بعد إحالة إعلان «دقوا الشماسي» على القضاء... لحن «جدو علي» يثير جدلاً بمصر

محسن جابر قال لـ«الشرق الأوسط» إنه جارٍ حل المشكلة ودّياً

إعلان شركة المنتجات الغذائية المثير للجدل (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)
إعلان شركة المنتجات الغذائية المثير للجدل (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)
TT

بعد إحالة إعلان «دقوا الشماسي» على القضاء... لحن «جدو علي» يثير جدلاً بمصر

إعلان شركة المنتجات الغذائية المثير للجدل (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)
إعلان شركة المنتجات الغذائية المثير للجدل (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)

لم تمضِ أيام قليلة على مثول أزمة إعلان «دقوا الشماسي» أمام «المحكمة الاقتصادية» في مصر، بعد إثارته للجدل، حتى ظهرت أزمة جديدة حول إعلان عدّه صناع أغنية «جدو علي» التي غناها الفنان محمد ثروت ثمانينات القرن الماضي استخداماً للحن الأغنية، من دون إذنهم.

وأغنية «جدو علي» من ألحان وتوزيع الموسيقار المصري هاني شنودة، تم استخدام لحنها من قبل إحدى شركات المنتجات الغذائية في دعاية ترويجية لمنتج تابع لها، وأدى الإعلان المذيع والممثل المصري خالد عليش.

وبينما أقامت أسرة الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ دعوى قضائية ضد صناع إعلان يروج لأحد المشروعات العقارية، بسبب تشويه أغنية «دقوا الشماسي» التي أداها «العندليب الأسمر» في فيلم «أبي فوق الشجرة»، وفق تصريحات محمد شبانة نجل شقيقه، نفى الموسيقار المصري هاني شنودة إقامة دعوى قضائية ضد خالد عليش مؤدي إعلان «جدو علي».

وقال شنودة لـ«الشرق الأوسط» إن «ما كُتب بشأن هذا الأمر عارٍ تماماً من الصحة»، وإنه لم يرفع دعاوى قضائية، ولم يتخذ إجراءات تجاه أي طرف من صناع الإعلان؛ مشيراً إلى أنه تشاور مع المنتج المصري محسن جابر، مالك شركة «عالم الفن»، وهي المنوطة بالأمر، ولها حق التصرف.

الإعلان المثير للجدل بعد اعتراض صناع أغنية «جدو علي» (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)

من جانبه، قال المنتج المصري محسن جابر، تعليقاً على استخدام صناع الإعلان للحن الأغنية من دون مراجعة الشركة والحصول على إذن منها: «إن شركة المنتجات الغذائية التابع لها الإعلان تواصلوا مع شركة (عالم الفن)»، وأضاف جابر في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أنه «جارٍ حل المشكلة ودياً بعد موافقة الموسيقار هاني شنودة».

لقطة من إعلان استخدم لحن «جدو علي» (لقطة من فيديو بموقع يوتيوب)

وتحدث جابر عن أزمة إعلان أغنية «دقوا الشماسي»، وهل يحق لأسرة عبد الحليم حافظ مقاضاة صناعه بالفعل، قائلاً: «لا يحق لأسرة عبد الحليم مقاضاة صناع العمل». ووصف جابر ما يحدث بـ«الشو الإعلامي»، مضيفاً: «الدليل على ذلك أنهم أشاعوا اتخاذ إجراءات بإيقاف الإعلان، ولكنه ما زال يذاع عبر الشاشات»، مؤكداً أن إجراءات شركة «عالم الفن» تجاه موضوع إعلان «الشماسي»، لا تزال قيد الدراسة والتجهيز، وفق قوله.

الممثل والمذيع خالد عليش بطل الإعلان (لقطة من فيديو الإعلان بموقع يوتيوب)

وتعد أغنية «جدو علي»، هي النسخة المصرية من الأغنية الأميركية «Old Macdonald Had a Farm»، والتي قُدمت أيضاً عبر نسخة إيطالية بعنوان «Nell Vecchia Fattoria» في أواخر أربعينات القرن الماضي.

وكشف الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية المؤلفين والملحنين، لـ«الشرق الأوسط»، عن أنه «في حال وجود أي من صناع العمل (المؤلف أو الملحن أو المطرب) على قيد الحياة، فإن الرجوع للجمعية في مسألة حق الاستخدام له أبعاد تحدد أحقية الجمعية في التفاوض، من بينها عضويتهم في الجمعية، كذلك إذا كان هناك تفويض منهم بالحديث والتفاوض بدلاً منهم، واتخاذ كل الإجراءات التي تحفظ حقوقهم؛ لكن بالنهاية الأمر يرجع لمالك حقوق العمل، فربما يريد التفاوض من جانبه من دون تدخل من الجمعية».


مقالات ذات صلة

مي عز الدين تعود للظهور بمسلسل رمضاني

يوميات الشرق مي عز الدين في لقطة من مسلسل «جزيرة غمام» (يوتيوب)

مي عز الدين تعود للظهور بمسلسل رمضاني

تعود الفنانة المصرية مي عز الدين للظهور والمنافسة بماراثون الدراما الرمضاني المقبل 2025 من خلال مسلسل «الحب كله».

داليا ماهر (القاهرة )
آسيا تشنغ هسين مي منتجة مسلسل «زيرو داي» تتحدث إلى مراسلي «رويترز» في تايبيه (رويترز)

مخاوف من مسلسل تايواني يحاكي الغزو الصيني للجزيرة

دراما تلفزيونية تايوانية جديدة تتصور وقوع غزو صيني للجزيرة تثير مخاوف من رد فعل بكين تجاه عرضها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
يوميات الشرق لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

«مائة عام من العزلة» يستحق ابتسامة ماركيز... مسلسلٌ ضخم على هيئة حلم مدهش

تختتم «نتفليكس» عامها بمسلسل من الطراز الرفيع يليق باسم الأديب الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز ورائعتِه «مائة عام من العزلة».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
TT

الفيلم المصري «شرق 12» يفتتح «أسبوع النقاد» في «مهرجان برلين»

لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)
لقطة من فيلم «شرق 12» (الشركة المنتجة)

اختار «مهرجان برلين السينمائي» الفيلم المصري «شرق 12» للمخرجة هالة القوصي، ليكون فيلم افتتاح برنامج «أسبوع النقاد» خلال دورته الـ75 المقررة في الفترة من 13 إلى 22 فبراير (شباط) 2025.

وكان الفيلم الذي يُعدّ إنتاجاً مشتركاً بين هولندا، ومصر، وقطر، قد عُرض للمرة الأولى عالمياً في مهرجان «كان السينمائي» ضمن برنامج «نصف شهر المخرجين»، خلال دورته الـ77، كما انفرد مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» بعرضه الأول في الشرق الأوسط ضمن برنامج «رؤى جديدة»، وحاز الفيلم على تنويه خاص من لجنة التحكيم في مهرجان «كيرالا السينمائي الدولي» بالهند، للتناغم بين عناصر الديكور والصوت والتصوير، كما جاء في حيثيات لجنة التحكيم. ويشارك الفيلم في مهرجان «روتردام السينمائي» ضمن قسم «أفضل الأفلام العالمية» في دورته التي تنطلق في 30 يناير (كانون الثاني) المقبل.

الفيلم من بطولة منحة البطراوي، وأحمد كمال، وعمر رزيق، وفايزة شمة، وينتمي لفئة «الكوميديا السوداء»، حيث تدور أحداثه في إطار الفانتازيا الساخرة من خلال الموسيقي الطموح «عبده» العالق في مستعمرة صحراوية معزولة ويقضي وقته بين حفر القبور وتأليف الموسيقى باستخدام آلات موسيقية اخترعها من أدوات منزلية، ويخطّط عبده للهروب من المستعمرة رفقة حبيبته للتخلص من هيمنة «شوقي بيه»، بينما الحكاءة «جلالة» تروي للناس قصصاً خيالية عن البحر، والفيلم من تأليف وإخراج هالة القوصي في ثاني أفلامها الطويلة بعد «زهرة الصبار».

وأبدت المخرجة المصرية الهولندية سعادتها باختيار الفيلم في «برلين»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تفاجأت باختياره لأن موزعته هي من تقدمت به، وأضافت: «لم أكن أعرف أن مهرجان (برلين) يقيم أسبوعاً للنقاد، على غرار مهرجاني (كان) و(فينيسيا)، عَلِمتُ بذلك حين اختاروا فيلمنا بوصفه فيلم افتتاح، هذا في حد ذاته شرف كبير، وقد قال لي الناقد طارق الشناوي إنها ربما المرة الوحيدة التي يتم فيها اختيار فيلم مصري لافتتاح هذا القسم».

المخرجة هالة القوصي في مهرجان «البحر الأحمر» (الشرق الأوسط)

وتلفت هالة إلى أن «أسبوع النقاد يُعد جهة مستقلة في جميع المهرجانات الكبرى عن إدارة المهرجان نفسه، ويقام تحت إدارة نقاد، وهو في مهرجان (برلين) لديه طبيعة نقدية وله بعد مفاهيمي من خلال عقد مناقشات بين الأفلام».

وترى هالة أن «أول عرض للفيلم يحدّد جزءاً من مسيرته، وأن التلقي الأول للفيلم في مهرجان (كان) الذي يُعد أكبر تظاهرة سينمائية في العالم، ويحضره عدد من نقاد العالم والمنتجين ومبرمجين من مختلف المهرجانات يتيح للفيلم تسويقاً أكبر وحضوراً أوسع بمختلف المهرجانات».

وعُرض فيلم «شرق 12» في كلٍ من السعودية والبرازيل وأستراليا والهند، حيث شاهده جمهور واسع، وهو ما تراه هالة القوصي غاية السينما؛ كونها تملك هذه القدرة لتسافر وتتفاعل مع مختلف الثقافات، في حين يرى الناس في بلاد مختلفة صدى لتجربتها الشخصية بالفيلم، موضحة: «لذلك نصنع السينما، لأنه كلما شاهد الفيلم جمهور مختلف وتفاعل معه، هذا يجعلنا أكثر حماساً لصناعة الأفلام».

بوستر اختيار الفيلم في مهرجان «برلين» (الشرق الأوسط)

وعن صدى عرض الفيلم في مهرجان «البحر الأحمر» مؤخراً، تقول المخرجة المصرية: «كان من المهم بالنسبة لي عرضه في مهرجان (البحر الأحمر) لأتعرف على ردود فعل عربية على الفيلم، وقد سعدت بها كثيراً، وقد سألني كثيرون، كيف سيستقبل الجمهور العربي الفيلم؟ فقلت، إن أفق الجمهور أوسع مما نتخيل، ولديه قدرة على تذوّق أشكالٍ مختلفة من الفنون، وهذا هو رهاني دائماً، إذ إنني لا أؤمن بمقولة (الجمهور عايز كده)، التي يردّدها بعض صناع الأفلام، لأن هذا الجمهور سيزهد بعد فترة فيها، وفي النهاية فإن العمل الصادق سيلاقي حتماً جمهوره».

لا تستعين هالة بنجوم في أفلامها، وتبرر ذلك قائلة: «لأن وجود أي نجم بأفلامي سيفوق أجره ميزانية الفيلم كلّه، فنحن نعمل بميزانية قليلة مع طموحٍ فني كبيرٍ، ونقتصد في كل النفقات التي لا تضيف قيمة للفيلم، نعمل في ظروف صعبة ليس لدينا كرافانات ولا مساعدين للنجوم، ونحرص على تكثيف فترات العمل وضغط النفقات في كل شيء، وهو ما لا يناسب النجوم».

ووفق الناقد خالد محمود، فإن «مهرجان (برلين) دائماً ما يمنح فرصاً للتجارب السينمائية الجريئة والمختلفة من المنطقة العربية والشرق الأوسط، والأفلام خارج سياق السينما التجارية، التي تجد متنفساً لها في مهرجان (برلين)».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «فيلم (شرق 12) يُعدّ أحد الأفلام المستقلة التي تهتم بها المهرجانات الكبرى وتُسلط عليها الضوء في برامجها، وقد حقّق حضوراً لافتاً في مهرجانات كبرى بدءاً من عرضه الأول في (كان)، ومن ثمّ في (البحر الأحمر)، ولا شك أن اختياره في أسبوع النقاد بـ(برلين) يمثل إضافة مهمة له».