الفنان المصري سيد بدرية: جائزة «البافتا» ليست نهاية المشوار

أكد لـ«الشرق الأوسط» عدم رغبته في العودة للقاهرة

الفنان المصري سيد بدرية في حفل جوائز البافتا (الشرق الأوسط)
الفنان المصري سيد بدرية في حفل جوائز البافتا (الشرق الأوسط)
TT

الفنان المصري سيد بدرية: جائزة «البافتا» ليست نهاية المشوار

الفنان المصري سيد بدرية في حفل جوائز البافتا (الشرق الأوسط)
الفنان المصري سيد بدرية في حفل جوائز البافتا (الشرق الأوسط)

قال الممثل المصري سيد بدرية، الفائز بـ«البافتا» عن فيلمه القصير «Jellyfish And Lobster»، إن هذه الجائزة لا تُعد نهاية لمشواره الذي بدأه منذ نحو 45 عاماً، متحدّثاً، في حوار خاص، لـ«الشرق الأوسط»، عن طفولته وكواليس هجرته إلى أميركا.

البافتا

شعر بدرية بالسعادة، لدى حصوله على جائزة «البافتا»، لكنه يوضح أنها ليست نهاية طموحه، فلديه كثير من الأحلام التي يودّ تحقيقها، ما دام «على قيد الحياة».

يقول: «البهجة التي صنعتها جعلت الأميركيين يتغاضون عن طريقة نطقي للإنجليزية، وشغلتهم طريقة أدائي. وعندما تحدّثت في حفل (البافتا)، خرجت الكلمات من قلبي، فأنا لا أمثل، بل أعيش الشخصية بتفاصيلها بطريقة أداء مختلفة تجعل مَن أمامي يتقبلني».

بدرية: عشت تجربة المهاجر (الشرق الأوسط)

ويشدّد بدرية على أنه لم يعد يرغب في التمثيل بكثرة مثل السابق: «انتهيت من هدفي وتربية أبنائي، وأريد العيش بسلام مع زوجتي التي أخذني التمثيل منها كثيراً، لذلك اتخذت قراراً باختيار ما يروقني فقط، بعد أن قدّمت ما يقرب من 85 فيلماً منذ بدايتي».

ويتابع: «أعرف قدري، ورغم ذلك لم أغيّر طريقة كلامي ولا لغتي، لكنني بِعت لهوليوود بضاعة نادرة ونجحت، ولا بدّ من وضعي في المكان الصحيح بعد سلسلة أعمال في السينما البريطانية والأميركية والمكسيكية والصينية والألمانية مع مخرجين عملوا في أميركا».

ويؤكد بدرية أن أدواراً كثيرة عُرضت عليه في الدراما المصرية، لكنه رفضها موضحاً: «لا أفكر ولا أرغب في ذلك، ولا أبحث عن الكمّ والتّصدر».

بدرية في لقطة من أحد أفلامه (الشرق الأوسط)

ويستعدّ بدرية لإنتاج فيلم عن مصر يتناول فضيحة «لافون»، وهي قضية صاغها بشكل فنّي وجمعت بين الأحداث المخابراتية والإطار الرومانسي، ونوّه بأنه لن يشارك في التمثيل، بل مهمته إنتاجية؛ لعدم وجود دور يليق بمرحلته العمرية. وعن سبب إنتاجه الفيلم يقول: «منذ صغري علّمتني أمي فاطمة الوطنية، وروت لي كيف أنها رفضت التهجير في عام 1956، رغم الصعوبات التي واجهتها خلال الحمل».

وينوّه الفنان المصري بأن «الغرب لم يعد كسابق عهده من حيث حصر الممثلين العرب في أدوار معينة، على غرار (الإرهابي)، السينما عموماً تعبّر عن الواقع، ولم يعد لدينا شخصيات مسيئة للعرب؛ لأن هذه الفئة انتهت وباتت موضة قديمة».

يرفض التحاق أبنائه بمجال التمثيل (الشرق الأوسط)

ويرفض بدرية، الذي عمل مخرجاً لعدة أفلام تسجيلية قصيرة، وشارك في أفلام أحدثت ضجة، وارتبط اسمه بأفلام سينمائية كبيرة، وفق قوله، دخول ابنته الدكتورة فاطمة، وابنه محمد التمثيل، ويقول: «أنا رجل شرقي، بالإضافة إلى أن التمثيل يتطلب مجهوداً، وبعيداً عن الفن لديّ عملي الخاص كي لا أضطر للموافقة على فيلم بلا رغبتي، إذ أعمل في متطلبات الخيول العربية الأصيلة؛ من علاج وتدريب».

ويتابع بدرية السينما المصرية باستمرار، ويقول: «لدينا بعض الأفلام التي لا ترقى لاسم السينما المصرية التي قدمت روائع، على غرار (بداية ونهاية)، و(الزوجة الثانية)، و(البوسطجي)، و(كلمة شرف)، و(دعاء الكروان)، و(البريء)».

كواليس الهجرة

وكشف بدرية كواليس هجرته إلى أميركا قائلاً: «تُوفي والدي وأنا بعمر التاسعة، وكانت والدتي تفتقد المساعدة المادية، لكنني كنت أطمح لاستكمال دراستي، ما دفعها لإخفاء جواب التأهل لكلية الهندسة بعد حصولي على المرتبة الأولى في دبلوم الصناعة الذي يمنحني الحق في الالتحاق بالكلية، كي لا أصرّ على استكمال دراستي بسبب عدم قدرتها المادية، لكن في يومٍ ما وقع الجواب تحت يدي، وحزنت كثيراً حينها، وقررت الهجرة لأعمل وأعيل الأسرة».

سيد بدرية مع جاكي شان (الشرق الأوسط)

ويوضح بدرية أنه مرّ بظروف قاسية في الدراسة والعمل: «تتطلب الحياة في أميركا التعلم والإبحار في تجربتهم، عشت تجربة المهاجر، عملت في تنظيف المراحيض وغسل الأطباق، ولم أشعر بالضيق، بل تغلّبت البهجة التي بداخلي وجعلتني أقف على أرض صلبة وأرى حياتي رسالة لكلّ طفل موهوب، مهما كانت العقبات».

ويضيف بدرية: «درست في الكلية الأميركية للسينما، وكان هدفي النجاح لأساعد والدتي، وأحقق أحلامي التي بدأت عام 1967، وصلت أميركا وأنا لا أعرف لغتهم ولا حتى اللغة العربية؛ لأنني كنت أعاني اضطراب القراءة».

ووصف الفنان المصري الحياة في أميركا بأنها «تشبه الخروج من البحر للعيش في المحيط».


مقالات ذات صلة

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق مهرجان القاهرة السينمائي لتنظيم ورش على هامش دورته الـ45 (القاهرة السينمائي)

«القاهرة السينمائي» يدعم صناع الأفلام بالتدريبات

أعلن «مهرجان القاهرة السينمائي الدولي» عن تنظيم مجموعة متخصصة من الورش لصنّاع الأفلام.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج معتز التوني يتوسط وأمينة خليل فريق العمل خلال العرض الخاص بالقاهرة (الشركة المنتجة)

«X مراتي» فيلم مصري جديد يراهن على «الضحك» فقط

يرفع الفيلم المصري «X مراتي» شعار «الضحك للضحك» عبر كوميديا المواقف الدرامية التي تفجرها قصة الفيلم وأداء أبطاله.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق  الحدث يهتم بالتنوّع البيولوجي والسينما (مهرجانات ريف)

انطلاق «مهرجانات ريف»... ومشكلات بيئة جنوب لبنان في الصدارة

تُعدّ «مهرجانات ريف» المُقامة في بلدة القبيات، الوحيدة لبنانياً التي تتناول موضوعات البيئة، فتضيء على مشكلاتها وتزوّد روّادها بحلول لمعالجتها.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق حورية فرغلي (إنستغرام)

حديث حورية فرغلي عن حياتها الشخصية يلفت الانتباه في مصر

لفتت الفنانة المصرية، حورية فرغلي، الانتباه في مصر بعد حديثها عن تفاصيل في حياتها الشخصية، والسبب الذي لأجله قالت إنها «تمنت الموت».

محمد الكفراوي (القاهرة )

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
TT

رغم المرض... سيليون ديون تبهر الحضور في افتتاح أولمبياد باريس

النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)
النجمة العالمية سيلين ديون تغني خلال فعاليات افتتاح الأولمبياد (رويترز)

لم يمنع المرض النجمة العالمية سيلين ديون من إحياء افتتاح النسخة الـ33 من الألعاب الأولمبية في باريس، مساء الجمعة، حيث أبدعت في أول ظهور لها منذ إعلان إصابتها بمتلازمة الشخص المتيبس.

وأدت المغنية الكندية، الغائبة عن الحفلات منذ 2020، أغنية «L'hymne a l'amour» («نشيد الحب») لإديت بياف، من الطبقة الأولى لبرج إيفل.

ونجحت الفنانة الكندية رغم أزمتها الصحية الأخيرة في مواصلة شغفها كمغنية عالمية، كما أثارث النجمة البالغة من العمر 56 عاماً ضجة كبيرة بين معجبيها في عاصمة الأنوار هذا الأسبوع الحالي، حيث شوهدت محاطة بمعجبيها.

وتعاني ديون بسبب هذا المرض النادر، الذي يسبب لها صعوبات في المشي، كما يمنعها من استعمال أوتارها الصوتية بالطريقة التي ترغبها لأداء أغانيها.

ولم يشهد الحفل التاريخي في باريس عودة ديون للغناء المباشر على المسرح فقط، بل شمل أيضاً أداءها باللغة الفرنسية تكريماً لمضيفي الأولمبياد.

وهذه ليست أول مرة تحيي فيها سيلين ديون حفل افتتاح الأولمبياد، إذ أحيته من قبل في عام 1996، حيث أقيم في أتلانتا في الولايات المتحدة الأميركية.

وترقبت الجماهير الحاضرة في باريس ظهور ديون، الذي جاء عقب أشهر عصيبة لها، حين ظهر مقطع فيديو لها وهي تصارع المرض.

وأثار المشهد القاسي تعاطف عدد كبير من جمهورها في جميع أنحاء المعمورة، الذين عبّروا عبر منصات التواصل الاجتماعي عن حزنهم، وفي الوقت ذاته إعجابهم بجرأة سيلين ديون وقدرتها على مشاركة تلك المشاهد مع العالم.

وترتبط المغنية بعلاقة خاصة مع فرنسا، حيث حققت نجومية كبيرة مع ألبومها «دو» («D'eux») سنة 1995، والذي تحمل أغنياته توقيع المغني والمؤلف الموسيقي الفرنسي جان جاك غولدمان.

وفي عام 1997، حظيت ديون بنجاح عالمي كبير بفضل أغنية «My Heart will go on» («ماي هارت ويل غو أون»)، في إطار الموسيقى التصويرية لفيلم «تايتانيك» لجيمس كامرون.