قضايا شائكة ومشاهد جريئة... مسلسلات أثارت الجدل في رمضان 2024

موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
TT

قضايا شائكة ومشاهد جريئة... مسلسلات أثارت الجدل في رمضان 2024

موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».
موجة انتقادات عنيفة تعّم وسائل التواصل الاجتماعي في الكويت موجهة لمسلسل «زوجة واحدة لا تكفي».

لم يخل رمضان هذا العام من مسلسلات تحدث جدلاً ونقاشاً بين متابعين، في الوقت الذي يطالب فيه البعض بوقف أعمال درامية قبل انتهاء عرض المسلسلات.

زوجة واحدة لا تكفي

وأحد أبرز المسلسلات التي أحدثت هذا الجدل مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، الذي أثار موضوعه، وهو تعدد الزوجات والزواج العرفي وزنا المحارم وغيرها حفيظة عدد من المتابعين، ووصل الأمر للمطالبة بإيقاف المسلسل.

ووصف البعض المسلسل بـ«الجريء»، في قضاياه وبعض مشاهده، ومن جهة أخرى يرى آخرون أن جرأة الموضوع تسيء للمجتمع العربي عموماً والكويت خصوصاً، وبسبب استخدامه لمفردات ومشاهد غير لائقة.

وفي مطلع شهر رمضان، أعلنت وزارة الإعلام الكويتية أنها بصدد اتخاذ إجراءات، لم تفصح عنها، تجاه «المسلسل الرمضاني المسيء للمجتمع الكويتي»، ولم يذكر بيان وزارة الإعلام اسم المسلسل الذي تدور حوله الإجراءات العقابية، مؤكدةً رفضَها التام لأي أعمال فنية تتضمَّن إساءة لدولة الكويت أو تمس أخلاقيات المجتمع الكويتي.

وطالت الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي كاتبة المسلسل هبة مشاري حمادة، منتقدين «الدوس على العادات والتقاليد».

وانتقد حساب يحمل اسم أحمد بن خليفة البنعلي من قطر المسلسل، وكتب أن «العمل لا يمكن بأي حال أن يكون ممثلاً للمجتمع الكويتي أو المجتمعات الخليجية».

وعبرت آراء أخرى عن إعجابها بالعمل، وذكر حساب باسم عزيز القيناعي أن «كل فرد بمقدوره تغيير القناة التي لا يرغب بها».

وردت الفنانة فاطمة الصفي في مقطع فيديو عن الانتقادات التي وجهت للعمل: «ماذا تبغون، إذا قدمنا أي شيء خارج المألوف ننال الانتقادات؟ ما تشوف اللي ما تبيه (تريد) تشوفه».

ومسلسل «زوجة واحدة لا تكفي» من إخراج علي العلي وتأليف هبة مشاري حمادة، ويشارك في بطولته عدد كبير من النجوم المصريين ودول الخليج، منهم: آيتن عامر وماجد المصري وهدى حسين وسحر حسين وفاطمة الصفي وأحمد إيراج.

عالم الست وهيبة

وأثار الجزء الثاني من المسلسل العراقي «عالم الست وهيبة» الجدل في الأيام الماضية، ودفع القضاء بإصدار أمرا بإيقاف عرضه.

ولم تهدأ مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، إذ رفضوا قرار إيقاف المسلسل، وتابعوا أن المسلسل لا يتعارض مع أي قيم دينية أو رموز دينية كما قال البعض.

ملصق مسلسل «عالم الست وهيبة» (إكس)

وأصدر المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، الاثنين، توضيحاً حول إيقاف عرض مسلسل «عالم الست وهيبة»، وذكر المركز ذكر في بيان أن «الأمر الصادر عن محكمة بداءة الأعظمية بإيقاف عرض مسلسل (عالم الست وهيبة) جاء بناء على الدعوى المقامة من قبل المؤلف صباح عطوان على الشركة المنتجة للمسلسل وقناة «يو تي في» حيث طالب بإيقاف عرض المسلسل لأنه لم يحصل على مستحقاته المالية باعتبارها حقوق مؤلف».

وفي الـ4 من شهرمارس (آذار) الجاري 2024، أعلن صباح عطوان، مؤلف الجزء الأول من مسلسل «عالم الست وهيبة»، رفع دعوى قضائية. وكتب المؤلف أمس :«جزيل الشكر لقضائنا العادل لحفظ حقوقي الفكرية كمؤلف وكاتب لاكثر من خمسين عام».

وتدور أحداث مسلسل «عالم الست وهيبة» في بغداد، ليسلط الضوء إبان عقد التسعينيات ومعاناة الشعب العراقي خلال تلك الفترة من الحصار الاقتصادي على الدولة، لتعود الممرضة «الست وهيبة» في الجزء الثاني لتواجه الكثير من الأزمات، مع صراعات ومشاكل الشباب.

القضية وطريقة المعالجة

وفي هذا الإطار، يرى الناقد الفني رامي عبد الرازق أن تناول قضايا بعينها ليس الأهم، ولكن كيفية معالجة هذه القضايا داخل العمل الفني، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن المعالجة هي التي تحدد مستوى «الجرأة» للعمل الفني، وهل تمت المعالجة بشكل نمطي أم بأسلوب جذاب وجديد، وطرحت حلولاً واقعية.

ويرى الناقد الفني أنه لا توجد قضايا بعينها لا يمكن مناقشتها داخل أعمال رمضان، مضيفاً أن شهر رمضان كما أن له طقوساً دينية، كما أنه «سوق» بالنسبة لصناعة المسلسلات، مضيفاً أن في مصر قبل ثورة يوليو 1952 كانت السينما هي المقصد الأول للجمهور، لكن مع تطور التلفزيون أصبحت الدراما مرتبطة بالشهر الفضيل.

مشهد من مسلسل «عائلة الحاج متولي» إنتاج 2001

وعن مسلسل «زوجة واحدة لا تكفي»، يرى عبد الرازق أن تناول تعدد الزوجات ليس أمراً جديداً على الدراما، عادّاً أن كل الأعمال الدرامية التي تناولت تعدد الزوجات هي «محاولة لإعادة إنتاج مسلسل (عائلة الحاج متولي)»، الذي قدمه الفنان الراحل نور الشريف متناولاً تعدد الزوجات في إطار كوميدي اجتماعي عام 2001.


مقالات ذات صلة

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

يوميات الشرق وحدها الثقة بمَن يعمل معهم تُخفّف الحِمْل (صور المخرج)

سامر البرقاوي لـ«الشرق الأوسط»: هاجسي فكريّ قبل أن يكون إنتاجياً

ينظر المخرج السوري سامر البرقاوي إلى ما قدَّم برضا، ولا يفسح المجال لغصّة من نوع «ماذا لو أنجرتُ بغير هذا الشكل في الماضي؟»... يطرح أسئلة المستقبل.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق تعبُ مصطفى المصطفى تجاه أن يكون الدور حقيقياً تسبَّب في نجاحه (صور الفنان)

مصطفى المصطفى: ننجح حين نؤدّي الدور لا وجهات نظرنا

اكتسبت الشخصية خصوصية حين وضعها النصّ في معترك صراع الديوك. بمهارة، حضن الديك ومنحه الدفء. صوَّره مخلوقاً له وجوده، ومنحه حيّزاً خاصاً ضمن المشهد.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

كاميرا السوري أحمد الحرك تألّقت في «تاج» وتحلم برونالدو

بين الوجوه ما يُنجِح الصورة من المحاولة الأولى، وبينها غير المهيّأ للتصوير. يتدخّل أحمد الحرك لالتقاط الإحساس الصحيح والملامح المطلوبة.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري دياب حمل السلاح من أجل «مليحة» (الشرق الأوسط)

دياب: لن أجامل أحداً في اختيار أدواري

أكد الفنان المصري دياب أنه وافق على مسلسل «مليحة» ليكون بطولته الأولى في الدراما التلفزيونية من دون قراءة السيناريو، وذكر أنه تعلّم حمل السلاح من أجل الدور.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق استلهمت الكثير من نجمي العمل بسام كوسا وتيم حسن (إنستغرام)

فايا يونان لـ«الشرق الأوسط»: الشهرة بمثابة عوارض جانبية لا تؤثر عليّ

تابعت فايا يونان دورها على الشاشة الصغيرة في مسلسل «تاج» طيلة شهر رمضان. فكانت تنتظر موعد عرضه كغيرها من مشاهديه.

فيفيان حداد (بيروت)

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
TT

سلوفينية تبلغ 12 عاماً تُنقذ مشروعاً لإعادة «الزيز» إلى بريطانيا

أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)
أحدثت الفارق وغيَّرت النتيجة (صندوق استعادة الأنواع)

عندما سافر علماء بيئة بريطانيون إلى سلوفينيا هذا الصيف على أمل التقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» المغرِّدة لإعادة إدخال هذا النوع إلى غابة «نيو فورست» في بريطانيا، كانت تلك الحشرات صعبة المنال تطير بسرعة كبيرة على ارتفاع بين الأشجار. لكنَّ فتاة تبلغ 12 عاماً قدَّمت عرضاً لا يُفوَّت.

وذكرت «الغارديان» أنّ كريستينا كيندا، ابنة الموظّف في شركة «إير بي إن بي»؛ الموقع الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن، والذي وفَّر الإقامة لمدير مشروع «صندوق استعادة الأنواع» دوم برايس، ومسؤول الحفاظ على البيئة هولي ستانوورث، هذا الصيف؛ اقترحت أن تضع شِباكاً لالتقاط ما يكفي من صراصير «الزيز» لإعادتها إلى بريطانيا.

قالت: «سعيدة للمساعدة في هذا المشروع. أحبّ الطبيعة والحيوانات البرّية. الصراصير جزء من الصيف في سلوفينيا، وسيكون جيّداً أن أساعد في جَعْلها جزءاً من الصيف في إنجلترا أيضاً».

كان صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي هو النوع الوحيد من الصراصير الذي وُجِد في بريطانيا. في الصيف، يصدح الذكور بأغنية عالية النغمات لجذب الإناث التي تضع بيضها في الأشجار. وعندما يفقس الصغار، تسقط إلى أرض الغابة وتحفر في التربة، حيث تنمو ببطء تحت الأرض لمدّة 6 إلى 8 سنوات قبل ظهورها على شكل كائنات بالغة.

صرصار «نيو فورست» الأسود والبرتقالي (صندوق استعادة الأنواع)

اختفى هذا النوع من الحشرات من غابة «نيو فورست»، فبدأ «صندوق استعادة الأنواع» مشروعاً بقيمة 28 ألف جنيه إسترليني لإعادته.

نصَّت الخطة على جمع 5 ذكور و5 إناث من متنزه «إيدريا جيوبارك» في سلوفينيا بتصريح رسمي، وإدخالها في حضانة صراصير «الزيز» التي تضمّ نباتات محاطة في أوعية أنشأها موظّفو حديقة الحيوانات في متنزه «بولتون بارك» القريب من الغابة.

ورغم عدم تمكُّن برايس وستانوورث من التقاط صراصير «الزيز» البالغة، فقد عثرا على مئات أكوام الطين الصغيرة التي صنعها صغار «الزيز» وهي تخرج من الأرض بالقرب من مكان إقامتهما، وتوصّلا إلى أنه إذا كانا يستطيعان نصب خيمة شبكية على المنطقة قبل ظهور صراصير «الزيز» في العام المقبل، فيمكنهما إذن التقاط ما يكفي منها لإعادتها إلى بريطانيا. لكنهما أخفقا في ترك الشِّباك طوال فصل الشتاء؛ إذ كانت عرضة للتلف، كما أنهما لم يتمكنا من تحمُّل تكلفة رحلة إضافية إلى سلوفينيا.

لذلك، عرضت كريستينا، ابنة مضيفيهما كاتارينا وميتشا، تولّي مهمّة نصب الشِّباك في الربيع والتأكد من تأمينها. كما وافقت على مراقبة المنطقة خلال الشتاء لرصد أي علامات على النشاط.

قال برايس: «ممتنون لها ولعائلتها. قد يكون المشروع مستحيلاً لولا دعمهم الكبير. إذا نجحت هذه الطريقة، فيمكننا إعادة أحد الأنواع الخاصة في بريطانيا، وهو الصرصار الوحيد لدينا وأيقونة غابة (نيو فورست) التي يمكن للسكان والزوار الاستمتاع بها إلى الأبد».

يأمل الفريق جمع شحنته الثمينة من الصراصير الحية. الخطة هي أن تضع تلك البالغة بيضها على النباتات في الأوعية، بحيث يحفر الصغار في تربتها، ثم تُزرع النباتات والتربة في مواقع سرّية في غابة «نيو فورست»، وتُراقب، على أمل أن يظهر عدد كافٍ من النسل لإعادة إحياء هذا النوع من الحشرات.

سيستغرق الأمر 6 سنوات لمعرفة ما إذا كانت الصغار تعيش تحت الأرض لتصبح أول جيل جديد من صراصير «نيو فورست» في بريطانيا.