عندما تصبح رعايته عبئاً... كيف يؤثر إهمال الرجل لصحته على شريكته؟

ما الذي يمنع الرجال من الاعتناء بأنفسهم؟ (رويترز)
ما الذي يمنع الرجال من الاعتناء بأنفسهم؟ (رويترز)
TT

عندما تصبح رعايته عبئاً... كيف يؤثر إهمال الرجل لصحته على شريكته؟

ما الذي يمنع الرجال من الاعتناء بأنفسهم؟ (رويترز)
ما الذي يمنع الرجال من الاعتناء بأنفسهم؟ (رويترز)

غالباً ما نفكر في فوائد الرعاية الذاتية والصحية، وننسى كيف يمكن أن يؤثر الاعتناء بأنفسنا أو عدمه بشكل عميق على شركائنا، وفق تقرير لموقع «سيكولوجي توداي».

وأعطى التقرير مثالاً على ذلك، لرجل اسمه مايكل في أوائل الخمسينات من عمره، أهمل صحته لسنوات من حياته. إنه عامل مجتهد ومعيل للعائلة، ومع ذلك فهو لا يجري الفحوصات الطبية الروتينية، ويتجاهل التعب المتزايد ويعدّه مجرد أثر جانبي للشيخوخة، ويتعامل مع ضيق التنفس المتفاقم بازدراء بدلاً من القلق. على مرّ السنين، اعتمد نظامه الغذائي بشكل كبير على الوجبات السريعة والمشروبات في وقت متأخر من الليل أثناء تصفحه للهاتف.

كما تحدث التقرير عن إيما زوجة مايكل، التي تراقب هذا التراجع الصحي لدى زوجها بقلق متزايد. واقترحت عليه زيارة الطبيب، وعرضت طهي وجبات صحية، حتى اقترحت المشي في المساء معاً، لكن مخاوفها قوبلت بالرفض والدفاعية.

ومع تدهور صحة مايكل تم تشخيصه بمرض السكري، وانتقل عبء إدارة الرعاية الصحية على عاتق إيما.

وفق التقرير، يمثل مايكل الرجل المثالي الذي يهمل صحته المتدهورة إلى أن تصبح مشكلة شريكته. إن مفهوم مايكل الذاتي غير القادر على التكيف والأنانية لا يؤدي إلى إدامة الأدوار التقليدية للجنسين فحسب، بل يضع أيضاً عبئاً كبيراً، غير معترف به في كثير من الأحيان، على النساء.

ونظراً لأن الرجال أقل احتمالاً إحصائياً لإجراء فحوصات صحية منتظمة وطلب المساعدة النفسية، فإن النساء يتأثرن بشكل غير متناسب بتجاهل الرجال للرعاية الذاتية، بحسب التقرير.

إهمال الرجل... وإرهاق مقدمات الرعاية

وتحدث التقرير عن الضرر العاطفي والجسدي الذي يلحق بأولئك الذين يتدخلون أو يُجبرون على القيام بدور مقدمي الرعاية. وسلّط الضوء على كثير من الزوجات والأخوات اللاتي يعانين من «إرهاق مقدمي الرعاية»، وهي حالة من الإرهاق الجسدي والعاطفي والعقلي من رعاية شركائهن أو إخوانهن الذكور.

ويمكن لظاهرة الإهمال الذاتي هذه، المتجذرة في الأعراف الثقافية حول الذكورة والتوقعات الاجتماعية الأوسع، أن تنشأ لأسباب كثيرة، بما في ذلك المرض العقلي، والفقر، والعزلة عن الأسرة والأصدقاء. وقد لا يتمكن كبار السن من رعاية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك النظافة الشخصية والملابس المناسبة، بسبب حالات طبية أو إعاقة أخرى.

في حين أن مثل هذه الأشكال من الإهمال الذاتي تحمل آثاراً خطيرة على الصحة العامة، إلا أن هناك شكلاً أكثر دقة من الإهمال يبدأ عند الرجال الأصغر سناً؛ الدفاع والتردد في معالجة القضايا التي ستتحول في النهاية إلى مشكلات لشريكاتهم.

ما الذي يمنع الرجال من الاعتناء بأنفسهم؟

وفق التقرير، لا يوجد شيء بطبيعته يتعلق بالجنس في رعاية الفرد لنفسه. على الرغم من المفاهيم الاستهلاكية الأنثوية للغاية حول الرعاية الذاتية، فإنها ليست علامة ضعف، ولكنها بالأحرى عمل شجاع لإظهار الذات الحقيقية، بكل تعقيداتها وعيوبها. هناك حاجة ماسة لتغيير كيفية إدراك الرجال للرعاية الذاتية وممارستها. ومع ذلك، لا يزال كثير من الرجال يشعرون بأنهم محاصرون في ثنائيات زائفة يمكن أن تعيق رغبتهم في تبني سلوكيات أكثر صحة.

فيما يلي 3 مفاهيم خاطئة شائعة تؤدي إلى تفاقم عدم رغبة الرجال في معالجة مخاوفهم الصحية:

القوة مقابل الضعف

هناك اعتقاد سائد بأن إظهار الضعف هو علامة عجز، خاصة عند الرجال. هذا الانقسام يمكن أن يجعل من الصعب على الرجال طلب المساعدة أو التعبير عن احتياجاتهم العاطفية، في ظل الفهم الخاطئ بأنه لكي تكون قوياً، يجب أن يكون الشخص معتمداً على نفسه تماماً وغير متأثر بالاضطراب العاطفي.

النجاح مقابل تدليل النفس

قد يعد بعض الرجال أن تخصيص الوقت للرعاية الذاتية هو تدليل للنفس، معتقدين أن كل لحظة يجب تخصيصها للعمل أو الأنشطة الإنتاجية لتحقيق النجاح. ويفشل هذا المنظور في إدراك أن الرعاية الذاتية هي استثمار في قدرة الفرد على الحفاظ على الإنتاجية وتحقيق النجاح على المدى الطويل.

الرزانة مقابل التعبير العاطفي

في كثير من الأحيان، يواجه الرجال خياراً خاطئاً بين الحفاظ على الهوية الذكورية التقليدية والتعبير عن المشاعر أو الانخراط في أنشطة يُنظر إليها على أنها أقل رجولة، مثل اليوغا أو اليقظة الذهنية. هذا التفكير يمكن أن يمنع الرجال من الانخراط في مجموعة من الأنشطة المعززة للصحة التي تفيد الصحة العقلية والجسدية. عندما تصبح الرعاية الذاتية مشكلة في العلاقة.


مقالات ذات صلة

صحتك الأمهات الجدد يجب عليهن شرب كميات وفيرة من الماء يومياً خلال فترة ما بعد الولادة (أ.ب)

بعد الولادة... 8 طرق بسيطة تساعد الأمهات الجدد على التعافي بشكل أسرع

ينصح الخبراء الأمهات الجدد دائماً بإعطاء الأولوية لصحتهن بعد الولادة واتباع جميع التعليمات الطبية للتعافي السريع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك طاهٍ يعدّ حشوة مكونة من المكسرات والزبيب (رويترز)

6 فوائد صحية تدفعك لتناول الزبيب كل صباح

تبرز الكثير من الأطعمة التي يُنصح بتناولها على معدة فارغة لفوائدها الصحية، بما في ذلك تحسين الهضم وتعزيز المناعة، ومن بينها الزبيب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك صورة لقطع شوكولا (أ.ف.ب)

طعمه لذيذ ونتيجته مذهلة... بسكويت شوكولاته داكنة للرشاقة

قدَّم فريق بحثي من جامعة بييمونتي الشرقية في إيطاليا نتائج أولية لدراسة تهدف إلى تطوير بسكويت داكن يحتوي على مادة مُرّة تستهدف التحكم في الشعور بالجوع.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك تظهر هذه الصورة المجهرية التي التُقطت في مارس 1988 خلايا بشرية مصابة بسرطان الدم النقوي الحاد (أ.ب)

دراسة تحذّر: مكمّل شهير لإطالة العمر قد يُعزّز نموّ سرطان الدم

حذَّر علماء السرطان في جامعة روتشستر الأميركية، من مكوّن شائع في مشروبات الطاقة قد يُحفِّز نمو أنواع اللوكيميا النخاعيّة، التي تصيب نخاع العظم والدم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
TT

السعودية تحصد 23 جائزة في «آيسف 2025»

الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)
الطلبة السعوديون شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة في مجالات علمية واعدة (واس)

حقَّق المنتخب السعودي 23 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة «آيسف 2025»، بينها 9 خاصة، و14 كبرى، منها 3 في المركز الثاني، و5 ثالثاً، و6 رابعاً.

وخاض 40 طالباً وطالبة، ضمّهم المنتخب، غمار المنافسة مع أكثر من 1700 شخص يمثلون 70 دولة في المعرض الذي استضافته هذا العام مدينة كولومبوس بولاية أوهايو الأميركية بين 10 و16 مايو (أيار) الحالي، حيث شاركوا بمشاريع نوعية ومتميزة بمجالات علمية واعدة.

وتشارك السعودية، ممثلةً بمؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع «موهبة» ووزارة التعليم، في المعرض سنوياً منذ عام 2007، وارتفع رصيد جوائزها في هذه المسابقة عبر مشاركاتها المتتالية إلى 183 جائزة، منها 124 كبرى، و59 خاصة.

من جانبه، أوضح الدكتور خالد الشريف، الأمين العام لـ«موهبة» المكلف، أن الشراكة المثمرة بين الجهات المعنية السعودية برعاية الموهبة والتميز العلمي، أسهمت بشكل فاعل في تحقيق منجزات دولية متوالية، مبيناً أنها مثَّلت المملكة بصورة مُشرِّفة تليق بمكانتها الإقليمية والدولية، وتعكس ما يحظى به قطاع التعليم، وكذا الموهبة والابتكار من رعاية ودعم القيادة.

ارتفع رصيد جوائز السعودية في «آيسف» منذ عام 2007 إلى 183 منها 124 كبرى و59 خاصة (واس)

وأكّد الشريف، الذي يرأس الوفد السعودي، أن هذا الإنجاز يعكس ما يتمتع به أبناء المملكة من كفاءات واعدة، تسهم في بناء مستقبل مزدهر بمجالات العلوم والابتكار، مشيداً بجهود الطلبة وتميُّزهم في تقديم مشروعات علمية نوعية، نافسوا بها نخبة مبدعين من مختلف دول العالم، ومُعبِّراً عن ثقته في أنهم سيساهمون في صناعة مستقبل أكثر إشراقاً للسعودية بميادين العلوم والتقنية والابتكار.

وحقَّق المركز الثاني بين 1700 طالباً وطالبة كل من: مريم المحيش في مجال «الطاقة»، وأريج القرني وجيوان شعبي (الهندسة البيئية). واحتل المرتبة الثالثة: جمانة بلال (الطاقة)، وسلمان الشهري ولانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية)، ولمياء النفيعي (الهندسة البيئية)، وفاطمة المطبقاني (علوم النبات).

وفاز بالمركز الرابع في «الطاقة» كل من حنين الحسن، وعمران التركستاني، وفاطمة العرفج، ومسك المطيري (الكيمياء)، وعبير اليوسف (علم المواد)، وغلا الغامدي (علوم النبات).

وتُّوج بالجوائز الخاصة كل من فاطمة العرفج (الكيمياء)، وأريج القرني، والطالب صالح العنقري (الهندسة البيئية)، وعبد الرحمن الغنام (علم المواد)، وسما بوخمسين (الأنظمة المدمجة)، وجائزتين لعمران التركستاني (الطاقة)، ومثله لانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية).

الطلبة السعوديون الفائزين بـ23 جائزة في معرض «آيسف 2025» بمدينة كولومبوس الأميركية (موهبة)

18 جائزة سعودية لموهوبين ومبدعين دوليين

قدَّمت السعودية ممثلةً بالمؤسسة 18 جائزة خاصة لمجموعة مشاريع مشاركة بالمعرض؛ امتداداً لجهودها في دعم الموهبة والإبداع سنوياً خلال «آيسف» منذ عام 2010، تشمل مختلف المجالات التي تعزز اهتمامات البلاد، وتسهم في تعزيز مكانتها بالمحافل العلمية الدولية.

وشملت الجوائز التي أُعلن عنها في حفل خاص، الخميس، 12 منحة دراسية شاملة التكاليف لدراسة البكالوريوس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، و6 للانضمام إلى برنامج «موهبة» الإثرائي العالمي.

وذهبت جوائز الجامعة إلى توماس ماشينغايدزي من زيمبابوي في مجال «الهندسة الطبية الحيوية»، والسلوفاكية آنا بودمانيكا (الهندسة البيئية)، والسنغافورية جوريا أنغ (علم المواد)، والكازاخستاني أرنور جومابيكوف (الروبوتات والأجهزة الذكية). وحصد جيجي نياميبيري من زيمبابوي، والكورية يونها لي الجائزة في «نظم البرمجيات»، والقطرية آية الغوصاني (العلوم الاجتماعية والسلوكية)، والتشيكي ليونارد والتزكي (علم الأحياء الحاسوبي والمعلوماتية)، والتركي فاز ريان تشيفجي (الكيمياء).

أما في فرع الأنظمة المدمجة، فقد نال السنغافوري دهانفين راميش كومار جائزة الجامعة، والأوكراني تيموفي ميشوك، وخوسيه رودريغيز مونوز من بورتوريكو (الطاقة). وذهبت جوائز البرنامج إلى عمران التركستاني من السعودية في (الطاقة)، والتونسي محمد تكاري (الروبوتات والأجهزة الذكية)، والسعودية لانا نوري (العلوم الطبية الانتقالية).

الكفاءات السعودية الواعدة تسهم في بناء مستقبل مزدهر بمجالات العلوم والابتكار (واس)

وفي مجال الهندسة الطبية الحيوية، فازت الآيرلندية ماورا مور مككيون، والفيتنامي خو نجوين وآني فام، والسعودي عبد الرحمن الغنام (علم المواد).

وأفاد المهندس أنس الحنيحن مدير إدارة البرامج البحثية وتنمية الابتكار في «موهبة»، أن هذه المبادرة تهدف إلى استقطاب الموهوبين والمبدعين من مختلف دول العالم، وتعزيز التعاون العلمي بين السعودية والمجتمع الدولي، تماشياً مع «رؤية 2030» التي تسعى إلى بناء مجتمع معرفي مزدهر.

ويُعدّ معرض «آيسف» أكبر منصة عالمية للمشاريع البحثية لطلاب المدارس، حيث يُقيِّم المشاركات نخبة علماء وخبراء دوليين، ما يمنح المشاركين فرصة مميزة لاستعراض قدراتهم العلمية أمام جمهور عالمي من المتخصصين.