أبناء الفنانين المصريين يسجلون حضوراً لافتاً في دراما رمضان

بعضهم يشارك للمرة الأولى

مريم أشرف زكي (إنستغرام الفنان أشرف زكي)
مريم أشرف زكي (إنستغرام الفنان أشرف زكي)
TT

أبناء الفنانين المصريين يسجلون حضوراً لافتاً في دراما رمضان

مريم أشرف زكي (إنستغرام الفنان أشرف زكي)
مريم أشرف زكي (إنستغرام الفنان أشرف زكي)

يسجل أبناء الفنانين المصريين حضوراً لافتاً في السباق الدرامي الرمضاني لعام 2024 الذي ينطلق بعد أسبوعين، بمشاركتهم في الأعمال الدرامية رفقة أحد والديهم.

ويشهد الموسم الجديد المشاركة الأولى للطفل يوسف نجل الفنان حمادة هلال في الموسم الرابع من مسلسله الشهير «المداح» الذي سيعرض هذا العام تحت عنوان «أسطورة العودة»، ومن المقرر عرضه حصرياً عبر قنوات «إم بي سي»، وتعد مشاركة يوسف هي الأولى له، إذ لم يسبق له التمثيل. كما يشارك الفنان الشاب شادي رمزي نجل الفنان هاني رمزي مع والده في مسلسله الجديد «بدون مقابل»، وهو أول عمل تراجيدي في مسيرة الفنان الكوميدي، ويشارك في بطولته كل من الفنانين عمرو عبد الجليل، وداليا البحيري.

وتظهر مريم زكي للمرة الثانية في دراما رمضان مع والدتها الفنانة المصرية روجينا من خلال مسلسل «سر إلهي»، وقد سبق لها مشاركة والدتها في مسلسلها العام الماضي «ستهم»، الذي حازت عنه روجينا جائزة من المجلس القومي للمرأة، ومريم زكي هي ابنة نقيب الممثلين الفنان أشرف زكي.

وللمرة الرابعة يظهر الشاب عمر رياض، نجل الفنانة رانيا محمود ياسين والفنان محمد رياض في الدراما المصرية من خلال مسلسل «قلع الحجر» الذي يعرض على التلفزيون المصري، والمسلسل من بطولة محمد رياض وسوسن بدر وعبد العزيز مخيون، وسبق لرياض الصغير المشاركة في مسلسل «نصيبي وقسمتك» الموسم الرابع، وفيلم «الرجل الرابع»، ومسلسل «الحلم».

وللمرة الثانية يشارك الفنان نور النبوي والده الفنان خالد النبوي في بطولة مسلسل درامي تلفزيوني، إذ يجمعهما مسلسل «إمبراطورية ميم» الذي تشاركهما في بطولته الفنانة حلا شيحة العائدة من الاعتزال. وكان نور قد شارك من قبل مع والده في مسلسل «راجعين يا هوى»، وشارك مؤخراً في أعمال عدّة منها فيلما «5 جولات» و«الحريفة».

وتظهر الفنانة ملك زاهر لأول مرة برفقة والدها الفنان أحمد زاهر في مسلسله الجديد «محارب» الذي يقوم ببطولته الفنان حسن الرداد. وملك شاركت في أعمال من قبل بعيداً عن والدها، من بينها فيلم «عمر وسلمى» مع الفنان تامر حسني، ومسلسل «نسل الأغراب» مع أحمد السقا، و«القاصرات» مع الفنان الكبير صلاح السعدني.

ويتكرر الأمر مع بسنت صيام ابنة الفنان أحمد صيام الذي تشاركه في مسلسل «رحيل» بطولة الفنانة ياسمين صبري، وذلك بعد أن حققت نجاحاً جيداً على صعيد السينما بالمشاركة في بطولة فيلم «زومبي».

ويرى الناقد الفني المصري محمود عبد الشكور أن ظاهرة وجود أبناء الفنانين في دراما رمضان أمر لم يعد جديداً على الدراما المصرية، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «الفن لا يعترف بالوراثة، على الفنان أن يبرز موهبته لكي يرضى عنه الجمهور، علينا ألا نتعامل مع أولاد الفنانين على أنهم يمتهنون المهنة لأنهم أولاد فنانين، هناك عشرات الفنانين الشباب الذين استطاعوا إبراز موهبتهم بعيداً عن موهبة والديهم».

وحول تقييمه لأداء بعض الفنانين الشباب، قال: «لا أستطيع التحدث عن أغلبية الفنانين الشباب المشاركين مع والديهم في الدراما الرمضانية، بسبب قلّة أعمالهم الفنية، أو لظهورهم للمرة الأولى، ولكن بالنظر إلى تلك الأسماء نرى أن نور النبوي موهبة فنية جيدة، استطاع أن يثبت نفسه في مسلسل (راجعين يا هوى) من قبل، وأثبت موهبته حينما شارك في فيلم (الحريفة)، كما أن ملك بنت الفنان أحمد زاهر لديها أكثر من تجربة فنية جيدة منذ نعومة أظافرها».


مقالات ذات صلة

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق الممثل كيليان مورفي يعود إلى شخصية تومي شلبي في فيلم «The Immortal Man» (نتفليكس)

عصابة آل شلبي عائدة... من باب السينما هذه المرة

يعود المسلسل المحبوب «Peaky Blinders» بعد 6 مواسم ناجحة، إنما هذه المرة على هيئة فيلم من بطولة كيليان مورفي المعروف بشخصية تومي شلبي.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق الفنان المصري أحمد مالك يهوى الأدوار المؤثّرة (حسابه في «فيسبوك»)

أحمد مالك: بـ«مطعم الحبايب» تحدّيتُ الصورة النمطية حيال ما أقدّم

وجوده في المطبخ جعله يتعلّم طهي الحَمام المحشوّ بالأرز بطريقة احترافية، وهي الوجبة التي يحبّها من يدَي والدته.

أحمد عدلي (القاهرة )
الولايات المتحدة​ المغينة الشهيرة بيونسيه تحتضن المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس خلال تجمع انتخابي (د.ب.أ)

بين بيونسيه وتايلور سويفت... لماذا لم يكن دعم المشاهير لهاريس كافياً؟

رغم قدرة نجوم ونجمات من عيار بيونسيه وتايلور سويفت مثلاً على استقطاب الحشود الجماهيرية، لم ينجح دعمهما هاريس في التغلب على ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
TT

موسيقى تحت النار تصدح في «مترو المدينة» لإعلان الحياة

مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)
مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس... موسيقى ونغمات وأمل (مترو المدينة)

وسط الأجواء المثقلة بالهموم والخوف أعادت رسالة هاتفية بعض الأمل إلى سكان مدينة بيروت، معلنةً عودة أمسيات «مترو المدينة». يتحدث أحد مؤسّسي «مترو» ومديره الفنّي، هشام جابر، مع «الشرق الأوسط» عن ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة. ينفض عنها «مفهوماً قديماً» حصر دورها بالترفيه وتمضية الوقت، ليحيلها إلى ما هو عميق وشامل، بجَعْلها، بأصنافها وجمالياتها، مطلباً مُلحّاً لعيش أفضل، وحاجة لتحقيق التوازن النفسي حين يختلّ العالم وتتهدَّد الروح.

موسيقيون عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة (مترو المدينة)

في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة بفرادة الطابع والمزاج. أُريد للموسيقى خَلْق فسحة تعبيرية لاحتواء المَعيش، فتُجسّد أرضية للبوح؛ مُنجزةً إحدى وظائفها. تُضاف الوظيفة الأخرى المُمثَّلة بالإصرار على النجاة لمَنْح الآتي إلى الأمسية المُسمَّاة «موسيقى تحت النار» لحظات حياة. موسيقيون على البزق والدرامز والإيقاع والكمنجة... عزفوا للمحاربين في هذه الاستراحة. يُعلّق هشام جابر: «لم يكن ينقصنا سوى الغبار. جميعنا في معركة».

لشهر ونصف شهر، أُغلق «مترو». شمَلَه شلل الحياة وأصابته مباغتات هذه المرارة: «ألغينا برنامجاً افترضنا أنه سيمتدّ إلى نهاية السنة. أدّينا ما استطعنا حيال النازحين، ولمّا لمسنا تدهور الصحّة النفسية لدى المعتادين على ارتياد أمسيات المسرح، خطرت العودة. أردنا فسحة للفضفضة بالموسيقى».

لم يَسْلم تاريخ لبنان من الويل مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز (مترو المدينة)

يُشبّه المساحة الفنية التي يتيحها «مترو» بـ«علبة خارج الزمن». ذلك لإدراكه أنّ لبنان امتهن الصعاب ولم يَسْلم تاريخه من الويل، مما لقَّن أبناءه فنّ التجاوُز. وامتهن اجتراح «العُلب»، وهي الفسحات الرقيقة. منها يُواجه أقداره ويُرمّم العطب.

استمرّت الحفلات يومَي 20 و21 الحالي، وسلّمت «موسيقى تحت النار» أنغامها لعرض سُمِّي «قعدة تحت القمر»، لا يزال يتواصل. «هذا ما نجيده. نعمل في الفنّ»، يقول هشام جابر؛ وقد وجد أنّ الوقت لا ينتظر والنفوس مثقلة، فأضاء ما انطفأ، وحلَّ العزفُ بدل الخوف.

يُذكِّر بتاريخ البشرية المضرَّج بالدماء، وتستوقفه الأغنيات المولودة من ركام التقاتُل الأهلي اللبناني، ليقول إنّ الحروب على مرّ العصور ترافقت مع الموسيقى، ونتاج الفنّ في الحرب اللبنانية تضاعف عمّا هو في السلم. يصوغ المعادلة: «مقابل الصدمة والاهتزاز واليأس، موسيقى ونغمات وأمل». ذلك يوازي «تدليك الحالة»، ويقصد تليينها ومدّها بالاسترخاء، بما يُشبه أيضاً إخضاع جهاز لـ«الفرمتة»، فيستعيد ما تعثَّر ويستردّ قوةً بعد وهن.

أنار المسرح البيروتي أضواءه واستقبل آتين إلى سهراته المميّزة (مترو المدينة)

يتمسّك «مترو المدينة» بحقيقة أنّ الوقت الصعب يمضي والزمن دولاب. أحوالٌ في الأعلى وأحوال في الأسفل. هذه أوقات الشدائد، فيشعر الباحثون عن حياة بالحاجة إلى يد تقول «تمسّك بها»، ولسان يهمس «لا تستسلم». أتاح المسرح هذا القول والهَمْس، ففوجئ هشام جابر بالإقبال، بعد الظنّ أنه سيقتصر على معارف وروّاد أوفياء. يقول: «يحضر الناس لكسر الشعور بالعزلة. يريدون مساحة لقاء. بعضهم آلمته الجدران الأربعة وضخّ الأخبار. يهرعون إلى المسرح لإيجاد حيّز أوسع. ذلك منطلقه أنّ الفنّ لم يعد مجرّد أداة ترفيهية. بطلَ هذا الدور منذ زمن. الفنون للتعافي وللبقاء على قيد الحياة. أسوةً بالطعام والشراب، تُغذّي وتُنقذ».

كفَّ عن متابعة المسار السياسي للحرب. بالنسبة إليه، المسرح أمام خيارَيْن: «وضع خطّة للمرحلة المقبلة وإكمال الطريق إنْ توقّفت النار، أو الصمود وإيجاد مَخرج إنْ تعثَّر الاتفاق. في النهاية، المسارح إيجارات وموظّفون وكهرباء وتكاليف. نحاول أن يكون لنا دور. قدّمنا عروضاً أونلاين سمّيناها (طمنونا عنكم) ترافقت مع عرض (السيرك السياسي) ذائع الصيت على مسرحنا. جولته تشمل سويسرا والدنمارك وكندا...».

ترسيخ الفنون بوصفها احتمالاً للنجاة (مترو المدينة)

ويذكُر طفولة تعمَّدت بالنار والدخان. كان في بدايات تفتُّح الوعي حين رافق والده لحضور حفل في الثمانينات المُشتعلة بالحرب الأهلية. «دخلنا من جدار خرقته قذيفة، لنصل إلى القاعة. اشتدّ عودنا منذ تلك السنّ. تعلّقنا بالحياة من عزّ الموت. لبنان حضارة وثقافة ومدينة وفنّ. فناء تركيبته التاريخية ليست بهذه البساطة».

يرى في هذه المحاولات «عملاً بلا أمل». لا يعني إعلان اليأس، وإنما لشعورٍ بقسوة المرحلة، «يخذلني الضوء حيال الكوكب بأسره، ولم يعُد يقتصر غيابه على آخر النفق. حين أردّد أنني أعمل بلا أمل، فذلك للإشارة إلى الصعوبة. نقبع في مربّع وتضيق بنا المساحة. بالفنّ نخرج من البُعد الأول نحو الأبعاد الثلاثة. ومن الفكرة الواحدة إلى تعدّدية الأفكار لنرى العالم بالألوان. كما يُحدِث الطبيب في الأبدان من راحة وعناية، يحتضن الفنّ الروح ويُغادر بها إلى حيث تليق الإقامة».