هل اقتبس مسلسل «فراولة» قصة «البيضة والحجر»؟

بطولة نيللي كريم وشيماء سيف

الفنانة المصرية نيللي كريم (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية نيللي كريم (حسابها على فيسبوك)
TT

هل اقتبس مسلسل «فراولة» قصة «البيضة والحجر»؟

الفنانة المصرية نيللي كريم (حسابها على فيسبوك)
الفنانة المصرية نيللي كريم (حسابها على فيسبوك)

تحولت حياة «فريال» الشهيرة بـ«فراولة» في فترة زمنية وجيزة، من ابنة حارس العقار التي تعيش ظروفاً صعبة بحي الزمالك الراقي، إلى سيدة ثرية، بعدما غيّرت مهنتها من مندوبة مبيعات لشركة إلى خبيرة في الطاقة وبائعة للأحجار الكريمة.

في إطار من الكوميديا، تدور أحداث المسلسل المصري «فراولة»، بطولة نيللي كريم، شيماء سيف، صدقي صخر، أحمد فهيم، وفكرة وإنتاج أحمد دسوقي، وسيناريو وحوار محمد سليمان عبد الملك، وإخراج محمد علي.

صدفة تحول «فراولة» من مندوبة مبيعات إلى خبيرة في العلاج بالطاقة، ربطها متابعون بفيلم «البيضة والحجر» الذي قدمه الفنان الراحل أحمد زكي قبل أكثر من 3 عقود، لكن صاحب فكرة المسلسل ومنتجه أحمد دسوقي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» وجود اختلافات عدة بين العملين.

نيللي كريم مع حجاج عبد العظيم في كواليس تصوير العمل (الشركة المنتجة)

وتشدد الناقدة المصرية صفاء الليثي على أن «الرهان الحقيقي يكمن في المعالجات المختلفة في ظل وجود احتمالية لتشابه الأفكار»، مشيرة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «معالجة (فراولة) جاءت مختلفة ومناسبة للقضية التي يطرحها».

فيما يرى دسوقي أن العامل المشترك بين الفيلم والمسلسل مرتبط بتصديق حالة الوهم التي يعيشها الأبطال، ومحاولة تصديق أن لديهم القدرة على القيام بما يقدمونه من بيع الوهم للناس.

وأضاف أن «العمل يتناول خطوطاً درامية عدة مرتبطة بالتسويق الشبكي والتحول للعلاج بالطاقة التي ظهر الاهتمام بها في مصر والعالم العربي، بعد عرض فيلم (البيضة والحجر) بسنوات طويلة».

لكن الناقد أندرو محسن ينتقد ضعف الشخصيات على مستوى الكتابة، مع تنفيذ المشاهد المحورية بشكل «ضعيف» لا يضيف للعمل، مؤكداً أن الأبطال تعاملوا مع فكرة التسويق الشبكي باعتبارها فكرة حديثة في 2024 رغم وجودها منذ سنوات طويلة.

ويعدّ محسن أن المسلسل افتقد تقديم الفكرة بشكل جديد مع استمرار الأحداث في مسارها المتوقع التقليدي، مشيراً إلى أن الرهان على الكوميديا في المسلسل لم يكن موفقاً مع غياب الاقتناع بالشخصيات على الشاشة، وعدم وجود ربط يحقق تكامل بين الأدوار، ويجعل لدى المشاهد ترقباً لما ستسفر عنه الأحداث.

رأي تختلف معه صفاء الليثي، التي تشيد بـ«ذكاء المعالجة» وتقديم الشخصيات في الأحداث بشكل واقعي، بما لها من إيجابيات وسلبيات، مشيدة بالمخرج محمد علي والمعالجة المكتوبة للعمل.

اختلاف النقاد لا يستغربه صاحب الفكرة ومنتج العمل، الذي يؤكد إدراكهم تقديم فكرة صعبة بإطار كوميدي اجتماعي، وهو ما حرص على مناقشته بشكل مستفيض خلال التحضيرات مع السيناريست محمد سليمان عبد الملك.

نيللي كريم في مشهد من مسلسل «فراولة» (حسابها عبر فيسبوك)

وأضاف أنه استوحى قصة العمل من شخصيات يعرفها، تؤمن بقراءة الفنجان والأبراج، وهو الأمر الذي تطور تدريجياً وأصبح يرتبط بالطاقة والأحجار، والحديث أن هناك أحجاراً تعطي طاقة، وأماكن تمنح طاقة أكثر من غيرها، هي القضية التي فضّل التركيز عليها في العمل.

«فراولة» هو أول بطولة درامية تقدمها نيللي كريم بعيداً عن شركة «العدل غروب» التي قدمت معها مسلسلات مختلفة على مدار 10 سنوات، لتبدأ تعاوناً مع شركة «سكاي ليمت» للمنتج أحمد دسوقي.

ويشير دسوقي إلى تحمس نيللي للتعاون معه منذ قراءة فكرة المسلسل، والحلقات الأولى التي كتبها عبد الملك، لتكون بمثابة «العمود الفقري» للمشروع، لافتاً إلى أنها من رشّحت المخرج محمد علي الذي سبق أن تعاونت معه في فيلم «بشتري راجل» ليكون مخرج المسلسل.


مقالات ذات صلة

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «6 شهور»   (حساب Watch IT على «فيسبوك»)

«6 شهور»... دراما تعكس معاناة حديثي التخرّج في مصر

يعكس المسلسل المصري «6 شهور» معاناة الشباب حديثي التخرج في مصر عبر دراما اجتماعية تعتمد على الوجوه الشابة، وتحاول أن ترسم الطريق إلى تحقيق الأحلام.

نادية عبد الحليم (القاهرة )

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.