هل تصمد أجزاء المسلسلات في سباق الدراما الرمضانية المصرية؟

تُهمة الإطالة تطارد الأعمال الطويلة وترجيح قَلْب المعادلة

«بوستر» مسلسل «كامل العدد» (الشركة المنتجة)
«بوستر» مسلسل «كامل العدد» (الشركة المنتجة)
TT

هل تصمد أجزاء المسلسلات في سباق الدراما الرمضانية المصرية؟

«بوستر» مسلسل «كامل العدد» (الشركة المنتجة)
«بوستر» مسلسل «كامل العدد» (الشركة المنتجة)

شاركت مسلسلات مصرية بأجزاء جديدة خلال الموسم الدرامي الرمضاني، في ظلّ صعود نجم مسلسلات الـ15 حلقة بشكل ملحوظ هذا العام؛ فهل تصمد أجزاء المسلسلات في السباق، أم مصيرها الإخفاق في جذب المُشاهد؟

من أبرز المسلسلات المُشارِكة بأجزاء جديدة هذا العام، «الكبير أوي 8»، و«المداح 4»، و«كامل العدد+1»، وذلك استغلالاً لنجاح الأجزاء السابقة.

في هذا السياق، ترى الناقدة الفنية ماجدة موريس أنّ «مسلسلات الـ15 حلقة استطاعت جذب انتباه المُشاهد وتكريس حالة فنية جيدة»، وتقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «نجاح دراما الـ15 حلقة يعني أنها النوع الأنسب للذائقة حالياً، وبالتالي نتوقّع تراجُع مسلسلات الأجزاء التي، مهما حاولت، ستقع في فخّ التكرار، لتصل حلقاتها إلى العدد المطلوب، مما يضرّ بالجودة الفنية».

وتعليقاً على عرض الجزء الثامن من مسلسل «الكبير أوي»، والرابع من «المداح»، لا يرى الناقد الفني محمد عدوي في ذلك مؤشراً جيداً. يعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «النجاح الجماهيري لا يُعدّ بوصلة وحيدة يمكن القياس عليها. فتكرار أجزاء مسلسل (الكبير أوي) جاء أولاً من باب العادة، إذ أصبح طقساً رمضانياً لدى المصريين، لكننا رأينا أكثر من مسلسل اكتفى بحلقاته الـ15، وتجاوز نجاح الأجزاء».

«بوستر» مسلسل «الكبير أوي» في موسمه الثامن (الشركة المنتجة)

وهو رأي تدعمه موريس، مؤكدة أنه «رغم النجاح الجماهيري لمسلسل (المداح) بأجزائه الثلاثة، فإنه لم يأتِ بجديد ولم يتطوّر فنياً. الاعتماد على أجزاء من 30 حلقة مُرهِق؛ ومن الأفضل اختيار موضوعات جديدة لمعالجتها»، متسائلةً: «ما الجدوى من تكرار العمل عينه بأجزاء جديدة تدور كلها في إطار واحد؟».

بدوره، يستثني عدوي مسلسل «كامل العدد+1» من مسلسلات الأجزاء التي لم تُحقّق نجاحاً هذا العام، مؤكداً أنّ «العمل أفاد من موضوعه الاجتماعي، ومن حصره بـ15 حلقة فقط، فحقّق المعادلة الصعبة لعمل من جزأين، كل منهما يتألّف من 15 حلقة، ليحمي نفسه قدر الإمكان من السقوط في فخّ التطويل وإصابة المتابعين بالملل».

مسلسل «المداح» يخوض السباق الدرامي للموسم الرابع (الشركة المنتجة)

تتّفق موريس مع هذا الرأي، متوقعةً أن يصبح «كامل العدد» الشكل الأقرب إلى مسلسلات الأجزاء خلال الفترة المقبلة، «في حال تطلّبت الحاجة إنتاج جزء جديد من عمل ما». وترى أنّ «زاوية التناول وطريقة العرض ستبقيان المعيار الأساسي للحُكم على العمل، بصرف النظر عن عدد حلقاته. ولكن في الوقت عينه، كلما قلَّت الحلقات، أتاح ذلك تكثيف الدراما، وتقديم القصة بشكل أكثر تركيزاً»، مشددةً على أنّ «التكرار والإطالة سيظلّان الآفة الكبرى لمسلسلات الـ30 حلقة بأجزائها».

ويعدُّ عدوي الموسم الدرامي الحالي «فرصة لصنّاع الدراما للوقوف على أسباب نجاح العمل، وتحليل الأعمال الناجحة التي لم تتقيّد بعدد حلقات محدّد، في حين لم تنجح أعمال أخرى من 30 حلقة»، متوقّعاً أيضاً أن «تفرض مسلسلات الـ15 حلقة نفسها خلال الفترة المقبلة، مع الأخذ في الحسبان مراعاة الجودة الفنية، واختيار موضوعات أكثر جذباً».


مقالات ذات صلة

«فرانكلين» يُتقن العتمة ويتعثَّر في المعنى

يوميات الشرق العمل يلتقط اللحظات المؤلمة في النفس البشرية (لقطة من المسلسل)

«فرانكلين» يُتقن العتمة ويتعثَّر في المعنى

«فرانكلين» ليس مسلسلاً فريداً، لكنه عمل يلتقط اللحظات المؤلمة في النفس البشرية. تشوبه هنَاتٌ في النصّ والتوليف، لكنه لا يخلو من مسارات تستحق التقدير.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من كواليس تصوير مسلسل «ظلم المصطبة» (الشركة المنتجة)

فتحي عبد الوهاب: أتقنت «اللهجة الفلاحي» من أجل «ظلم المصطبة»

قال الفنان المصري فتحي عبد الوهاب إنه بذل مجهوداً كبيراً لإتقان «اللهجة الفلاحي» لتأدية دوره في مسلسل «ظلم المصطبة» الذي خاض سباق الدراما رمضان الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق المسلسل الدنماركي Secrets We Keep يحقق نسبة مشاهدات مرتفعة (نتفليكس)

تجربة دنماركية ناجحة بعنوان Secrets We Keep على «نتفليكس»

عناصر كثيرة ساهمت في تقدّم Secrets We Keep على سواه من المسلسلات، من بينها الحبكة المشوّقة، ولغز الجريمة، والتصوير المحترف، والمواضيع المؤثرة التي يطرحها.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق أحمد رزق مع بعض أبطال المسلسل (قناة إم بي سي مصر)

«حرب الجبالي»... دراما مصرية حول صراع الثروة والنفوذ

جذبت الحلقات الأولى من مسلسل «حرب الجبالي» اهتمام الجمهور وتفاعلهم مع طبيعة المسلسل وأحداثه، وتصدَّرَ اسمه «التريند» على «إكس» في مصر.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مسلسل «طريق» (شركة الصبّاح)

ميثاق دعم المرأة في صناعة الدراما اللبنانية... خطوة رائدة نحو بيئات عمل آمنة

تهدف المبادرة إلى خلق بيئات عمل آمنة ومحترمة للنساء العاملات في مجالات السينما والتلفزيون، من خلال ميثاقية ملزمة وتوفير الدعم القانوني والتدريبي لهنَّ.

فيفيان حداد (بيروت)

فوائد متنوّعة للنشاط اليومي المُبكر

تُنظم الساعات البيولوجية وظائف فسيولوجية وأيضية يومية (جامعة فلوريدا)
تُنظم الساعات البيولوجية وظائف فسيولوجية وأيضية يومية (جامعة فلوريدا)
TT

فوائد متنوّعة للنشاط اليومي المُبكر

تُنظم الساعات البيولوجية وظائف فسيولوجية وأيضية يومية (جامعة فلوريدا)
تُنظم الساعات البيولوجية وظائف فسيولوجية وأيضية يومية (جامعة فلوريدا)

أظهرت دراسة جديدة أجرتها جامعة فلوريدا للصحة بالولايات المتحدة، أنّ توقيت بداية النشاط اليومي ومدى انتظامه قد يرتبطان بتحسين اللياقة القلبية والتنفسية وكفاءة المشي، وكلاهما مؤشّر ضروري للشيخوخة الصحية.

ووجدت أنّ كبار السنّ الذين لديهم أنماط نشاط يومية مُبكرة وأكثر انتظاماً يتمتّعون بلياقة قلبية ورئوية أفضل، مقارنةً بمَن يملكون جداول عمل متأخّرة أو غير منتظمة.

في هذا السياق، قالت الباحثة الرئيسية وأستاذة ورئيسة قسم علم وظائف الأعضاء والشيخوخة في كلية الطبّ بجامعة فلوريدا، الدكتورة كارين إيسر: «رغم علمنا منذ زمن طويل بأنّ النشاط البدني يدعم الشيخوخة الصحية، فإنّ هذه الدراسة تكشف أنّ وقت النشاط البدني قد يكون له تأثير أيضاً».

وأضافت: «الآليات البيولوجية التي تُولّد إيقاعات يومية في أجسامنا مهمّة لرفاهيتنا»، مشدّدة على أنه رغم النتائج واعدة، ثمة حاجة لمزيد من البحث، ومعرفة ما إذا كانت هذه النتائج تمتدّ إلى الفئات العمرية الأصغر سناً.

ويبدأ بعض الناس يومهم بنشاط مع وقت الفجر، بينما يفضّل آخرون بداية يومهم مع نمط استيقاظ أبطأ. وسواء استيقظتَ بابتسامة أو بتذمّر، يقول العلماء إنّ ساعتك البيولوجية -المعروفة باسم الإيقاع اليومي- قد تؤثر في هذا السلوك وأكثر من ذلك بكثير.

مجموعة وظائف

ووفق نتائج الدراسة، لا تنظّم هذه الساعات البيولوجية دورات النوم والاستيقاظ فحسب، وإنما تُنظّم أيضاً مجموعة واسعة من الوظائف الفسيولوجية والأيضية اليومية. كما تشير مجموعة مزدادة من البحوث إلى أنّ الإيقاع اليومي يُسهم بشكل أساسي في الصحة والمرونة.

في الدراسة الجديدة، ارتدى نحو 800 من كبار السنّ المشاركين في الدراسة، بمتوسط ​​عمر 76 عاماً، أجهزة معصم تُراقب نشاطهم باستمرار لمدّة 7 أيام. ثم أُخضعوا لاختبارات تمارين القلب والرئة للحصول على تقييم شامل لصحة القلب والرئة لديهم.

أظهرت النتائج ارتباطاً بين دورات النشاط والراحة بتحسن اللياقة الصحية والجسدية، إذ ارتبط بلوغ ذروة النشاط اليومي في فترات الصباح المبكر بتحسن اللياقة القلبية التنفسية وكفاءة المشي.

كما ارتبط الانتظام في أنماط النشاط اليومي، أي حدوث ذروة النشاط في الوقت عينه كل يوم، بنتائج أفضل.

وشمل النشاط جميع الحركات اليومية؛ مثل المشي، وأعمال البستنة، والتنظيف، أو التسوق، وليس فقط التمارين الرياضية التقليدية، وفق نتائج الدراسة.

وتساعد الساعة البيولوجية للجسم في مواءمة الوظائف الفسيولوجية، مثل إفراز الهرمونات، وضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، مع الدورة الطبيعية للنهار والليل. ويمكن أن تكون للاضطرابات في هذا الإيقاع، مثل تلك التي تحدث في أثناء إرهاق السفر أو العمل بنظام المناوبات، عواقب سلبية على النوم والمزاج والأداء البدني.

من جانبها، أكدت إيسر أنه رغم إشارة دراستها إلى صلةٍ بين النشاط المبكر والمنتظم وتحسين الصحة، فإنها لا تثبت أنّ اتباع مثل هذا الجدول الزمني سيُحسّن الصحة واللياقة البدنية.

ولكنها، شدَّدت على أنّ هذه النتائج تفتح آفاقاً مثيرة للاهتمام للتوجّه الحديث في الطبّ الشخصي، إذ تختلف الإيقاعات اليومية من شخص إلى آخر؛ وعليه يمكن أن تشمل استراتيجيات الصحة المستقبلية تصميم أنشطة وجداول علاجية تتناسب مع الساعة البيولوجية لكل فرد.

وعلّقت إيسر: «لكلّ منا نمط زمني خاص به -وهو ميل بيولوجي للاستيقاظ صباحاً أو مساء- وقد يلعب هذا الاختلاف دوراً مهمّاً في صحتنا».

وأضافت: «نتّجه نحو مستقبل يُسهم فيه فَهْم إيقاعاتنا الفردية واحترامها في توجيه الرعاية الطبّية والحياة اليومية».