عدسات لاصقة تعالج خدوش القرنية بشكل أسرع

العدسات الجديدة سرّعت التئام خدوش القرنية (رويترز)
العدسات الجديدة سرّعت التئام خدوش القرنية (رويترز)
TT

عدسات لاصقة تعالج خدوش القرنية بشكل أسرع

العدسات الجديدة سرّعت التئام خدوش القرنية (رويترز)
العدسات الجديدة سرّعت التئام خدوش القرنية (رويترز)

طوّر باحثون في كندا مادة جديدة للعدسات اللاصقة، يمكن أن تكون بمثابة ضمادة لخدوش القرنية، مع إطلاق الأدوية بطريقة خاضعة للرقابة لمساعدة العين على الشفاء بشكل أسرع.

ونجح الباحثون في جامعة واترلو في تحقيق الشفاء الكامل للخدوش خلال 5 أيام باستخدام مادة العدسات اللاصقة الجديدة التي تطلق الدواء، حسبما جاء في نتائج الدراسة المنشورة، الخميس، بدورية «المستحضرات الصيدلانية».

والقرنية هي جزء واقٍ شفاف موجود في مقدمة العين، ويُمكن أن تتعرض للخدش عند تعرضها للغبار والأوساخ والرمل ونشارة الخشب والحشائش الجافة والجزيئات المعدنية والعدسات اللاصقة أو حتى حافة قطعة من الورق.

وتشمل أعراض خدش القرنية، الألم والرؤية الضبابية، والإحساس بوجود حُبيبات في العين، والدموع، والاحمِرار، بالإضافة إلى الصداع.

وقد تؤدي خدوش القرنية في بعض الحالات لتآكلها، كما قد يضطر المصابون بهذه الخدوش لارتداء عدسات لاصقة شفافة من 7 إلى 10 أيام، وغالباً ما تُغرس بقطرات تحتوي على مضادات حيوية.

ومع ذلك، فإن تطبيق المضاد الحيوي لمرة واحدة يجعل من الصعب بقاء ما يكفي من الأدوية على العين لتلقي العلاج حتى التعافي.

لذلك استهدف الباحثون تطوير مادة قائمة على الكولاجين لتوصيل الأدوية إلى العين، والمساعدة على التئام الجروح بشكل أسرع.

والكولاجين هو بروتين موجود بشكل طبيعي في العين، ويشارك غالباً في عملية التئام الجروح، ومع ذلك، فهو ناعم وضعيف جداً بحيث لا يمكن استخدامه مادة للعدسات اللاصقة.

ووجد الفريق طريقة لتحويل أحد مشتقات الكولاجين إلى مادة حيوية أقوى بعشر مرات من الكولاجين الطبيعي.

من جانبه، قال الباحث المشارك في الدراسة من جامعة واترلو الكندية، الدكتور تشاو فان، إن «الكولاجين من البروتينات المميزة للغاية، لأنه يشارك في التئام الجروح، وعندما تصاب بجرح، يُطلق بكمية أكبر في العين».

وأضاف عبر موقع الجامعة: «إذا كانت لديك مادة يمكن أن تتحلّل في وجود أحد مشتقات الكولاجين، كما أنها تحمل دواءً، فيمكننا هندستها بحيث تطلق الدواء بطريقة تتناسب مع كمية الإنزيمات الموجودة في الجرح، لذلك؛ كلما كان الجرح أكبر، زادت كمية الدواء الذي تطلقه المادة لتسريع التئام خدوش القرنية».

وبالتجربة على الخلايا البشرية، تمكّن الباحثون من شفاء خدوش القرنية باستخدام المادة الجديدة خلال 5 أيام فقط. ومن المزايا الأخرى لهذه المادة أنها لا تنشط إلا عند درجة حرارة العين، ممّا يوفر آلية تخزين مدمجة.

وأشار الفريق البحثي إلى أن الخطوة التالية هي تحسين المادة، بما في ذلك قدرتها على حمل أدوية مختلفة بداخلها.

ويعتقد العلماء أن مادتهم لها إمكانات كبيرة، ليس فقط للعين، بل لمواقع الجسم الأخرى، خصوصاً تقرحات الجلد الكبيرة.


مقالات ذات صلة

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

صحتك بحث يؤكد أن حالات الوفاة بالسرطان بين البريطانيين في ازدياد (رويترز)

بريطانيا: أكثر من وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات «ستكون بسبب السرطان»

خلص تقرير جديد إلى أن أكثر من حالة وفاة مبكرة من بين كل 4 حالات في المملكة المتحدة ما بين الآن وعام 2050 ستكون بسبب السرطان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك شعار برنامج الدردشة الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي «شات جي بي تي» (رويترز)

دراسة: «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض

كشفت دراسة علمية جديدة، عن أن روبوت الدردشة الذكي الشهير «شات جي بي تي» يتفوق على الأطباء في تشخيص الأمراض؛ الأمر الذي وصفه فريق الدراسة بأنه «صادم».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
العالم بولينا براندبرغ قالت على «إكس» إنها تعاني من «أغرب رهاب للموز في العالم» (رويترز)

غرف خالية من الموز بسبب «فوبيا» وزيرة سويدية

تسببت فوبيا تعاني منها وزيرة سويدية في دفع مسؤولين حكوميين إلى طلب إخلاء الغرف من الفاكهة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الإصابة بحصوات الكلى والنقرس من الحالات الشائعة (المعهد الوطني للصحة بالولايات المتحدة)

أدوية للسكري تخفّض خطر الإصابة بحصوات الكلى

أظهرت دراسة جديدة أنّ نوعاً من أدوية علاج مرض السكري من النوع الثاني قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بحصوات الكلى.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك علب من أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» (رويترز)

أدوية «أوزمبيك» و«ويغوفي» المضادة للسكري تكبح التدهور المعرفي المرتبط بألزهايمر

كشف فريق من الباحثين الأميركيين أن عقار سيماغلوتيد، الذي يتم تسويقه تحت اسمي «أوزمبيك» و«ويغوفي» من شأنه أن يحسن بشكل ملحوظ استهلاك الدماغ للسكر.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
TT

«دماغ السحلية»... أسباب انشغالنا بآراء الآخرين عنا

صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)
صورة لمسح الدماغ أثناء التصوير بالرنين المغناطيسي (جامعة نورث وسترن)

وجدت دراسة جديدة، أجراها فريق من الباحثين في كلية الطب بجامعة نورث وسترن الأميركية، أن الأجزاء الأكثر تطوراً وتقدماً في الدماغ البشري الداعمة للتفاعلات الاجتماعية -تسمى بالشبكة المعرفية الاجتماعية- متصلة بجزء قديم من الدماغ يسمى اللوزة، وهي على اتصال باستمرار مع تلك الشبكة.

يشار إلى اللوزة تُعرف أيضاً باسم «دماغ السحلية»، ومن الأمثلة الكلاسيكية لنشاطها الاستجابة الفسيولوجية والعاطفية لشخص يرى أفعى؛ حيث يصاب بالذعر، ويشعر بتسارع ضربات القلب، وتعرّق راحة اليد.

لكن الباحثين قالوا إن اللوزة تفعل أشياء أخرى أكثر تأثيراً في حياتنا.

ومن ذلك ما نمر به أحياناً عند لقاء بعض الأصدقاء، فبعد لحظات من مغادرة لقاء مع الأصدقاء، يمتلئ دماغك فجأة بأفكار تتداخل معاً حول ما كان يُفكر فيه الآخرون عنك: «هل يعتقدون أنني تحدثت كثيراً؟»، «هل أزعجتهم نكاتي؟»، «هل كانوا يقضون وقتاً ممتعاً من غيري؟»، إنها مشاعر القلق والمخاوف نفسها، ولكن في إطار اجتماعي.

وهو ما علّق عليه رودريغو براغا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بكلية فاينبرغ للطب، جامعة نورث وسترن، قائلاً: «نقضي كثيراً من الوقت في التساؤل، ما الذي يشعر به هذا الشخص، أو يفكر فيه؟ هل قلت شيئاً أزعجه؟».

وأوضح في بيان صحافي صادر الجمعة: «أن الأجزاء التي تسمح لنا بالقيام بذلك توجد في مناطق الدماغ البشري، التي توسعت مؤخراً عبر مسيرة تطورنا البشري. في الأساس، أنت تضع نفسك في عقل شخص آخر، وتستنتج ما يفكر فيه، في حين لا يمكنك معرفة ذلك حقّاً».

ووفق نتائج الدراسة الجديدة، التي نُشرت الجمعة في مجلة «ساينس أدفانسز»، فإن اللوزة الدماغية، بداخلها جزء محدد يُسمى النواة الوسطى، وهو مهم جدّاً للسلوكيات الاجتماعية.

كانت هذه الدراسة هي الأولى التي أظهرت أن النواة الوسطى للوزة الدماغية متصلة بمناطق الشبكة المعرفية الاجتماعية التي تشارك في التفكير في الآخرين.

لم يكن هذا ممكناً إلا بفضل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، وهي تقنية تصوير دماغ غير جراحية، تقيس نشاط الدماغ من خلال اكتشاف التغيرات في مستويات الأكسجين في الدم.

وقد مكّنت هذه المسوحات عالية الدقة العلماء من رؤية تفاصيل الشبكة المعرفية الاجتماعية التي لم يتم اكتشافها مطلقاً في مسوحات الدماغ ذات الدقة المنخفضة.

ويساعد هذا الارتباط باللوزة الدماغية في تشكيل وظيفة الشبكة المعرفية الاجتماعية من خلال منحها إمكانية الوصول إلى دور اللوزة الدماغية في معالجة مشاعرنا ومخاوفنا عاطفياً.

قالت دونيسا إدموندز، مرشح الدكتوراه في علم الأعصاب بمختبر «براغا» في نورث وسترن: «من أكثر الأشياء إثارة هو أننا تمكنا من تحديد مناطق الشبكة التي لم نتمكن من رؤيتها من قبل».

وأضافت أن «القلق والاكتئاب ينطويان على فرط نشاط اللوزة الدماغية، الذي يمكن أن يسهم في الاستجابات العاطفية المفرطة وضعف التنظيم العاطفي».

وأوضحت: «من خلال معرفتنا بأن اللوزة الدماغية متصلة بمناطق أخرى من الدماغ، ربما بعضها أقرب إلى الجمجمة، ما يسهل معه استهدافها، يمكن لتقنيات التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة استهداف اللوزة الدماغية، ومن ثم الحد من هذا النشاط وإحداث تأثير إيجابي فيما يتعلق بالاستجابات المفرطة لمشاعر الخوف والقلق».