آلامٌ تنغّص البطولة... 10 مشاهير يعيشون مع أمراضهم المزمنة

آلامٌ تنغّص البطولة... 10 مشاهير يعيشون مع أمراضهم المزمنة
TT

آلامٌ تنغّص البطولة... 10 مشاهير يعيشون مع أمراضهم المزمنة

آلامٌ تنغّص البطولة... 10 مشاهير يعيشون مع أمراضهم المزمنة

مَن يراهم أبطالاً على الشاشة قد يظنّهم محصّنين ضدّ الضعف والانكسار، لكن لحظةً واحدة كفيلة بوضعِ حدٍّ لسنوات المجد والإبهار. مَن كان ليظنّ أنّ بروس ويليس، بطل «داي هارد»، الذي لا يحطّمه أعداء ولا مؤامرات، سيختتم مسيرته السينمائية متوارياً عن الأضواء بسبب المرض. فمنذ مطلع 2022 وكلّ يومٍ يحمل خطوةً إلى الخلف في حياة الممثل الأميركي الستّينيّ.

الممثل بروس ويليس في إحدى آخر إطلالاته قبل الاعتزال (أ.ف.ب)

بعد أن ألمّت به عوارض غريبة خلال التصوير، جرى تشخيصه بالخرف الجبهي الصدغي (frontotemporal dementia). ومنذ ذلك الوقت، أُرغم ويليس على اعتزال التمثيل، لا سيّما أنّ حالته الصحية سريعة التطوّر، وهي تنعكس سلباً على النطق والتواصل مع الآخرين والتعامل معهم. ويروي مَن عملوا معه في آخر أفلامه، أنه غالباً ما كان غير مُدرك سبب وجوده في موقع التصوير، كما كان يلقَّن سطوره من خلال سمّاعةٍ توضع في أذنه.

تفاقمت حالةُ ويليس إلى درجة أنه قد لا يكون عالماً بما ألمّ به، وفق زوجته التي تواظب وبناته على نشر صور وأخبار عن وضعه الصحيّ.

ويليس مع ابنته ويحظى الممثل بدعم عائلي غير مسبوق في محنته الصحية (إنستغرام)

مايكل جي فوكس... باركنسون في الـ30

ليس ويليس النجم الهوليوديّ الوحيد الذي أرغمه مرضٌ مزمن على الاعتزال، فمثلُه كثيرون انكسروا أمام داءٍ مفاجئ فاضطرّوا إلى التوقّف عن العمل. قبل أسابيع، ووسط عاصفة من التصفيق، أطلّ الممثل الأميركي مايكل جي فوكس على كرسيّ متحرّك خلال احتفاليّة توزيع جوائز «بافتا» السينمائية. وقف لدقائق معدودة من أجل تقديم جائزة أفضل فيلم، ولم يبذل أي مجهود للسيطرة على حركاته اللا إراديّة.

فوكس متصالحٌ مع داء «باركنسون» الذي ألمّ به عام 1991، وكان حينها في الـ29 من عمره. لطالما تحدّث عمّا أصابه من دون خجل، بل تبنّى تلك القضية موظّفاً شهرته من أجل إيجاد علاج لها. ومع أنّ الحالة انعكست سلباً على صحّته النفسية فأدمن الكحول لفترة من الزمن، إلّا أنه لم يحتجب كلياً عن الأضواء.

هو الذي انطلق في مجال التمثيل طفلاً خلال السبعينات، واصل نشاطه إنما بكثافةٍ أقلّ، خصوصاً أنّ مرضه تفاقم مع مرور الوقت. استَبدل فوكس أدوارَ البطولة المطلقة، بمَنح صوته لشخصيات كرتونيّة ضمن إنتاجات ضخمة، من بينها «ستيوارت ليتل» و«أتلنتيس». كما كانت له إطلالات سريعة في مجموعة من المسلسلات التلفزيونية، إلى أن أعلن اعتزاله رسمياً عام 2021، قبل أن يوثّق السنة الماضية رحلته المضنية مع باركنسون في وثائقيّ بعنوان «Still».

منذ سن الـ29 يعاني الممثل مايكل جي فوكس من داء باركنسون (أ.ب)

سيلين ديون ومتلازمة الشخص المتيبّس

من ضمن موجة مصارحة النجوم محبّيهم بالتحديات الصحية التي يواجهون، اختارت المغنيّة الكنديّة سيلين ديون مفاتحة جمهورها شخصياً بإصابتها بمتلازمة الشخص المتيبّس (stiff person syndrome) قبل سنتَين. ديون هي الأخرى كان عليها أن تضع التزاماتها الفنية جانباً وأن ترمي الحفلات والجولات خلف ظهرها، كي تتفرّغ لعلاجٍ دقيقٍ وطويل.

وبما أنّ هذا الداء النادر يصيب عضلات الجسم ويؤثّر على الحنجرة، كان على ديون أن تتخلّى عن أغلى ما لديها؛ صوتها. لكن رغم الآلام المبرّحة وخيبة المرض، فاجأت جمهورها بإطلالة خلال حفل توزيع جوائز «غرامي» الأخير. كما أنها أعدّت «وثائقياً» سيأخذ المشاهدين إلى كواليس رحلة الألم والعلاج.

أحدث إطلالة لديون بعد المرض كانت في حفل جوائز «غرامي» قبل شهر (إنستغرام)

ماجيك جونسون... عمرٌ مع الإيدز

أما في الرياضة، فأبرز مُعتزلي المجد بسبب مرضٍ مزمن، هو لاعب كرة السلّة الأميركي ماجيك جونسون. كما الصاعقة نزل خبر إصابته بفيروس نقص المناعة البشريّة، على جمهور كرة السلّة الأميركية. حدث ذلك عام 1991، يوم أعلن جونسون إصابته واعتزاله في آنٍ معاً خلال مؤتمر صحافيّ.

منذ 33 عاماً، يعيش جونسون مع المرض وقد تحوّل من نجم كرة سلّة إلى نجمٍ في عالم الأعمال والنشاطات الخيريّة. وهو غالباً ما يقول إن العلاج الصحيح الذي يواظب على تناوله منذ 3 عقود، كان كفيلاً بعدم تفاقم حالته وبحفاظه على صحّة جيّدة.

من كرة السلّة إلى ريادة الأعمال المرض أرغم ماجيك جونسون على الاعتزال المبكر (رويترز)

توم هانكس وضريبة الأدوار

من بين المشاهير الذين ألمّت بهم أمراضٌ مستعصية، مَن لم يضطرّ للذهاب إلى حدّ الاعتزال، فوازى بين المرض المزمن والعمل. هكذا هي الحال مع محبوب الأميركيين، الممثل توم هانكس.

قد لا يعرف كثيرون أنّ النجم الأميركي الستّيني، يعيش منذ أكثر من 10 سنوات مع داء السكّري. ويرجّح مَن تابعوا من كثب مسيرة بطل «فورست غامب»، أن تكون بعض أدواره هي سبب إصابته. إذ غالباً ما اضطرّ هانكس إلى التلاعب بوزنه من أجل أداء شخصيات معيّنة؛ ففي عام 1992 كان عليه أن يكسب 14 كيلوغراماً لتمثيل فيلم «A League of Their Own»، أما سنة 2000 فخسر 25 كيلوغراماً للقيام بدور «تشاك نولاند»، الرجل المعزول على جزيرة في فيلم «كاست أواي».

أدوار اضطرّ من أجلها توم هانكس أن يخسر أو يكسب وزناً

سيلينا غوميز ومرض الذئبة

إلى جانب معاناتها مع الفشل الكلويّ لسنوات طويلة، مما اضطرّها إلى زرع كلية عام 2017، جرى تشخيص المغنية الأميركية سيلينا غوميز بمرض الذئبة (lupus) سنة 2013. ولعلّ غوميز هي في طليعة المشاهير الذين جاهروا بآلامهم الصحية، وتَشاركوها علناً مع متابعيهم من خلال «السوشيال ميديا».

في سنّ صغيرة، أدركت غوميز أنّ رحلة الموازنة بين الفنّ والصحة ستكون شائكة. فهي لم تكد تستمتع بنجاحاتها الغنائية العالميّة، حتى وجدت نفسها أمام ذاك الداء الذي يضرب جهاز المناعة، وأمام مرض الكلى وعلاجه الكيميائيّ الصعب.

خضعت سيلينا غوميز لزرع كلية تلقّتها من صديقتها عام 2017 (إنستغرام)

ليدي غاغا... آلام النفس والجسد

تعاني «ليدي غاغا» هي الأخرى من مرضٍ مزمن هو الألم اللفافي العضلي (fibromyalgia). أُرغمت المغنية الأميركية على إلغاء حفلات كثيرة، بسبب إصابتها بنوباتٍ من الألم المبرّح في مختلف أنحاء جسدها. أما المرة الأولى التي أقرّت فيها «غاغا» بما تعاني، فكانت ضمن «وثائقي» عن مسيرتها عُرض على منصة «نتفليكس» عام 2017.

لا مسبّبات واضحة لهذا المرض ولا علاج محدداً له، لكن يرجّح أن تقف عوامل نفسيّة خلف تفاقمه. مع العلم بأن الفنانة عانت كثيراً من اضطراباتٍ نفسية، معظمها ناتجٌ عن تعرّضها لاعتداء جنسيّ خلال المراهقة.

كلوني... حادث عمل

الأوجاع هي الرفيقة الدائمة للممثل جورج كلوني. فهو، كما زميله توم هانكس، دفع ثمناً باهظاً مقابل البطولات السينمائية. في عام 2005، وخلال تصويره فيلم «سيريانا»، تعرّض كلوني لحادثٍ أدّى إلى كسر في عموده الفقري. وهو منذ ذلك الوقت، يتعايش مع الألم الذي يؤرّق لياليه من دون أن يمنعه من مواصلة مسيرته الفنية.

تعرّض جورج كلوني لحادث خلال تصوير فيلم «سيريانا» أدّى إلى إصابته في عموده الفقري (إنستغرام)

فينوس ويليامز... بطولات رغم الألم

كانت نجمة كرة المضرب فينوس ويليامز في الـ23 من عمرها، عندما بدأت تشعر بآلامٍ وإرهاق وضيق في النفس خلال التمارين والمباريات. وقد تزامنَ ذلك مع أعراضٍ غريبة، كجفاف العينَين والفم. استغرقت المعاناة 7 سنوات قبل أن يجري تشخيص ويليامز بمتلازمة شوغرن (Sjogren’s syndrome)، وهي اضطراب في الجهاز المناعي يتسبّب بالورم والتعب والإحباط.

بعد التشخيص، كان على البطلة العالمية الانسحاب من بطولة أميركا المفتوحة للتنس. إلّا أنّ ذلك لم يُبعدها نهائياً عن الملاعب، فهي استمرّت وحققت مزيداً من النجاحات بفضل علاج منتظم وحمية غذائية نباتيّة.

عانت فينوس وليامز من مرض نادر يصيب الجهاز المناعي (أ.ب)

"بينك"... غناء بنصفِ نفَس

هي صاحبة الصوت القويّ والحائزة على 3 جوائز «غرامي»، وهي في الوقت ذاته أسيرة مرض الربو. منذ سنّ الثانية، تعاني المغنّية الأميركية «بينك» من مشكلات في جهازها التنفّسي، فهي ولدت برئةٍ مشوّهة. ومن أجل تحقيق حلمها الموسيقيّ، تعلّمت أن تغنّي من بطنها بدلاً عن صدرها. أما أكثر اللحظات دقّةً في مسيرتها، فكانت خلال جائحة «كوفيد» عام 2020، إذ تفاقمت حالتها كثيراً بسبب إصابتها بالفيروس، مما اضطرّها إلى كتابة وصيّتها حينذاك.


مقالات ذات صلة

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق مبهجة ودافئة (جامعة «أبردين»)

أقدم آلة تشيللو أسكوتلندية تعزف للمرّة الأولى منذ القرن الـ18

خضعت آلة تشيللو يُعتقد أنها الأقدم من نوعها في أسكوتلندا لإعادة ترميم، ومن المقرَّر أن تعاود العزف مرّة أخرى في عرض خاص.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق نادرة جداً (مواقع التواصل)

للبيع... تذكرة لدخول مسرح بريستول تعود إلى عام 1766

من المتوقَّع أن تُحقّق ما وُصفَت بأنها «قطعة حقيقية من تاريخ بريستول» آلاف الجنيهات منذ عرضها للبيع في مزاد ببريطانيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.