إحدى أسهل الطرق لتجنب التعرض للخداع هي التحقق من ادعاءات الأشخاص (رويترز)
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
واشنطن:«الشرق الأوسط»
TT
كيف تكتشف الكاذب؟ خبيران يحددان 9 علامات خفية
إحدى أسهل الطرق لتجنب التعرض للخداع هي التحقق من ادعاءات الأشخاص (رويترز)
عندما يكون قول الحقيقة أمراً غير مريح، يلجأ كثير من الأشخاص إلى التواصل بشكل أقل صدقاً. ويحاول هؤلاء توجيه المحادثات بعيداً عن مواضيع معينة، ويحجبون التفاصيل الأساسية، أو في بعض الأحيان يكذبون بشكل صريح.
بوصفهما خبيرين في مجال علم النفس، أراد كل من الدكتور درو أ. كيرتس، العالم النفسي ومدير برامج علم النفس الإرشادي في جامعة ولاية أنجيلو، والدكتور كريستيان إل. هارت، أستاذ علم النفس في جامعة تكساس للمرأة، أن ينظرا في عادات الكاذبين الماهرين.
أثناء تأليف كتابهما «الكاذبون الكبار: ما يخبرنا به علم النفس عن الكذب وكيف يمكنك تجنب التعرض للخداع»، قاما بتسليط الضوء على بعض السمات والخصائص الخفية الأكثر شيوعاً للكاذبين الناجحين بشكل خاص، وفقاً لتقرير لشبكة «سي إن بي سي».
متلاعبون بشكل طبيعي
الكاذبون الجيدون لا يشعرون بالتوتر بشأن التلاعب بالآخرين؛ بل هم واثقون ومسيطرون ومسترخون ويستغلون الآخرين.
ممثلون رائعون
الكذب، مثل الأشكال الأخرى لإدارة الانطباع، هو لعبة لإبراز نسخة معينة من الذات للعالم. الكاذبون الجيدون يصعدون إلى المسرح ويلعبون دور الشخص الصادق.
بارعون في التظاهر بالعواطف
سواء كانوا يعبِّرون عن السعادة أو المفاجأة أو الحزن أو الازدراء، فإن الكذابين الجيدين يمكنهم استخدام تعابير وجوههم -رفع حواجبهم أو كشف أسنانهم مثلاً- بطرق مقنعة تُخفي مشاعرهم الحقيقية.
لقد وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعبِّرون عن مشاعرهم يُنظر إليهم على أنهم محبوبون ومتعاطفون وصادقون.
مستعدون للكذب
يتدربون ويخططون، فالسرد المُعد جيداً والمنظم يجعل الكذبة تبدو طبيعية وخالية من التناقضات.
يُفصحون بأقل مما هو ضروري
كلما تحدث الشخص أكثر قدَّم تفاصيل قد تقوِّض الكذبة. الكاذبون الفعالون يقولون ما يكفي لتصديقهم، ولكن ليس أكثر.
مبدعون
عند استجوابك، فإنك لا تعرف أبداً ما هو السؤال الذي سيأتي بعد ذلك، لذا فإن القدرة على إنشاء نسخة واقعية ومزيفة من الواقع أمر حتمي.
أولئك الموهوبون بالقدرة على ابتكار أفكار جديدة هم الأكثر نجاحاً.
يفكرون بسرعة
الأشخاص الذين يستغرقون وقتاً طويلاً للرد، أو يستخدمون فجأة كلمات مثل «مممم»، لا يبدو أنهم قابلون للتصديق.
ذاكرة جيدة
عندما يُطلب من الأشخاص الصادقين أن يرووا قصة في مناسبتين منفصلتين، فإنهم يعيدون بناء ذكرى ما حدث. ومع ذلك، فإن الذاكرة غير كاملة ومرنة، لذا فإن إعادة سردها غالباً ما تتغير من مناسبة إلى أخرى.
لتجنب الظهور بمظهر غير أمين، يتجنب الكذابون الجيدون استراتيجية إعادة البناء السريعة لسرد القصص. وبدلاً من ذلك، يركزون على تكرار القصة بأكبر قدر ممكن من الدقة في كل مرة.
هدفهم هو عدم وجود أي اختلاف بين الروايات. يعني الاختلاف الصفري أن المستمعين ليس لديهم أي تناقضات لإدخالها.
مستمعون جيدون
يقيس الشخص الكاذب نبض جمهوره، ويدرك متى يريد المستمعون مزيداً من المعلومات، ومتى يشعرون بالرضا، ومتى يبدأون في الشك، ومتى يكون تغيير الموضوع آمناً.
لقد تعلم استخدام الخداع بنجاح لتحقيق أهدافه. إذا فشلت أكاذيبه باستمرار، فمن المحتمل أن يجرب شيئاً آخر.
كيف تتجنب الكذب والخداع؟
إحدى أسهل الطرق لتجنب التعرض للخداع هي التحقق من ادعاءات الأشخاص. الأكاذيب الصارخة غالباً ما تتعارض مع الحقائق. التحقق من الحقائق يترك الكاذبين مع مساحة أقل للاختباء. عندما نفتقر إلى دليل على ادعاء ما، فإننا نكون أقل يقيناً بصدقه.
في المواقف عالية المخاطر، مثل المعاملات المصرفية وشراء السيارات، يطلب الأشخاص إثباتاً لتجنب الاحتيال من قبل كبار المنافقين.
حاول الانتباه إلى الادعاءات المحددة التي يتم تقديمها، بدلاً من الطريقة المصقولة التي تُقال بها.
عادة ما تنهار الأكاذيب عندما نبدأ في التحقيق وطرح مزيد من الأسئلة. إذا بدا جزء من القصة غريباً بعض الشيء، فابدأ في التدقيق في هذا الادعاء. غالباً ما تنهار الأكاذيب بمجرد أن نبدأ في التحقيق بالوقائع.
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفةhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5094161-%D8%AC%D8%AF%D8%A9-%D9%84%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D8%B3%D8%AF%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D8%B9%D9%86-10-%D8%A3%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%AD%D8%A7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D8%B9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%A9
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
جدة:«الشرق الأوسط»
TT
«جدة للكتاب» يسدل الستار عن 10 أيام حافلة بالإبداع والمعرفة
شاب يوثّق على هاتفه الجوال زيارته لمعرض جدة للكتاب (هيئة الأدب والنشر والترجمة)
أسدل «معرض جدة للكتاب 2024» الستار عن فعالياته التي امتدت لـ10 أيام، قدَّم خلالها رحلة استثنائية لعشاق الأدب والمعرفة، وسط أجواء ثقافية ماتعة تخلّلها عدد من النقاشات في جلسات حوارية وندوات وورش عمل غطّت مختلف المجالات الفكرية والثقافية، إضافة إلى الأمسيات الشعرية التي كانت حافلة بالجمال والإبداع والحضور الكبير لعشاق القصيدة النبطية ومحبي الكلمة العذبة.
ووفَّر المعرض، الذي نظمته «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في السعودية تحت شعار «جدة تقرأ»، قرابة 400 ألف عنوان معروض، في حين تجاوز عدد الكتب المبيعة 450 ألف كتاب، تناولت مختلف المجالات من كتب دُور النشر المعروضة والمانجا والكتب المخفضة، وسط رغبة كثيرين من الزوار في أن يمتد المعرض لعدة أيام أخرى.
ورفع الدكتور محمد علوان، الرئيس التنفيذي لـ«هيئة الأدب والنشر والترجمة»، شكره للقيادة السعودية على دعمها غير المحدود للحراك الثقافي المتصاعد في المملكة، منوهاً بالحضور اللافت الذي شهده معرض جدة للكتاب، والذي يُعدّ ثالث معارض الكتاب، بعد معرض الرياض الدولي للكتاب، ومعرض المدينة المنورة لعام 2024.
جهود متواصلة
وأكد الدكتور علوان أن الهيئة تعمل بجهد لتطوير كل نسخة من معارض الكتاب، لتصبح أكثر تميزاً وجاذبية عبر أفكار إبداعية مبتكرة، مشيراً إلى أن هذه الجهود تأتي بتوجيه ومتابعة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان؛ بهدف تحقيق مستهدفات «رؤية المملكة 2030» التي تُولي أهمية كبرى لتعزيز الثقافة، ودورها المحوري في تحسين جودة الحياة، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار الدكتور علوان إلى أن السعودية باتت منارة الإبداع على المستويين العربي والدولي، بفضل تنوعها الثقافي والموروث الحضاري الثري الذي جعلها وجهة جاذبة للفعاليات الثقافية والفنية، لافتاً النظر إلى أن وزارة الثقافة تسعى بشكل حثيث لتحويل المملكة إلى منصة رئيسية لصناعة النشر والتوزيع، من خلال توفير بيئة مثالية ومتطورة تلبي احتياجات القرّاء ودُور النشر على حدٍّ سواء.
وأعرب عن فخره بما وصلت إليه السعودية في مجال صناعة النشر، مشيداً بالدراسات المتقنة والخطط المحكمة التي تقف وراء نجاح هذه الفعاليات، مؤكداً أن «هيئة الأدب والنشر والترجمة» تحرص على جعل الكتاب في متناول الجميع، وتوسيع منافذ النشر، بما يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من «رؤية السعودية 2030».
ندوات وورش عمل وأمسيات شعرية
وأتاح المعرض عدداً من الورش العمل والندوات والأمسيات الشعرية، ومنها تلك التي تناولت جهود العلماء السعوديين في خدمة اللغة العربية، وأشادت بالمبادرات الرائدة لـ«المجمع» في نشر اللغة العربية وآدابها عالمياً.
واستعرض الدكتور محمود إسماعيل تجربته في إدارة معهد اللغة العربية للناطقين بغيرها، وإعداده سلاسل تعليمية مميزة مثل «العربية للحياة»، و«القراءة الميسرة». وتناول أيضاً مشروع البنك الآلي السعودي للمصطلحات «باسم»، مؤكداً دوره في تعزيز المصطلحات العلمية والتقنية باللغة العربية.
بدوره، قدَّم الدكتور عبد الله القرني نبذة عن تاريخ معاهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مشيراً إلى دورها في تأهيل الطلاب من مختلف دول العالم للالتحاق بالجامعات، وأشاد ببرامجها المُحكَمة التي أسهمت في تخريج أجيال من الأكاديميين المتخصصين.
بينما تناولت ورشة عمل بعنوان «النظريات الأساسية في الموسيقى» مجموعة من القواعد والمبادئ التي تُشكل الأساس لفهم الموسيقى وبنائها، كما تناولت الأشكال الموسيقية، والحروف الموسيقية في المدرج، والمفاتيح التي تساعد على فهم بنية المقطوعات.
فكرة إصدار كتاب
وفي أمسية ملهمة، ضمن فعاليات المعرض، أُقيمت ورشة عمل بعنوان «من أين تأتي الفكرة؟». قاد الورشة المهندس بدر السماري، الذي حثّ الحضور على أهمية القبض على التفاصيل البسيطة في حياتهم اليومية وتدوينها باستمرار، مشيراً إلى أنها تُعد منطلقاً لفكرة كتابات مميزة ومليئة بالتفاصيل الباهرة.
وأوضح السماري أن كل كاتب محترف يحتفظ بملف يحتوي على شذرات من أفكار متنوعة «جملة قالها سائق أجرة، أو موقف في السوق، أو حتى وصف غريب سمعه في مكان عام». وأكد أن هذا الملف، وإن بدا بلا قيمة لشخص آخر، يُمثل أداة ثمينة لتحفيز مخيلة الكاتب واسترجاع أفكار قابلة للتطوير.
وشدَّد السماري على أهمية تدوين التفاصيل التي نمر بها في حياتنا اليومية، مثل وقوفنا في طابور طويل، أو شجار عابر في متجر، أو رائحة المطر في الصحراء، أو حتى شعور الإنسان أثناء الإقلاع بالطائرة. وقال: «دعونا نكتب عن الشخصيات الغريبة التي نقابلها، عن المشاعر التي نختبرها للمرة الأولى، فهذه التفاصيل هي روح الكتابة».
برنامج حافل للأطفال
قدّمت منطقة الأطفال برنامجاً حافلاً ولافتاً، للفئة العمرية الممتدة من 3 إلى 12 سنة، عبر 9 أركان؛ منها ما خُصص لرعاية الأطفال، وآخر لتقديم تجارب تفاعلية بمشاركة الأطفال؛ منها «الطاهي الصغير وتصميم الأزياء وبحر اللغة والرسوم المتحركة وحرفة وقصة والخط العربي»، وغيرها مما كان له الأثر الكبير في تنمية ثقافة الأطفال بمزج الأنشطة التعليمية بالترفيهية لخلق أجواء من المرح لدى الأطفال، وتعزيز حب القراءة والاطلاع لديهم منذ الصغر.
وجمع ركن «حرفة وقصة» في ركن الطفل بين الإبداع والأصالة بلمسة مبتكرة، حيث مثّل تجربة فريدة للأطفال تجمع بين الحِرف اليدوية وروح الابتكار، وتتيح للصغار فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال أنشطة ممتعة مستوحاة من عالم الكتب.
يتميز الجناح بتقديم أنشطة تفاعلية ملهمة، تشمل: صنع فواصل الكتب، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وصنع بطاقات ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى تزيين حامل الزهور الخشبي. هذه التجارب تسهم في تنمية مهارات الأطفال وصقل مواهبهم، مع الحفاظ على ارتباطهم بالتراث وروح الأصالة.
تفاعل مع الأنشطة
وفي مشهد يعكس حيوية الجيل الجديد وشغفه بالمعرفة، أظهر طلاب وطالبات المدارس حضوراً لافتاً في المعرض، حيث توافدوا، خلال الفترات الصباحية، من مختلف المراحل الدراسية، مستكشفين زوايا المعرض الغنية بكنوز المعرفة والأدب والعلوم، ومتفاعلين مع الأنشطة الثقافية والفنية المصاحبة.
«المانجا» تخطف الأنظار
جذب ركن «المانجا» والأنمي اهتماماً كبيراً من الطلاب، حيث قدَّمت دُور النشر المتخصصة في القصص المصورة اليابانية أنشطة تفاعلية مميزة. وجد الطلاب في هذا الركن تجربة تجمع بين الإبداع والثراء الثقافي، مما عزَّز اهتمامهم بهذا الفن المتنامي الذي يُلهم الخيال وينمي المهارات الإبداعية.
ولم يقتصر الإقبال على المراحل المتقدمة، بل أبدى طلاب المراحل الأولية اهتماماً خاصاً بركن الطفل وأجنحته المتنوعة، التي احتضنت أنشطة تعليمية وترفيهية تهدف إلى تعزيز حب القراءة لديهم منذ الصغر.
20 فكرة ملهمة
وفي إطار المعرض، احتفل الكاتب عبد الله هزازي، في آخِر أيام المعرض، بتوقيع كتابه الجديد «عشرون فكرة ملهمة لمعلمي ومعلمات الصفوف الأولية»، شهد حفل التوقيع حضوراً مميزاً من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى عدد من زوار المعرض الذين أثنوا على مضمون الكتاب ورسالته التعليمية.
ويُعدّ الكتاب دليلاً إبداعياً للمعلمين والمعلمات، حيث يقدم أفكاراً مبتكرة تسهم في تطوير أساليب التدريس للصفوف الأولية، وتعزيز التميز والإبداع في العملية التعليمية.
ومع إسدال الستار على معرض جدة للكتاب 2024، تحتفل المملكة بإنجاز ثقافي جديد يعزز مكانتها على خريطة الثقافة العالمية، ويؤكد التزامها المستمر بدعم الأدب والفنون في رحلة مستمرة من الإبداع والتطوير، وكان المعرض قد استضاف أكثر من 1000 دار نشر ووكالة محلية وعربية ودولية، موزعة على 450 جناحاً مقدِّماً تجربة لا تُنسى لعشاق الأدب والفنون.