ما علاقة القطط والكلاب بانتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية؟

توصية بغسل الأيدي بعد مداعبتها والتعامل مع فضلاتها

البكتيريا يمكن أن تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبشر (رويترز)
البكتيريا يمكن أن تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبشر (رويترز)
TT

ما علاقة القطط والكلاب بانتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية؟

البكتيريا يمكن أن تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبشر (رويترز)
البكتيريا يمكن أن تنتقل بين الحيوانات الأليفة والبشر (رويترز)

حذّرت دراسة برتغالية من أنّ الكلاب والقطط الأليفة تلعب دوراً مهماً في انتشار البكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية.

ووجد الباحثون في «جامعة لشبونة» أدلّة على انتقال البكتيريا المقاوِمة للأدوية المتعدّدة بين القطط والكلاب المريضة وأصحابها الأصحاء في البرتغال وبريطانيا، وستُعرض النتائج في نهاية أبريل (نيسان) الحالي أمام مؤتمر «الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المُعدية».

وتثير النتائج المخاوف من أنّ الحيوانات الأليفة قد تكون مصدراً للمقاومة الدوائية، مما يسهم في انتشارها.

وتُصنف منظمة الصحة العالمية مقاومة المضادات الحيوية بوصفها أحد أكبر التهديدات للصحة العامة. وقد وصلت مقاومة العقاقير لمستويات خطيرة على مستوى العالم، إذ تودي العدوى المقاومة للأدوية بحياة أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً، ومن المتوقَّع ارتفاع هذا العدد إلى 10 ملايين في حلول 2050، إذا لم تُتَخذ إجراءات فورية.

وخلال الدراسة، اختار الفريق عيّنات من البراز والبول، ومسحات جلدية من الكلاب والقطط وأصحابها للبحث عن البكتيريا المعوية؛ وهي عائلة كبيرة من البكتيريا تشمل الإشريكية القولونية، والكلبسيلا الرئوية، التي تُظهر مقاومة للمضادات الحيوية الشائعة.

وركز البحث على البكتيريا المقاوِمة للجيل الثالث من «السيفالوسبورينات» المستخدمة لعلاج مجموعة واسعة من الحالات، بما فيها التهاب السحايا والالتهاب الرئوي والإنتان، وقد صنّفتها منظمة الصحة ضمن أهم المضادات الحيوية في الطبّ البشري، و«الكاربابينيمات» وهي جزء من مجموعة المضادات الحيوية التي تُعدّ الخطّ الأخير للدفاع عندما تفشل المضادات الحيوية الأخرى.

وشملت الدراسة 5 قطط، و38 كلباً، و78 شخصاً من 43 أسرة في البرتغال، و22 كلباً، و56 شخصاً من 22 أسرة في بريطانيا. وكان جميع البشر بصحة جيدة، بينما جميع الحيوانات الأليفة مصابة بالتهابات الجلد أو التهابات المسالك البولية.

وفي البرتغال، وجد الباحثون أنّ كلباً واحداً يحمل سلالة مقاومة للأدوية من الإشريكية القولونية، بالإضافة إلى 3 قطط، و21 كلباً، و28 مالكاً يحملون بكتيريا «ESBL/Amp-C» المقاوِمة للعقاقير. ونُقلت البكتيريا بين الحيوانات الأليفة وأصحابها في 5 منازل.

وفي إحدى الأسر، كانت لدى الكلب والمالك سلالة «الكليبسيلا» المقاوِمة للمضادات الحيوية عينها.

أما في بريطانيا، فوجد الباحثون أنّ كلباً واحداً يحمل سلالات مقاوِمة للأدوية من الإشريكية القولونية، و8 كلاب و3 من أصحابها يحملون بكتيريا «ESBL/AmpC».

وفي عائلتين، كان الكلب والمالك يحملان البكتيريا عينها، بينما يشير توقيت الاختبارات إلى نقل البكتيريا من الحيوانات الأليفة للبشر في 3 منازل.

ووفق الباحثين، يمكن أن تنتقل البكتيريا بين الحيوانات الأليفة والبشر عن طريق المداعبة أو اللمس أو التقبيل، ومن خلال التعامل مع البراز. ولمنع انتقالها، يرفعون توصية إلى أصحاب الحيوانات الأليفة بممارسة النظافة الجيدة، بما فيها غسل أيديهم بعد مداعبة كلبهم أو قطتهم، وبعد التعامل مع فضلاتها.


مقالات ذات صلة

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

صحتك الرياضة تحسن جودة الحياة وتقلل التعب المرتبط بسرطان الثدي (جامعة جنوب كاليفورنيا)

تدريب لتحسين حياة مرضى سرطان الثدي

أظهرت دراسة ألمانية أن برنامجاً يركز على التدريبات البدنية يمكن أن يحسن جودة الحياة لدى مرضى سرطان الثدي النقيلي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك الدكتور وونغ - كي كيم الباحث الرئيسي في الدراسة (جامعة تولين)

دواء جديد يقضي على الإيدز في خلايا الدماغ

توصلت دراسة أميركية إلى أن دواء تجريبياً قد يساعد في التخلص من فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» (HIV) من الخلايا المصابة في الدماغ.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق ما هو التفكير المُفرط

«كفأرٍ يركض على عجلة»... 15 عادة تؤدي للإفراط في التفكير

هل شعرت يوماً أن عقلك عبارة عن فأر يركض على عجلة، ولا يتوقف أبداً للراحة؟

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك شرب الكحول مرة أو مرتين في اليوم يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان (أ. ف. ب)

دراسة جديدة تحذر… شرب الكحول مضر بالصحة

تُشير دراسة جديدة إلى أن الفكرة السائدة بأن الفرنسيين يتمتعون بمعدلات منخفضة نسبياً لأمراض القلب لأنهم يشربون النبيذ الأحمر هي فكرة خاطئة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

دراسة جديدة تُحذر: الدهون في البطن قد تزيد من خطر الإصابة بمرض «ألزهايمر»

يجب أن نركز على توزيع الدهون والعضلات حول أجسامنا والعلاقة بين الاثنين، وفقاً لأحدث الأبحاث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.