كتاب يوثق حياة المطرب المصري محمد قنديل

صاحب «والله بعودة يا رمضان»

الفنان محمد قنديل (الكاتب محب جميل)
الفنان محمد قنديل (الكاتب محب جميل)
TT

كتاب يوثق حياة المطرب المصري محمد قنديل

الفنان محمد قنديل (الكاتب محب جميل)
الفنان محمد قنديل (الكاتب محب جميل)

طالما ارتبط صوت المطرب المصري الراحل محمد قنديل بواحدة من أشهر الأغنيات التي يستقبل بها المصريون شهر الصوم، وهي أغنية «والله بعودة يا رمضان»، وتزامنت ذكرى ميلاد قنديل مع أول أيام رمضان.

واشتهر قنديل (1929 - 2004) بصوته العذب الذي احتفظ برصيده في وجدان المستمعين عبر أغنيات كثر من بينها «3 سلامات»، و«يا حلو صبح»، و«بين شطين وميه»، و«جميل وأسمر» وغيرها.

ويُبرز كتاب «محمد قنديل - 3 سلامات» الصادر عن دار «آفاق» للنشر بالقاهرة، سيرة الفنان الراحل؛ حيث يقتفي الكاتب والباحث الموسيقي محب جميل، سيرة قنديل عبر رصد الكتابات النقدية والمحاورات الصحافية التي أجريت معه في مصر والعالم العربي، منذ أربعينات القرن العشرين، حتى أصبح من نجوم الغناء.

ويتتبع الكتاب، الذي حصل على منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون ببيروت، رحلة قنديل منذ مولده في 11 مارس (آذار) 1929 بحي شبرا (وسط القاهرة)، في محيط أسري محب للفن؛ حيث تتوطد علاقته بالعود منذ اشتراه له والده من شارع محمد علي مقابل خمسين قرشاً.

ثم يلتحق الفتى العاشق للغناء بمعهد الاتحاد الموسيقي بعدما لاحظ والده تميز صوته، وهناك درس العزف على العود بشكل احترافي، وبدأ في شق طريقه في عالم الغناء والطرب.

يذكر الكتاب أن أم كلثوم كانت مع المخرج أحمد بدرخان في معهد الاتحاد الموسيقي آنذاك، لاختيار كورس الغناء لفيلمها «عايدة»، الذي عُرض لأول مرة عام 1942. ووقع يومها الاختيار على محمد قنديل الذي غنى مع الكورس أغنية «القطن» من ألحان الشيخ زكريا أحمد.

صورة نادرة للفنان الراحل محمد قنديل بصحبة عوده (الكاتب محب جميل)

ويرى مؤلف الكتاب الباحث الموسيقي، محب جميل، أن «محمد قنديل واحد من أقوى وأعذب الأصوات في مصر والعالم العربي خلال النصف الثاني من القرن العشرين»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هو أحد القلائل الذين احتفظوا بلمعان وسلامة صوتهم حتى مرحلة متأخرة من حياتهم».

«وقد حظي صوت قنديل بإعجاب كثير من الملحنين الكبار والنقّاد الموسيقيين، حتى إن كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب كانا من أشد المادحين لخامة صوته التي جمعت بين العذوبة والرخامة»، وفق مؤلف الكتاب.

ويضيف جميل: «كان لصوت محمد قنديل دور مؤثر في العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والتاريخية التي مرت بها مصر خلال القرن العشرين. فهو من أوائل الذين تغنوا بثورة يوليو (تموز) 1952 (ع الدوار)، ومن بين الذين بقيت أعمالهم الرمضانية خالدة إلى يومنا هذا بأغنية (بعودة يا رمضان) التي قدمها عام 1990 من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان جمال سلامة».

وبحسب الكتاب، فإن مسيرة محمد قنديل لم تتوقف عند أغنياته الفردية فقط، بل كان من أكثر المطربين الذين شاركوا في الصور الغنائية والاسكتشات الإذاعية والأوبريتات الجماعية التي أنتجتها الإذاعة المصرية خلال حقبتي الخمسينات والستينات من القرن العشرين.

ويُبدي الباحث محب جميل اهتماماً بمشروع قراءة تاريخ الحركة الغنائية العربية، وتحديداً الأسماء التي لم تنل التكريم الكافي في حياتهم، فسبق أن أصدر كتباً بحثية حول سيرة لفنانين وفنانات مثل فتحية أحمد، وصلاح عبد الحي، وغيرهما.

ويقول: «عندما انتهيت من كتابي (محمد عبد المطلب... سلطان الغناء) لاحظت أنني مفتون بهذه الأصوات ذات النبرة الشعبية المحببة، فشرعت في جمع كل ما يتعلق بسيرة قنديل، وكنت منذ فترة بعيدة من المعجبين بصوته وأغنياته الساحرة التي تطالعنا سواء في الإذاعة مثل (يا حلو صبح) أو في التلفزيون». ويتابع: «لكنني دُهشت عندما وجدت أن المادة الأرشيفية المتعلقة بسيرته قليلة جداً، على الرغم من تقديمه عدداً كبيراً من التسجيلات للإذاعة، ومن هنا بدأت رحلة البحث حتى أتممت الكتاب».


مقالات ذات صلة

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

شمال افريقيا مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

وفق إفادة للنيابة العامة المصرية الأحد فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف القوائم الإرهابية جميعها»

أحمد إمبابي (القاهرة)
المشرق العربي وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يوقع في دفتر الشرف بمقر وزارة الخارجية الكويتية (صفحة الخارجية المصرية عبر «فيسبوك»)

وزير الخارجية المصري: قد نكون الأكثر تضرراً من التصعيد في البحر الأحمر

قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، إن مصر قد تكون الأكثر تضرراً بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
شمال افريقيا أحمد رفعت (الشرق الأوسط)

رفع الحصانة عن برلماني مصري في قضية وفاة اللاعب رفعت

وافق مجلس الشيوخ المصري على رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب؛ للاستماع إلى أقواله في تحقيقات النيابة العامة بشأن وفاة اللاعب أحمد رفعت.

أحمد عدلي (القاهرة)
العالم العربي اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
العالم العربي وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

تأكيدات مصرية خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
TT

زافين قيومجيان في برنامج «شو قولك» ينقل رؤية جيل الغد

برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)
برنامج «شو قولك» مساحة حوار مع جيل الشباب (زافين قيومجيان)

في حوارات جدّية تتّسم بالموضوعية وبمساحة تعبير حرّة يطالعنا الإعلامي زافين قيومجيان ببرنامجه التلفزيوني «شو قولك» وعبر شاشة «الجديد» ينقل للمشاهد رؤية جيل الشباب لمستقبل أفضل للبنان.

ويأتي هذا البرنامج ضمن «مبادرة مناظرة» الدّولية التي تقوم على مبدأ محاورة أجيال الشباب والوقوف على آرائهم. اختيار الإعلامي زافين مقدّماً ومشرفاً على البرنامج يعود لتراكم تجاربه الإعلامية مع المراهقين والشباب. فمنذ بداياته حرص في برنامجه «سيرة وانفتحت» على إعطاء هذه الفئة العمرية مساحة تعبير حرّة. ومنذ عام 2001 حتى اليوم أعدّ ملفات وبرامج حولهم. واطّلع عن كثب على هواجسهم وهمومهم.

يرتكز «شو قولك» على موضوع رئيسي يُتناول في كل حلقة من حلقات البرنامج. وينقسم المشاركون الشباب إلى فئتين مع وضد الموضوع المطروح. ومع ضيفين معروفَين تأخذ الحوارات منحى موضوعياً. فيُتاح المجال بين الطرفين للنقاش والتعبير. وبتعليقات قصيرة وسريعة لا تتجاوز الـ90 ثانية يُعطي كل فريق رأيه، فتُطرح سلبيات وإيجابيات مشروع معيّن مقترح من قبلهم. وتتوزّع على فقرات محدّدة تشمل أسئلة مباشرة وأخرى من قبل المشاهدين. ولتنتهي بفقرة الخطاب الختامي التي توجز نتيجة النقاشات التي جرى تداولها.

ويوضح قيومجيان لـ«الشرق الأوسط»: «يهدف البرنامج إلى خلق مساحة حوار مريحة للشباب. ومهمتي أن أدير هذا الحوار بعيداً عن التوتر. فلا نلهث وراء الـ(تريند) أو ما يُعرف بالـ(رايتينغ) لتحقيق نسبِ مشاهدة عالية. وبذلك نحوّل اهتمامنا من محطة إثارة إلى محطة عقل بامتياز».

تجري مسبقاً التمرينات واختيار الموضوعات المُراد مناقشتها من قبل الشباب المشاركين. فالبرنامج يقوم على ثقافة الحوار ضمن ورشة «صنّاع الرأي»؛ وهم مجموعات شبابية يخضعون سنوياً لتمارين تتعلّق بأسلوب الحوار وقواعده. ويطّلعون على كلّ ما يتعلّق به من براهين وحجج وأخبار مزيفة وغيرها. فيتسلّحون من خلالها بقدرة على الحوار الشامل والمفيد. ويوضح زافين: «عندما يُختار موضوع الحلقة يجري التصويت لاختيار المشتركين. وبعد تأمين الفريقين، يلتقي أفرادهما بضيفي البرنامج. ومهمتهما دعم الشباب والوقوف على آرائهم. ونحرص على أن يكونا منفتحين تجاه هذا الجيل. فأهمية البرنامج تتمثل في التوفيق بين المشتركين بمستوى واحد. ولذلك نرى الضيفين لا يتصدران المشهدية. وهي عادة متّبعة من قبل المبادرة للإشارة إلى أن الشباب هم نجوم الحلقة وليس العكس».

يمثّل المشاركون من الشباب في «شو قولك» عيّنة عن مجتمع لبناني ملوّن بجميع أطيافه. أما دور زافين فيكمن في حياديته خلال إدارة الحوار. ولذلك تختار المبادرة إعلاميين مخضرمين لإنجاز هذه المهمة.

طبيعة الموضوعات التي تُثيرها كلّ مناظرة حالياً ترتبط بالحرب الدائرة في لبنان.

ويستطرد زافين: «عادة ما تُناقش هذه المناظرات موضوعات كلاسيكية تهمّ الشباب، من بينها الانتحار والموت الرحيم، ولكن هذه الاهتمامات تقلّ عند بروز حدث معيّن. فنحاول مواكبته كما يحصل اليوم في الحرب الدائرة في لبنان».

ضرورة فتح مطار ثانٍ في لبنان شكّل عنوان الحلقة الأولى من البرنامج. وتناولت الحلقة الثانية خدمة العلم.

ينتقد قيومجيان أسلوب بعض المحاورين على الشاشات (زافين قيومجيان)

«شيخ الشباب» كما يحبّ البعض أن يناديه، يرى زافين أن مهمته ليست سهلةً كما يعتقد بعضهم. «قد يُخيّل لهم أن مهمتي سهلة ويمكن لأي إعلامي القيام بها. فالشكل العام للبرنامج بمثابة فورمات متبعة عالمياً. والمطلوب أن يتقيّد بها فريق العمل بأكمله». ويستطرد: «يمكن عنونة مهمتي بـ(ضابط إيقاع) أو (قائد أوركسترا)؛ فالمطلوب مني بصفتي مقدّماً، التّحكم بمجريات الحلقة ومدتها ساعة كاملة. فالتجرّد وعدم التأثير على المشاركين فيها ضرورة. أنا شخصياً ليس لدي هاجس إبراز قدراتي وذكائي الإعلامي، والمقدم بصورة عامة لا بدّ أن ينفصل عن آرائه. وأن يكون متصالحاً مع نفسه فلا يستعرض إمكانياته. وهو أمر بتنا لا نصادفه كثيراً».

يقول زافين إن غالبية إعلاميي اليوم يتّبعون أسلوب «التشاطر» على ضيفهم. وهو أمر يبيّن عدم تمتع الإعلامي بالحرفية. ولنتمكّن من الإبقاء على هذا الأسلوب المرن لا بدّ أن نتدرّب على الأمر. وأن نملك الثقة بالنفس وهو ما يخوّلنا خلق مساحة حوار سليمة، تكون بعيدة عن الاستفزاز والتوتر وتأخذ منحى الحوار المريح».

يستمتع زافين قيومجيان بتقديم برنامجه «شو قولك»، ويقول: «أحب اكتشاف تفكير الشباب كما أني على تماس مستمر معهم من خلال تدريسي لطلاب الجامعة، وأنا أب لشابين».

يحضّر زافين قيومجيان لبرنامج جديد ينوي تقديمه قريباً عبر المحطة نفسها. ولكنه يرفض الإفصاح عن طبيعته. ويختم: «سيشكّل مفاجأة للمشاهد وأتمنى أن تعجبه».