشبكة أنه بإمكان الأهل مساعدة الأطفال على تمكين أنفسهم من خلال تعليمهم عبارات متكررة تذكرهم بأنهم «مسؤولون عن طريقة تفكيرهم وشعورهم وتصرفاتهم، بغض النظر عن أداء من حولهم».

ويجب أن تكون العبارات قصيرة وسهلة التذكر، وفقاً لمورين، وعرضت هذه الأمثلة الأربعة:

-كل ما يمكنني فعله هو أن أبذل قصارى جهدي.

-أنا أتصرف بثقة.

-أنا جيد بما فيه الكفاية.

-أختار أن أكون سعيداً اليوم.

أظهر لهم قيمة إنجاز أمر صعب

قد يكون من الصعب رؤية الأطفال يفشلون في شيء ما. ومع ذلك، يحتاج الآباء إلى أن يُظهروا لأطفالهم أن قبول التحدي الصعب يمكن أن يعلمهم الكثير، مثل كيفية أدائهم تحت الضغط، سواء نجحوا أم فشلوا.

وتوصي عالمة النفس ماري سي مورفي في حديث لـ«سي إن بي سي»، بأن «تحتفل بأطفالك عندما يظهرون الشجاعة لمواجهة التحدي الصعب، ساعدهم على التفكير في ما تعلموه وكيف يمكنهم تطبيق تلك الدروس والمهارات الجديدة للمضي قدماً».

وقالت: «حاول أن تحكي لأطفالك قصصاً شخصية عن الأوقات التي ثابرت فيها في المواقف الصعبة، وما تعلمته من أخطائك الماضية، هذا النوع من القصص يساعد في تطبيع الأطفال، ويظهر لهم أن أي شيء يستحق القيام به عادة ما ينطوي على القليل من النضال، خصوصاً في البداية».

كن متفائلاً

التفاؤل يمكن أن يكون سلوكاً معدياً، ولهذا السبب يقول علماء نفس الأطفال إنه من المهم للآباء أن يكونوا نموذجاً للسلوك الجيد لأطفالهم. ويشمل ذلك التفاؤل، وهو عنصر أساسي في القوة العقلية، وفقاً لعالمة الأعصاب ويندي سوزوكي.

وقالت عالمة النفس التربوي ميشيل بوربا لـ«سي إن بي سي»: «يشعر الأطفال المتفائلون والمفعمون بالأمل بقدر أكبر من السيطرة على حياتهم وعادة ما يكونون أكثر ثقة عند مواجهة التحديات الجديدة».

وأضافت أن «التفاؤل يمكن تعلمه وتعليمه، لذا تذكر أن الأطفال يستمعون دائماً ويراقبون الإشارات حول كيفية التصرف.

علّمهم كيف ومتى يعتذرون

أحد الجوانب الرئيسية للقوة العقلية هو الذكاء العاطفي، الذي يتضمن التعاطف والوعي الذاتي. علّم أطفالك أهمية احترام الآخرين وأنفسهم، بما في ذلك الاستماع باحترام إلى وجهات نظر الآخرين والاعتذار بصدق عندما يظلمون شخصاً ما، كما نصحت مورين.

لكنها أوضحت أن «هذا لا يعني أنك أو أطفالك يجب أن تعتذروا باستمرار»، محذرة من الوقوع في فخ «لوم الذات السام»، الذي يحدث عادة عندما تستنزف الأفكار السلبية ثقتك بنفسك.

وقالت: «فقط تذكر أن الأشخاص الأقوياء عقلياً يتحملون مسؤولية سلوكهم. إنهم يقدمون اعتذارات صادقة عندما يندمون على أفعالهم ويسعون جاهدين للتعويض كلما أمكن ذلك».


مقالات ذات صلة

روسيا وأوكرانيا تعيدان أطفالاً إلى عائلاتهم بعد وساطة قطرية

العالم أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا إلى أوكرانيا... الصورة في كييف 8 أبريل 2023 (رويترز)

روسيا وأوكرانيا تعيدان أطفالاً إلى عائلاتهم بعد وساطة قطرية

قال مسؤول روسي كبير إن روسيا وأوكرانيا اتفقتا على تبادل 9 أطفال ولم شملهم مع أسرهم في أحدث عملية تبادل إنساني بين الدولتين المتحاربتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
يوميات الشرق امرأة مع طفلها المولود (رويترز - أرشيفية)

امرأة تلد في سن الـ61 وتصبح أكبر أم جديدة في مقدونيا الشمالية

أصبحت سيدة تبلغ 61 عاماً أكبر امرأة تلد طفلاً في مقدونيا الشمالية، وفق ما أعلنت السلطات الصحية في الدولة الواقعة في منطقة البلقان الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (سكوبيي (مقدونيا الشمالية))
المشرق العربي طفل يراقب ماذا يحصل حوله بينما تحاول عناصر أمنية طرد النازحين من فندق قديم بمنطقة الحمرا في بيروت (رويترز)

أطفال لبنان عرضة للقتل والصدمات النفسية

أصبح خبر مقتل أطفال في لبنان بشكل يومي، بغارات تنفذها إسرائيل بحجة أنها تستهدف عناصر ومقرات وأماكن وجود «حزب الله»، خبراً عادياً يمر مرور الكرام.

بولا أسطيح (بيروت)
يوميات الشرق من المهم مراقبة مسارات تطوّر تنظيم المشاعر لدى الأطفال (جامعة واشنطن)

نوبات غضب الأطفال تكشف اضطراب فرط الحركة

الأطفال في سنّ ما قبل المدرسة الذين يواجهون صعوبة في التحكُّم بمشاعرهم وسلوكهم عبر نوبات غضب، قد يظهرون أعراضاً أكبر لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
آسيا طفل باكستاني يتلقى لقاح شلل الأطفال (رويترز)

وسط ارتفاع معدلات العنف... حالات شلل الأطفال تواصل الانتشار في باكستان

سجلت باكستان اليوم (الجمعة)، حالتي إصابة إضافيتين بشلل الأطفال، مما رفع عدد الإصابات بالمرض المسبب للإعاقة إلى 52 حتى الآن خلال العام الجاري

«الشرق الأوسط» (إسلام أباد)

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القاهرة للسينما الفرانكفونية» يراهن على أفلام عالمية تعالج الواقع

تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)
تكريم عدد من الفنانين خلال افتتاح المهرجان (إدارة المهرجان)

بالتضامن مع القضية الفلسطينية والاحتفاء بتكريم عدد من السينمائيين، انطلقت فعاليات النسخة الرابعة من مهرجان «القاهرة للسينما الفرانكفونية»، الخميس، وتستمر فعالياته حتى الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، بعرض 75 فيلماً من 30 دولة فرانكفونية.

وشهد حفل الافتتاح تقديم فيلم قصير منفذ بالذكاء الاصطناعي، للتأكيد على أهمية تطويع التكنولوجيا والاستفادة منها في إطار تحكم العقل البشري بها، بجانب عرض راقص يمزج بين ألحان الموسيقار الفرنسي شارل أزنافور احتفالاً بمئويته، وموسيقى فريد الأطرش في ذكرى مرور 50 عاماً على رحيله.

وكرّم المهرجان المخرج المصري أحمد نادر جلال، والإعلامية المصرية سلمى الشماع، إلى جانب الممثلة إلهام شاهين التي تطرقت في كلمتها للتطور الذي يشهده المهرجان عاماً بعد الآخر، مشيدة بالأفلام التي يعرضها المهرجان كل عام من الدول الفرانكفونية.

وأكد رئيس المهرجان ياسر محب «دعم المهرجان للشعب الفلسطيني في الدورة الجديدة»، مشيراً إلى أن السينما ليست بمعزل عما يحدث في العالم من أحداث مختلفة.

وأوضح أنهم حرصوا على تقديم أفلام تعبر عن التغيرات الموجودة في الواقع الذي نعيشه على كافة المستويات، لافتاً إلى أن من بين الأفلام المعروضة أفلاماً تناقش الواقع السياسي.

جانب من الحضور في حفل الافتتاح (حساب إلهام شاهين على «فيسبوك»)

وشهد حفل الافتتاح كلمة للمستشار الثقافي للسفارة الفلسطينية بالقاهرة ناجي الناجي، أكد فيها على دور الفن في دعم القضية الفلسطينية، مشيداً بدور الأعمال الفنية المتنوعة في التعبير عن القضية الفلسطينية وعرض 14 فيلماً عنها ضمن فعاليات الدورة الجديدة للمهرجان.

وتضمن حفل الافتتاح رسالة دعم ومساندة للشعب اللبناني من خلال عرض الفيلم التسجيلي «ثالث الرحبانية» عن حياة وإبداعات الموسيقار اللبناني إلياس الرحباني، وحظي بتفاعل كبير من الحضور.

وقال المنتج الفلسطيني حسين القلا الذي يترأس مسابقة الأفلام الروائية والتسجيلية القصيرة لـ«الشرق الأوسط» إن «السينما ليست مجرد مشاهدة للأفلام فحسب، ولكن ربط بين الثقافات والحضارات المختلفة»، مشيراً إلى طغيان ما يحدث في غزة على كافة الفعاليات السينمائية.

ويترأس القلا لجنة التحكيم التي تضم في عضويتها الفنانة التونسية عائشة عطية، والفنان المصري تامر فرج الذي أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «المهرجان ليس منصة فقط لعرض الأفلام السينمائية للدول الفرانكفونية، ولكنه مساحة للتعبير عن المبادئ التي تجمع هذه الدول، والقائمة على المساواة والأخوة والسعي لتحقيق العدل، الأمر الذي ينعكس على اختيارات الأفلام».

وعدّ الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، المهرجان «من الفعاليات السينمائية المهمة التي تهدف لتعزيز التبادل الثقافي مع 88 دولة حول العالم تنتمي للدول الفرانكفونية، الأمر الذي يعكس تنوعاً ثقافياً وسينمائياً كبيراً»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المهرجان يركز على استقطاب وعروض أفلام متنوعة وليس (الشو الدعائي) الذي تلجأ إليه بعض المهرجانات الأخرى».

وعبر عن تفاؤله بالدورة الجديدة من المهرجان مع أسماء الأفلام المتميزة، والحرص على عرضها ومناقشتها ضمن الفعاليات التي تستهدف جانباً ثقافياً بشكل بارز ضمن الفعاليات المختلفة.