بينها «الحياة المزدوجة»... 6 أسباب تدفع شريكك لإنهاء العلاقة عبر «تجاهلك»

الفرد الذي يتلافى الشريك بانتظام قد يكون شخصية تجد صعوبة في تحمل مسؤولية أفعالها (رويترز)
الفرد الذي يتلافى الشريك بانتظام قد يكون شخصية تجد صعوبة في تحمل مسؤولية أفعالها (رويترز)
TT

بينها «الحياة المزدوجة»... 6 أسباب تدفع شريكك لإنهاء العلاقة عبر «تجاهلك»

الفرد الذي يتلافى الشريك بانتظام قد يكون شخصية تجد صعوبة في تحمل مسؤولية أفعالها (رويترز)
الفرد الذي يتلافى الشريك بانتظام قد يكون شخصية تجد صعوبة في تحمل مسؤولية أفعالها (رويترز)

يواجه الكثير من الأشخاص مشكلة كبيرة عند إدراكهم أنهم غير مقتنعين بشريكهم، ولا يرغبون في إكمال العلاقة، وهي الاضطرار إلى إبلاغ الشخص الآخر بذلك.

لا أحد يستمتع بهذا الجزء أو يتطلع إلى هذا النوع من المحادثات، ومع ذلك فإن عدداً كبيراً بشكل مثير للقلق من الأشخاص يختارون ببساطة قطع الاتصال فجأة وتجاهل شريكهم بدلاً من إجراء محادثة يشرحون فيها قرارهم للشخص المعني، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي».

على الرغم من أنه أصبح من الأسهل من أي وقت مضى الرد على شخص ما عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية، فإن «التلافي» أو تجنب الأشخاص عادة آخذة في الارتفاع.

أصبح التجاهل أو ما يعرف بـGhosting شائعاً جداً، حيث أشارت دراسة استقصائية أجريت على 4 آلاف و860 شخصاً بالغاً في الولايات المتحدة أجراها مركز «بيو» للأبحاث، إلى أن ما يقرب من 29 في المائة من المشاركين قد عانوا التجاهل.

قد يكون لهذا التصرف من قِبل الشريك آثار ضارة على احترام الفرد لذاته؛ لأنه ليس من غير المعتاد أن يلوم الشخص المعني نفسه. غالباً ما يكون لدى الشخص الذي يتم تجاهله الكثير من الأسئلة دون إجابات.

فالأسباب التي تدفع شخصاً ما إلى الانخراط في سلوك قد يكون له مثل هذا التأثير السلبي على الآخرين تشرحها روكسي زرابي، طبيبة نفسية إكلينيكية تعمل في عيادة خاصة وتساعد النساء اللاتي يعانين تدني احترام الذات أو القلق أو تحديات في العلاقات:

غير مستعد للمساءلة

قد يكون الفرد الذي يتلافى الشريك بانتظام شخصية تجد صعوبة في تحمّل المسؤولية عن أفعالها. إذا فعل شيئاً أضر بشريكه أو كان يعلم أن شريكه لن يوافق عليه، أو إذا شعر أنه لا يستطيع تلبية احتياجات شريكه وأنه غير مستعد لتحمل المسؤولية، فقد يقرر التخفي بدلاً من التعامل مع الموقف مباشرة، وفقاً لزرابي.

مهارات ضعيفة في حل النزاعات

قد يكون لدى الأشخاص الذين يتجاهلون الآخرين ارتباط سلبي بالصراع ويفترضون بشكل غير صحيح أن التفاعل سوف يسير بشكل سيئ لأنهم يفتقرون إلى التنظيم العاطفي ومهارات حل النزاعات. ونتيجة لذلك؛ يميل هؤلاء إلى تجنب معالجة ما يختبرونه أو التعبير عن مشاعرهم. من ثم، من المرجح أن يبدأوا في الانفصال الداخلي عن شريكهم، بحسب ما تؤكده الخبيرة.

حياة مزدوجة

تشرح زرابي: «إذا كان الشخص يعيش حياة مزدوجة أو لديه علاقات متعددة دون علم الشريك، فقد يقرر التلافي أو الابتعاد بشكل غير مبرر، قبل أن يتم القبض عليه، لتجنب شرح أفعاله أو التعامل مع العواقب».

الخوف من الاقتراب

في حال كان شخص ما يخاف من العلاقات الجدية ووجد نفسه يقترب أكثر من فرد يهتم به، فقد يشعر بالخوف، ما ينجم عنه دفع الشخص الآخر بعيداً بدلاً من الانفتاح على مخاوفه. وتقول الخبيرة النفسية: «إحدى الطرق التي قد يدفعون بها الشخص الآخر بعيداً هي التجاهل».

محاولة حماية النفس

إذا كان أحد الشركاء مسيئاً جسدياً أو عاطفياً ويظهر عادةً ردود فعل متقلبة، فقد يختار شريكه تلافيه من أجل حماية نفسه وتجنب الموقف العدائي.

تجنب إيذاء المشاعر

قد يبرر الشخص الذي يبتعد ويتجاهل شريكه في ذهنه أنه من خلال إجراء مناقشة، سيكون الأمر أكثر إيذاءً للشخص الآخر ولن يغير النتيجة؛ لذلك من الأفضل قطع الاتصال دون سابق إنذار. توضح الخبيرة: «قد يواجه الكثير من الأشخاص الذين يقررون التلافي صعوبة في الاحتفاظ بمساحة لمشاعر أحبائهم، خاصة إذا كان الشخص الآخر منزعجاً منهم».



ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
TT

ضغوط العمل قد تؤدي إلى صعوبة التحكم في السلوك والانفعالات

ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)
ضغوط العمل يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات (رويترز)

أكدت دراسة جديدة أن ضغوط وإرهاق العمل ومحاولة الشخص الدائمة لدفع نفسه للصبر وممارسة ضبط النفس، يمكن أن تستنزف أجزاء من الدماغ مرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات، مما يجعلك أقل قدرة على إدارة سلوكك تجاه الآخرين.

وحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد قال الباحثون إن نتائجهم ترتبط بنظرية «استنزاف الأنا»؛ وهي فكرة مثيرة للجدل في علم النفس مفادها أن الناس حين يستخدمون قوة الإرادة المتاحة لديهم بكثافة في مهمة واحدة فإنهم يستنزفون ويصبحون غير قادرين على ممارسة مستوى القوة نفسه وضبط النفس نفسه في المهام اللاحقة.

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم، طالب الباحثون 44 مشاركاً بالقيام بأنشطة مختلفة تعتمد على الكومبيوتر لمدة 45 دقيقة، بما في ذلك مشاهدة مقاطع فيديو عاطفية.

وفي حين طُلب من نصف المشاركين استخدام ضبط النفس أثناء الأنشطة، على سبيل المثال عدم إظهار مشاعرهم استجابةً للمقاطع، لم يكن على المجموعة الأخرى ممارسة ضبط النفس.

كما تم تزويد كل مشارك بسماعة رأس لتخطيط كهربية الدماغ، مما سمح للباحثين بقياس نشاط أدمغتهم.

ووجد الفريق أن المشاركين في مجموعة ضبط النفس أظهروا زيادة في نشاط موجات دلتا الدماغية في مناطق القشرة الجبهية الأمامية المرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في الدوافع، مقارنة بنشاط أدمغتهم قبل بداية الأنشطة. ولم يُلاحظ أي تغيير من هذا القبيل في المجموعة الأخرى.

وقال الباحثون إن الأمر الحاسم هو أن موجات دلتا تُرى عادةً في أثناء النوم وليس اليقظة، مما يشير إلى أن هناك أجزاء من الدماغ «غفت» لدى المشاركين الذين مارسوا ضبط النفس، وهي الأجزاء المرتبطة باتخاذ القرار والتحكم في المشاعر والانفعالات.

وبعد ذلك، طلب الفريق من المجموعتين المشاركة في مجموعة متنوعة من الألعاب، بما في ذلك لعبة تُعرف باسم «الصقور والحمائم»، حيث كان على الأفراد أن يقرروا ما إذا كانوا سيتعاونون لتقاسم بعض الموارد، أو يتصرفون بطريقة عدائية لتأمينها.

وتكشف النتائج عن أن 86 في المائة من المشاركين الذين لم يُطلب منهم ممارسة ضبط النفس في بداية الدراسة تصرفوا مثل الحمائم، وشاركوا الموارد بعضهم مع بعض في تعاون سلمي.

وعلى النقيض من ذلك، فقد بلغ هذا الرقم 41 في المائة فقط بين المشاركين الذين طُلب منهم في البداية ممارسة ضبط النفس، مما يشير إلى أنهم كانوا يميلون إلى التصرف بعدائية مثل الصقور.

وأكدت النتائج أنه قد يكون من الأفضل أخذ قسط من الراحة بعد يوم من المجهود الذهني قبل الانخراط في مهام أخرى.

وقالت إيريكا أوردالي، المؤلفة الأولى للدراسة من مدرسة IMT للدراسات المتقدمة في لوكا بإيطاليا: «إذا كنت تريد مناقشة شريك حياتك وتشعر بأنك منهك عقلياً من العمل، فلا تفعل ذلك. خذ وقتك. وافعل ذلك في يوم آخر».