تهديد رئاسي من بوتسوانا بإرسال 20 ألف فيل إلى ألمانيا

أفيال (أ.ف.ب)
أفيال (أ.ف.ب)
TT

تهديد رئاسي من بوتسوانا بإرسال 20 ألف فيل إلى ألمانيا

أفيال (أ.ف.ب)
أفيال (أ.ف.ب)

هدَّد رئيس بوتسوانا موكجويتسي ماسيسي بإرسال 20 ألف فيل إلى ألمانيا على خلفية نزاع بين البلدين حول الحفاظ على الفيلة.

وكانت وزارة البيئة الألمانية طالبت، في وقت سابق من هذا العام، بضرورة فرض قيود أكثر صرامة على استيراد طرائد الصيد، بحسب ما ذكرت «هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)»، اليوم (الأربعاء).

في المقابل، قال ماسيسي لوسائل الإعلام الألمانية إن هذا لن يؤدي إلا إلى إفقار شعبه، وأضاف أن أعداد الأفيال تزايدت نتيجة لجهود الحفاظ على البيئة، وتابع أن الصيد ساعد في السيطرة عليها.

وذكر ماسيسي، لصحيفة «بيلد» الألمانية، أنه يتعين على الألمان «العيش مع الحيوانات بالطريقة التي تحاولون أن تقولوها لنا، وهذه ليست مزحة»، وقال إن «الأفيال تسببت في أضرار للممتلكات وأكلت المحاصيل ودهست السكان»، وتابع: «نود أن نقدم مثل هذه الهدية لألمانيا»، وأكد أنه لن يقبل برفضها.

رئيس بوتسوانا موكجويتسي ماسيسي (فيسبوك)

ووفقاً لـ«بي بي سي»، تُعد بوتسوانا موطناً لنحو ثلث عدد الأفيال في العالم (أكثر من 130 ألفاً)، وسبق أن قدمت 8000 فيل إلى جارتها أنغولا، ومئات الأفيال إلى موزمبيق، وسيلة لخفض عدد الأفيال.

ولفتت «هيئة الإذاعة البريطانية» إلى أن وزير الحياة البرية في بوتسوانا دوميزويني مثيمكولو هدد، الشهر الماضي، بإرسال 10 آلاف فيل إلى حديقة «هايد بارك» في لندن، حتى يتمكن الشعب البريطاني من «تذوق العيش إلى جانبها»، وقال: «في بعض المناطق، يفوق عدد هذه الوحوش عدد البشر. إنهم يقتلون الأطفال الذين يعترضون طريقهم. إنهم يدوسون، ويأكلون محاصيل المزارعين، مما يترك الأفارقة جائعين».

وكان البرلمان البريطاني صوَّت في مارس (آذار) لصالح فرض حظر على استيراد طرائد الصيد، لكن التشريع يحتاج إلى مزيد من التدقيق قبل أن يصبح قانوناً.

وكان حزب المحافظين تعهد خلال الانتخابات العامة في 2019 بحظر استيراد طرائد الصيد.

وتربح بوتسوانا وغيرها من الدول في جنوب قارة أفريقيا الكثير من الأموال من قبل الأثرياء الغربيين الذين يدفعون آلاف الدولارات للحصول على تصريح لإطلاق النار على حيوان ثم يأخذون رأسه أو جلده إلى وطنهم غنيمة، ويقولون إن هذه الأموال تُستخدم لمساعدة جهود الحفاظ على البيئة، ومساعدة السكان المحليين، لذا فهم أقل عرضة لإغراء صيد الحيوانات، وفي المقابل، تقول جماعات حقوق الحيوان إن هذه الممارسة قاسية ويجب حظرها.

وتعد ألمانيا أكبر مستورد في الاتحاد الأوروبي لطرائد الصيد، وفقاً لتقرير صادر عن جمعية الرفق بالحيوان الدولية في عام 2021.

وحظرت بوتسوانا هذه الممارسة في عام 2014، لكنها رفعت القيود في عام 2019 بعد ضغوط من المجتمعات المحلية، ولكنها تصدر الآن طرائد الصيد، قائلة إنها مرخصة وتخضع لرقابة صارمة.

وقالت متحدثة باسم وزارة البيئة الألمانية لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن بوتسوانا لم تُثِر أي مخاوف مع بلادها بشأن هذه المسألة، وأضافت: «في ضوء الخسارة المقلقة للتنوع البيولوجي، لدينا مسؤولية خاصة للقيام بكل شيء لضمان أن يكون استيراد طرائد الصيد قانونياً»، وتابعت أن الوزارة لا تزال تجري محادثات مع الدول الأفريقية المتأثرة بقواعد الاستيراد، بما في ذلك بوتسوانا.

وتعد أستراليا وفرنسا وبلجيكا من بين الدول التي حظرت تجارة طرائد الصيد.

وقالت بوتسوانا مع جارتيها زيمبابوي وناميبيا، إنه يجب السماح لها ببيع مخزونها من العاج حتى تتمكن من كسب المال من الأعداد الهائلة من الأفيال.

وفي المقابل، عارضت دول شرق أفريقيا، وكذلك جماعات حقوق الحيوان، هذا الأمر قائلة إنه سيشجع الصيد الجائر.


مقالات ذات صلة

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

بيئة حفرة بعمق 8 أمتار حيث سيتم وضع كبسولة نحاسية للوقود النووي المستنفد في منشأة «أونكالو» بفنلندا (رويترز)

تدوم 100 ألف عام... فنلندا ستدفن النفايات النووية في «مقبرة جيولوجية»

قررت فنلندا البدء في طمر الوقود النووي المستنفد في أول مقبرة جيولوجية بالعالم، حيث سيتم تخزينه لمدة 100 ألف عام.

«الشرق الأوسط» (هلسنكي)
أوروبا 2023 أكثر السنوات سخونة في العالم منذ بدء تسجيل درجات الحرارة (إ.ب.أ)

أوروبا تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة الشهر المقبل بعد «صيف الموجات الحارة»

من المتوقَّع أن تشهد أوروبا ارتفاعاً في درجات الحرارة، مطلع سبتمبر (أيلول) المقبل، بشكل غير معتاد، بعد صيف من موجات الحر والجفاف في جنوب شرقي القارة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
بيئة قصر تاج محل يظهر وسط الضباب الدخاني الكثيف في أغرا بالهند (أ.ف.ب)

دراسة: خفض التلوث في العالم قد يضيف سنتين إلى أعمارنا

كشفت دراسة جديدة عن أنه من الممكن إضافة نحو عامين إلى متوسط ​​عمر الفرد المتوقع إذا خفض العالم بشكل دائم التلوث المرتبط بالجسيمات الدقيقة لتلبية المعايير.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق تعمل هيئة المساحة على إبراز كافة المواقع المكتشفة من فوهات وأحافير وكهوف تجاوزت 300 كهف (هيئة المساحة الجيولوجية السعودية) play-circle 00:37

السعودية: فوهة الوعبة ضمن أجمل المعالم الجيولوجية بالعالم

كشف المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية، أن فوهة الوعبة جرى اختيارها وترشيحها ضمن أفضل 100 موقع للتراث الجيولوجي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)
بيئة من أمام مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل (رويترز)

منظمتان غير حكوميتين تقاضيان الاتحاد الأوروبي بسبب أهدافه البيئية

قررت منظمتان بيئيتان رفع دعوى قضائية ضد المفوضية الأوروبية لأنها حددت أهدافاً مناخية «غير كافية» للدول الأعضاء في انتهاك لالتزاماتها بموجب اتفاق باريس المناخي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
TT

الواقع الافتراضي يمنح ذوي الإعاقة الذهنية استقلالية أكبر

نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)
نظارات الواقع الافتراضي تتيح لذوي الإعاقة الذهنية تعلم مهارات حياتية بشكل أسرع (جامعة كالجاري)

أظهرت دراسة أسترالية أن استخدام نظارات الواقع الافتراضي يُمكِن أن يفتح آفاقاً جديدة للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية، مما يتيح لهم تعلم مهارات حياتية عملية بشكل أسرع دون الحاجة إلى الاعتماد على مقدمي الرعاية.

وأوضح الباحثون بجامعة «جنوب أستراليا» وجامعة «نيو ساوث ويلز»، أن هذه التقنية يمكن أن تتيح لهؤلاء الأشخاص تعلم مهارات أساسية مثل النظافة الشخصية وإدارة المهام اليومية، ونشرت النتائج، الجمعة، بدورية (Intellectual Disability Research).

ونظارات الواقع الافتراضي (VR) هي أجهزة إلكترونية يتم ارتداؤها على الرأس، مصممة لخلق تجربة غامرة في بيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد. وتعتمد هذه النظارات على عرض صور ومقاطع فيديو بزاوية 360 درجة، بحيث يشعر المستخدم وكأنه موجود داخل البيئة الافتراضية.

وتستخدم نظارات الواقع الافتراضي بشكل واسع في الألعاب الإلكترونية، والتعليم، والتدريب المهني، والطب، حيث تتيح للمستخدم التفاعل مع بيئة محاكية للواقع دون مغادرة مكانه. وتوفر هذه التقنية تجربة غنية وحسية تحاكي الواقع، ما يجعلها أداة فعالة لتعلم المهارات والتفاعل مع العالم الافتراضي بطريقة واقعية.

ويواجه معظم الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية تحديات كبيرة في أداء المهارات الحياتية الأساسية مثل الطهي، والاستحمام، والتنظيف دون مساعدة من مقدمي الرعاية، مما يمنعهم من العيش باستقلالية والتمتع بجودة حياة أفضل.

وقام الباحثون بمقارنة فعالية نظارات الواقع الافتراضي الغامرة مع البيئات الافتراضية غير الغامرة مثل التدريب على جهاز لوحي، لتدريب 36 بالغاً من ذوي الإعاقة الذهنية على كيفية فصل النفايات العامة عن النفايات القابلة لإعادة التدوير، والنفايات العضوية من الحدائق والطعام.

وشملت الدراسة، 12 جلسة تدريب افتراضية. وأظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت نظارات الواقع الافتراضي الغامرة حققت أداءً أفضل بشكل ملحوظ في الحياة الواقعية مقارنة بالمجموعة التي استخدمت جهازاً لوحياً للتدريب.

وأكد الباحثون أن تقنية التدريب باستخدام الواقع الافتراضي الغامر يمكن أن تُستخدم أيضاً لتعليم مهارات أساسية أخرى مثل الطهي وأمان المطبخ، والنظافة الشخصية، والتنقل في وسائل النقل العامة، والمهارات الاجتماعية.

وقال الباحث الرئيسي للدراسة بجامعة نيو ساوث ويلز، الدكتور ستيفان ميشالسكي، إن «الواقع الافتراضي الغامر يتيح للأفراد تجربة الأنشطة في بيئة آمنة ومتحكم بها وقابلة للتكرار».

وأضاف عبر موقع الجامعة، أن البحث يظهر أن التعلم بالممارسة، المعروف أيضاً باسم التعلم التجريبي، يبدو أكثر فعالية لهذه الفئة مقارنةً بالأساليب التعليمية التقليدية، مشيراً إلى أن هناك أدلة متزايدة على فوائد الواقع الافتراضي، لكننا بحاجة لسد الفجوة بين البحث والتطبيق حتى يتمكن المزيد من الناس من الاستفادة من هذه التكنولوجيا.