أعلن مركز «رادا ومعتز الصّواف لدراسات الشرائط المصورة العربية» في الجامعة الأميركية ببيروت، عن فوز فنانين من مصر ولبنان وتونس والعراق في مختلف فئات الدورة الـ9 لـ«جائزة محمود كحيل»، التي ينظمها. إلا أن احتفال توزيع الجوائز الذي كان مقرراً مساء الجمعة الماضي، في المكتبة الوطنية ببيروت، أُرجئ إلى موعد يُعلن عنه لاحقاً بسبب الظروف الراهنة في المنطقة.
وحصلت الفنانة المصريّة دعاء العدل للمرة الثانية على «جائزة محمود كحيل» عن فئة الكاريكاتير السياسي، بينما فاز اللبناني ﺟﻮزيف ﻗﺎﻋﻲ عن فئة الروايات التصويرية، والعراقي أحمد عصام عن فئة الشرائط المصوّرة، والمصرية أميرة الطناني عن فئة الرسوم التصويريّة والتعبيريّة، والتونسية زﻳﻨﺐ بن حوالة عن فئة رسوم كتب الأطفال.
ومُنحت جائزة «قاعة المشاهير لإنجازات العمر الفخرية» للفنان ومؤلف كتب الأطفال المصري وليد طاهر، وجائزة «راعي الشريط المصوّر العربي» لدار نشر «أ بَ تَ».
حصل الفائزون على جوائز مالية تراوحت بين خمسة آلاف وعشرة آلاف دولار أميركي، بينما تبلغ القيمة الإجمالية للجوائز 35 ألف دولار أميركي.
تَقَدّمَت إلى مختلف فئات الجائزة بدورتها الـ9، أعمال من 15 دولة عربية.
وازداد عدد المشاركين 3 أضعاف، مقارنة بالأعوام الماضية. العدد الأكبر من مصر ومن ثَمّ لبنان فسوريا والأردن وفلسطين.
وينظم مركز «رادا ومعتز الصواف» لدراسات الشرائط المصوّرة العربية سنوياً، حفل تسليم جوائز مسابقة محمود كحيل، ومعرضاً يضمّ أعمال الفنانين الفائزين والمرشحين النهائيين ونخبة من المشتركين في الجائزة، إضافة إلى إطلاق كتاب الجائزة السنوي. وكان من المخطّط أن يضمّ حفل الجائزة للعام الحالي معرضاً تحية خاصة لفلسطين.
ويُعلن المركز قريباً عن موعد ومكان افتتاح المعرض الخاص بفلسطين تحت عنوان «فلسطين: الفن التاسع يوثق ويتحدّى»، يتضمن أعمالاً عن معاناة الشعب الفلسطيني.
الفائزون ولجنة التحكيم
وتولّت لجنة تحكيم اختيار الفائزين، ضمّت كلاً من المصري محمد صلاح، والسويسرية هيلين بيكلان، والأرجنتينية ناشا فولنفايدر، واللبنانيين حنان قاعي وجورج خوري (جاد).
وعدّت لجنة التحكيم أن لدى الفائزة بفئة الكاريكاتير السياسي دعاء العدل، «القدرة على النفاذ سريعاً إلى صلب الموضوع»؛ كما «تُظهر دعاء قدرتها رسامة كاريكاتير على التنقل بين مواضيع متنوعة ومتشابكة بسلاسة وبتعبيرات ذكية من دون اللجوء للأفكار المكررة أو المعتادة».
وسبق لدعاء العدل المولودة عام 1979 أن نالت جائزة محمود كحيل عام 2017، وجائزة نقابة الصحافيين المصريين عام 2009 بوصفها أفضل كاريكاتير، إضافة إلى سواها من المكافآت.
أما فئة الروايات التصويريّة التي تضاعفت مشارَكات النساء فيها ثلاثة أضعاف عن السنين الماضية، ففاز بجائزتها الرسّام اللبناني المقيم في باريس ﺟﻮزيف ﻗﺎﻋﻲ عن روايته الأخيرة «المضطرِب» (L’Intranquille) التي تُرجمت إلى الإنجليزية بعنوان «رستلس» (Restless)، إذ رأت لجنة التحكيم أنه «يُثبت فيها قدرته على إيجاد عالم شاعري سواء في النص أو طريقة السرد وأيضاً في اختياره للألوان الشفافة، وهو المتمرّس في تقنيّات طباعتها وإخراجها وتوضيبها».
ولاحظت لجنة التحكيم أن العراقي أحمد عصام، خريج كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد سنة 2021، الذي نال جائزة فئة الشرائط المصوّرة عن عمله «قصة شرق أوسطية»، «يطرح أسئلة فلسفية في الاستخدامات المختلفة للقصص المصورة ونتائج استيلاء السياسة عليها، وتأثيرها على الصراعات، وقدرتها على زعزعة الاستقرار».
وأشادت لجنة التحكيم بـ«التدرجات النابضة بالحياة» في أعمال الفنانة البصرية والرسامة ومصممة الغرافيك المصرية أميرة الطناني، التي فازت بجائزة الرسوم التصويرية والتعبيريّة.
وكانت جائزة رسوم كتب الأطفال التي شكلت النساء 86 في المائة من المتقدمين إليها من نصيب التونسية المولودة في سويسرا زﻳﻨﺐ بن ﺣﻮاﻟﺔ عن كتابها الثاني «لماذا؟» الصادر عام 2023 والمتعلق بالبيئة. ورأت لجنة التحكيم أن «عملها مُشبع بالأصالة والخصوصية والإتقان».
بالإضافة إلى ذلك، حصل الفنان التشكيلي والرسّام الصحافي ومؤلف كتب الأطفال المصري وليد طاهر (55 عاماً) على «جائزة إنجازات العمر» الفخريّة التي تُمنح تقديراً لمن أمضى ربع قرن أو أكثر في خدمة فنون الشرائط المصوّرة والرسوم التعبيرية والكاريكاتير السياسي. ولطاهر أكثر من 40 كتاباً للأطفال، وعُرضت أعماله في معارض عالمية.
أما جائزة «راعي الشرائط المصوّرة» الفخريّة فذهبت إلى دار نشر «أ بَ تَ» (Alifbata)، تأسست في مرسيليا عام 2015، متخصّصة في نشر ترجمات فرنسية لروايات تصويرية وشرائط مصورة، كتبها مؤلفون وفنانون من العالم العربي. قدّمت «أ بَ تَ» من خلال 15 إصداراً، مشهداً فنياً ناشئاً من المنطقة، يمتد من المغرب إلى سوريا.
عن الجائزة والمركز
أقيمت جائزة «محمود كحيل للفنانين المحترفين العرب» للمرة الأولى عام 2015. وتهدف إلى تعزيز الشرائط والقصص المصورة والكاريكاتير السياسي والرسوم التعبيرية في العالم العربي. واختير اسم المسابقة تخليداً لتراث الفنان الراحل محمود كحيل، الذي كان واحداً من أبرز رسامي الكاريكاتير في العالم العربي، وخرّيج الجامعة الأميركية في بيروت.
يتولّى تنظيم المسابقة مركز «رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية»، وهو منصة أكاديمية للأبحاث المعنية بفن الشرائط والقصص المصورة من العالم العربي. ويهدف إلى تعزيز الدّراسات في هذا المجال وتدريسه، وإنتاجه، وأرشفة الشرائط المصورة العربية، من أجل الحفاظ على تراث هذا الفن، ووضعه على المسرح العالمي.