هل نجحت «توليفة» المخرج محمد سامي في «نعمة الأفوكاتو»؟

ثيمة مكررة تعتمد على الصراع بين الخير والشر والانتقام

مي عمر في لقطة من العمل
مي عمر في لقطة من العمل
TT

هل نجحت «توليفة» المخرج محمد سامي في «نعمة الأفوكاتو»؟

مي عمر في لقطة من العمل
مي عمر في لقطة من العمل

بعد تقديمه أعمالاً رمضانية عدة تعتمد على ثيمة الصراع بين الخير والشر، والانتقام، على غرار «الأسطورة» و«البرنس» و«جعفر العمدة»، يواصل المخرج المصري محمد سامي اللعب في المنطقة نفسها هذا العام، لكن من دون بطله المفضل محمد رمضان، إذ تتصدر زوجته الفنانة مي عمر بطولة مسلسله الجديد «نعمة الأفوكاتو» الذي يجري عرضه في موسم رمضان الحالي.

سامي ومي عمر

ويشارك في بطولة «نعمة الأفوكاتو» المكون من 15 حلقة، كل من أحمد زاهر، وأروى جودة، وكمال أبو رية، وطارق النهري، والعمل من تأليف مهاب طارق ومحمد سامي.

وتنتقل أحداث المسلسل من الحب الجارف والدعم المطلق من زوجة لزوجها إلى رغبة عارمة في الانتقام بعد اكتشاف خيانة الزوج وتحولات حياته، بسبب ثرائه المفاجئ.

في الأحداث تجسد الفنانة مي عمر شخصية المحامية «نعمة» المتفوقة في عملها، التي تحب زوجها «صلاح» العامل في محل لبيع المنبهات، وتنفق على المنزل في ظل عدم قدرة الزوج، متحملة صعوبات عدة دفاعاً عن حبها له.

أروى جودة في لقطة من العمل

لكن حياة «نعمة» تنقلب رأساً على عقب بعد حصولها على 10 ملايين جنيه أتعاباً في قضية لأحد كبار رجال الأعمال المحبوسين.

وتقرر «نعمة» أن تعطي 8 ملايين لزوجها من دون أن يعرف باعتبار أنه حصل على حكم لصالحه في قضية «الوقف» الذي تركه له والده، بينما توزع باقي الأموال على والدها والسيدة صاحبة المقهى الذي تقيم فيه لاستقبال الموكلين، لكن زوجها يتزوج عليها مديرة مكتب المحامي «سارة» التي تقوم بدورها أروى جودة ويحاولان قتلها.

لقطة من «نعمة الأفوكاتو»

وكان تصوير العمل قد انتهى بشكل كامل منذ نهاية العام الماضي ليكون من أوائل المسلسلات الدرامية الجاهزة للعرض على الشاشات. وهو ما عدّته منتجة العمل مها سليم، «أمراً مهماً لإنجاز العمل من دون ضغوط وخروجه في أحسن صورة».

لكن رغم ذلك، لم يخلُ المسلسل من الانتقادات، إذ وُجهت له انتقادات من بينها «ظهور بطلته بمثالية زائدة»، لكن منتجة المسلسل ترى الأمر «منطقياً»، مبررة ذلك بالقول لـ«الشرق الأوسط»: «البطلة نموذج موجود بالفعل حولنا، ويمكن مشاهدته في حياتنا اليومية، فهي تحاول أن تعطي للمحيطين وتسعدهم وتقف إلى جوارهم في المواقف التي يمرون بها».

وبحسب الناقد المصري أندرو محسن، فإن مخرج العمل محمد سامي يتميز بقدرته على مخاطبة شريحة كبيرة من الجمهور، ويضيف محسن لـ«الشرق الأوسط» قائلاً إن «توليفة سامي تعتمد على أمور عدة؛ منها اختيار جمل حوارية تجد صدى مع الجمهور، بالإضافة إلى نهايات الحلقات التي تجعل الجمهور في حالة اشتياق للحلقة التالية».

وتعتمد فكرة «نعمة الأفوكاتو» على الإطار نفسه الذي قدمه سامي من قبل في أعمال وحقق من خلاله نجاحاً كبيراً، حيث يركز على ثيمة الصعود والانتقام، من خلال بطلة تتسم بالطيبة الشديدة وتحظى بحب مَن حولها، وفق محسن الذي يشير إلى أن «شخصياته بالمسلسل تتسم بالوضوح الشديد في انحيازها للخير والشر».

تباين في الآراء بشأن أداء الممثلين في «نعمة الأفوكاتو»

وبدأت أحداث المسلسل باستخدام تقنية «الفلاش باك» مع ظهور «نعمة» بعد خروجها من القبر الذي وضعها فيه زوجها وزوجته الجديدة بعدما اعتقدا أنها ماتت نتيجة الضرب الذي تعرضت له على رأسها، ولتبدأ في الانتقام منهما في النصف الثاني من الحلقات التي تصل إلى 15 حلقة.

وترجع مها سليم طول مدة الحلقات مقارنة بباقي الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان إلى أن ذلك سمة أساسية في الأعمال التي يشارك في كتابتها ويخرجها محمد سامي مع تعدد الأحداث ومراهنته على بقاء الجمهور منجذباً للعمل، مؤكدة أنها «لم تشعر بالملل عند قراءة السيناريو وبالتالي لم يشعر الجمهور بالملل منها».

الفنان أحمد زاهر

وبينما تشيد مها سليم بتطور مي عمر والمجهود الذي بذلته لتقمص الدور، فإن أندرو محسن يشير إلى «ضعف الأداء التمثيلي بشكل عام لغالبية الممثلين مع وجود مبالغة في تعبيرات الوجه لممثلين عدة»، وفق تعبيره.

ورأى الناقد المصري أن مي عمر لم تستطع التوحد مع الشخصية بشكل كامل، فضلاً عن وجود ثغرات في السيناريو ببعض الأحداث، منها طريقة حل القضية التي تقاضت فيها 10 ملايين جنيه التي تعد إحدى نقاط التحول الرئيسية بالمسلسل.

لكن مها سليم ترى أن «اختلاف الآراء حول المسلسل يعبّر عن تباين الأذواق»، لافتة إلى أن «العمل من اليوم الأول لعرضه وهو في قائمة أفضل 5 أعمال على منصة (شاهد) في دول عدة».

وشاركت الفنانة مي عمر في أعمال عدة من توقيع زوجها محمد سامي؛ أبرزها «نسل الأغراب» و«لؤلؤ» و«الأسطورة» و«ولد الغلابة» وأخيراً «نعمة الأفوكاتو».


مقالات ذات صلة

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

يوميات الشرق لقطة من مسلسل «وتر حساس» (حساب صبا مبارك على «إنستغرام»)

«العلاقات المشوهة» تجلب الانتقادات لصناع «وتر حساس» في مصر

تعرَّضت بطلات المسلسل المصري «وتر حساس»، الذي يُعرَض حالياً، لانتقادات على «السوشيال ميديا»؛ بسبب ما وصفها البعض بـ«علاقات مشوهة».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق لقطة من مسلسل «رقم سري» (الشركة المنتجة)

«رقم سري» يناقش «الوجه المخيف» للتكنولوجيا

حظي مسلسل «رقم سري» الذي ينتمي إلى نوعية دراما الغموض والتشويق بتفاعل لافت عبر منصات التواصل الاجتماعي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق زكي من أبرز نجوم السينما المصرية (أرشيفية)

مصر: تجدد الجدل بشأن مقتنيات أحمد زكي

تجدد الجدل بشأن مقتنيات الفنان المصري الراحل أحمد زكي، بعد تصريحات منسوبة لمنى عطية الأخت غير الشقيقة لـ«النمر الأسود».

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق تجسّد شخصية «دونا» في «العميل» (دانا الحلبي)

دانا الحلبي لـ«الشرق الأوسط»: لو طلب مني مشهد واحد مع أيمن زيدان لوافقت

تُعدّ تعاونها إلى جانب أيمن زيدان إضافة كبيرة إلى مشوارها الفني، وتقول إنه قامة فنية كبيرة، استفدت كثيراً من خبراته. هو شخص متعاون مع زملائه يدعم من يقف أمامه.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق آسر ياسين وركين سعد في لقطة من المسلسل (الشركة المنتجة)

«نتفليكس» تطلق مسلسل «موعد مع الماضي» في «القاهرة السينمائي»

رحلة غوص يقوم بها بعض أبطال المسلسل المصري «موعد مع الماضي» تتعرض فيها «نادية» التي تقوم بدورها هدى المفتي للغرق، بشكل غامض.

انتصار دردير (القاهرة )

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر تحتفي باللغة القبطية وتوثيق الحضارة الفرعونية 

الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)
الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس معهد الدراسات القبطية (وزارة السياحة والآثار)

احتفت مصر باللغة القبطية التي يجري تدريسها في المعهد العالي للدراسات القبطية التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصري، وذلك بمناسبة مرور 70 عاماً على إنشاء المعهد، بحضور البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ووزيري الثقافة والسياحة والآثار وشخصيات عامة، وتم إلقاء الضوء على ما قدمه من دراسات وبحوث أسهمت في حفظ الحضارة المصرية بكل مكوناتها الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.

وخلال الاحتفالية التي شهدتها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية، الخميس، أكد البابا تواضروس الثاني أن «معهد الدراسات القبطية منذ تأسيسه يؤدي دوراً رئيساً في توثيق تاريخ الحضارة القبطية ونشر تراثها العريق عبر الأجيال».

وأشاد البابا بإصدار العملات التذكارية الخاصة بالمعهد، التي وافق عليها رئيس مجلس الوزراء، مؤكداً أنها تعكس تقدير الدولة لدور المعهد، وتسهم في ترسيخ قيمته التاريخية والثقافية لدى الجميع.

مؤكداً على «الثراء الحضاري الذي تمتلكه مصر، فالحضارة بها لا تقتصر على حضارة واحدة إنما هي طبقات من الحضارات المختلفة منها الفرعونية والقبطية والإسلامية والعربية والأفريقية والمتوسطية واليونانية الرومانية».

بينما لفت وزير الثقافة المصري، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى الدور الريادي لمعهد الدراسات القبطية، وجهوده المثمرة في تقديم قيم ثقافية وإنسانية رفيعة. وفق بيان لوزارة الثقافة المصرية.

معهد الدراسات القبطية في مصر (صفحة المعهد على فيسبوك)

وتحدث وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي عن «التنوع الكبير في التخصصات والدراسات بالمعهد، وكونه لا يقتصر على الدارسات الدينية وما يتعلق بها فقط، حيث يضم 13 قسماً مختلفاً منهم القانون والثقافة والفن والتراث والمعمار والتوثيق الموسيقي وغيرها».

ولفت إلى التعاون بين الوزارة والمعهد في مجال التوثيق والتسجيل للتراث المادي وغير المادي، كما أن هناك تعاوناً مشتركاً في ملف الترميم والتوثيق الأثري لبعض المواقع الأثرية في مصر.

وأشار فتحي إلى مشروع تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، موضحاً أن «هناك مواقع بهذا المسار جاهزة حالياً لاستقبال الزائرين والسائحين، وأعرب عن إعجابه بالعملات التذكارية التي يمكن الاستفادة منها في الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، خصوصاً في الأحداث والمعارض الدولية».

وعدّ الدكتور كمال فريد إسحق، أحد مدرسي معهد الدراسات القبطية في عقد الثمانينات «الاحتفال بمرور 70 سنة على معهد الدراسات القبطية يؤكد أهمية هذا المعهد في حفظ التراث القبطي عبر أقسامه المختلفة».

ويوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا المعهد الذي درست فيه خلال ستينات القرن الماضي يضم فروعاً عدة من بينها فرع للغة القبطية وقسم للتاريخ وآخر للألحان والموسيقى وقسم للاهوت، وكل شخص يستطيع أن يدرس في الفرع الذي يهتم به».

وأضاف: «بعد أن درست الطب انجذبت لدراسة اللغة القبطية، وحصلت على دراسات في كلية الآداب بقسم اليوناني واللاتيني؛ لأن من يريد دراسة اللغة القبطية يجب أن يدرس اللغة اليونانية، لأن كثيراً من المخطوطات القبطية تمت ترجمتها عن اليونانية، ثم دخلت كلية الآثار قسم المصريات، لكن كانت البداية هي شغفي باللغة القبطية ومعرفة التاريخ القديم، وقمت بالتدريس في المعهد في الثمانينات»، ويرى إسحق أن «المعهد يحفظ التراث القبطي بوصفه جزءاً أصيلاً من التراث المصري والتاريخ المصري القديم، ويعد امتداداً طبيعياً للحضارة المصرية القديمة».

وأنشئ معهد الدراسات القبطية عام 1954، ويضم 3 أقسام رئيسية هي العلوم الإنسانية والتراث القبطي والعلوم الكنسية، تندرج تحت كل منها أفرع متنوعة.