أقدم مواطن ليبيّ على تفجير مدرسة في مدينة بنغازي (شرق البلاد)، انتقاماً لابنته التي نالت قسطاً من التعنيف على يد معلمتها، وسط استغراب واستنكار شديدين من أطراف مجتمعية كثيرة.
وألقى المواطن، وهو ولي أمر طالبة بمدرسة «الأمل الواعد» قنبلة يدوية داخل فناء المدرسة، رداً على قيام مُعلمة بـ«معاقبة ابنته»، كما «وجه سيلاً من الشتائم والألفاظ النابية لهيئة التدريس بالمدرسة»، حسب مديرية أمن بنغازي.
ولم تكشف المديرية، التي أعلنت الواقعة مساء (الاثنين) عمّا إذا كانت القنبلة انفجرت أم لا، لكنها قالت إنها سارعت بالتعاطي مع البلاغ الذي تقدمت به المدرسة الواقعة في منطقة السلماني الغربي، «لاحتواء حالة الخوف التي تسبب فيها الجاني».
وتشهد ليبيا من وقت إلى آخر وقائع تتسم بـ«الغرائبية» في تصرفات يعاقب عليها القانون، كمن يلقي قاذفات «آر بي جي» ابتهاجاً في الأفراح، أو يقذف منزل جاره بالسلاح نفسه.
وتظل واقعة الاعتداء على مدرسة بقنبلة يدوية، هي «الأشد جُرماً» حسب أولياء أمور طلاب آخرين في المدرسة، نقلوا ذلك لوسائل إعلام محلية.
وأوضحت أن مدير أمن بنغازي اللواء أحمد الشامخ، وجّه بالقبض على الشخص المطلوب، وبعد عملية بحث وتحرٍّ داخل منطقة السلماني الغربي، حُدّد مكانه، وأُلقي القبض عليه، وهو من مواليد 1977، واعترف بما نُسب إليه، وأُحيل إلى جهات الاختصاص.
وفي مرحلة سابقة اتسمت بالانفلات الأمني، شهدت منطقة السلماني في بنغازي، واقعة لإطلاق أحد المحتفلين بأحد الأفراح طلقة «آر بي جي» بشكل عشوائي فأصاب 5 مواطنين، وذلك أثناء مرور موكب العروسين.
ولم تكن هذه المرة الوحيدة التي يُطلق فيها قذائف في مناسبات اجتماعية، بل سبقتها مرات عدة استخدم فيها المحتفلون أسلحة متوسطة من نوعية مدافع «14.5»، كما لم يقتصر الأمر على مدينة دون سواها، في ظل انتشار واسع للأسلحة في يد المواطنين.
ووسط استنكار حقوقي لواقعة الاعتداء على المدرسة، جرت المطالبة «بمعاقبة من يقدم على ترويع المواطنين بالسلاح»، مشددين على ضرورة «جمعه من يد المواطنين».
وفي واقعة ثانية، قالت مديرية أمن بنغازي، الثلاثاء، إن أحد المواطنين «اعتدى على والدته، وهددها بحرق منزلها بواسطة أسطوانة بوتاغاز إذا لم تمنحه مالاً».
وأوضحت المديرية تفاصيل الواقعة، وقالت إن «سيدة ليبية استنجدت بقسم شرطة (العروبة)، وأفادت بأن نجلها اعتدى عليها وسبها وروعها بالسلاح (موس)، وهدّدها بحرق المنزل بأسطوانة بوتاغاز، لأنها لم تستجب له وتمنحه مالاً». وأشارت إلى أن قوة أمنية تحركت للقبض على المواطن، وأثناء ضبطه «وجه شتائم بذيئة لوالدته، وأُحيل إلى النيابة العامة».