قد يتسبب جدول العمل غير المنتظم في تأثيرات سلبية مباشرة واضحة المعالم، من بينها الشعور بالتعب والإرهاق طوال الوقت أو عدم قضاء وقت كاف مع الأهل والأحباء.
وقد يكون هناك أيضاً عواقب وخيمة لهذا الأمر على المدى الطويل، وفقاً لدراسة جديدة بحثت في العلاقة بين أنماط العمل في مرحلة الشباب والمشكلات الصحية في وقت لاحق من الحياة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد استخدم فريق الدراسة بيانات أكثر من 7300 مشارك، كانوا جزءاً من مسح وطني واسع أجري عام 1979 على الأميركيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و22 عاماً، حيث تم استطلاع آرائهم في نقاط ومجالات مختلفة مع مرور الوقت.
ووجد الباحثون أن جدول العمل غير المنتظم، الذي يعني العمل في نوبات صباحية بعض الأيام ثم نوبات مسائية في الأيام التالية، بين سن 22 و49 عاماً كان مرتبطاً بشكل كبير بتدهور الحالة الصحية عند الكبر.
وقال مؤلف الدراسة، الدكتور وين جوي هان، الأستاذ في جامعة نيويورك: «كان الأشخاص الذين لديهم أنماط عمل متقلبة بأي شكل من الأشكال أكثر عرضة لساعات نوم أقل يومياً، وانخفاض في جودة النوم، وانخفاض في الوظائف الجسدية والعقلية، كما كانوا أكثر عرضة للإبلاغ عن سوء الحالة الصحية وأعراض الاكتئاب في سن الخمسين مقارنة بأولئك الذين لديهم أنماط مستقرة».
ومن جهته، قال الدكتور شياوكسي ياو، أستاذ أبحاث الخدمات الصحية في مايو كلينك في مينيسوتا، الذي لم يشارك في الدراسة إن نتائج الدراسة ليست «مفاجئة للغاية»، لكنها «مثيرة للقلق»، خاصة مع عمل الناس خلال السنوات الأخيرة بشكل متزايد بجداول زمنية غير منتظمة.
وقال الدكتور عزيزي سيكساس، المدير المساعد لمركز النوم وعلوم الساعة البيولوجية في جامعة هارفارد، الذي لم يشارك أيضاً في الدراسة إن الجداول الزمنية غير المنتظمة يمكن أن تجعل من الصعب الحفاظ على عادات نمط الحياة المهمة للصحة الجيدة، مثل النوم الجيد، وتناول الطعام في ساعات منتظمة، وقضاء الوقت مع الأحباء، والأمور التي قد تفسر نتائج الدراسة.
ولفت فريق الدراسة إلى أن تغيير جداول العمل أو الوظائف لتجنب هذه المشكلات الصحية قد لا يكون ممكناً بالنسبة للبعض، ولكنه أكد إمكانية استخدام استراتيجيات أخرى مثل النظام الغذائي الصحي وعدم تناول الطعام في وقت متأخر من اليوم وممارسة الرياضة والاسترخاء وقضاء المزيد من الوقت مع الأصدقاء والعائلة، لتعويض الضرر المحتمل من العمل غير المنتظم.