نقل تابوت أثري وزنه 62 طناً في دلتا مصر

يعود لعصر الملك بسماتيك الأول

التابوت الذي اكتُشف (وزارة السياحة والآثار المصرية)
التابوت الذي اكتُشف (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

نقل تابوت أثري وزنه 62 طناً في دلتا مصر

التابوت الذي اكتُشف (وزارة السياحة والآثار المصرية)
التابوت الذي اكتُشف (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بدأت وزارة السياحة والآثار المصرية في نقل التابوت الحجري، الأحد الذي عُثر عليه أثناء أعمال حفائر الإنقاذ التي تمت في موقع الأرض التي خُصّصت لبناء مستشفى جامعة بنها التخصصي بمحافظة القليوبية (دلتا مصر)، إلى منطقة آثار القليوبية، في مدينة بنها، وذلك تمهيداً للبدء في أعمال الصيانة والترميم الشامل له.

وأوضح الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، في بيان للوزارة مساء الأحد، أن عملية رفع ونقل التابوت، حصلت طبقاً للأُسس والمعايير العلمية الدقيقة المتّبعة، بعد قيام فريق عمل من المتخصصين من المجلس الأعلى للآثار والمتحف المصري الكبير بأعمال الترميم الأولية في موقع الكشف حيث تم التنظيف الميكانيكي، والتدعيم للتابوت والغطاء.

ووفق محمد الصعيدي مدير المكتب العلمي للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فإن التابوت مصنوعٌ من حجر الكوارتزيت، ويعود لعصر الملك بسماتيك الأول، ويبلغ وزنه بالغطاء نحو 62 طناً، وقد أشارت الدراسات المبدئية التي تمت على التابوت إلى أنه يخصّ المشرف على الكتبة في عهد ملك بسماتيك الأول من عصر الأسرة السادسة والعشرين، حيث يوجد نقش بالحفر الغائر أسفل غطاء التابوت يصور خرطوش الملك بسماتيك الأول.

ومن المقرر أن يستمر المجلس الأعلى للآثار في أعمال حفائر الإنقاذ لحين الانتهاء من جميع الأعمال بالموقع والتأكد من خلوه من أي قطع أثرية أخرى.

وتضمّ محافظة القليوبية عدداً من المواقع الأثرية من بينها منطقة تل أتريب وحمامات أتريب التي يعود تاريخها إلى الأسرة الرابعة الفرعونية، التي أسّسها الملك سنفرو نحو 2613 ق.م، ومدينة بنها الحالية قامت على الجزء الغربي من أتريب القديمة التي اختفت على مرّ الزمن ولم يتبقَّ من أتريب الأثرية سوى أجزاء يسيرة ترتفع عن الأرض على شكل تلالٍ يطلق عليها مجازاً تل أتريب حالياً من الناحية الشرقية من مدينة بنها ومن أهم المواقع الأثرية بها حمامات أتريب الأثرية وهي حمامات شبه متكاملة كانت تُستخدم بوصفها منتديات تجمع الأهالي وقت الظهيرة.

ويوجد في مدينة بنها كذلك التابوت الأثري «بف ثيو أمون» المصنوع من الحجر الجيري الذي يوجد في شارع فريد ندا بأتريب ببنها، وهو موجود في مكانه وبحالة جيّدة ويجمل التابوت من جميع جوانبه شريط من الكتابة الهيروغليفية التي تلف معظمها بسبب الأحوال الجوية.

في حين تقع منطقة تل اليهودية في الجنوب الشرقي من مدينة شبين القناطر بالقليوبية ولا تزال تحتفظ بالعديد من المميزات الأثرية المتباينة التي تعود إلى عصور تاريخية مختلفة.


مقالات ذات صلة

​مصر تدرس إنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة في الإسكندرية

يوميات الشرق تمثال لأحد ملوك العصر البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

​مصر تدرس إنشاء متحف تحت الماء للآثار الغارقة في الإسكندرية

تبحث مصر عن أفضل السبل للاستفادة من الآثار الغارقة في الإسكندرية خصوصاً في خليج أبو قير.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق المتحف المصري بالتحرير (وزارة السياحة والآثار)

مصر لتوظيف الذكاء الاصطناعي في ترميم المومياوات الأثرية

تسعى مصر لتعزيز الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في دعم جهود الترميم، والحفاظ على المومياوات، والمقتنيات الأثرية، ضمن فعالية استضافها المتحف المصري في التحرير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أمل كلوني تلتقي وزير الثقافة اليوناني لدعم استعادة رخام البارثينون من بريطانيا (غيتي)

بين الفن والسياسة... جورج كلوني وزوجته في معركة استرداد التاريخ

يواصل جورج كلوني وزوجته أمل حملتهما الدولية، لإعادة منحوتات «رخام إلغن» من المتحف البريطاني إلى اليونان، في مسعى لاسترداد كنوز أثرية سُلبت من موطنها الأصلي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق مزاد في سيدني كشف القطع المهربة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

مصر تسترد 20 قطعة أثرية من أستراليا

استردت مصر 20 قطعة أثرية من أستراليا، وذلك بعد تهريبها إليها بطريقة غير قانونية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق متحف سوهاج القومي (وزارة السياحة والآثار المصرية)

في يومها العالمي... متاحف «محلية» خارج الخريطة السياحية بمصر

تضم الأقاليم والمحافظات المصرية أكثر من 20 متحفاً مفتوحاً للزيارة لكنها لا تحظى بالشهرة.

محمد الكفراوي (القاهرة )

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
TT

لغز مقبرة الديناصورات الجماعية في «نهر الموت» بكندا

نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)
نماذج وحفريات ديناصورات في متحف أونتاريو الملكي بتورنتو كندا (غيتي)

أسفل منحدرات غابة كثيفة في ألبرتا، بكندا، يقع قبر جماعي ضخم مخفي، حيث رُصدت آلاف عظام ديناصورات تُعرف باسم «باكيراينوصوروس»، لقيت حتفها دفعة واحدة منذ 72 مليون سنة في حدث كارثي.

وزار فريق علماء الحفريات موقع «بيبستون كريك»، المعروف بـ«نهر الموت»، لمحاولة كشف لغز هذه المذبحة الجماعية. وبدأت الحفريات بفتح طبقات صخرية سميكة تغطي العظام، وظهرت تدريجياً مجموعات عظام مُتحجِّرة ضخمة، بينها ورك وأضلاع وعظام أصابع، بعضها ما زال مجهولاً.

وتتوزع العظام، وفق موقع «بي بي سي» البريطاني، بكثافة مذهلة تصل إلى 300 عظمة في المتر المربع، وجُمعت آلاف الحفريات من مساحة لا تتجاوز ملعب تنس، رغم امتداد الموقع لأكثر من كيلومتر. هذا الكمُّ الهائل من العظام يُمثِّل فرصة فريدة لدراسة هذا النوع، إذ عادةً ما تُوصف الديناصورات بناءً على عينة واحدة فقط.

وكانت هذه الديناصورات ترحل في قطيع ضخم من الجنوب إلى الشمال خلال المواسم، في منطقة كانت ذات مناخ دافئ ونباتات تُوِّفر الغذاء لأعدادها الكبيرة.

وعلى بعد ساعتين من الموقع، في تلال ديدفول، اكتشف الفريق بقايا ديناصورات أكبر حجماً مثل «إدمونتوصوروس»، منها جمجمة ضخمة يبلغ طولها 10 أمتار، تُعزز فهم النظام البيئي القديم.

ويعمل الباحثون في متحف «فيليب جاي كاري ديناصور» على تنظيف آلاف العظام وتحليلها، مما يُمكِّنهم من دراسة نمو الديناصورات وتكوينها الاجتماعي، وفهم اختلافات فردية بينها، مثل حالة الديناصور الملقب بـ«بيغ سام» الذي فقد أحد قرونه.

وتشير الأدلة إلى أن موت هذه الديناصورات كان بسبب فيضان مفاجئ نجم عن عاصفة هائلة جرفت القطيع بالكامل. وتُظهر الصخور في الموقع علامات تدفُّق مائي سريع هائل قلب كل شيء في طريقه.

وتقول البروفسورة إميلي بامفورث، قائدة فريق البحث: «هذه عينة نادرة جداً لمجتمع حيواني من نوع واحد في لحظة زمنية واحدة. كل مرة نأتي فيها، نكتشف شيئاً جديداً».

الفريق مستمر في الحفريات، مدركين أن أمامهم كثيراً من الأسرار القديمة التي لا تزال مخبأة تحت الأرض، تنتظر من يكشفها.