تصريحات فنانين حول قضايا دينية تثير جدلاً في مصر

صلاح عبد الله ولقاء الخميسي وحلا شيحة أحدثهم

الفنان المصري صلاح عبد الله في أحد البرامج (صفحة الفنان على فيسبوك)
الفنان المصري صلاح عبد الله في أحد البرامج (صفحة الفنان على فيسبوك)
TT

تصريحات فنانين حول قضايا دينية تثير جدلاً في مصر

الفنان المصري صلاح عبد الله في أحد البرامج (صفحة الفنان على فيسبوك)
الفنان المصري صلاح عبد الله في أحد البرامج (صفحة الفنان على فيسبوك)

اعتادت تصريحات الفنانين في المسائل الدينية أن تثير كثيراً من الجدل في الأوساط الفنية والنقدية وحتى الدينية بمصر، نظراً لحساسية القضايا التي يتناولونها.

وتصدرت التصريحات الأخيرة للفنان المصري صلاح عبد الله حول النقاب، التريند على غوغل، الجمعة، بعد أن رأى أن هذا الزي ربما يبعث على الريبة، قائلاً في تصريحات متلفزة: «كيف لا أستطيع تمييز الشخص الذي يدخل بيتي إذا كان رجلاً أم امرأة»، مضيفاً أن قناعاته بأن هذا الزي «كتلة سواد» ليس إسلامياً، وأنه يفضل الحجاب والاحتشام لبناته.

وشهدت صفحة الفنان على «فيسبوك» تعليقات على تصريحاته الخاصة بالنقاب.

ووجّه أستاذ الثقافة الإسلامية، الوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام بجامعة الأزهر الدكتور محمود الصاوي رسالة للفنانين الذين يتناولون الدين في البرامج الحوارية قائلاً: «هناك قاعدة شرعية واضحة تحكم مثل هذه التصريحات الصادرة عن غير أهل الاختصاص بشكل عام هي قول الله تعالي (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)»، وأوضح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «مسألة الزي الشرعي للمرأة المسلمة مسألة شرعية فقهية وليست فنية، وبالتالي المرجع المعتمد فيها هم المشايخ وعلماء الشريعة، ويجب احترام التخصص منعا للبلبة واللغط الذي لا داعي له».

الفنانة حلا شيحة سبق أن أثارت الجدل بتصريحات متلفزة حول الحجاب، قالت فيها إنها اتجهت لطريق الحجاب بوصفه سيقربها إلى الله، وعدّت الحجاب جزءاً من المجتمع، وقالت إنه «زي طبيعي في مجتمعاتنا العربية»، مضيفة أن المشكلة ربما لديها هي «لم أعد أستطيع ارتداءه».

حلا شيحة في أحد البرامج (صفحتها على إنستغرام)

وكانت الفنانة حلا شيحة قد اعتزلت الفن، وعادت أكثر من مرة، وانتشرت أخبار حول تحولها لداعية إسلامية إلا أنها نفت ذلك.

وشهدت تلك التصريحات جدلاً موسعاً على «السوشيال ميديا» وقتها، فبينما أشاد متابعون بتلقائيتها وخطوتها في ارتداء الحجاب، وصفها نقاد بأنها «ربما عانت من تذبذب في أفكارها خلال فترة معينة».

ومن جانبه، يرى الدكتور عبد الله كمال، من علماء الأزهر، أن الحديث عن أمور الدين وعن تفاصيل مثل الحجاب والنقاب يجب أن تنحصر في إطار المتخصصين، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «البعض يخوض في أمور الدين دون علم، ودعا الفنانين لعدم الانخراط في هذا الأمر بحثاً عن الشهرة أو الترند».

وتابع كمال أن «الفنان عليه أن يشغل نفسه بما ينفعه في دنياه وآخرته، ويترك أمر الفتوى والدين للمتخصصين في هذا الأمر».

الفنانة لقاء الخميسي تطرقت أيضاً لتصريحات حول الدين في أحد البرامج التليفزيونية قبل فترة، متحدثة عن والدتها المسيحية ووالدها المسلم، ورأت أن لا فرق بين الديانات إلا في الطقوس فقط، وذكرت أن «ربنا بداخلنا كلنا، وعلى كل منا أن يختار الطريقة التي يعبده بها»، وقالت إنها ذهبت أكثر من مرة إلى الكنيسة مع والدتها، وأن والدتها كانت تصوم رمضان معهم رغم أنها لم تكن مضطرة لذلك.

الفنانة لقاء الخميسي في برنامج تلفزيوني (صفحة قناة النهار على يوتيوب)

عوداً إلى أستاذ الثقافة الإسلامية محمود الصاوي الذي قال إن: «لدينا مؤسسة دينية هي المرجعية الأولي لأهل السنة والجماعة في العالم كله، يفد إليها عشرات الآلاف من أبناء المسلمين من قارات الدنيا كلها لطلب علوم الشريعة والإسلام، ثم يأتي للأسف بعض إعلاميينا يسألون غير العلماء وغير المتخصصين في أحكام الشريعة!»، وأضاف: «إن استحضرنا حسن النية فهي فضيحة، وإن كانت الأخرى فهي جريمة».


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
TT

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)
«الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف» يمتدّ لساعتين، السبت 10 أغسطس (آب) المقبل.

يتضمّن البرنامج مجموعة قصائد تقدّمها للمرّة الأولى، منها «جدّدت عشقي» لعلي وفا، و«أحباب قلبي سلام» للشيخ سيدي الهادي من تونس، وقصيدة في مدح النبي، «يفديك قلبي»، لشاعرة فلسطينية، وفق نور ناجح، مؤسِّس الفرقة الذي يقول لـ«الشرق الأوسط»: «سيكون الحفل مختلفاً واستثنائياً على جميع المستويات، فهو محطّة لاستقبال عامنا العاشر».

الفرقة تجمع منشدين ذوي ثقافة صوفية (الشرق الأوسط)

وستقدّم الفرقة مجموعة من أشهر أعمالها السابقة، هي 11 قصيدة مجمَّعة بطريقة «الميدلي»، منها «مدد يا سيدة»، و«أول كلامي بأمدح»، و«جمال الوجود»، و«هاتوا دفوف الفرح»، و«خذني إليك». ذلك إضافة إلى مجموعة من الأناشيد والابتهالات التي يُطالب بها الجمهور، مثل «إني جعلتك في الفؤاد محدّثي»، و«المسك فاح». ومن مفاجآت الحفل، وفق ناجح، استضافة مشايخ لمشاركتهم الإنشاد، منهم المنشد وائل فشني، وعلي الهلباوي، وراقص التنورة المصري - الإسباني المقيم في أوروبا، محمد السيد، الذي سيقدّم فقرة للأداء التعبيري، مصاحبةً لبعض القصائد.

إحياء التراث الصوفي المصري بشكل مختلف (الشرق الأوسط)

ويعدُّ ناجح «الحضرة» أول فرقة مصرية للإنشاد الصوفي الجماعي، التي كانت سبباً لانطلاق فرق أخرى مماثلة لاحقاً: «قدّمت مصر عمالقة في مجال الإنشاد والابتهالات، مثل نصر الدين طوبار، وسيد النقشبندي، ومحمد الهلباوي ومحمد عمران»، مشدّداً على أنّ «الإنشاد خلال الحقبات الماضية كان فردياً، فلم تعرف مصر الفرق في هذا المجال، على عكس دول أخرى مثل سوريا، لكنّ (الحضرة) جاءت لتغيّر ثقافة الإنشاد في البلاد؛ فهي أول مَن قدَّم الذِكر الجماعي، وأول مَن أدّى (الحضرة) بكل تفاصيلها على المسرح».

واتّخذ ناجح عبارة «الحضرة من المساجد إلى المسارح» شعاراً لفرقته، والمقصود نقل الحضرة الصوفية من داخل الجامع أو من داخل ساحات الطرق الصوفية والمتخصّصين والسهرات الدينية والموالد في القرى والصعيد، إلى حفلات الأوبرا والمراكز الثقافية والسفارات والمهرجانات المحلّية والدولية.

جمعت قماشة الصوفية المصرية في حفلاتها (الشرق الأوسط)

تحاكي «الحضرة» مختلف فئات الجمهور بمَن فيهم الشباب، والذين لا يعرف كثيرون منهم شيئاً عن أبناء الطرق أو عن الصوفية عموماً، وفق مؤسِّس الفرقة الذي يقول: «نجحنا في جذب الشباب لأسباب منها زيادة الاهتمام بالتصوُّف في مصر منذ بداية 2012، حدَّ أنه شكَّل اتجاهاً في جميع المجالات، لا الموسيقى وحدها».

ويرى أنّ «الجمهور بدأ يشعر وسط ضغوط الحياة العصرية ومشكلاتها بافتقاد الجانب الروحي؛ ومن ثَم كان يبحث عمَن يُشبع لديه هذا الإحساس، ويُحقّق له السلام والصفاء النفسي».

وأثارت الفرقة نقاشاً حول مشروعية الذِكر الجهري على المسرح، بعيداً عن الساحات المتخصِّصة والمساجد؛ ونظَّمت ندوة حول هذا الأمر شكّلت نقطة تحوُّل في مسار الفرقة عام 2016، تحدَّث فيها أحد شيوخ دار الإفتاء عن مشروعية ذلك. وفي النتيجة، لاقت الفرقة صدى واسعاً، حدَّ أنّ الشباب أصبحوا يملأون الحفلات ويطلبون منها بعض قصائد الفصحى التي تتجاوز مدّتها 10 دقائق من دون ملل، وفق ناجح.

فرقة «الحضرة» تدخل عامها العاشر (الشرق الأوسط)

وعلى مدى 9 سنوات، قدَّمت الفرقة أكثر من 800 حفل، وتعاونت مع أشهر المنشدين في مصر والدول العربية، منهم محمود التهامي، ووائل الفشني، وعلي الهلباوي، والشيخ إيهاب يونس، ومصطفى عاطف، وفرقة «أبو شعر»، والمنشد السوري منصور زعيتر، وعدد من المنشدين من دول أخرى.

تمزج «الحضرة» في حفلاتها بين الموسيقى والإنشاد، وهو ما تتفرّد به الفرقة على المستوى الإقليمي، وفق ناجح.

وتدخل الفرقة عامها العاشر بطموحات كبيرة، ويرى مؤسِّسها أنّ أهم ما حقّقته خلال السنوات الماضية هو تقديمها لـ«قماشة الصوفية المصرية كاملة عبر أعمالها»، مضيفاً: «جمعنا الصوفية في النوبة والصعيد والريف».

كما شاركت في مهرجانات الصوفية الدولية، وأطلقت مشروعات فنية، منها التعاون مع فرقة «شارموفرز»، التي تستهدف المراهقين عبر موسيقى «الأندرغراوند»، ومشروع المزج بين الموسيقى الكلاسيكية والصوفية مع عازفي الكمان والتشيلو والفيولا. وقدَّمت «ديو» مع فرق مختلفة على غرار «وسط البلد» بهدف جذب فئات جديدة لها.

يأمل نور ناجح، مع استقبال العام العاشر، في إصدار ألبومات جديدة للفرقة، وإنشاء مركز ثقافي للإنشاد الديني، وإطلاق علامة تجارية للأزياء الصوفية باسم «الحضرة».