فنانون مصريون يشكون الغلاء

بعضهم تحدث عن «عدم توفر السكر» في الأسواق

الفنانة المصرية شيرين رضا (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية شيرين رضا (صفحتها على فيسبوك)
TT

فنانون مصريون يشكون الغلاء

الفنانة المصرية شيرين رضا (صفحتها على فيسبوك)
الفنانة المصرية شيرين رضا (صفحتها على فيسبوك)

دخل فنانون مصريون على خط الشكوى من الغلاء وارتفاع أسعار السلع في البلاد، وبينما أشار بعضهم إلى غياب سلع مثل السكر، تساءل آخرون عبر «السوشيال ميديا» عن «احتمالات تراجع الأسعار». وانتشرت التدوينات التي كتبها فنانون على وسائل التواصل الاجتماعي تتضمن شكوى من زيادة الأسعار، من بينهم الفنانة المصرية شيرين رضا التي كتبت على حسابها بموقع «إكس»، حيث تصدرت «الترند» الخميس والجمعة، «هو فيه أمل الأسعار تنزل (تتراجع) ولا هو كده وخلاص؟».

كما نشر الفنان المصري محمد التاجي على صفحته بموقع «فيسبوك» منشوراً جاء فيه «سؤال بريء... هما المسؤولين في بلدنا مصر عندهم في مكاتبهم وبيوتهم سكر ولا زينا بيدوروا عليه ومش لاقيينه؟»، في إشارة إلى «فترات اختفاء السكر من السوق المصرية».

وشهدت مصر قبل أيام (وربما حتى الآن في بعض المناطق)، وفق تقارير محلية، أزمة في توفير السكر للمواطنين، وهاجم بعض أعضاء بمجلس النواب المصري (البرلمان)، وزير التموين المصري، علي المصيلحي، منتصف يناير (كانون ثاني) الماضي، بسبب «عدم ضبط الأسواق». وأكدوا حينها أن «أسعار السلع عند التجار تصل إلى أضعاف ما تعلنه وزارة التموين لغياب الرقابة»، على حد قولهم.

أيضاً كتب الفنان المصري نبيل الحلفاوي أكثر من تدوينة على صفحته بموقع «إكس» حول غلاء الأسعار منها: «لما الدولار ينزل وتفضل الأسعار تزيد، يبقى ده محتاج شغل...».

كان الحلفاوي قد كتب في وقت سابق على «إكس» أيضاً معلقاً على ارتفاع الأسعار، وعلى ارتفاع قيمة فواتير الدواء والسلع، «كله ضرب ما فيش شتيمة»، وهو التعبير الساخر الذي ينتشر بين المصريين حين تتوالى الأزمات.

من جانبه، عدَّ الناقد الفني المصري، أحمد سعد الدين، أن «الشكاوى من ارتفاع الأسعار موجودة في كل فئات المجتمع، والممثلون يشتكون لأنهم جزء من هذا المجتمع»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المشكلة تكمن في نظرة الناس للفنانين وأنهم يحصلون على 40 أو 50 مليون جنيه في المسلسل، لو دققنا النظر من يحصل على أجور تقترب من هذا المعدل ست أو سبع فنانين، لكن باقي الفنانين لا يحصلون على ذلك».

ولا يزال مقطع الفيديو الذي نشرته الفنانة لقاء الخميسي حول غلاء الأسعار قبل فترة ماثلاً في الأذهان، حيث تحدثت عن وصول سعر زيت الزيتون إلى أكثر من 1200 جنيه، متسائلة: ماذا عن باقي السلع، وكيف يعيش الناس؟

وإن كانت الخميسي تراجعت، وصححت الأمر في فيديو لاحق، إلا أن شكواها من ارتفاع الأسعار ظلت ماثلة في الأذهان، بسبب «المبالغة الرهيبة» في سعر السلعة التي تحدثت عنها.

وأشار سعد الدين إلى «ضغط الظروف الاقتصادية على الجميع، من بينهم الفنانون، لدرجة أن بعضهم حوّل سيارته إلى مشروع أجرة، وبعضهم خصوصاً من كبروا في السن يعانون ليحصلوا على الدواء وليتمكنوا من العيش بطريقة لائقة».

وتشهد سوق العملة طفرةً كبيرةً للعملة الأجنبية مقابل المحلية في السوق الموازية، ما كان له بالغ الأثر على أسعار السلع، نظراً لاستيراد العديد منها من الخارج بالعملة الأجنبية.

صورة بوست الفنان محمد التاجي (صفحته على فيسبوك)

ويبلغ سعر الصرف الرسمي للدولار في مصر 30.9 جنيه، فيما تراجع سعره بـ«السوق الموازية» إلى متوسط 47 جنيهاً، بعد أن تجاوز حدود 70 جنيهاً، قبل الإعلان عن «صفقة رأس الحكمة»، وفق تقارير لوسائل إعلام محلية.

في السياق قال رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء» في مصر، محمود العسقلاني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «هؤلاء الفنانين الذين يعانون ويشتكون من غلاء الأسعار هم من تبقوا من الطبقة الوسطى، ويعانون مثل شريحة كبيرة من المجتمع من ارتفاع الأسعار»، مشيراً إلى فئة أخرى من الفنانين يحصلون على أجور كبيرة لن يشعروا بتلك الأزمة.


مقالات ذات صلة

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

الاقتصاد الرئيس المصري خلال اجتماع حكومي لتطوير منظومة الطيران المدني (الرئاسة المصرية)

مصر لتطوير منظومة الطيران المدني

بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في اجتماع حكومي، مساء الأحد، «موقف تطوير منظومة الطيران المدني بجميع مكوناتها».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا يوسف ندا (متداولة على حسابات موالية للإخوان)

رحيل الإخواني يوسف ندا يطرح تساؤلات عن مصير «أموال الجماعة»

أثار رحيل القيادي في جماعة «الإخوان»، يوسف ندا، الأحد، تساؤلات حول مصير «أموال الجماعة»، ومدى تأثرهم اقتصادياً بوفاته.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت» في القاهرة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة المصرية رانيا يوسف (فيسبوك)

اعترافات الفنانات خلال مقابلات إعلامية... جدل متجدد يُثير تفاعلاً

بعض التصريحات التي تدلي بها الفنانات المصريات لا تتوقف عن تجديد الجدل حولهن، وإثارة التفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيما يتعلق بتفاصيل حياتهن الشخصية.

أحمد عدلي (القاهرة )

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
TT

​جمال سليمان: الدراما قادرة على تطييب جراح السوريين

لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)
لقطة من لقاء سليمان بـ«نقابة الصحفيين المصرية» (نقابة الصحفيين المصرية)

قال الفنان السوري جمال سليمان إن الدراما السورية لعبت دوراً كبيراً في فضح نظام بشار الأسد، وإنها قادرة على تطييب جراح السوريين، مؤكداً ترقبه تصوير مسلسل «الخروج إلى البئر» الذي يتناول جرائم التعذيب في سجن «صيدنايا»، مشدداً على أنه من حق السوريين بكل أطيافهم المشاركة في مستقبل البلاد دون إقصاء لأي فصيل منهم، ودون انفراد فصيل واحد بالحكم.

وأضاف خلال لقاء له بـ«نقابة الصحفيين المصرية» مساء السبت أن الشعب السوري بأطيافه كافة أسهم في إسقاط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، وليس بواسطة فصيل واحد، وأن المرأة التي قُتل زوجها، والتي عاشت في الخيام على سبيل المثال لعبت دوراً في ذلك، مؤكداً أن ما يحسم قراره تجاه ترشحه لرئاسة سوريا وجود دستور جديد للبلاد، وأجواء آمنة تحقق انتخابات نزيهة، لافتاً إلى أن «سوريا كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية خلال حكم حافظ الأسد».

جمال سليمان له نشاطات سياسية سابقة (حساب سليمان على فيسبوك)

وكان جمال سليمان قد أثار تفاعلاً وجدلاً كبيراً بالإعلان عن نيته الترشح لرئاسة سوريا، ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول تمسكه بالترشح للرئاسة، وعن ردود الأفعال التي تلقاها منذ إعلانه تلك الخطوة قال إنه «إذا حدث انتقال سياسي للسلطة، وأصبح لدينا دستور جديد، وبيئة آمنة تضمن انتخابات نزيهة، قد أكون مرشحاً رئاسياً، لكن يظل لكل حدث حديث»، مضيفاً أنه تلقى دعوات من شباب سوريين وشيوخ قبائل اتصلوا به يشجعونه على الترشح، فيما أبدى آخرون اعتراضهم عليه بحجة أنه من العلويين.

وأعرب عن حزنه لهذا الوصف «لست علوياً، كان والدي من العلويين، ووالدتي من الطائفة السنية، لكنني عشت حياتي كلها من دون انتماء طائفي، وإذا ترشحت فسوف أكون مواطناً منتخباً أؤدي خدمات للناس؛ وفقاً للدستور الذي أقسمت عليه».

وتحدّث سليمان عن الوضع في سوريا خلال حكمي حافظ وبشار الأسد قائلاً إن «سوريا في عهد حافظ الأسد كانت محكومة بالقوى الأمنية الجبرية، وكانت أجهزة الأمن تحصي على الناس أنفاسهم، لكن في الوقت نفسه كان هناك نوع من الحكمة السياسية التي خلقت قدراً من التوازن داخل المجتمع السوري، كما كان حافظ الأسد لديه براعة في إدارة الملفات الخارجية، غير أنه أراد تولي ابنه الحكم، وكان يُدرك أن سوريا كبيرة عليه، وأنه ليست لديه من الكفاءة التي تمكنه من ذلك، لكنّ السوريين لم يكن أمامهم سوى بشار»؛ على حد وصفه.

سليمان لم يحدّد بعد موعد عودته إلى سوريا (حساب سليمان على فيسبوك)

وحول اتهامه بـ«الانتساب لنظام بشار في البداية»، لفت إلى أنه «تعرّف عليه قبل أن يكون رئيساً»، مضيفاً: «كنا صرحاء معه في حديثنا عن الواقع السوري عقب توليه الرئاسة، وأبدى قدراً كبيراً من التفاهم مع وعد بالإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني، لكنه تنكر لكل الوعود بما فيها القضاء على الفساد الذي ينخر في سوريا، وبدلاً من أن يحاربه أصبح هو على رأس الفساد وبشكل مباشر»؛ وفق تعبيره.

ويرى سليمان أن بشار هرب تاركاً وراءه دولة منهكة، ورغم وجود سلطة «إسلاموية» حالياً في دمشق، «فإننا بوصفنا معارضة نريد دولة مدنية ديمقراطية، فسوريا دولة تنطوي على تنوع كبير حتى داخل الطائفة الدينية الواحدة، وليس مقبولاً إقصاء أحد، ولا بد من حوار وطني يجمع كل الأطراف على قاعدة المصالح السورية، وأن نتفق على تشكيل جمعية تأسيسية تقوم على كتابة دستور جديد للبلاد يُراعي هذا التنوع، ويؤكد بشكل أساسي على وحدة سوريا، وأن أي مستقبل لسوريا لن يصنعه سوى كل السوريين مجتمعين».

الفنان السوري جمال سليمان يسعى إلى تقليل الخلاف بين الفنانين السوريين (نقابة الصحفيين المصرية)

وأشاد بما تقوم به السلطة الحالية في سوريا من توفير الخدمات، قائلاً إنها «تبذل جهداً كبيراً لتقديم ما استطاعت من خدمات، لكن الواقع صعب والاحتياجات هائلة تفوق قدرة أي سلطة على تلبيتها، لكننا نأمل في رفع العقوبات عن سوريا؛ لأن السوريين يستحقون حياة أفضل».

وكان الوسط الفني السوري قد شهد انقساماً تجاه الرئيس السابق خلال حكمه، وحول تصوره لرأب الصدع بين الفنانين السوريين، رأى سليمان أنه «أمر ضروري»، مشيراً إلى أنه يعمل على ذلك بشكل متواضع، لكنه كان عاتباً خلال السنوات الماضية على كثير من زملائه الذين صوروا بشار الأسد بأنه من أفضل ما يكون، معلناً مسامحته لهم: «لكي نعود ونبني صرح الدراما السورية من جديد»، فيما وجّه تحية لكل الفنانين الذين اعتذروا عن انتمائهم للنظام السابق، ما عَدّه يُعبر عن شجاعة.

وعن دور الدراما في طرح قضايا سوريا، قال سليمان إنها «لعبت دوراً كبيراً في فضح هذا النظام قبل سقوطه من خلال أعمال اجتماعية وكوميدية وتاريخية، من بينها مسلسل (الفصول الأربعة)»، مشدداً على أنها قادرة على تطييب جراح السوريين.