الحياكة مفيدة لمرضى الصحة العقلية

الحياكة وسيلة لجلب الشعور بالهدوء (جامعة غوتنبرغ)
الحياكة وسيلة لجلب الشعور بالهدوء (جامعة غوتنبرغ)
TT

الحياكة مفيدة لمرضى الصحة العقلية

الحياكة وسيلة لجلب الشعور بالهدوء (جامعة غوتنبرغ)
الحياكة وسيلة لجلب الشعور بالهدوء (جامعة غوتنبرغ)

أظهرت دراسة أجراها باحثون بجامعة غوتنبرغ السويدية أن الحياكة مفيدة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية. وأوضح الباحثون أن الحياكة توصف بأنها وسيلة لجلب الشعور بالهدوء، ونشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «العلوم المهنية».

وتعزز الدراسة الصورة الناشئة من أبحاث أخرى بأن الحياكة نشاط يمكن أن يحسن الصحة ونوعية الحياة. وركزت الدراسة الجديدة على استكشاف ما يقوله الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية بكلماتهم الخاصة حول ما تعنيه الحياكة لصحتهم.

وجمع الباحثون 600 مشاركة من الحاضرين لمنتدى دولي حول أهمية الحياكة بوصفها هواية. وتم تحليل مشاركاتهم باستخدام أساليب تحليل المحتوى النوعي المعمول بها. وأظهرت النتائج 3 طرق واضحة تدعم من خلالها الحياكة تحسين الصحة العقلية للأشخاص؛ إذ وجد الباحثون أن الحياكة تساعد الأشخاص على الاسترخاء. ورغم عدّها هواية، فإنها توفر أيضاً وظيفة وسياقاً اجتماعياً منخفض المخاطر. كما يمكن للحياكة أن تضيف تنظيماً لحياة الناس، مما يحسن صحتهم العقلية.

وبشكل عام، شعر من يمارسون الحياكة ممن شملتهم الدراسة بأنها كانت مهنة تحظى بتقدير كبير وأدت إلى تحسين صحتهم على المديين القصير والطويل. ولاحظ بعض الأشخاص أيضاً تغييراً في عملياتهم العقلية، قائلين إنهم عندما كانوا يمارسون الحياكة أصبح تفكيرهم أكثر وضوحاً وأسهل في الإدارة.

كما أفاد آخرون بأنهم يعتمدون على الحياكة للتخفيف من مشاعر القلق والتوتر بدلاً من اللجوء إلى تناول دواء مهدئ، كما أنها تساعدهم على التركيز بدلاً من التفكير في العديد من الأشياء في الوقت نفسه.

من جانبها، قالت الباحثة الرئيسية للدراسة، جوانا نوردستراند، التي تعمل معالجة مهنية وتدرس للحصول على درجة الدكتوراه في جامعة غوتنبرغ: «تتمتع حرفة الحياكة باهتمام ترفيهي إبداعي يمكن أن يساعد مَن يقومون بها على التأقلم مع الحياة وبالتالي تحسين صحتهم العقلية».

وأضافت نوردستراند، عبر موقع الجامعة: «أنا مقتنعة بأن هذا جزء من السبب وراء اهتمام الكثير من الناس بالحياكة هذه الأيام، كما أنني أستمتع بالحياكة في أوقات فراغي أيضاً».


مقالات ذات صلة

باكستان: العثور على فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي بـ18 مدينة

آسيا أطفال باكستانيون بانتظار الحصول على لقاح التطعيم ضد شلل الأطفال في بيشاور (متداولة)

باكستان: العثور على فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي بـ18 مدينة

أفاد مسؤولون الاثنين بالعثور على فيروس شلل الأطفال في عينات من مياه الصرف الصحي الخاصة بـ18 مدينة على الأقل في باكستان.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
صحتك ازداد في السنوات الأخيرة اهتمام الناس باستهلاك البروتين (رويترز)

مخاطر الإفراط في تناول البروتين

الإفراط في تناول البروتين قد يؤدي إلى مشكلات صحية على المدى الطويل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك هناك عبارات ينبغي أن نتجنب قولها للشخص المكتئب (رويترز)

عبارات تجنب قولها للشخص المكتئب

قال موقع «سايكولوجي توداي» إن هناك 3 عبارات ينبغي أن نتجنب قولها للشخص المكتئب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك النظام الغذائي الغني بالبروتين والألياف يحسِّن بشكل كبير من جودة النوم (أرشيفية - رويترز)

نظام غذائي يحسّن جودة نومك... تعرف عليه

كشفت دراسة جديدة عن أن النظام الغذائي الغني بالبروتين والألياف يحسِّن بشكل كبير من جودة النوم.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك تعدّ السكتة الدماغية ثالث سبب رئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم (رويترز)

ثالث مسبب للوفاة... طرق تقلل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

بعض التغييرات البسيطة في نمط الحياة تساهم بتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، وتحسن صحة القلب والدماغ.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سوزان فالادون... أول فنانة ترسم الرجل «مجرَّداً»

من لوحاتها في المعرض (موقع المعرض)
من لوحاتها في المعرض (موقع المعرض)
TT

سوزان فالادون... أول فنانة ترسم الرجل «مجرَّداً»

من لوحاتها في المعرض (موقع المعرض)
من لوحاتها في المعرض (موقع المعرض)

كانت رسامة متفردة وامرأة مختلفة عن نساء عصرها. قد تسبقهن أو تتأخر عنهن. لكن سوزان فالادون (1865 - 1938)، وضعت ريشتها رهن إشارة كل امرأة وجدت في ملامحها شيئاً منها.

وفي المعرض الذي يُخصِّصه لها «مركز بومبيدو» في باريس، حالياً، تُطالع الزائر وجوه عشرات النماذج النسائية التي يبدو بعضها متمرداً؛ بل ومتهتكاً، وبعضها الآخر مترفعاً في قمة الأناقة والاحتشام. مَن هي تلك الرسامة التي لا نعرف عنها كثيراً على الرغم من أنها كانت غزيرة الإنتاج، بارعة الموهبة، عاشت في القرن الـ19 وتجاوزته حتى مشارف أربعينات القرن العشرين؟

سوزان فالادون رسامة النساء (موقع المعرض)

في سن الحادية عشرة، عملت سوزان، واسمها الأصلي ماري كليمانتين فالادون، خيَّاطةً ونادلةً وبهلوانةً تلعب على الحبال في السيرك، قبل أن تعرفها أوساط حي مونمارتر الباريسي بوصفها «الموديل» المفضلة للرسامين. كانت قد تعرضت لسقطة من فوق منصة عالية في السيرك سبَّبت لها أوجاعاً حرمتها من تلك المهنة. وجدت التعويض في الاستلقاء أمام رسامي عصرها الذين كانوا يومذاك نكرات قبل أن يصبحوا نجوماً. رسمها أوغست رينوار، ودو شافان، وهنري دو تولوز لوتريك... وغيرهم. وكان تولوز لوتريك هو من منحها اسم «سوزان».

سوزان فالادون (موقع المعرض)

وكما يقول المثل، فإن «مَن عاشر القوم 40 يوماً صار منهم أو صاروا منه»، وهي «صارت منهم»، فالشابة التي عاشت عمرها في أزقة مونمارتر وكانت تستلقي على منصة الرسم، راقبت أولئك الذين كانوا يرسمونها، ونهضت ذات يوم من أريكتها ووقفت أمام قماش اللوحة... تناولت الفرشاة وراحت ترسم وتقلِّد ما كانت تراهم يفعلون. صارت «الموديل» رسامة مثلهم، بيد أن الأمر استغرق وقتاً حتى الاعتراف بها من جانب النقاد بصفتها فنانة تستحق حمل هذا اللقب. وكان من بين مشجعيها الرسام البارز ديغا، على الرغم من أنه لم يرسمها مثل غيره.

رسمت صديقاتها (موقع المعرض)

تآلفت الفنانة مع تلك الحمَّى التي كانت تلفُّ المجتمع الباريسي عشية انتهاء قرنٍ وبزوغ قرن جديد. ارتادت الحفلات الراقصة وسهرات الكباريهات، ليلاً، وكانت زبونة مقيمة في المقاهي نهاراً. إنها الأماكن التي احتضنت ثورة فنية وثقافية واجتماعية ومنحت أسماءً مغمورة ألقاً سيدوم ولا ينطفئ. ووسط كل تلك الأسماء المبهرة، برزت سوزان رسامةً ذات خطوط حديثة وجريئة. فإلى جانب شغفها برسم النساء، كانت أول امرأة ترسم لوحة لرجل عارٍ.

لوحة تعاطف (موقع المعرض)

عانت الرسامة من التجاهل وقلة التقدير. لم تدرس الفن في «معهد بوزار (Institut Bozar)» بل صنعت نفسها بنفسها، وكانت على هامش الحركات المجدِّدة منها التكعيبية والتجريدية. بيد أن هذا المعرض يُعيد لها الاعتبار بوصفها من الأسماء التي ساهمت في ولادة الحداثة الفنية. لم تجد حَرجاً في تصوير الجسد البشري مجرَّداً؛ سواء الرجل منه والمرأة، بل وضعته في قلب أعمالها، عارضة الجسد من دون نيِّة في التلصُّص أو الاستعراض. كما برعت سوزان فالادون في رسم الوجوه «البورتريه» لكثير من النساء اللاتي كانت تصادفهنَّ في الحياة الباريسية. وحين لا تجد وجهاً يستثير حماستها، كانت ترسم نفسها. وكانت في العشرين؛ خارجة من ولادة طفل مجهول الأب، حين صوَّرت نفسها أول مرة. وبهذا، فإن في رصيدها عدداً من اللوحات التي تصوِّر ملامحها على امتداد السنين؛ من الصبا حتى ما بعد الكهولة. وفيما بعد، اعترف المهندس والرسام والناقد الإسباني ميكيل أوتريلو بأنه والد الطفل موريس ومنحه اسمه.

من لوحاتها (موقع المعرض)

اقترنت سوزان بسمسار البورصة بول موسيس، الأمر الذي منحها استقراراً مادياً سمح لها بالتفرغ لفنها ولتربية ولدها. بيد أن تلك الزيجة انتهت بعد مشاركتها في «صالون الخريف» بباريس ودخولها شريكة في تنظيمه. وفي العقود الأخيرة من حياتها اقترنت برسامٍ شابٍ كان صديقاً لولدها، وعاشت معه حياة صاخبة استمرت 30 عاماً.

ورسمت نفسها مع زوجها في لوحة «آدم وحواء» التي تُعدُّ من أشهر أعمالها. واللوحة اليوم من مقتنيات «متحف الفن الحديث» في باريس. وخلال تلك المدة صار ابنها موريس أوتريلو رساماً أيضاً، بيد أنه بات مدمناً على الكحول. ولمساعدته على الخروج من هذه الدوامة، اشترت مع زوجها قصراً في مدينة ليون عاشوا فيه وكان تحت رقابتها. وقد ترك الابن لوحات ذات قيمة للقصر وللطبيعة المحيطة به.

في كل امرأة شيء منها (موقع المعرض)

فرضت سوزان فالادون نفسها رغم كل شيء، وها هي لوحاتها تتجاوز المتاحف في باريس، وليون، وغرينوبل، وتصل إلى مركز «متروبوليتان» للفن في نيويورك، وعشرات المتاحف الصغيرة في المدن الأوروبية، بالإضافة إلى متحف مخصِّص لها في مسقط رأسها.

وهذا هو ما تكشفه لنا 200 لوحة، ورسم، وغرافيك، من الأعمال المعروضة في «مركز بومبيدو»، يتسابق الزائرون والسائحون لرؤيتها قبل الإغلاق المقرر للصرح الفني من أجل تصليحات تستغرق 5 سنوات.