ملصق يُترجم حركات اليد لكلمات وأوامر

صمّم الباحثون الملصق ليكون مريحاً عند ارتدائه (جامعة بكين للمعلمين)
صمّم الباحثون الملصق ليكون مريحاً عند ارتدائه (جامعة بكين للمعلمين)
TT

ملصق يُترجم حركات اليد لكلمات وأوامر

صمّم الباحثون الملصق ليكون مريحاً عند ارتدائه (جامعة بكين للمعلمين)
صمّم الباحثون الملصق ليكون مريحاً عند ارتدائه (جامعة بكين للمعلمين)

طوّر باحثون في الصين، ملصقاً رقيقاً ومرناً يمكنه تحويل حركة اليد أو الإصبع إلى كلمات وأوامر من دون الحاجة للتحدث أو النقر على شاشة تعمل باللمس.

وأوضح الباحثون أن هذا الجهاز يبشر بإمكانات جديدة لتطبيقات إعادة التأهيل ومساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التواصل بسهولة أكبر، ونشرت النتائج، الثلاثاء، بدورية (Biomedical Optics Express).

ويعد هذا الجهاز جزءاً من مشروع أكبر يهدف لتطوير تقنيات مساعدة مبتكرة، وهو مستوحى من التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة وأولئك الذين يتعافون من حالات مثل السكتات الدماغية، والذين غالباً ما يعانون من ضعف الحركات الأساسية والتواصل.

ووفق الباحثين، فإن الجهاز عبارة عن رُقعة مصنوعة من نوع من السيليكون المطاطي يتميز بالمرونة الشديدة، وأمانه على البشرة، وهذا يسمح للناس بارتدائها لفترات طويلة من دون تهيج أو إزعاج.

ولمنح الرقعة القدرة على استشعار الحركة، زودها الباحثون بمستشعر مزود بألياف ضوئية، يتيح اكتشاف التغييرات الطفيفة في طريقة انتشار الضوء في أثناء الحركة، ما يسمح للنظام باكتشاف حركات معينة من خلال تحليل التغييرات في سلوك الضوء.

المستشعر أظهر مستوى عالياً من الحساسية والدقة (جامعة بكين للمعلمين)

ولإثبات قدرات أجهزة الاستشعار القابلة للارتداء، أجرى الباحثون سلسلة من الاختبارات التي ركّزت على التعرف على الإيماءات والمساعدة في الاتصال.

وبعد معايرة أجهزة الاستشعار للمشاركين الأفراد، قاموا بتوصيل أجهزة الاستشعار بأجزاء مختلفة من الجسم، مثل المعصم والأصابع، لاكتشاف الحركات المختلفة.

كما طوّروا نظاماً يُمكّن أجهزة الاستشعار من ترجمة الإيماءات البسيطة إلى أوامر أو رسائل. على سبيل المثال، استخدموا حركات الأصابع لتهجئة الكلمات بناءً على شفرة مورس، وهي نظام لتمثيل الحروف والأرقام والعلامات باستخدام نقاط وشرطات، واستُخدمت بشكل أساسي في الاتصالات السلكية واللاسلكية.

وفي كلا الاختبارين، أظهرت المستشعرات مستوى عالياً من الحساسية والدقة في التعرف على مجموعة واسعة من الإيماءات وترجمتها إلى كلمات، ما أظهر إمكاناتها كتقنية مساعدة للأفراد الذين يعانون من ضعف الكلام أو القدرة على الحركة.

من جانبه، قال الباحث الرئيسي للدراسة في جامعة بكين للمعلمين، الدكتور كون شياو: «بالنسبة لشخص يتعافى من السكتة الدماغية، يمكن لهذه المستشعرات مراقبة حركات المعصم أو الأصابع أو حتى الوجه لمراقبة تقدم عملية إعادة التأهيل».

وأضاف عبر موقع «يوريك أليرت»، أنه بالنسبة للأفراد الذين يعانون من إعاقات شديدة في الحركة أو الكلام، يمكن لأجهزة الاستشعار ترجمة الإيماءات أو تعبيرات الوجه إلى كلمات أو أوامر، ما يمكنهم من التواصل مع الآخرين أو التفاعل مع التكنولوجيا بسهولة أكبر.

وإلى جانب اكتشاف الحركة، يطمح الباحثون إلى تصميم هذه المستشعرات القابلة للتكيف، لتتوافق مع تطبيقات مثل مراقبة المؤشرات الصحية الأخرى؛ مثل الجهاز التنفسي أو معدل ضربات القلب من خلال الكشف عن حركات الجسم الدقيقة، ومراقبة أداء الرياضيين في الوقت الفعلي.


مقالات ذات صلة

يوميات الشرق موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

موسيقى الشهر: عودة متعثّرة لشيرين... وأحلام تنفي الانفصال بالصور والغناء

بدل أن يصل صدى أغنيات شيرين الجديدة إلى جمهورها العربي، طغى عليها ضجيج المشكلات التي واكبت عودتها. ماذا أيضاً في الجديد الموسيقي لهذا الشهر؟

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق مشهد يُشارك فيه فغالي ضمن مسلسل «البيت الملعون» (صور الفنان)

عماد فغالي لـ«الشرق الأوسط»: لم أحقّق طموحي الكبير في عالم التمثيل

يتساءل اللبناني عماد فغالي، أسوةً بغيره من الممثلين، عن الخطوة التالية بعد تقديم عمل. من هذا المنطلق، يختار أعماله بدقة، ولا يكرّر أدواره باحثاً عن التجديد.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق العقل هو مَن حلَّق أولاً (الباريزيان)

تحليق شراعي حُرّ لمُقعدين فرنسيين مع كراسيهم المتحرّكة

في بلدة أندليس بشمال فرنسا، يمكن للمُقعدين ممارسة التحليق الشراعي الحُرّ. فاستقبل نادٍ عدداً من ذوي الحاجات الخاصة ممّن دُرِّبوا على ممارسة هذه الرياضة.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق «يوان يوان» احتفلت بعشرينها (أ.ب)

باندا عملاقة صينية المولد تحتفل بعامها الـ20 في حديقة بتايوان

الباندا العملاقة «يوان يوان» احتفلت بعيد ميلادها الـ20 في العاصمة التايوانية تايبيه، وسط تهاني حارّة من المعجبين بها.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
TT

هاني شاكر في بيروت... الأحزان المُعتَّقة تمسحها ضحكة

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)
بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

القبلات المتطايرة التي تدفّقت من هاني شاكر إلى أحبّته طوال حفل وداع الصيف في لبنان، كانت من القلب. يعلم أنه مُقدَّر ومُنتَظر، والآتون من أجله يفضّلونه جداً على أمزجة الغناء الأخرى. وهو من قلّة تُطالَب بأغنيات الألم، في حين يتجنَّب فنانون الإفراط في مغنى الأوجاع لضمان تفاعل الجمهور. كان لافتاً أن تُفجّر أغنية «لو بتحبّ حقيقي صحيح»، مثلاً، وهو يختمها بـ«وأنا بنهار»، مزاج صالة «الأطلال بلازا» الممتلئة بقلوب تخفق له. رقص الحاضرون على الجراح. بارعٌ هاني شاكر في إشعالها بعد ظنّ أنها انطفأت.

بارعٌ هاني شاكر في إشعال الجراح بعد ظنّ بأنها انطفأت (الشرق الأوسط)

تغلَّب على عطل في هندسة الصوت، وقدَّم ما يُدهش. كان أقوى مما قد يَحدُث ويصيب بالتشتُّت. قبض على مزاج الناس باحتراف الكبار، وأنساهم خللاً طرأ رغم حُسن تنظيم شركة «عكنان» وجهود المتعهّد خضر عكنان لمستوى يليق. سيطر تماماً، بصوت لا يزال متّقداً رغم الزمن، وأرشيف من الذهب الخالص.

أُدخل قالب حلوى للاحتفاء بأغنيته الجديدة «يا ويل حالي» باللهجة اللبنانية في بيروت التي تُبادله الحبّ. قبل لقائه بالآتين من أجله، كرَّرت شاشة كبيرة بثَّها بفيديو كليبها المُصوَّر. أعادتها حتى حُفظت. وحين افتتح بها أمسيته، بدت مألوفة ولطيفة. ضجَّ صيف لبنان بحفلاته، وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات، فكان الغناء بلهجته وفاءً لجمهور وفيّ.

بقيادة المايسترو بسام بدّور، عزفت الفرقة ألحان العذاب. «معقول نتقابل تاني» و«نسيانك صعب أكيد»، وروائع لا يلفحها غبار. الأغنية تطول ليتحقّق جَرْف الذكريات. وكلما امتّدت دقائقها، نكشت في الماضي. يوم كان هاني شاكر فنان الآهات المستترة والمعلنة، وأنّات الداخل وكثافة طبقاته، وعبق الورد رغم الجفاف والتخلّي عن البتلات. حين غنّى «بعد ما دابت أحلامي... بعد ما شابت أيامي... ألقاقي هنا قدامي»، طرق الأبواب الموصودة؛ تلك التي يخالها المرء صدأت حين ضاعت مفاتيحها، وهشَّم الهواء البارد خشبها وحديدها. يطرقها بأغنيات لا يهمّ إن مرَّ عُمر ولم تُسمَع. يكفيها أنها لا تُنسى، بل تحضُر مثل العصف، فيهبّ مُحدِثاً فوضى داخلية، ومُخربطاً مشاعر كوَقْع الأطفال على ما تظنّه الأمهات قد ترتَّب واتّخذ شكله المناسب.

هاني شاكر مُنتَظر والآتون من أجله يفضّلونه جداً (الشرق الأوسط)

تتطاير القبلات من فنان يحترم ناسه، ويستعدّ جيداً من أجلهم. لا تغادره الابتسامة، فيشعر مَن يُشاهده بأنه قريب ودافئ. فنانُ الغناء الحزين يضحك لإدراكه أنّ الحياة خليط أفراح ومآسٍ، ولمّا جرّبته بامتحانها الأقسى، وعصرت قلبه بالفراق، درّبته على النهوض. همست له أن يغنّي للجرح ليُشفى، وللندبة فتتوارى قليلاً. ولا بأس إن اتّسم الغناء بالأحزان، فهي وعي إنساني، وسموّ روحي، ومسار نحو تقدير البهجات. ابتسامة هاني شاكر المتألِّمة دواخلَه، إصرار وعناد.

تراءى الفنان المصري تجسيداً للذاكرة لو كان لها شكل. هكذا هي؛ تضحك وتبكي، تُستعاد فجأة على هيئة جَرْف، ثم تهمد مثل ورقة شجر لا تملك الفرار من مصيرها الأخير على عتبة الخريف الآتي. «بحبك يا هاني»، تكرَّرت صرخات نسائية، وردَّ بالحبّ. يُذكِّر جمهوره بغلبة السيدات المفتتنات بأغنياته، وبما تُحرِّك بهنّ، بجمهور كاظم الساهر. للاثنين سطوة نسائية تملك جرأة الصراخ من أجلهما، والبوح بالمشاعر أمام الحشد الحاضر.

نوَّع، فغنّى الوجه المشرق للعلاقات: «بحبك يا غالي»، و«حنعيش»، و«كدة برضو يا قمر». شيءٌ من التلصُّص إلى الوجوه، أكّد لصاحبة السطور الحبَّ الكبير للرجل. الجميع مأخوذ، يغنّي كأنه طير أُفلت من قفصه. ربما هو قفص الماضي حين ننظر إليه، فيتراءى رماداً. لكنّ الرماد وجعٌ أيضاً لأنه مصير الجمر. وهاني شاكر يغنّي لجمرنا وبقاياه، «يا ريتك معايا»، و«أصاحب مين»؛ ففي الأولى «نلفّ الدنيا دي يا عين ومعانا الهوى»، وفي الثانية «عيونك هم أصحابي وعمري وكل أحبابي»، لتبقى «مشتريكي ما تبعيش» بديع ما يُطرب.

ضجَّ صيف لبنان بحفلاته وقدَّم على أرضه حلاوة الأوقات (الشرق الأوسط)

استعار من فيروز «بحبك يا لبنان» وغنّاها. بعضٌ يُساير، لكنّ هاني شاكر صادق. ليس شاقاً كشفُ الصدق، فعكسُه فظٌّ وساطع. ردَّد موال «لبنان أرض المحبّة»، وأكمله بـ«كيف ما كنت بحبك». وكان لا مفرّ من الاستجابة لنداء تكرَّر. طالبوه مراراً بـ«علِّي الضحكاية»، لكنه اختارها للختام. توَّج بها باقة الأحزان، كإعلان هزيمة الزعل بالضحكاية العالية.