المسلسلات السورية في رمضان تُغني المائدة وتُجمّلها

أسماء كبيرة وإنتاجات تُحلّي الانتظار

الدراما السورية تُحلّي المائدة (بوسترات بعض الأعمال)
الدراما السورية تُحلّي المائدة (بوسترات بعض الأعمال)
TT

المسلسلات السورية في رمضان تُغني المائدة وتُجمّلها

الدراما السورية تُحلّي المائدة (بوسترات بعض الأعمال)
الدراما السورية تُحلّي المائدة (بوسترات بعض الأعمال)

يتهيأ لمُتابع دراما رمضان أنّ حضور المسلسل السوري يُغني المشهد ويُجمّل الانتظار. فهذه الصناعة أنهكتها الحرب ولم تهزمها. ظلّت تتحلّى بالتوهّج والمكانة وسط الخراب. يبدو أنّ موسم 2024 يبتسم لها. فالأعمال كثيرة والأسماء تلمع. تؤكد الإعلانات الترويجية الرغبة في المُشاهدة. ولأنّ الحُكم لاكتمال العرض والتعمّق في مساراته، نورد تعريفاً بالمعروض ليقين بأنّ الصنف السوري على المائدة الرمضانية هو مِن الأشهى.

يتقدّم كمٌ من المسلسلات السورية، بعد تراجُع نسبي شهدته السنوات الأخيرة المثقلة بالظرف الصعب. نمرّ على بعضها، بانتظار ما تحمله المُشاهدة وتفرض العودة إليه.

تيم حسن المُجدِّد والمُفاجئ (لقطة من «تاج»)

«تاج»: تيم المُجدِّد

مُنتَظر تيم حسن بشخصية المُلاكم «تاج» في مسلسل يحمل اسمه ويُحمّس على المُشاهدة. هنا سوريا قُبيل استقلالها عن الانتداب الفرنسي في الخمسينات، حيث صراع المبادئ والمصالح. العمل يُبيّن بسام كوسا بشخصية متلوّنة، يصعب الوثوق بنيّاتها، مع حضور من المُبكر محاكمته لفايا يونان. الإنتاج ضخم لشركة «الصبّاح أخوان»، بكاميرا سامر البرقاوي رفيق نجاحات تيم حسن المُدرك فنّ التجدُّد وكسر الأنماط. العمل من 30 حلقة؛ كتبه عمر أبو سعدة.

«العربجي 2»... «أقوى» من 1؟

يُشدّد صنّاع مسلسل «العربجي 2» على متانة جزئه الثاني بما يفوق تميُّز الأول. فبطلته نادين خوري بدورها المنعطف، «درّية خانم»، تؤكد لـ«الشرق الأوسط» تكثُّف الأحداث والمَحاور، تزامناً مع تطوّر معظم الشخصيات، والشامل شخصيتها. ترفض أن يكون نجاح الجزء الأول وحده سبب ولادة الثاني، بل «الهمّ الفني والمسؤولية التي يحملها الكاتبان مؤيّد النابلسي وعثمان جحي، والمخرج سيف سبيعي، وسائر الممثلين، جعلت من هذا الأمر قلقاً دائماً، فنُفِّذ بإخلاص ودقّة».

ثلاثي التفوّق الدرامي في «العربجي» (البوستر الرسمي)

تريّث جحى في مسألة الجزء الثاني للوقوف على الأصداء. لمع في باله استكمال الأحداث، فشجَّع النجاحُ الخطوة. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «الحياة استثمار للنجاحات، فالطبيب يستثمر سطوع اسمه، والمهندس، ورجل الأعمال. في الفنّ، يختلف الأمر. المسألة خاضعة لعوامل، أهمّها الإقبال الجماهيري وعدم نضوب الحكاية». صنعت «العربجي» ثنائيات قوامها الصراع، والندّية، والخطوة بخطوة، فيَعِد جحى بارتفاع الوتيرة والمفاجآت. لافت إنصافه المرأة في العمل: «هذا مشروعي منذ دخلت عالم الكتابة الأدبية والدرامية. الجزء الثاني من (العربجي) تكريس لما بدأتُه. فالمرأة أمٌ وأختٌ وحبيبة وزوجة، وهي مشروع قائم في ذاته».

أحد أبطال العمل فارس ياغي، برز بدور «حسن». الممثل الشاب أمام نجاح آخر، بعد دور «هادي الضاهر» في «عروس بيروت». يرى في شخصية «حسن» تأكيداً للنجاح والانتشار «خصوصاً في الشارع السوري». يُخبر «الشرق الأوسط» أنّ الشخصيتَيْن الخيِّرة والشريرة تُحرّكان الجمهور، «وفق الخطّ المرسوم وكثافته». علَّم دوره الطيّب وسط كومة أدوار شرّ، وأبرزه: «الجمهور توّاق لشخصية مُنقِذة. انهالت رسائل تتمنّى لو وُجد مثل (حسن) في كل منزل».

يعِدُ الجزء الثاني بتعرُّض شخصيته لظروف مغايرة تُبدِّل سلوكها وردود أفعالها، وتُظهر التخبّط واختلال توازن العقل. يقول: «(حسن) من لحم ودم، ثمة أحداث تعترضه للمرة الأولى، ستفاجئه وتفاجئ الجمهور». العمل من 30 حلقة لشركة «غولدن لاين»؛ ومن بطولة سلوم حداد، وباسم ياخور، وديما قندلفت؛ المتفوّقين الثلاثة في الجزء الأول.

«ولاد بديعة» و«مال القبان»: الواقع السوري

بالانتقال إلى عمل مبشّر آخر؛ يحلو الرهان على مسلسل «ولاد بديعة». النصّ مشترك لثنائي الكتابة الدرامية السورية، علي وجيه ويامن حجلي، الذي يؤدّي دوراً في نصّ أخرجته رشا شربتجي. لـ30 حلقة، تتنافس أسماء مُنتَظرة، منها سلافة معمار، وسامر إسماعيل، ومحمود نصر، داخل لعبة يحدّد قواعدها الشرّ البشري، بقدر ما تتحكّم بها الأطماع والرغبة في الاستحواذ. 4 أخوة تفرّقهم حرب الميراث، فيكشّرون عن أنيابهم. هنا الأخ يظلم أخاه، والدم يتحوّل إلى ماء.

«مال القبان» أيضاً لعلي وجيه ويامن حجلي (كتابة)، وسيف سبيعي في الإخراج. أُرجئ من رمضان الماضي بعد تعذُّر عرضه، ليُنافس هذا العام بـ30 حلقة تحاكي الشارع السوري وتنبش واقعه. دراما اجتماعية معاصرة، من بطولة بسام كوسا، وسلاف فواخرجي، وخالد القيس، وحلا رجب، مع جحلي المضطلع بكتاباته بأدوار يجيد تلبُّسها.

«مال القبان» يُعرض بعد إرجاء (البوستر الرسمي)

«كسر عضم» (السراديب): الجدل مستمر

هذا العمل مُرجأ أيضاً من رمضان الماضي. عام 2022، عُرض مسلسل «كسر عضم» فأشعل الجدل. تألّق فايز قزق بدور «الحكم»، وفُتِحت ملفّات «أمنية» قدرها عادة العتمات. لم يُكتَب للجزء الثاني العرض في رمضان 2023، لينتظره مَن تابعوا الجزء الأول بحماسة. شخصيات جديدة تدخل على الخط، أبرزها رشيد عساف، وعبد المنعم عمايري، وسط تحفّظ على مسار القصة. قزق وكرم الشعراني يطلّان من جديد، بعد الظنّ أنّ أبشع أصناف الموت أنهى حياتهما.

«أغمض عينيك»: «لكل العائلة»

عمل سوري من 30 حلقة يضمّ أسماء يمكن الوثوق بأدائها: أمل عرفة، وعبد المنعم عمايري، وفايز قزق، ومنى واصف العائدة إلى الدراما السورية من الأعمال المشتركة. التأليف لأحمد الملا ولؤي النوري، والإخراج لمؤمن الملا. هذه الدراما الاجتماعية المعاصرة «موجّهة للعائلة بعيداً عن عالم المخدرات والعنف والخيانة»، وفق تصريح لأمل عرفة، فتدخُل عالم التوحّد لإيقاظ الوعي حيال أهمية توفير حياة مستقرّة وطبيعية للمصابين به. تطوُّر الأحداث يفكّك مشكلات أسرية، ويضع واقع العائلات السورية تحت الضوء.

عبد المنعم عمايري وأمل عرفة في «أغمض عينيك» (بوستر المسلسل)

«بيت أهلي»: سلوم وأيمن يلتقيان

كبيران من سوريا في البطولة: سلوم حداد وأيمن زيدان، بعد 12 عاماً على لقائهما الأخير في مسلسل «زمن البرغوت». العمل دراما تاريخية من 30 حلقة، كتابة فؤاد شربجي وإخراج تامر إسحق، مع صفاء سلطان وصباح بركات... تعود الأحداث إلى حقبة الأربعينات لسرد حكاية الصراع بين شخصيتَي «نوري» (زيدان)، و«أبو عدنان» (حداد)، وسط خيوط درامية تُظهر قضايا اجتماعية عنوانها الطمع والحب والانحلال. العمل من صنف البيئة الشامية، أمامه تحدّي تقديم ما لم يُقدَّم بعد.


مقالات ذات صلة

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

يوميات الشرق بوستر مسلسل «جودر» (الشركة المنتجة)

قنوات مصرية تكتفي بعرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف

اكتفت قنوات مصرية كثيرة بإعادة عرض مسلسلات قديمة في موسم الصيف الحالي، بعضها يعود إلى عام 2002، والبعض الآخر سبق تقديمه خلال الموسم الرمضاني الماضي.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد رزق (حسابه على إنستغرام)

أسرة «ضحية نجل أحمد رزق» لقبول «الدية الشرعية»

دخلت قضية «نجل الفنان المصري أحمد رزق» منعطفاً جديداً بوفاة الشاب علاء القاضي (عامل ديلفري) الذي صدمه نجل رزق خلال قيادته «السكوتر» نهاية مايو (أيار) الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق كواليس مسلسل «عودة البارون» (فيسبوك المخرج)

غموض بشأن مصير مسلسلات مصرية توقف تصويرها

تواجه مسلسلات مصرية تم البدء بتصويرها خلال الأشهر الأخيرة مستقبلاً غامضاً بعد تعثّر إنتاجها وأزمات أخرى تخص أبطالها.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

المسلسلات القصيرة تُعيد فرض حضورها على خريطة دراما مصر

تفرض المسلسلات القصيرة وجودها مجدداً على الساحة الدرامية المصرية خلال موسم الصيف، بعدما أثبتت حضورها بقوّة في موسم الدراما الرمضانية الماضي.

داليا ماهر (القاهرة )
الوتر السادس صابرين تعود للغناء بعمل فني للأطفال (حسابها على {انستغرام})

صابرين لـ«الشرق الأوسط»: أشتاق للغناء

قالت الفنانة المصرية صابرين إنها تترقب «بشغف» عرض مسلسل «إقامة جبرية» الذي تشارك في بطولته، وكذلك فيلم «الملحد» الذي عدّته خطوة مهمة في مشوارها الفني.

انتصار دردير (القاهرة)

مصير «خيّالة» الأهرامات يُفجر الجدل قبيل افتتاح تطوير المنطقة

استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
TT

مصير «خيّالة» الأهرامات يُفجر الجدل قبيل افتتاح تطوير المنطقة

استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)
استياء كتاب ومتابعين من سلوكيات «الخيالة والجمالة» بمنطقة أهرامات الجيزة (الشرق الأوسط)

رغم أن أهرامات الجيزة تعد من أهم المناطق التاريخية على مستوى مصر والعالم، فإن رجال أعمال وخبراء سياحة وكتاباً مصريين يعتبرون أنها «لا تحظى بالتعامل اللائق من قبل أجهزة الدولة»، مُتهمين «الخيّالة» و«الجمّالة» بـ«الإساءة إلى السياحة المصرية».

وجدّد رجل الأعمال المصري، نجيب ساويرس، النقاش والجدل بشأن مصير «الخيالة» و«الجمّالة»، الذي وصف بعضهم بأنهم «عصابات بلطجة مستقوية».

وقال ساويرس عبر حسابه على موقع «إكس» في إطار تعليقه على خبر لشركته التي تتولى مشروع تطوير منطقة الأهرامات: «بس خلصونا من الجمال والخيل ومخلفاتهم والبلطجة والبهدلة عند المدخل». مضيفاً في تعليق آخر: «كنت أتوقع أن تقوم الدولة بدورها بعد قيامي بدوري»، معتبراً أن هذا الأمر «مدمر لسمعتنا، ومضيع لملايين الدولارات»، وأضاف: «إذا توفرت لدى الدولة الإرادة السياسية والأمنية، سيكون هناك شيء آخر لمنطقة أهرامات الجيزة».

مشروع التطوير يتضمن إبعاد أصحاب الجِمال عن حرم الأهرامات (الشرق الأوسط)

وكان ساويرس قد أثار نقاشاً مماثلاً في شهر مارس (آذار) الماضي، عندما كتب عبر «إكس»: «مهما عملنا في منطقة الأهرام فلن ينصلح الحال إلا بإلغاء أو نقل الجمال والأحصنة إلى منطقة محددة وتسهيل الخروج والدخول».

ويعد آثاريون وخبراء سياحة أهرامات الجيزة «واجهة مصر الأولى»، وأحد أشهر المعالم السياحية في العالم التي يفضل كثير من مشاهير العالم زيارتها لدى وصولهم إلى مصر، إذ تتميز بتاريخ فريد، ومنظر استثنائي لا يوجد له مثيل في العالم.

وفي عام 2022 بدأت وزارة السياحة والآثار أعمال التشغيل التجريبي لمنظومة الطاقة النظيفة، والعربات الكهربائية، وخدمات الزوّار في منطقة أهرامات الجيزة، في سياق مشروع للتطوير.

ويتضمن مشروع التطوير تشغيل حافلات وسيارات كهربائية صديقة للبيئة داخل منطقة الأهرامات، في حين تصطف الأتوبيسات السياحية في ساحة انتظار مركز الزوّار التي تسع ما يقرب من 1000 سيارة، وتجوب العربات الكهربائية 7 محطات داخل المنطقة الأثرية تبدأ من محطة مركز الزوار، مروراً بمحطة بانوراما 1، ثم محطة هرم «منكاورع»، ومحطة هرم «خفرع» ثم محطة هرم «خوفو»، ومحطة «أبو الهول»، لتنتهي الرحلة عند محطة بانوراما 4 قبل العودة لمركز الزوار مرة أخرى. وبحسب الوزارة، فإن «المحطات مزودة بمكتب معلومات لخدمة الزائرين، إضافة إلى الإنترنت، وأجهزة شحن ذكية، ومجموعة من المقاعد المظللة للجلوس، ومنافذ لبيع الهدايا والمشروبات والمأكولات السريعة، ومناطق مخصصة للأطفال، ومواقع مخصصة للتصوير، وماكينات صرف آلي».

شكاوى متكررة من «استغلال وخداع الخيالة» بالأهرامات (الشرق الأوسط)

وقالت شركة «أوراسكوم بيراميدز» في بيان لها أخيراً إنها تستعد «خلال الفترة المقبلة لافتتاح مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة، بعدما فازت الشركة بمناقصة لتطوير المنطقة بعد منافسة مع عدة شركات عالمية لتقديمها العرض الأفضل بينها».

وضخّت الشركة استثمارات بقيمة 100 مليون دولار لتطوير الخدمات بالمنطقة، خصصت 40 مليون دولار منها لاستبدال بمنظومة الصوت والضوء القديمة أخرى على أحدث مستوى.

كما تستعد لتشغيل خطوط أتوبيسات كهربائية لخدمة المنطقة وربط الأهرامات بالمتحف الكبير، بجانب مركز لخدمة الزائرين، وتوفير خدمة الإنترنت الهوائي المجاني وقاعات للسينما ودورات مياه فندقية وتركيب البوابات الإلكترونية وإنشاء سلسلة من المطاعم العالمية، على رأسها مطعم «خوفو»، الذي تم تصنيفه بوصفه أفضل مطعم في مصر وشمال أفريقيا وخامس أفضل مطعم في منطقة الشرق الأوسط لعام 2024.

لكنّ متابعين وكتاباً مصريين، من بينهم عادل نعمان ومحمد أمين، اعتبروا أن بعض السلوكيات التي يقوم بها «الخيالة والجمالة» بمنطقة الأهرامات «ستفسد أي مشروع تطوير»، معتبرين إياهم «سبباً رئيسياً طارداً للسياحة بالمنطقة». وقال نعمان في مقال نشره قبل أيام تحت عنوان «السيد وزير السياحة... المافيا أولاً»: «إن ما يرتكب في الهرم والبازارات والمزارات والأماكن السياحية أمر يحتاج إلى مراجعة شاملة لكل سلوكيات القائمين والعاملين عليها»، واصفاً بعض السلوكيات بأنها «جناية في حق تاريخنا العريق، مهما حاولنا أن نجذب السائح بكل الطرق والوسائل».

وفي حين روى نعمان قصة تعرض ابنته للخداع عند ركوب الخيل في الأهرامات، قال محمد أمين «إن مشروع تطوير منطقة الأهرامات، يلقى مقاومة كبرى من بعض الأجهزة الإدارية، ومن بعض سكان منطقة نزلة السمان المتاخمة للأهرامات».

وجدّد أمين دعوته إلى وزير السياحة والآثار لـ«فك أسر منطقة الأهرامات، وجعلها تحت إدارة معروفة يدفع السائح لها، بدلاً من قيامه بالدفع إلكترونياً، ثم السقوط في أيدي أصحاب الأحصنة والجِمال»، وفق تعبيره.

وتحظى منطقة أهرامات الجيزة باهتمام السائحين الأجانب والزوار المصريين على حد سواء، فقد استقبلت 35 ألف زائر في أول أيام عيد الفطر الماضي، لكن «الشرق الأوسط» استمعت إلى روايات سلبية من زوّار مصريين وأجانب بشأن «مضايقات» تعرضوا لها من «الخيالة والجمالة» أفسدت بهجتهم برؤية الأهرامات الخالدة. وحذرت السفارة الأميركية رعاياها في مصر من زيارة الأهرامات في عام 2013 بسبب «عدوانية الباعة والخيالة».

مصر لإبعاد الخيالة عن الأهرامات (الشرق الأوسط)

ويقترح الخبير السياحي أحمد عبد العزيز «الإبقاء على الجمال والخيول في سياج محدد داخل منطقة الأهرامات، مع وضع ضوابط صارمة، إذ يرى أن صورة الهرم باتت مقرونة بالجِمال، ولا يمكن تصوره من دونها».

ويضيف عبد العزيز لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً: «إن الأهرامات تعد أعظم منطقة سياحية في العالم؛ لذلك يجب إدارتها بشكل لائق يجتذب السائحين»، مقترحاً «فرض تذاكر موحدة لركوب الجمال والخيل تحت إشراف السلطة التنفيذية».

ويؤكد الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف مكتبة الإسكندرية والمدير السابق لمنطقة أهرامات الجيزة، أن مشروع التطوير يحدد مصير «الخيالة والجمالة»، بمنطقة أهرامات الجيزة، موضحاً أنه «جرى تخصيص منطقة لهم جنوب بوابة دخول الأهرامات على طريق الفيوم، بعيدة جداً عن حرم الأهرامات، ليستمتع الزائرون بالأهرامات؛ حيث لا يكون هناك سوى البشر والأثر».

وأشار عبد البصير إلى أن «بعض الأشخاص الذي يضايقون السائحين خارج الأهرامات قد يكونون تابعين لأشخاص آخرين داخل المنطقة من الخيالة والجمالة»، متوقعاً «انتهاء الأزمة بتنظيم أماكن وجود الجمال والأحصنة».

أهرامات مصر من أبرز معالمها السياحية (الشرق الأوسط)

وأعاد ساويرس التعليق على الأزمة في تغريدة السبت، قائلاً: «تم الاتصال من وزارة الداخلية، موضحة مسؤولية كل الجهات عن إصدار التصاريح للخيل والجمال، ووعدوا بإصلاح كل المشاكل التي نواجهها».