على مسرح «أولمبيا» العريق في باريس جرت ليلة أمس وقائع الدورة الـ45 من حفل «سيزار» لتكريم العاملين في حقل السينما الفرنسية بمختلف صنوفها. ووسط عشرات الفنانات والنجمات الشهيرات عالمياً، لمعت عربيتان نجحتا في ترك بصمة خاصة في هذا المحفل الأوروبي الحاشد.
الأولى هي كوثر بن هنية التي حصلت على جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل عن «بنات ألفة». وهو فيلم يجمع بين الروائي والتسجيلي، يتناول محنة أم تواجه تطرف اثنتين من بناتها. وقد عرض الفيلم في أكثر من مهرجان ولقي أصداء ممتازة وجرى ترشيحه للأوسكار.
درست المخرجة المولودة في سيدي بوزيد عام 1977 في مدرسة الفنون والسينما في بلدها وأنجزت عدة أفلام وثائقية كما دخلت دورة نظمتها «إروميد» لكتابة الوثائقيات الطويلة وتعاونت مع قناة «الجزيرة الوثائقية». وكان صعود كوثر بن هنية على مسرح «أولمبيا» فرصة لها لتلقي كلمة غاضبة تطالب فيها بوقف قتل الأطفال في غزة. وقالت: «إنه أمر رهيب للغاية ولا يمكن لأحد أن ينكر علمه بما يجري. إنها أول مجزرة تجري حية على الهواء ونراها على هواتفنا».
الثانية هي المخرجة الكندية التونسية الأصل منية شكري، التي نالت «سيزار» أفضل فيلم أجنبي عن «بسيط مثل سيلفان». وهو عن صوفي الأستاذة الجامعية التي تعيش حياة هادئة مع زوجها كزافييه قبل أن تلتقي بسيلفان، العامل الذي جاء لترميم بيتهما الصيفي.
ولدت منية في إقليم كيبيك في كندا عام 1982 ونشأت في كنف والدين يساريين مناضلين ودرست التمثيل في الكونسرفتوار الوطني في مونتريال. أدت أدواراً على المسرح وفي السينما قبل أن تتجه نحو الإخراج وتقدم عام 2013 فيلمها الروائي القصير «شخص غير عادي» الذي نال عدة جوائز. وفي عام 2019 نالت جائزة لجنة التحكيم لتظاهرة «نظرة خاصة» في مهرجان كان الفرنسي.
تميز حفل «سيزار» لهذا العام بارتفاع نبرة الخطاب النسائي المندد بالسكوت على التحرش الذي تتعرض له الممثلات الشابات من المخرجين والمنتجين والنجوم في الوسط السينمائي. كما تميز بحصول فيلم «تشريح سقطة» للمخرجة جوستين ترييه على 6 جوائز، من بينها «سيزار أفضل فيلم». وسبق للمخرجة أن نالت «سعفة كان» الذهبية عن الفيلم نفسه في الربيع الماضي، وهو مرشح في مسابقة «الأوسكار» بدورتها المقبلة.