في مكتبات المشاهير... مارلين حفظت جبران وترمب يقرأ عن شخصه

في مكتبات المشاهير... مارلين حفظت جبران وترمب يقرأ عن شخصه
TT

في مكتبات المشاهير... مارلين حفظت جبران وترمب يقرأ عن شخصه

في مكتبات المشاهير... مارلين حفظت جبران وترمب يقرأ عن شخصه

عام 2016 وبعد هزيمتها في السباق الرئاسي الأميركي أمام دونالد ترمب، لجأت المرشحة هيلاري كلينتون إلى القراءة لمداواة خيبتها. هربت إلى الكتُب في محاولةٍ منها لنسيان الهزيمة وإعادة ترميم نفسها بعد معركة طاحنة.

كتابٌ واحد من بين المجموعة تميّز عن سواه وساعد في تهدئتها؛ «عودة الابن الضالّ» بقلم الكاهن والكاتب الهولندي هنري نووين. لم تكن تلك المرة الأولى التي تقرأ فيها كلينتون هذا العمل الكلاسيكي، لكنها لطالما اعتبرته ملجأّ ومساحةً للهروب.

لجأت هيلاري كلينتون إلى المطالعة بعد هزيمتها في انتخابات 2016 أمام دونالد ترمب (رويترز)

يتأمّل الكتاب الصادر عام 1994 لوحة رامبرانت التي تحمل العنوان نفسه، وتصوّر رجوع الولد الضالّ إلى حضن أبيه في ظلّ امتعاض شقيقه. يستفيض نووين في معاني الوحدة، والعودة، والمسامحة، والعطف، والأبوّة، والغيرة. أما كلينتون التي تلقّته كهديّة بعد وفاة والدها وأحد أصدقائها، فعثرت فيه على العزاء، وتعلّمت من خلاله أن تسامح أكثر وأن تجعل من الامتنان ممارسةً يوميّة.

كتاب «عودة الابن الضالّ» لهنري نووين

ترمبنوميكس

في المقابل، كان غريمها دونالد ترمب يعلن عن قائمة بأهمّ الكتب في نظره، وهي بمعظمها إمّا تدور حوله أو تهاجم منافسيه. ومع أنه غالباً ما يردّد أنه لا وقت لديه للقراءة، فإنّ ترمب لم يبخل على متابعيه باقتراحات الكتب. من بينها واحد بعنوان «إيمان دونالد ترمب: سيرة روحيّة»، وآخر حول رؤيته الاقتصادية بعنوان «ترمبنوميكس: الخطة الأميركية الأولى لإحياء اقتصادنا». ودائماً ضمن قائمة حبّ الذات، كتاب «ضرورة ترمب».

أما كتاب «خدعة روسيا: خطة غير مشروعة لتبرئة هيلاري كلينتون وتوريط دونالد ترمب»، فعلّق عليه الرئيس الأميركي السابق قائلاً: «إنه بالفعل خدعة ومطاردة ساحرات، بدأ بشكل غير قانوني من قبل أشخاص موصومين بالعار. إنه كتاب عظيم».

يفضّل ترمب الكتب التي تتمحور حول شخصه (رويترز)

أكثر من كتاب في الشهر

غريمٌ آخر لم يسلم من لسان ترمب، هو سلفُه باراك أوباما. غير أنّ الرئيس الأميركي الأسبق لم يُستَفزّ يوماً، بل واظب على التغريد في سربٍ بعيدٍ عن ترمب.

من المعروف عن أوباما أنه قارئٌ نهِم، وأنه مع كل نهاية عام يشارك مع متابعيه أفضل قراءاته. لا يمكن اختصار ذوقه الأدبيّ بكتاب واحد، لا سيّما وأنّ محتوى القوائم التي ينشرها تفوق الـ10 كتب في السنة؛ على غرار ما حصل نهاية 2023.

من الروايات التي صنّفها أوباما في الطليعة، «متجر بقالة الجنّة والأرض» لجيمس ماك برايد، التي تروي قصة مواطنَين أميركيَين أحدُهما من أصحاب البشرة السمراء والآخر يهوديّ. بين كتب أوباما المفضّلة كذلك، «الرهان» لديفيد غران، و«ملك» لجوناثان إيغ والذي يروي سيرة الزعيم الأميركي من أصول أفريقية مارتن لوثر كينغ.

أوباما قارئ نهِم وغالباً ما يشارك كتبَه المفضّلة مع متابعيه (رويترز)

تشارلز يقلّد هاري بوتر

ما يميّز الملك تشارلز الثالث عن زملائه في عالم السلطة والحُكم، أنه تفوّق عليهم في عدد الكتب التي ألّفها بنفسه. لطالما اهتمّ العاهل البريطاني بالشؤون الثقافية، فكتبَ بنفسه عن الهندسة والبيئة كما أنه خصّ الأطفال ببعض مؤلّفاته.

أما الأعمال التي تتصدّر رفوف مكتبته، وفق ما أعلنت زوجته كاميلا منذ فترة، فهي «رحلات مع نفسي ومع آخر» للمراسلة الحربيّة مارثا جيلهورن تسرد فيها تغطياتها الخطرة حول العالم، والتي لاصقت فيها الموت. من بين كتب تشارلز المفضّلة كذلك «نابليون» بقلم آدم زامويسكي، و«معركة الأطلسي» لجوناثان ديمبلبي.

ودائماً وفق كاميلا، فإنّ تشارلز يستمتع بقراءة مجموعة «هاري بوتر» الخياليّة لأحفاده، كما أنه موهوب جداً في تقليد أصوات الشخصيات.

يحب الملك تشارلز أن يجمع أحفاده حوله ويقرأ لهم «هاري بوتر» (رويترز)

الجميلة والكتُب

من عالم السياسة إلى الفنّ، وأفضل الكتب بنظر أهل الموسيقى والسينما والمسرح. ولعلّ النجمة مارلين مونرو هي أكثر مَن اهتمّ بالقراءة من بين زملائها الفنانين. فيوم عُرضت مكتبة مونرو للمزاد في دار «كريستيز» عام 1999، جرى الكشف عن أكثر من 400 كتاب لم تكتفِ بها الفنانة ديكوراً، بل أمضت جزءاً من حياتها القصيرة في قراءتها.

كانت النجمة مارلين مونرو مولعة بالكتب وقد اصطحبتها معها إلى مواقع التصوير (فيسبوك)

أبدت مونرو ولعاً بقراءة الشعر، إلّا أنّ العمل الأدبيّ الذي أسرَ قلبها كان «النبي» لجبران خليل جبران. هذه التحفة الإنسانية الفلسفية فعلت فعلها على مئات الملايين حول العالم، ومن بينهم عشرات الفنانين. مثل إلفيس بريسلي، كادت مونرو أن تحفظ الكتاب عن ظهر قلب. كانت تصطحبه معها إلى التصوير وتقرأ مقاطع منه لزملائها خلال الاستراحة. كما أنها كانت تُهدي نسَخاً منه للمقرّبين منها، وهي احتفظت بـ4 نسخ منه لنفسها.

«النبي» لجبران خليل جبران كتاب مارلين مونرو المفضّل

في مكتبة مادونا

إلى مكتبة مادونا، التي رغم انشغالاتها الاستعراضيّة الكثيرة، تجد بعض الوقت للمطالعة. ووفق ما كشفت للممثلة غوينيث بالترو، فإنّ رواياتها المفضّلة هي «الفتاة السيّئة» لماريو فارغاس يوسا، و«شانتارام» لغريغوري ديفيد روبرتس، و«زوجة المسافر عبر الزمن» لأودري نيفينجر.

«الفتاة السيئة» لماريو فارغاس يوسا من بين الكتب المفضّلة لدى مادونا (فيسبوك)

ماذا على رفوف باقي النجمات؟

أما اختيارات الممثلة جوليا روبرتس الأدبية فتميل أكثر إلى الحزن. تختصر روايتها الكلاسيكية المفضّلة «أشجار النخيل البرّية» لويليام فوكنر، بأنها «قصة حب جميلة وتراجيديّة». كذلك هي الحال في رواية كارسون ماك كالرز «القلب صيّاد وحيد»، والتي تتماهى معها روبرتس بما أنها، كما الكاتبة، ابنة الجنوب الأميركي وعارفة بطبيعته وبيئته.

تحب الممثلة جوليا روبرتس الروايات الحزينة (فيسبوك)

تَشي قراءات المغنية الأميركية بيونسيه بمبادئها النسويّة التي غالباً ما تتجلّى في أعمالها الموسيقية. هي تركّز خلال الأوقات التي تخصصها للمطالعة، على قضايا المرأة. أما أحد الكتب المفضّلة لديها في هذا المجال، فيحمل عنوان «ما الذي يتطلّبه الأمر لجعل امرأة رئيسة» بقلم ماريان شنال. يضيء الكتاب على الدور الذي تلعبه المرأة حول العالم في رسم معالم المجتمعات، ويقدّم النصائح من أجل وصول امرأة إلى سدّة الرئاسة الأميركية.

تتمحور قراءات المغنية بيونسيه حول قضايا تمكين المرأة (إنستغرام)

أديل بدورها اختارت كتاباً بقلم امرأة، لتضعه في أعلى قائمة قراءاتها المفضّلة. «جامحة» بقلم غلينون دويل، هي سيرة ذاتية ملهمة في مجال تمكين المرأة والتحرّر بهدف التغيير. وقد سوّقت لها المغنية البريطانية من خلال منشور على منصة «إنستغرام»، دعت من خلاله متابعيها إلى قراءة الكتاب، وعَيشِه وممارسته قائلةً: «سيخضّ هذا الكتاب دماغكم وسيجعل روحَكم تصرخ».

أما محبوبة الجماهير المغنية الأميركية تايلور سويفت، فتهرب من ضجيج المسارح والجولات إلى كتبها المفضّلة، وبعضها حملته معها من طفولتها. وأبرز ما على قائمة سويفت: «مباريات الجوع» لسوزان كولينز، و«طعام صلاة حب» لإليزابيث غيلبرت، و«شبكة شارلوت» لإي بي وايت، و«ستار جيرل» لجيري سبينيللي.


مقالات ذات صلة

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

ثقافة وفنون «أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

«أمومة مُتعددة» في مواجهة المؤسسة الذكورية

في كتابها «رحِم العالم... أمومة عابرة للحدود» تزيح الكاتبة والناقدة المصرية الدكتورة شيرين أبو النجا المُسلمات المُرتبطة بخطاب الأمومة والمتن الثقافي الراسخ

منى أبو النصر (القاهرة)
تكنولوجيا شركات الذكاء الاصطناعي تتفق مع دور النشر بما يتيح لهذه الشركات استخدام الأعمال المنشورة لتدريب نماذجها القائمة على الذكاء الاصطناعي التوليدي (رويترز)

شركات الذكاء الاصطناعي التوليدي تلجأ إلى الكتب لتطوّر برامجها

مع ازدياد احتياجات الذكاء الاصطناعي التوليدي، بدأت أوساط قطاع النشر هي الأخرى في التفاوض مع المنصات التي توفر هذه التقنية سعياً إلى حماية حقوق المؤلفين.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق كاميلا ملكة بريطانيا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الأدب بحضور الأميرة آن (رويترز)

قدمتها لها الأميرة آن... الملكة كاميلا تحصل على دكتوراه فخرية في الأدب

حصلت الملكة البريطانية كاميلا، زوجة الملك تشارلز، على الدكتوراه الفخرية؛ تقديراً لـ«مهمتها الشخصية» في تعزيز محو الأمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
كتب سوزان بلاكمور وابنتها أميلي تروسيانكو  أثناء حفل توقيع كتاب "الوعي: مقدمة"

الشبحُ في الآلة

شغل موضوع أصل الأشياء The Origin مكانة مركزية في التفكير البشري منذ أن عرف البشر قيمة التفلسف والتفكّر في الكينونة الوجودية.

لطفية الدليمي
كتب سيمون سكاما

قصة اليهود... من وادي النيل حتى النفي من إسبانيا

يروي الكاتب البريطاني اليهودي «سيمون سكاما»، في كتابه «قصة اليهود»، تفاصيل حياة اليهود ابتداءً من استقرارهم في منطقة الألفنتين

سولافة الماغوط (لندن)

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)
جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)
TT

القديم والحديث والجريء في فن أبو ظبي

جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)
جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

عاماً بعد عام وبدأب وطموح كبيرين يُثبت معرض فن أبوظبي مكانه في خارطة المعارض الفنية العربية، وهذا العام احتفل بالنسخة الـ16 مستضيفاً 102 صالة عرض من 31 دولة حول العالم في مقره بجزيرة السعديات الملتفة برداء الفنون. التجول في أروقة المعرض الفني يحمل الكثير من المتعة البصرية والفنية، نعيد مشاهدة أعمال لفنانين كبار، ونكتشف أعمالاً لم نرها من قبل لفنانين آخرين، ونكتشف في وسط ذلك النجوم الصاعدة. ولم يختلف الوضع هذا العام بل أضاف أقساماً جديدة ليستكشف الزائر من خلالها أعمالاً فنية بعضها عتيق وبعضها حديث، من الأقسام الجديدة هناك «صالون مقتني الفنون» و«فن جريء، فن جديد» و«طريق الحرير، الهويات المتبادلة» إضافة إلى معرض منفصل من مجموعة فرجام عن الفن الحديث والتحرر من الاستعمار سنعود له لاحقاً.

جانب من معرض أبوظبي للفنون (الشرق الأوسط)

صالون مقتني الفنون

يُعد إضافة مميزة لنسخة هذا العام، ويعرض المخطوطات والأسطرلابات والتحف التاريخية والكتب النادرة بتنظيم من روكسان زند. نطلق الجولة من غرفة أنيقة حملت جدرانها خريطة ضخمة أحاط بها من اليمين واليسار قطعتان مثبتتان على الحائط، ونقرأ أنها كانت تُستخدم لحمل العمامة في العهد العثماني، في كوات حائطية نرى أطباقاً من الخزف أحدها يعود للقرن الـ16، ويصور فارساً عربياً على صهوة جواده، وفي أخرى إبريق ذهبي اللون يعود للعهد العثماني. في جناح «شابيرو للكتب النادرة» من بريطانيا نرى نسخاً من مصاحف تاريخية مزخرفة ومذهبة بجمال وحرفة لا تتخطاها العين، ما يجذب الزائر هو أن الكتب والمصاحف كلها في متناول اليد مفتوحة الصفحات ومنتظمة في عرض جميل.

مصاحف أثرية (الشرق الأوسط)

تستعرض القائمة على العرض بعض القطع المميزة، وتقول: «إنها المرة الأولى التي نشارك فيها في معرض أبوظبي. نعرض بعض المخطوطات والكتب النادرة من متجرنا في لندن، منها صفحة من مصحف بالخط الحجازي يعود للقرن السابع، وبعض المصاحف المصغرة أحدها يعود للقرن الـ19». وعن الأسعار تقول إنها تتراوح ما بين آلاف الدولارات لبعض اللوحات التي تعود لعهد الحملة الفرنسية على مصر، أما المصاحف فتتراوح أسعارها حسب تاريخها ونسبة مالكيها السابقين، كمثال تشير إلى نسخة تعود لبلاد فارس في القرن الـ16 سعرها 335 ألف دولار، وصحائف من القرآن تتراوح أسعارها ما بين 20 و30 ألف دولار. هنا أكثر من مثال للمصاحف المصغرة منها مصحف مكتوب بدقة متناهية بالذهب على أوراق خضراء اللون مشكلة على نحو ورق الشجر، وبجانبه نرى مصحفاً مصغراً آخر محفوظاً في علبة ذهبية تتوسطها عدسة مكبرة. الكتابة دقيقة جداً، وهو ما يفسر وجود العدسة المكبرة، تقول: «هذا المصحف ليس مكتوباً باليد مثل المصاحف الأخرى هنا، بل مطبوع من قبل دار نشر في غلاسكو في عام 1900 باستخدام تقنية جديدة للطباعة الفوتوغرافية. ومثل هذا النوع من المصاحف المصغرة كانت تطبع لاستخدام الجنود البريطانيين المسلمين في الحرب العالمية الأولى، وكانوا يرتدونها معلقة في قلائد كتعويذة، يقدر سعر المصحف بـ3.5 ألف دولار أما المصحف على هيئة ورقة الشجر فيقدر سعره بـ40 ألف دولار.

مصحف مصغر مطبوع في غلاسكو عام 1900

نمر على «غاليري آري جان» الذي يعرض لوحات المستشرقين من القرن الـ19، ومنها أعمال جاك ماجوريل، ثم نصل إلى جناح «كتب دانيال كاروش النادرة» الذي يعرض مكتبة تضم أكثر من 500 ألبوم صور تحتوي على صور تاريخية للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعالم العربي الأوسع. هنا نرى مجموعة من الصور النادرة المكبرة معروضة على كامل الحائط، من ضمنها صور من الجزيرة العربية قديماً، بعضها لأشخاص مشهورين مثل الرحالة غيرترود بيل ولورانس العرب، وغيرها لأشخاص لا نعرف أسماءهم، نرى أيضاً صوراً للكعبة المكرمة وصوراً عامة لأشخاص يرتدون الزي العربي. في الصدارة مجموعة من المجلدات، يقول عنها المشرف على الجناح إنها المجموعة الكاملة التي تضم 33 ألف صورة من 350 ألبوماً، يقول: «إنَّ المجموعة تعود لسيدة من لندن تُدْعَى جيني ألزوث، وإنها جمعت الصور على مدى 25 إلى 30 عاماً. الشيء المثير للاهتمام في هذه المجموعة هو أنها تعبّر عن لمحات من الحياة اليومية في الجزيرة العربية التقطها زوار أوروبيون بريطانيون على مدار 130 عاماً».

صور تاريخية للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والعالم العربي

يضيف محدثنا أن الصور لم تنشر من قبل، «نأمل أن تقدم هذه الصور سرداً لتاريخ المنطقة لم يوثقه أحد من قبل»، ويقدر سعرها بمبلغ 2 مليون دولار.

ولفت جناح دار «كسكينار - كنت آنتيكس» الأنظار إليه بمجسم لحصان وضع عليه سرج صُنع للسلطان العثماني سليم الثالث (1789-1807) ومزين بـ1036 شكلاً مذهباً، منها أكثر من 500 نجمة فضية، وكل نجمة يصل وزنها إلى 11 غراماً تقريباً، ويصل سعر السرج إلى 3 ملايين دولار.

«فن جريء، فن جديد»

«فن جريء، فن جديد»، بإشراف ميرنا عياد، يعيد عرض أعمال لفنانين مهمين كان لهم أدوار محورية في تاريخ الفن في المنطقة. من خلاله تستعرض صالات من تونس ومصر وفلسطين ولبنان والمملكة العربية السعودية وإيران وفرنسا، مجموعة ملهمة من أعمال الفن الحديث لفنانين وفنانات رواد من أوائل الستينات، وحتى أوائل الثمانينات»، وفي هذا الإطار نستمتع بنماذج رفيعة لرواد أمثال إنجي أفلاطون من مصر ونبيل نحاس من لبنان وسامي المرزوقي من السعودية وغيرهم. الأعمال المعروضة في هذا القسم لها ألق خاص فهي تعيد فنانين حفروا أسماءهم في تاريخ الفنون في بلادهم، وفي الوطن العربي بعضهم انحسرت عنه أضواء السوق الفنية، وأعادها العرض مرة أخرى لدائرة الضوء.

عمل للفنانة المصرية إنجي أفلاطون (الشرق الأوسط)

في «غاليري ون» نرى أعمالاً للفنانة الأردنية الفلسطينية نبيلة حلمي (1940-2011)، يصف موقع المتحف الوطني الأردني أسلوب الفنانة الراحلة بأنه خليط من «الكولاج والألوان المائية والحبر الصيني. تتميز أعمالها الزيتية بشفافية حالمة وعفوية، فيها تجريد تعبيري يتسم بالغموض والنضج الفني». نرى هنا نماذج لأعمالها، ونتحدث مع المشرف على القاعة عنها، يقول إنَّ الفنانة لها أعمال في متاحف عالمية وعربية، ولكنها قليلة في السوق التجارية. الفنانة الثانية هي إميلي فانوس عازر (فلسطينية، مواليد الرملة عام 1949)، ويعرض لها الغاليري أكثر من عمل منها بورتريه لامرأة تنظر إلى الأمام بينما عقدت ذراعيها أمامها، العمل يجبر الزائر على التوقف أمامه والتأمل فيما يمكن أن تخفيه تلك المرأة خلف نظرتها الواثقة والعزيمة التي تنبعث منها.

بورتريه للفنانة إميلي فانوس عازر (الشرق الأوسط)

من مصر يقدم «أوبونتو آرت غاليري» المشارك للمرة الأولى عدداً من أعمال الفنان المصري إيهاب شاكر (1933-2017)، المألوفة للعين، فالفنان له خطوط مميزة رأيناها في أعمال الكاريكاتير التي نشرها في الصحف المصرية. يقول المسؤول عن الغاليري إن شاكر انتقل للعمل في مسرح العرائس مع شقيقه ناجي شاكر قبل أن يسافر إلى فرنسا في عام 1968 حيث عمل في مجال أفلام الرسوم المتحركة، ونال عدداً من الجوائز عن أحد أفلامه. تلفتنا تعبيرات شاكر التي تحمل عناصر شعبية مصرية يقول عنها محدثنا إنَّها تبعث البهجة، ويشير إلى أن الحس الموسيقي يميز أعمال الفنان أيضاً، ويظهر ذلك في الوحدة والتناغم بين العناصر، ويؤكد أن «لديه خطوطاً مختلفة عن أي فنان آخر».

من أعمال الفنان إيهاب شاكر (الشرق الأوسط)

 

في «غاليري بركات» من بيروت نجد مجموعة من الأعمال المتنوعة ما بين اللوحات والمنحوتات الخشبية والبرونزية، يتحدث معنا صالح بركات مالك الغاليري عن الأعمال المعروضة، ويبدأ بالإشارة لعمل ضخم من البرونز للفنان معتصم الكبيسي يمثل أشخاصاً يتهامسون: «يعكس خلفيات المسرح السياسي، الكل يتهامس، وما لا يقال قد يكون أكثر أهمية مما يقال». للفنان جوزف الحوراني منحوتات خشبية تحمل كتابات بالخط العربي، تنتظم ببراعة، وتتضافر في تشكيلات خشبية مدهشة تجعلنا ندور حولها، ونحاول قراءة الجمل المكتوبة، ومنها «مصائب قوم عند قوم فوائد» و«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ». «عبقرية!» يصفها صالح بركات، ويتحدث عن الخط العربي ونقله للعالم المعاصر: «أنا اليوم يعنيني أن نحافظ على تراثنا بطريقة عصرية. نريد أن نأخذ تراثنا للمستقبل».

من أعمال الفنان العراقي سيروان باران (الشرق الأوسط)

ينتقل إلى عملين للفنان سروان بهما الكثير من الحركة، نرى أشخاصاً يتحركون في اتجاهات مختلفة، يحملون حقائب وأمتعة، ليست حركة مرحة بل متعجلة، يعلق: «الفنان لا يتحدث فقط عمّن يرحل، بل أيضاً عمّن يعود، حالات ذهاب وعودة وضياع».

 

الفن السعودي حاضر

عبر مشاركات في «غاليري أثر» و«غاليري حافظ» نرى عدداً من الأعمال الفنية السعودية المميزة، فيعرض «غاليري أثر» مجموعة من أعمال الفنانة المبدعة أسماء باهميم تفيض بالحيوانات الأسطورية وقصص من الخيال مرسومة على الورق الذي تصنعه الفنانة بيدها. للفنانة باهميم هنا مجموعتان جذابتان: «ملاحظات في الوقت» و«فانتازيا». تستكشف الأخيرة الفروق الدقيقة والتعقيدات في سرد القصص. وتتعمق «ملاحظات في الوقت»، وهي سلسلة أحدث، في الفولكلور العربي، وتفحص الأدوار الجنسانية في الحكايات التقليدية وتأثيرها اللاحق على الهوية الثقافية.

من أعمال الفنانة أسماء باهميم (الشرق الأوسط)

كما يقدم «أثر» عدداً من أعمال رامي فاروق الفنية وسلسلة للفنانة سارة عبدو بعنوان «الآن بعد أن فقدتك في أحلامي، أين نلتقي». أما «غاليري حافظ» فيقدم صالتين تتضمنان أعمال مجموعة من الفنانين المعاصرين والحديثين، فيقدم عدداً من أعمال الفنان سامي المرزوقي تتميز بألوانها وخطوطها التجريدية. وفي قسم الفن المعاصر يعرض أعمال الفنانة بشائر هوساوي، التي تستمد فنونها من بيئتها الغنية وذاكرتها البصرية العميقة، باستخدام مواد طبيعية مثل النخيل، وتعبر عن موضوعات مثل الانتماء، والحنين، والهوية الإنسانية المتغيرة. بجانبها يستعرض سليمان السالم أعماله التي تتعمق في الطبيعة الزائلة للوجود. باستخدام تقنيات الطباعة العدسية والفيديو ووسائط أخرى، تستكشف أعماله التفاعل بين الشعور والإدراك والتواصل الإنساني.