«الشتاء الأخير» و«المدرسة القديمة» يمثلان السعودية في «الإسماعيلية التسجيلي»

الدورة الـ25 للمهرجان تشهد مشاركة 121 فيلماً من 26 دولة

بوستر الدورة الـ25
بوستر الدورة الـ25
TT

«الشتاء الأخير» و«المدرسة القديمة» يمثلان السعودية في «الإسماعيلية التسجيلي»

بوستر الدورة الـ25
بوستر الدورة الـ25

عبر فيلمين أحدهما تسجيلي والآخر روائي قصير، تشارك السعودية في مهرجان «الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة» بمصر خلال دورته الـ25 التي تقام في الفترة من 28 فبراير (شباط) الحالي وحتى 5 مارس (آذار) المقبل.

وفيما يشارك فيلم «الشتاء الأخير» للمخرج حيدر داود بمسابقة الأفلام التسجيلية الذي يتتبع رحلة الشاب «محسن» الذي يعود من السويد، ويملؤه الشوق العميق لزيارة وطنه السعودية، ويستعيد مع صديقه حيدر الكثير من الذكريات؛ فإن فيلم «المدرسة القديمة» يشارك بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة، حيث يعرض لبطله «بتال» الذي يعود لمباشرة عمله بعد غيابه عنه لأشهر عدّة، ليجد نفسه في صراع كبير، حيث بيئة عمل حديثة، وشرط لا يمكن تحقيقه بسهولة. الفيلم من إخراج عبد الله الخميس.

لقطة من الفيلم السعودي «الشتاء الأخير» (إدارة المهرجان)

ويشارك الشاعر والسينمائي السعودي أحمد الملا بصفته عضو لجنة تحكيم بمسابقة الأفلام التسجيلية، في المهرجان الذي تنظّمه وزارة الثقافة المصرية ويحتفي العام الحالي بيوبيله الفضي، إذ يستدعي 18 فيلماً تُعد من أهم الأفلام التي عُرضت عبر دورات المهرجان الفائتة من خلال برنامج «الإسماعيلية الفضي»، كما يعرض فيلماً وثائقياً عن «البنّائين العظام» من رؤسائه السابقين الذين ساهموا في إرساء دعائمه والانطلاق به إلى آفاق أرحب، ويقدم برنامجاً موازياً بعنوان «الحنين للسينما» يعرض من خلاله 4 أفلام، ويحتفي بمئوية ميلاد المخرج عبد القادر التلمساني أحد رواد السينما التسجيلية.

أحد مشاهد الفيلم السعودي «المدرسة القديمة»

وتقام دورة المهرجان الـ25 بمشاركة 121 فيلماً تمثل 62 دولة، من بينها 12 فيلماً بمسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، و20 فيلماً بمسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و18 بمسابقة أفلام التحريك، بالإضافة لـ17 فيلماً بمسابقة أفلام الطلبة.

ونُظّم مؤتمر صحافي مساء الأربعاء في مسرح الهناجر بالقاهرة بحضور د. حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما، ود. خالد عبد الجليل مستشار وزيرة الثقافة لشؤون السينما، والناقد عصام زكريا رئيس المهرجان، الذي كشف عن تفاصيل الدورة المقبلة، مؤكداً أنها ستشهد تمثيلاً لمشاركات دولية وعربية، كما أن السينما الفلسطينية ستكون حاضرة بقوة.

الناقد عصام زكريا رئيس المهرجان يتوسط د. خالد عبد الجليل ود. حسين بكر (إدارة المهرجان)]

ونفى زكريا ما تردّد عن انسحاب هيئة قناة السويس من دعم المهرجان، قائلاً إن «الدعم قد يقل في سنة، ويزيد في أخرى، لكنه موجود»، مؤكداً: «لقد تجاوزنا في هذه الدورة أشياءً كانت قد صدرت بشأنها قرارات تقشف»، وأنه «جرى تسهيل جميع الإجراءات المتعلقة بإقامة المهرجان».

فيما وعد د. خالد عبد الجليل بإقامة دورة مميزة عدَها «استثنائية» تليق بتاريخ المهرجان بصفته أحد المهرجانات العريقة المتخصصة في الأفلام الوثائقية والقصيرة، وأكد د. حسين بكر رئيس المركز القومي للسينما، على تنوّع الفعاليات التي تشهدها هذه الدورة، وبما تضمه من برامج ومعارض واحتفال بالمئويات.

وأعلن رئيس المهرجان عن تكريم ثلاث شخصيات دولية وعربية ومصرية من رموز السينما التسجيلية والقصيرة، وهم المخرج الأميركي ستيف جيمس، أحد رواد السينما التسجيلية الذي حاز «جائزة إيمي» ثلاث مرات، وترشح مرتين لجائزة الأوسكار، كما حظيت مسيرته المهنية بحفاوة دُولية، بجانب المخرج الفلسطيني مهدي فليفل الذي سبق وفاز بالجائزة الذهبية لمهرجان «الإسماعيلية» ثلاث مرات، إضافة لتكريم الممثلة المصرية سلوى محمد علي لجهودها في دعم الأفلام القصيرة، حيث شاركت بأكثر من مائة فيلم قصير.

الفنانة المصرية سلوى محمد علي (حسابها على فيسبوك)

وقالت سلوى في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن تكريمها في مهرجان «الإسماعيلية» أمر يسعدها للغاية باعتباره من أهم المهرجانات التي تحبها لاهتمامه بعرض الأفلام القصيرة والتسجيلية والتحريك، مبرّرة مشاركتها الدائمة بالأفلام القصيرة لكون هذه الأفلام فنية جداً.

وتؤكد سلوى أن «السينما تقوم على الإيجاز، وأنه من البراعة إيجاز فكرة الفيلم»، وقد «شاهدت أفلاماً مدتها دقيقة ونصف الدقيقة، لكنّها جاءت معبّرة عن المضمون باحترافية عالية»، وتابعت أنه من «واجبنا دعم الفيلم القصير مع الطويل في السينما»، مطالبة المنتجين «بإنتاج فيلم قصير بجانب كل فيلم طويل وعرضهما في حفل واحد حتى يعتادها الجمهور ويبحث عنها».


مقالات ذات صلة

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

يوميات الشرق تكريم فريدة فهمي في مهرجان الإسماعيلية (وزارة الثقافة المصرية)

مهرجان مصري يستعيد تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي

استعاد مهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية تاريخ نجمة الرقص الشعبي فريدة فهمي التي عدّها نقاد «أيقونة» لفرقة رضا للفنون الشعبية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق العرض المونودرامي «يوميات ممثل مهزوم» (إدارة المهرجان)

«يوميات ممثل مهزوم»... مسرحية النهايات الحزينة للمواهب الواعدة

استطاع العرض المسرحي «يوميات ممثل مهزوم» أن يلفت الانتباه بقوة ضمن المهرجان الدولي «أيام القاهرة للمونودراما»؛ لعدة أسباب منها موضوع العمل.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق صورة تذكارية لفريق عمل مهرجان «الجونة» (إدارة المهرجان)

فنانون ونقاد لا يرون تعارضاً بين الأنشطة الفنية ومتابعة الاضطرابات الإقليمية

في حين طالب بعضهم بإلغاء المهرجانات الفنية لإظهار الشعور القومي والإنساني، فإن فنانين ونقاد رأوا أهمية استمرار هذه الأنشطة وعدم توقفها كدليل على استمرار الحياة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق تكريم إلهام شاهين في حفل افتتاح مهرجان ظفار للمسرح (إدارة المهرجان)

حضور مصري لافت في مهرجان ظفار المسرحي بعمان

يشهد مهرجان ظفار الدولي للمسرح بسلطنة عمان، حضوراً مصرياً لافتاً في نسخته الأولى، المقامة حتى التاسع من شهر أكتوبر الحالي، بمسرح المروج.

«الشرق الأوسط» (ظفار (عمان))
يوميات الشرق الفنان لطفي لبيب يعبر عن سعادته بالتكريم خلال حفل الافتتاح (إدارة المهرجان)

«الإسكندرية السينمائي» يتحدى «ضعف الميزانية»... ويراهن على التنوع

يواجه مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الأربعين (1-5 أكتوبر) الجاري، أزمة متكررة تتمثل في ضعف الميزانية المخصصة له.

انتصار دردير (القاهرة )

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
TT

«تيتا زوزو» يثير استياء «الموسيقيين» في مصر

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)
إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

أثار مسلسل «تيتا زوزو» استياء «الموسيقيين» في مصر، الذين اعترضوا على مشهد تضمّن حواراً بين الفنانة إسعاد يونس بطلة العمل وأحد الفنانين المشاركين يتحدث عن التحاقه بكلية «التربية الموسيقية»، وخلال المشهد يتم وصم منسوبيها بـ«الفشل»، ووصفهم بـ«الآلاتية».

وأصدرت كلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» بياناً استنكر «الحوار»، كما عدّت الكلية أن ما قِيل على لسان صُنّاع العمل يُعدّ إساءة بالغة للموسيقيين، كأنه يشير إلى أن من يتقدّم للالتحاق بكلية «التربية الموسيقية» شخص «فاشل».

وأكد بيان الكلية أن «الوصف يمسّ كرامة العاملين والطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ويقلّل من شأن مؤسسة عريقة أسهمت في تطوير الموسيقى المصرية على مدار عقود».

وأوضح البيان أن كلية «التربية الموسيقية» من القلاع الفنية في مصر، مثل: المعاهد المتخصصة الأخرى كـ«المعهد العالي للموسيقى العربية» و«الكونسرفتوار».

من جانبه قال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين»، أستاذ بكلية «التربية الموسيقية» بجامعة «حلوان» الدكتور محمد عبد الله، إن «خريجي الكلية يلعبون دوراً مهماً في مجالات التدريس الموسيقي، وتأليف الموسيقى التصويرية والتوزيع، وغيرها من أدوات العمل الفني».

الملصق الدعائي لمسلسل «تيتا زوزو» (الشركة المنتجة)

وفي تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أكد عبد الله أن «الكاتب هو المسؤول الأول عن هذه الإساءة، وكان يتعيّن عليه الإشارة إلى الموسيقى وعدم أهميتها، ما دام أنه يرى ذلك أو يريد توصيل هذا المعنى، ولكن بوجه عام دون تحديد اسم الكلية».

ووصف عبد الله الحوار الدرامي بأنه «فخ وقع به المؤلف، الذي لم يتدارك الموقف خلال الحلقة ويصلح ما أفسده»، ويتابع: «كلمة (مشخصاتي) التي كانت تُطلق على الممثل قديماً طُمست ولم تعد تُقال، فلماذا تتم الإساءة للموسيقي ووصفه بـ(الآلاتي) إذن؟ وهي الكلمة التي كانت تُقال للشخص الذي يتقن العزف على آلة بعينها، في ثلاثينات القرن الماضي قبل إنشاء الكليات المتخصصة».

وقال وكيل ثانٍ «نقابة الموسيقيين» إنه «غير عاتب على الفنانة إسعاد يونس ولا غيرها من الممثلين، فهم أدوات في يد صناع العمل»، وفق قوله، ولكنه «عاتب على المخرج والكاتب والرقابة على المصنفات الفنية في مصر التي مررت المشهد دون حذفه أو تعديله، والسماح بالإساءة إلى صرح أكاديمي عريق يضم قيادات وطلبة وأساتذة جامعيين».

إسعاد يونس في لقطة من مسلسل «تيتا زوزو» (منصة «واتش إت»)

وطالب عبد الله باعتذار رسمي من صُنّاع العمل ومحاولة حذف المشهد، مؤكداً أن «الفن لغة للجمال وليس للإساءة، وأن كتابة النص تحتاج إلى الدقة والحرص البالغ، حتى لا يقع الكاتب في فخ الإهانة والسخرية من أي مهنة أو شخص».

وذكر عبد الله أن صُنّاع العمل لم يتواصلوا مع إدارة الكلية، ولم يقدم أحد اعتذاره عما قيل.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع بعض صنّاع العمل، لمعرفة موقفهم من بيان الكلية والرد عليه، ومن بينهم المخرجة شيرين عادل والكاتب محمد عبد العزيز، دون أن نتلقى رداً أو تعليقاً.

وترى الناقدة الفنية المصرية خيرية البشلاوي أنه «لا بد من التدقيق في جوهر العمل بكامله، وهل السياق العام يُهين خريجي الكلية أم مجرد مشهد عابر يمهد لتوضيح أهمية الموسيقيين خلال الحلقات المقبلة».

وتضيف البشلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «إسعاد يونس فنانة وإعلامية تعي جيداً ما تقدّم، ولن تقبل الإساءة إلى أي مهنة»، كما ترفض البشلاوي حذف المشهد من السياق؛ لكنها تطالب بمتابعة الأحداث للنهاية، لتكوين تصور عام يوضح ما دار بالمشهد.

لم تكن واقعة اتهام مسلسل «تيتا زوزو» بالإساءة إلى إحدى المهن هي الأولى، وإنما وُجهت اتهامات مماثلة إلى أعمال أخرى، من بينها اتهام صُنّاع مسلسل «البيت بيتي 2» بالإساءة لمزارعي مصر، وكذلك اتهام صناع مسلسل «أشغال شقة» الذي عُرض في رمضان الماضي بالإساءة إلى مهنة الطب الشرعي، وكذلك اتهام مسلسل «الكبير أوي»، بالإساءة إلى مهنة التمريض، واتُّهم صناع مسلسل «مع سبق الإصرار» بالإساءة إلى مهنة المحاماة، وواجه صناع فيلم «رمضان مبروك أبو العلمين حمودة» في وقت سابق اتهامات بالإساءة إلى مهنة التدريس.